بشار أمين:
“- بعض أطراف إعلان دمشق لا يؤمن أصلا بجوهر التغيير الجاري في العالم أو في المنطقة ولا يتوان عن تقديم الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية وخصوصا في العراق واعتبارها مقاومة.
– حزبنا على استعداد تام للحوار والنقاش من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة لكل أطراف الحركة الكردية.
– أن لقاءنا مع مملوك بالشكل الذي حصل كان خطأً فادحاً ينبغي ألا يتكرر.
– المخالفة بالرأي في حزبنا فهو دليل عافية وليس حالة مرضية.
– لا نخفي بأننا في عملية الوحدة قد أسرعنا قليلا في بعض الجوانب حيث لم يتم في حواراتنا الوحدوية حسم بعض المسائل الأساسية التي تتعلق بجوهر التغيير الجاري وطبيعة المرحلة “
زاوية ضيف الشهر التي نعدها في موقع (ولاتي مه) بالتعاون مع الأخوة القراء, استضافت هذا الشهر السيد بشار أمين عضو اللجنة السياسية لحزب آزادي الكردي في سوريا, وكنا قد أعلنا عن ذلك في وقت سابق, وبعد تلقي كم هائل من الأسئلة التي وردت من الأخوة قراء الموقع, تم اعدادها, وترتيبها ضمن المحاور التي تم تحديدها في سياق المقابلة, ومن ثم توجيهها الى ضيف الحلقة الذي أجاب عليها مشكوراً.
في الوقت الذي نشكر الأستاذ بشار أمين على استجابتة الدعوة الى هذا اللقاء, و على سعة صدره في الرد على كافة الأسئلة دون استثناء, نعتذر من الأخوة الذين استبعدنا البعض من أسئلتهم لتناولهم لقضايا شخصية بحتة, وكذلك نود ان ننوه باننا قمنا باعادة صياغة ودمج بعض الأسئلة المتشابهة التي تناولت نفس الموضوع.
الأسئلة والأجوبة:
الوضع الإقليمي
كيف تنظرون إلى الحرب الأخيرة التي جرت في لبنان (أسبابها الحقيقية, نتائجها, تأثيراتها المباشرة والغير مباشرة على الوضع العام في المنطقة والوضع في سوريا بشكل خاص), وما هي الخطوة التالية برأيكم ؟
بدأت الحرب بين حزب الله وإسرائيل بشكل مفاجئ خلاف الحروب الأخرى ، حيث بدأها حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين ، من منطلق وفاء الوعد لسمير قنطار ورفاقه ، وأن أراضي لبنانية ما تزال محتلة – مزارع شبعا – التي ما يزال الخلاف قائما حول عائديتها للبنان أم لسوريا..
هذه كأسباب علنية مباشرة للحرب ، ولا شك أن هناك دوافع وأهداف سياسية كامنة لدى الجانبين ( حزب الله وإسرائيل) ففي الجانب الأول ظهر التوافق السوري الإيراني مع الحزب المذكور وكل لدوافعه السياسية الخاصة إلى جانب الأهداف المشتركة للحلفاء الثلاثة والتي تتلخص في تخفيف الضغوط الدولية عنها وخلط الأوراق لصرف الأنظار عن كل من سوريا وإيران باتجاه المستجد في لبنان خاصة وأن إيران تسعى لوضع الجانب العربي في الواجهة عند تسخين الوضع ذلك درءا لأي مواجهة بينها وبين المجتمع الدولي ولاسيما أنها محاطة بالقواعد الأمريكية (الخليج ، العراق ، تركيا ، أفغانستان..الخ) ، أما الجانب الإسرائيلي فقد استغل الحدث بشن حرب ظالمة على لبنان استهدفت البنية التحتية بكل مواردها الاقتصادية والبشرية ونسفت مواسم السياحة حتى في حدها الأدنى ، كما سعى هذا الجانب بكل ما أوتي من قوة لتصفية حزب الله وضرب مواقعه وركائزه الأساسية بغية شل قدراته الهجومية وبالتالي إنهائه كقوة قتالية فاعلة وأساسية في لبنان ..
وكان من أولى نتائج هذه الحرب التي لم تنتهي بعد فشل الحسم العسكري للجانبين ، وسقوط ضحايا منهما ، وتكبد الجانبين خسائر باهظة في الأرواح والمعدات ، وتدمير الأبنية والمواقع والجسور ولا شك وكما يعلم الجميع أن الجانب اللبناني تكبد الحجم الأكبر من الخسائر البشرية والمادية ، كما تم بسبب هذه الحرب اتخاذ ترتيبات دولية جديدة بالشأن اللبناني فكان القرار 1701 القاضي بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وانحسار قوات حزب الله وإرسال القوات الدولية لحماية حدود لبنان وضمان أمن إسرائيل ..
وقد أفرزت جملة هذه النتائج وغيرها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على المنطقة عموما حيث اصطفافات جديدة في الوضعين العربي والإسلامي ومساعي عربية حثيثة باتجاه عزل سوريا عن الوسط العربي بعد أن خسرت- برأيهم- الموقف الدولي كونها مسبب أساسي إلى جانب إيران في اشتعال فتيل هذه الحرب لدرجة تخييرها في الوقوف إما مع العرب أو مع إيران ..
ومن النتائج الإيجابية ظهور بوادر استئناف الحوار والتفاوض بشأن عملية السلام المتوقفة لسنوات ..
كما أن الخطوات الأخرى قد تبدأ بتفاعلات السياسة الدولية في المنطقة سواء لإنجاز عملية السلام أو باتجاه وضع شروط جديدة لترتيبات إضافية سريعة لإجراءات التغيير والتحول الديمقراطي وذلك انسجاما مع عملية التغيير الكونية ..
تنبأ الكثير من أقطاب السياسة الأمريكية في تصريحات رسمية لهم في بداية الحرب التي جرت, بظهور شرق أوسط جديد في نهاية هذا الحرب.
برأيكم هل لهذه التصريحات صلة ما بالخارطة الجديدة للمنطقة والتي سربتها بعض الأوساط الأمريكية تزامناً مع تلك التصريحات ؟
إن مشروع الشرق الأوسط الجديد هو أحد المشاريع البارزة في السياسة الدولية الجديدة الهادفة إلى وضع ترتيبات جديدة على بقعة جغرافية تمتد من موريتانيا حتى أفغانستان أبرز هذه الترتيبات حسب إعلامهم مكافحة الإرهاب ، وتغيير الأنظمة الاستبدادية أو تحويلها إلى أنظمة ديمقراطية ، وضع أسس لتوفير عوامل التنمية والتطور، ذلك بعد حل النزاعات الإثنية والعرقية والطائفية والسياسية التي تؤسس بطبيعتها لبناء كيانات سياسية جديدة تنعكس على خارطة المنطقة الجيوسياسية ، ولاشك أن الحرب الأخيرة على لبنان أصبحت مدخلا واسعا لتنشيط السياسة الدولية في المنطقة خاصة وأن منطقتنا تشكل أهم بؤرة توتر وأعقدها سواء لجهة الصراعات التناحرية العميقة في المنطقة أو لجهة التداخلات المعقدة في العلاقات القائمة على مستوى المنطقة عموما وعلى مستوى دولها، مما سببت في الماضي العديد من العراقيل للجهود والمساعي الدولية سواء في اتجاه تحقيق عملية السلام أو التغيير الديمقراطي أو التمهيد لإنجاز مشروع الشرق الأوسط المنشود.
ما هي قراءتكم للخطاب الأخير لرئيس الجمهورية أمام مؤتمر الصحفيين العرب, من جهة اللهجة الحادة التي استعملها والتي اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين, انعطافة حادة في سياسة التحالفات السورية , أي كبداية فك ارتباط من المحيط العربي وبالأخص (المحور السوري المصري السعودي) الى تثبيت العلاقة مع المحور الايراني ؟
لقد تميز الخطاب الأخير للسيد رئيس الجمهورية في 15/ 8/ 2006 بنبرة خاصة حينما وصف بعض المواقف العربية بأنصاف المواقف وبعض زعماء العرب بأنصاف الرجال ، كما ندد بلهجة مباشرة بالموقف الدولي وخصوصا مجلس الأمن وأمريكا ..
وقد فسر البعض الخطاب بالمجازفة أو الإعلان عن شد الوثاق لأية مواجهة قد تحصل ، كما فسر البعض الآخر بأنه التشديد الهادف لاستئناف التفاوض من أجل إنجاز عملية السلام ، وفسر آخرون بأنه الإعلان عن التلاحم مع الجانب الإيراني في مواجهة المجتمع الدولي حتى ولو كان على حساب الجانب العربي ..
لكن الواقع أن الخطاب في مجمله وأهدافه ولو أنه ينسجم مع نهج النظام وطبيعته الشمولية وينطلق من الإصرار على المضي وفق خطه السياسي وبرامجه المرسومة في هذا الصدد إلا أنه أثار الكثير من رد الفعل العربي والدولي السلبيين بدلا من استقطابهما لاسيما أن دول الجوار السوري – عدا تركيا- لا تنسجم مع سياساته ومواقفه إلى جانب التفكك في أوصال المجتمع السوري ..
الوضع السوري العام
ما هو تقييمكم للأوضاع في سوريا في عهد الرئيس بشار الأسد مقارنة بالوضع في عهد والده الرئيس حافظ الأسد, من كافة النواحي, هل هي في تحسن إلى الأفضل ؟ أم في تراجع ؟ أو أنها بقيت كالسابق؟
إن المسألة ليست مسألة الشخص حتى ولو اختلف الأسلوب أو تغيرت طبيعة المرحلة أو طبيعة العلاقات السياسية أو طريقة التعاطي مع هذه الجهة أو تلك ، وإنما المسألة هي مسألة النظام وطبيعته ، وعليه فلا تغيير في الجوهر ، أي أن الأوضاع على ما هي عليه ، فلا يزال سريان القضايا التي تحدد طبيعة النظام قائمة منها مثلا : المادة الثامنة في الدستور – حزب البعث يقود الدولة والمجتمع- الأحكام العرفية وقانون الطوارئ ، المحاكم الاستثنائية ، القوانين والمشاريع والسياسات العنصرية ، دور الأجهزة الأمنية ، السجون والاعتقالات ، غياب الحريات الديمقراطية وفي المقدمة منها حرية التنظيم السياسي والنقابي وحرية الصحافة والإعلام ، غياب قانون ينظم الحياة السياسية والحزبية ، غياب دستور عصري ، غياب قانون انتخابي عصري ، غياب المؤسسات الديمقراطية ، حرمان الشعب الكردي من حقوقه القومية والديمقراطية واستمرار معاناته جراء سياسة التمييز والاضطهاد القوميين ، استمرار البطالة وتدني مستوى المعيشة للجماهير الشعبية ، وزيادة تفشي ظاهرة الفساد..الخ أي أنه لا تغيير يستحق الذكر في هذا العهد عما كان عليه في العهد السابق إلا في أسلوب التعاطي مع مستجدات المرحلة وإفرازاتها وما نتج منها عن عملية التطور الطبيعي للمجتمع ..
بعد الخطاب التصعيدي الأخير للرئيس والذي يبدو انه قد حزم أمره بمقاومة ما يرسم للمنطقة من سياسات, بعد تأكد الأمر لهذا النظام باستحالة التعايش مع المتغيرات التي تنتظرها المنطقة, دفعت بسوريا إلى عزلة شبه تامة مع المجتمعين العربي والدولي.
في ظل هذه القراءات برأيكم هل هناك بصيص أمل بأن يراجع النظام سياساته القديمة مع الداخل السوري ويقدم على خطوات من شأنه أن يوطد الوحدة الوطنية لمواجهة الضغوطات التي يتعرض له, أم انه سيراهن فقط على المحور الإيراني , وبالتالي تجاهل متطلبات الداخل ؟
النظام يراجع سياساته باستمرار، لكن في إطار ما يخدم ديمومته ويعزز نهجه ويرسخ ثقافته الشمولية وبمختلف الأساليب ، في سعي منه لكسب ود هذا الطرف أو ذاك ، أما أن يقدم النظام على خطوات فعلية لتحقيق وحدة وطنية حقيقية فهذا ضرب من الوهم ، لأن لا وحدة وطنية إلا في ظل حياة سياسية جديدة تبنى على أسس ديمقراطية الأمر الذي يتعارض مع النظام وينفي طبيعته ويحد من استمراره ، لذلك فإن النظام سيظل ماض في سياسته ونهجه الشمولي وقد يلجأ إلى بعض المعالجات الترقيعية أو توفير مكاسب آنية أو شخصية لهذا أو ذاك ، إلا أنه يبقى على ما هو عليه مع احتمالات الميل في سياسته الخارجية إلى التراجع مع الجانبين العربي والدولي أو يتودد إلى هذه الجهة أو تلك من قبيل الممارسة الدبلوماسية أو التكتيك ليس إلا.
إعلان دمشق الذي هو عبارة عن وثيقة مبادئ أولية, والذي رفضتم التوقيع عليه بحجة عدم تجاوبه مع كافة المطالب الكردية.
ألم يكن من الأفضل التوقيع عليه والعمل مع بقية الأطراف الكردية ضمن الإعلان نفسه لتثبيت بقية الحقوق الكردية فيه, حين مناقشة تفاصيل النقاط الرئيسية التي اتفق عليها ؟
لقد أجبت على هذا السؤال في لقاء سابق وقلت أن عدم توقيع حزبنا – آزادي- على إعلان دمشق يعود لعدة أسباب أبرزها ميل الإعلان إلى الاتجاه الأصولي على حساب العلمانية ، ومغالاته العروبي حيث يعتبر الأطراف الموقعة عليه كلهم عرب، ثم أن ما جاء فيه بشأن معالجة وضع الشعب الكردي لا يرتقي إلى مستوى الحد الأدنى من برامج الأحزاب والأطر الكردية التي تقر بالقضية الكردية على أنها قضية أرض وشعب وقومية ثانية في البلاد وليس مسألة المواطنة أو اختزالها في هذه المسألة أو تلك ، ونضيف أن بعض أطراف إعلان دمشق لا يؤمن أصلا بجوهر التغيير الجاري في العالم أو في المنطقة ولا يتوان عن تقديم الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية وخصوصا في العراق واعتبارها مقاومة، في وقت أن حل عموم المعضلات يكمن في عملية التغيير الجارية في العالم وفي المنطقة ..
أما عن العمل مع بقية أطراف الحركة الكردية فلا يشترط أن يكون من خلال إعلان دمشق .
وضع الحركة الكردية
طرح حزبكم حزب آزادي الكردي, رؤية بخصوص حل القضية الكردية والتي عدلت في الآونة الأخيرة, بعد انضمام حزب يكيتي وتيار المستقبل, وفي المقابل هناك رؤية مشتركة للتحالف والجبهة, والتي تتفق في الأساسيات مع رؤيتكم لكنهم لم يدخلوا في التفاصيل, لماذا لا تتحاورون معاً للوصول إلى صيغة موحدة ؟
الرؤيتان ، رؤيتنا ورؤية الجبهة والتحالف تعودان بالأساس إلى مسودة واحدة بادر بها حزبنا إلى الحركة الكردية بمجمل أطرافها- وليس هنا مجال شرح تفاصيل ما حدث بهذا الشأن – لذلك ما نستطيع قوله هو أن حزبنا على استعداد تام للحوار والنقاش من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة لكل أطراف الحركة الكردية ، وقيادة الجبهة على علم بموقف حزبنا هذا من خلال اللقاء الأخير معها.
بصدد لجنة التنسيق بين حزب أزادي و يكيتي و تيار المستقبل ما هو دوره بالضبط هل سيكون فقط إصدار البيانات و التصريحات المشتركة فقط ؟
لجنة التنسيق بين الأطراف الثلاثة لا ترتقي إلى مستوى الاتحاد ولا تشكل إطارا كلاسيكيا بل هي للتنسيق والتعاون باتجاه تفعيل الحالة الكردية عمليا على طريق الارتقاء بها إلى وحدة الموقف والعمل والنضال الجاد وفق أسس ومعطيات أساسية تخدم تقدم البلاد وتطورها وتساهم في تحقيق طموح شعبنا بحل قضيته القومية كقضية أرض وشعب و في إطار وحدة البلاد وبما يضمن تلاحم المجتمع السوري بكل ألوان طيفه .
في وقت مضى كنتم ترفضون الاعتراف بالتيار المستقبل الكردي , أو التعامل معه, ولكن في الفترة الأخيرة صدرت رؤية مشتركة بين حزبكم و حزب يكيتي وتيار المستقبل , ما الذي حصل حتى تغير موقفكم من هذا التيار ؟
تيار المستقبل لم يطرح كحزب بل كتيار، ثم أنه لم يبادر إلى التحاور والتعاون مع حزبنا منذ الوهلة الأولى ، كما لم يخل الأمر من وجود إشكالات أو ملابسات أخذت حيزا واسعا من النقاشات فيما بيننا إلى أن استقر موقف حزبنا على ضرورة الانفتاح على الجميع ودون شروط مسبقة والتعاطي مع الأطراف وفق مواقفها وممارساتها ليس سواها ..
الهيئة العامة للجبهة والتحالف دعت في اجتماعها الأخير إلى التحضير لمؤتمر وطني كردي, يحضره جميع الأطراف الكردية بالإضافة إلى كافة الفعاليات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية….الخ لتشكيل مرجعية كردية في سورية.
ما هو موقفكم كحزب آزادي من الدعوة تلك ؟
لم تتم دعوة حزبنا رسميا بهذا الشأن من قبل الجبهة والتحالف حتى الآن ، ومسألة المرجعية الكردية وضرورتها أخذت مكانا هاما في اهتمامات الحركة الكردية في سوريا خصوصا بعد مؤتمر بروكسل في هذا الصدد ، كما أن هذا الموضوع هو موضع اهتمام حزبنا بشكل جدي وقد ناقشناه ولنا تصوراتنا الأولية حوله ، من هنا فإننا على استعداد تام للحوار حوله والوصول إلى الصيغة المثلى الممكنة التي تشكل المرجعية الوحيدة والممثل الوحيد للشعب الكردي وللقرار الكردي في سوريا .
هل هناك لقاءات بين حزبكم وأحزاب التحالف والجبهة ؟
بعد القطيعة الأخيرة ، حصل لقاء هام بين حزبنا ويكيتي و أحد أطراف الجبهة وكان إيجابيا وهاما حيث بدا جانب الجبهة أنه مثابة التمثيل لموقف الإطارين معا ( الجبهة والتحالف )، ودار النقاش حول ضرورة توحيد الرؤيتين المذكورتين .
بلقائكم مع مملوك قلتم بأن الذين يقدمون التضحيات لا يمكن للسلطة أن تتجاوزهم ! وعندما قامت ( الجبهة والتحالف) بلقاء نائبة رئيس الجمهورية حاربتم هذا اللقاء الغير الأمني في الوقت الذي كنتم تدعون إلى الحوار مع السلطة بعيداً عن البوابة الأمنية ؟
إننا مع مبدأ الحوار دوما حتى ولو كان الأمل ضعيفا في الوصول إلى تفاهم ، لكن ما حصل من جانبنا هو الرد على الجانب الآخر – أي الجبهة والتحالف – حول طريقة تعاطي النظام مع الوضع الكردي ، بمعنى أنهم انتقدونا حينها بدعوى أن النظام يسعى لخلق البدائل أو لتفريد أطراف الحركة الكردية وقد وقعوا هم في نفس الخطأ إن كان ذلك خطأً مع إقرارنا صراحة أن لقاءنا مع مملوك بالشكل الذي حصل كان خطأً فادحاً ينبغي ألا يتكرر ..
وهذا لا يعني سوى رفض الحلول الأمنية ، أما عن اللقاء مع السيدة عطار فقد وقفنا عند السيناريو المعد وموضوع الإحصاء ومستوى الوفد الكردي وحجمه وطريقة النظام في معالجة الأمور ومساعيه من أجل اختزال الوضع الكردي في مسألة الإحصاء تلك ، ولا نفشي سراً إذا قلنا بأننا أيضاً في حزبي آزادي ويكيتي دعينا شفهياً من قبل السيدة عطار حول الموضوع ذاته وأجبناها برسالة واضحة في هذا الصدد , أعود وأؤكد بأننا مع مبدأ الحوار مع الداخل السوري بما فيه النظام الحاكم ولو أننا على يقين بأن النظام لا يقدم على أية حلول ناجعة لأية قضية عالقة بمستوى قضية شعبنا الكردي في سوريا ، وتحضرني هنا طريقة الحركة الكردية في كردستان العراق في التعاطي مع النظام العراقي البائد حيث لم تقطع معه شعرة معاوية حتى الأخير ..
لقد كان لتصريحك على البالتوك حيث إنصافك للمثقفين الكرد ممن التقوا الدكتورة نجاح العطار بالتنسيق مع أحزاب الجبهة والتحالف والوفاق والاتحاد الديمقراطي ، وبعد استشارة أحد أعضاء الوفد كلاً من السيدين حسن صالح ، وخير الدين مراد، وإعطائهما التوجيهات لذلك المثقف حول اللقاء وتشجيعهما له على المشاركة في الزيارة ، كان لهذا التصريح وقع كبير لدى المثقفين، وينم عن جرأة : ترى أي هامش يمنح للقيادي في حزب آزادي لقول رأيه بكل حرية ، حتى وان كان مخالفاً لرأي الشخص الأول في الحزب ، ثم لماذا تأخر ذلك التوضيح الرسمي الذي وعدت به متابعيك على البالتوك؟
أعود وأكرر تقديري واحترامي لكل المثقفين الغيورين على قضية شعبهم ومن بينهم أولئك الذين التقوا السيدة نجاح العطار ، لأقول ثانية أن ما حصل هو ليس سوى سوء تفاهم لا بغرض الإساءة أو التشكيك بأحد من المثقفين الذين نقدر لهم دورهم وندعوهم بكل احترام إلى التعاون والتكاتف بغية التفاعل والتكامل لا العكس ، أما عن المخالفة بالرأي في حزبنا فهو دليل عافية وليس حالة مرضية، إلا أنني لم أخالف الشخص الأول في الرأي بهذا الخصوص لأن ما ورد في التعبير هو التباس وليس تقصد ، وعن التوضيح الرسمي لم أجزم بل قلت وإن اقتضى الأمر إلى الاعتذار الخطي فلا حرج لنا في ذلك ، وعليه اكتفينا بما أدليت به على البالتوك وبما ورد في هذا السياق من خلال إحدى مقالات الرفاق في العدد الأخير من جريدتنا ( آزادي ) ، بقي أن أشير إلى مسألة أراها أساسية في هذا الصدد وهي أن حل قضايا الشعوب لا يتم عبر دعوة السلطات للشرائح الاجتماعية والأوساط السياسية والثقافية وخصوصا كل على حدة ، وهذا ما اتبعته السلطات مؤخراً حيث دعت الوجوه الاجتماعية وبعدها السياسية ومن ثم الثقافية وذلك بغرض تمييع الجانب السياسي على حساب الحركة السياسية الكردية وكأنها لا تمثل الجوانب الأخرى ، الأمر الذي ينبغي التنبه له مستقبلا ..
الوضع في حزب آزادي
راهن العديد من القوى الكردية وبعض الشخصيات المتربصة بحزبكم, سواءً كانوا داخل الحزب أو خارجه, على فشل تجربة الوحدة في حزب آزادي, وتتسرب بعض المعلومات بوجود خلافات حادة في الحزب, ما هي صحة تلك المعلومات؟, وما هي عوامل الأمان في الحفاظ على هذه التجربة ؟
حينما تكون الخلافات حادة في حزب ما يسمعها القاص والداني لا عن طريق التسريب ، هناك مسائل تثير الجدل والتباين بالرأي سواء في الجانب التنظيمي وما حصل من تذمر أو تململ في بعض المناطق نتيجة إعادة انتخابات الهيئات الحزبية بعد المؤتمر التوحيدي الأول، أو في الجانب السياسي وما تطلب ذلك من مواقف تجاه الإفرازات الحاصلة عن المستجدات على الصعيدين الإقليمي والداخلي، كما لا نخفي بأننا قد أسرعنا قليلا في بعض الجوانب حيث لم يتم في حواراتنا الوحدوية حسم بعض المسائل الأساسية التي تتعلق بجوهر التغيير الجاري وطبيعة المرحلة وسبل التعاطي مع الحالة القائمة باتجاه حل القضية الكردية ومدى ارتباطاتها بمسألة الديمقراطية والوضع العام في البلاد ..
نحن لا نخفي كل ذلك ، لكننا نؤكد بنفس الوقت أن ليس هناك ما يهدد وحدة حزبنا وأن آزادي قد أخذ مداه كمشروع سياسي أكثر مما هو تنظيم حزبي حيث التفاف واستقطاب ما يزيد عن أي من الطرفين المتحدين حول الحزب ، كما أن المواقف عبر مناقشة التباينات المذكورة لا تتأتى على أساس التنظيمين السابقين إلا ما ندر، من هنا فإن عوامل الأمان في الحفاظ على هذه التجربة هي التوجه النضالي الجاد للحزب ومسؤولية الرفاق العالية وهمتهم في الحفاظ على هذه التجربة وحمايتها .
لماذا لم يلتحق جميع أعضاء الاتحاد الشعبي بالوحدة التي جرت ؟ حيث يقوم البعض بلملمة بقايا الحزب المذكور والعمل الجاد لإعلانه من جديد.
ليس في داخل البلاد من لم يلتحق بالوحدة سوى عضو قيادي وآخر من اللجنة المنطقية وثالث كان مستجدا في طلب عودته، بينما التحق بالوحدة عدد لا يستهان به ممن كان عازفا للعمل الحزبي، لذلك يتعذر برأيي في الوقت المنظور إعلان أي حزب بهذا الاسم المذكور و بالشكل الحقيقي للحزب .
يتهمكم البعض بأنكم قدمتم تنازلات كبيرة لحزب اليساري في عملية الوحدة على حساب حزب الاتحاد الشعبي, تهربا من المحاسبة في المؤتمر العاشر, ما هو ردكم على هؤلاء ؟
ليس عيبا قط بل فضيلة لنا لو قدمنا التنازل لطرف من أجل تحقيق هدف نبيل هو إنجاز مشروع وحدوي معه ، لكن للأسف لم يحصل لنا شرف هذا التنازل سواء لجهة البرنامج السياسي أو لجهة نسبة التمثيل في الهيئات الحزبية وخصوصا القيادية ، أما عن المحاسبة في المؤتمر العاشر لنا فلم تتم فعلا لكن ليس تهربا لأن محاسبة القيادة في المؤتمر هي من مهام الهيئات الدنيا قبل العليا ، حيث تجاوزها الرفاق في سبيل إنجاز العملية الوحدوية بنجاح .
نادت أصوات عديدة داخل حزبكم قبل انعقاد المؤتمر الأخير بتحويله إلى حزب كردستاني أي إضافة كلمة كردستاني بدلاً من كردي في اسم الحزب, ولكن فشل المؤتمر في تحقيق هذا المطلب.
برأيكم ما الذي منع المؤتمرين من التصويت لصالح هذا المقترح ؟
تم النقاش حول هذا المقترح وقد سبقه في المؤتمر التاسع ( للاتحاد الشعبي السابق) ولم يتم الحسم لا في السابق ولا في المؤتمر التوحيدي الأخير بل تم إرجاؤه بشكل توافقي مراعاة للوضع السياسي القائم و حرصا للعلاقات الكردية الكردية ..
ما مدى صحة ما يقال عن وجود خلافات ضمن قيادة الحزب وفشلكم في انتخاب لجنة مركزية للحزب حتى هذه اللحظة ؟
لقد ذكرنا أعلاه هذا الوضع بوضوح ، ولا ضرورة للتكرار ، أما عن الانتخابات فقد تم إنجازها بما فيها أعضاء اللجنة التنظيمية الذين بدورهم يكونوا أعضاء في اللجنة القيادية للحزب وليس اللجنة المركزية ..
ما هي قصة تجميد فرع أوربا والمشاكل التي دبت بين صفوفها ؟
للأسف لم يتم التوافق المطلوب بين رفاق أوربا وذلك لعدد من الأسباب منها تتعلق بمسائل تعود إلى سنوات سابقة للعملية الوحدوية تلك التي أثرت بدورها في عرقلة تحقيق الاندماج الحقيقي بين رفاق أوربا ، كما تعذر تقديم المعالجة المناسبة في الوقت المناسب الأمر الذي ساهم في استفحال الوضع هناك ، لكن مؤخرا تم اللقاء بهم وكان إيجابيا ووعدوا بالحوار من أجل التوافق في أقرب وقت .
هناك أصوات عديدة تنتقد تصرفات الأستاذ خيرالدين مراد الأمين العام لحزب آزادي, حول العديد من المسائل, كممارسة الدكتاتورية ضمن صفوف الحزب في الداخل والخارج, وقيامه بإخراج عائلته إلى الخارج وطلبه اللجوء السياسي ومن ثم عودته بمفرده إلى الوطن, وأخيراً إجراءه لقاء مع علي مملوك لأمر شخصي بحت ( الحصول على إذن سفر) في الوقت الذي يفرض منع السفر على العديد من القيادات الكردية, لكنهم لم يلجؤوا إلى هكذا أساليب للحصول على إذن السفر, ما هو تعليقكم على كل ذلك؟
الرفيق خيرالدين مراد أخرج قسما من أفراد أسرته إلى الخارج ، لكنه لم يطلب اللجوء السياسي لأن طالب اللجوء لا يستطيع العودة إلى البلاد ، أما عن لقائه مع علي مملوك، فقد أفادنا أنه قد منع من المغادرة إلا عبر فرع أمن مملوك وقد سمحت قيادة الحزب له بمراجعته في ذلك.
كلمة أخيرة :
أشكركم جزيل الشكر على هذه الفرصة للحديث عبر منبركم الإعلامي موقع welatê me وعذراً لتأخر الأجوبة لأسباب صحية، كما نستميح العذر عن أي تقصير ، مع تمنياتنا لكم بدوام التقدم والنجاح لما فيه خير مجتمعنا الكردي وخير البشرية جمعاء .
ودمتم مع فائق التقدير والاحترام .
ســــــوريا – الحســــــكة 29 / 8 / 2006
: