بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا

   عقدت اللجنة العليا للتحالف اجتماعها الاعتيادي في أواسط شهر آب الجاري ، وناقشت جملة من القضايا والمسائل الوطنية والقومية والتنظيمية المدرجة على جدول إعمالها .
   تناول الاجتماع الوضع الداخلي ، الذي لم يشهد تطورا ملحوظا حتى الآن ، إذ لا زالت الإحكام العرفية تكبل الحريات العامة  وتعرقل التطور السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي ، وظاهرة الفساد متفشية ، ومستوى معيشة المواطنين متدنية وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة والاعتقالات الكيفية على قدم وساق ، في الوقت الذي تواجه فيه بلادنا ضغوطات خارجية واستحقاقات داخلية ، رأى الاجتماع أن التصدي لهذه الاستحقاقات ، يتطلب الانفتاح على الشعب السوري بكافة مكوناته القومية و قواه السياسية الوطنية والديمقراطية ، ومشاركتها في القرار السياسي ، وفي معالجة كافة القضايا والمشاكل الوطنية العالقة سلميا وديمقراطيا ، ومنها قضية شعبنا الكــــردي في سوريا ، وتعزيز الوحدة الوطنية .

     استعرض الاجتماع مستجدات إعلان دمشق وما يتعلق بهيكليته التنظيمية وتشكيل هيئاته المؤسساتية ، وتناول وضع معتقلي الرأي ومعتقلي نوروز ، واستمرار السلطة في الاعتقالات الكيفية ومن بينهم الاعتقال الذي طال أربعة مواطنين كرد من حي الأشرفية في مدينة حلب بسبب اهتمامهم ومشاركتهم في دورات اللغة الكردية .
 لقد أدان الاجتماع مثل هذه الاعتقالات الكيفية ، وناشد كافة القوى والفعاليات والمنظمات المهتمة بالشأن الوطني والمدافعة عن حقوق الإنسان للعمل من أجل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين وجميع سجناء الرأي بما فيهم معتقلو أحداث نوروز 2006 في مدينة حلب .
     وفي الشأن الكردي في سوريا ، ثمن الاجتماع عاليا القرار الذي اتخذته الهيئة العامة للتحالف والجبهة الكرديتين حول ضرورة عقد مؤتمروطني كردي في سوريا والعمل من أجل انجازه في أقرب فرصة ممكنة عبر تشكيل  لجنة تحضيرية لوضع مسودة برنامج سياسي ينطلق من الرؤية المشتركة للتحالف والجبهة  والبدء بالترتيبات اللازمة لعقده ودعوة الآطراف والشخصيات الوطنية الكردية الى هذا المؤتمر المنشود بهدف الوصول الى تشكيل مرجعية كردية من شأنها أن توحد طاقات الحركة الكردية في سوريا وتوحد خطابها السياسي .
أيضا تناول الاجتماع ، مستجدات الوضع في كردستان تركيا ، والهجوم التركي الإيراني ، وتأثيره على الوضع الكردستاني بشكل عام ، وقد رأى الاجتماع ، أن ما تتعرض له المناطق الحدودية لإقليم كردستان العراق في الأيام  الأخيرة لقصف مدفعي من الجانبين التركي والإيراني ، بالترافق مع حشد حوالي مائتي ألف جندي تركي على الحدود ،  تحت ذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، فان الحقيقة التي لاتخفى على أحد هي أن النظام التركي يجهد في محاولة يائسة منه استغلال الوضع في العراق لتهديد السلم والاستقرار القائمين في كردستان والقضاء على التجربة الديمقراطية فيها ، والتأثير على القرار السياسي الكردي مستغلا في ذلك الحرب الأخيرة على لبنان وكذلك أزمة الملف النووي الإيراني وحاجة طهران لتحييد تركيا في خلافها مع الغرب ، لأحياء الاتفاقات العدوانية المشتركة على الشعب الكردي .

لقد أدانت اللجنة العليا هذه التهديدات التركية الإيرانية ، وتذكرهما مجددا بأن القضية الكردية التي هي إحدى أكبر القضايا التي تواجههما ، لا يمكن تناولها  بلغة الحديد والنار ، وأن عليهما أن تتناولا هذه القضية بلغة التفاهم والحوار المتكافئ ، بغية الوصول إلى حل سلمي ديمقراطي للقضية الكردية .

ولأن تجارب شعوب العالم قاطبة أثبتت أنه لا بديل عن الحوار والوسائل الديمقراطية في حل المسائل القومية على قاعدة التكافؤ والعدل والمساواة .

كما أن الحل السلمي للقضية الكردية سيوفر الأمن والاستقرار الذي تحتاجه المشاريع الإنمائية في المنطقة عموما ، إذ لا يمكن إقامة المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة والاضطرابات القومية .
ثم تناول الاجتماع ، العدوان الإسرائيلي على لبنان ، واستخدامه الأسلحة الفتاكة بحق المدنيين العزل ، وارتكابه مجازر وحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ ، ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة .
 لقد أدان الاجتماع تلك الاعتداءات المدمرة وكل العمليات العسكرية ، وطالب بحل الخلافات القائمة بالطرق السلمية وفق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع العربي – الإسرائيلي ، ودعم  الحكومة اللبنانية لبسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية.
كذلك تدارست اللجنة العليا الوضع التنظيمي للتحالف ، وأكدت على تفعيل عمل التحالف  ونشاطه ، وبهذا الخصوص ، اتخذت اللجنة العليا بعض القرارات والتوصيات التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتفعيل عمل التحالف وهيئاته على كافة المستويات .

  في 20 / 8 / 2006           
             
اللجنـــة العليـــــــــا
للتحالف الديمقراطي  الكـــردي في ســـــــــــوريـا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…