شعارات مثل الماركسية و اليسارية والاشتراكية لم يحل ويغير من التركيبة القومية لهذه الاحزاب واكبر دليل على ذلك هو إن المنتمين لهذه الأحزاب هم ( أكراد ) حصرا وان المناطق التي تشهد نشاط هذه الأحزاب هي المناطق الكردية أو المناطق التي يقطنها الأكراد والتجمعات الكردية خارج مناطقها واعتقد أن هذه الأدلة كافية على الطابع القومي لهذه الحركة بمجملها .
ولكن ما يلاحظ في برامج هذه الأحزاب هو تمسكها بحل هذه القضية ضمن الإطار الوطني العام في سورية ومن خلال عملية ديمقراطية تشمل البلاد كافة وهو هدف استراتيجي لم يغب يوما عن سياساتها وأدبياتها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التقصير الذي حصل في المجال الوطني العام لهذه الأحزاب, فالبعد القومي أبعدها عن المشكلات التي تعاني منها البلاد وجعلها منعزلة عن باقي مشكلات المجتمع السوري لفترة ليست بقصيرة مع انه على ارض الواقع تأثرت القضية الكردية تأثيرا كبيرا ( مثله مثل باقي فئات الشعب السوري ) بما تعانيه البلاد من فقدان للحريات ومشاكل الفساد الهائلة والبطالة وباقي المشكلات التي لا حصر لها والتي أدت بدورها إلى تراجع الحس السياسي في الشارع السوري عموما حيث أصبحت لقمة العيش الهاجس الأول والأخير للمواطن السوري رغم إن البعد القومي قد أدى إلى قليل من الحيوية و النشاط لدى الأحزاب الكردية دون المعارضة السورية والآن وبعد صدور إعلان دمشق والذي ساهمت في صياغته أطراف رئيسية في الحركة الكردية ( التحالف والجبهة ) بدا أن الأحزاب الكردية قد خرجت من عزلتها القومية وأصبحت طرفا أساسيا في الساحة الوطنية السورية وعل رغم من الانتقادات من بعض الأطراف والتي كان من الأجدى لها أن تساند هذه الخطوة ( مع الاحتفاظ بكل تحفظاتها ) شرط أن تعتبر كخطوة أولى لدمج المشكلة القومية والقضية الكردية في سورية بالمشكلة الوطنية في سورية عموم لكي تحمل باقي أطراف المعارضة في سورية جزأ من هذا الهم الوطني والذي يعني هذا البلد ككل وليس فئة منه دون أخرى وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد والمنطقة عموما وكي تؤكد إن القضية الكردية هي جزأ لا يتجزأ من قضية الديمقراطية في سورية.ومن الضروري للأحزاب الكردية أن تفتح الباب لحوار موسع مع كل الأطراف المعارضة التي لم توقع إعلان دمشق كي تؤكد على الحل الوطني لقضيتها.
وفي المقابل يجب على المعارضة أن تثبت أنها ليست معارضة شوفينية وعنصرية وان تنفتح على كل مشاكل وقضايا فئات الشعب السوري وقومياته حتى تتعزز الوحدة الوطنية الحقيقية ولينظروا نظرة متأنية إلى الوضع القائم في الجارة العراق ويتثبتوا من وطنية الكرد الذين هم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق عامل وحدة واستقرار وهم حتى وقت قريب كانوا مششكا في وطنيتهم ومتهمين بالانفصال.
10/8/2006