لاشك أن قرارات السلم والحرب هي بيد الدول العظمى ولكن يمكن للدول الإقليمية أيضاً المباشرة بها ، ونحن كمراقبين سياسيين للأوضاع رغم عدم معرفتنا بما يجري من وراء الكواليس وفي الغرف السرية لصناعة القرار ، إلا أننا نستطيع اعتماد الاستنتاج والمنطق في إبداء رأينا في قضايا مصيرية ، فالحرب المحتملة لن تحصل فجأة ولكن سيكون لها مقدمات يمكن من خلا لها التنبؤ بها ، فهل هناك ما يشير إلى ذلك ؟
2- قيام إيران بمناورات عسكرية بالتزامن مع المناورات الإسرائيلية وعرضها لأنواع جديدة من الأسلحة وتركيزها على قدرتها على وقف التجارة في الخليج ومضيق هرمز .
3- انضمام روسيا إلى أمر يكا وأوربا في إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران في نهاية حزيران الحالي وذلك من خلال تصريحات وزير خارجيتها والتي تعتبر تطورا نوعياً ، وهذه العقوبات سوف تكون قاسية بما فيها الكفاية لإذعان إيران للإرادة الدولية ، وفي حال عدم رضوخها يصبح الخيار العسكري قاب قوسين أو أدنى .
4- تجربة أمريكا لصاروخ جديد عابر للقارات سرعته سبعة أضعاف سرعة الصوت ، وكذلك نشرها لصواريخ باتريوت في بولونيا .
5- التبدل الحاصل في لهجة الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل من الضغط عليها وفي مناسبات متعددة والتزامها بالدفاع عن أمن إسرائيل وكذلك نشرها لمظلة صاروخية واقية تمنع الصواريخ من الوصول إلى إسرائيل .
6- تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الجنود الأمريكيين سوف ينسحبون من العراق في هذا الصيف وسيبقون على عدد /5000/ عسكري من أصل /135/ ألف جندي كان موجوداً على أرض العراق ، وقد اقترن التصريح بأنه حتى في حال فشل تشكيل حكومة عراقية جديدة فإن أمريكا ملتزمة بالانسحاب .
7- عدم نجاح المبادرة البرازيلية التركية في شأن ملف إيران النووي والتي تبدو أنها في اتجاهها نحو الفشل والتي قد تكون آخر مبادرة سلمية في هذا الاتجاه .
إن تزامن هذه العوامل يعطي دلالات واضحة على أن الاحتقان في المنطقة يسير باتجاه المزيد من التصعيد وأنه وصل الى درجته القصوى ، وأن هذا الاحتقان لابد أن يجد له متنفساً إما سلماً وذلك من خلال استجابة إيران لإرادة المجتمع الدولي ، وهذا ما يبدو مستبعداً في ظل حكومة أحمدي نجاد ، أو حرباً وهو السيناريو الأكثر احتمالاً في ظل هذه المعطيات.
* الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) العدد (426) ايار 2010