”
وقد توالت الكلمات والقصائد والأشعار, وكان من أهمها :
كلمة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, ألقاها باسم اللجنة المركزية للحزب الأستاذ ” إسماعيل بدران والتي جاء فيها: “… لقد كان الأستاذ أحمد مناضلا صلبا وعنيدا ومخلصا لشعبه , ومضحيا في سبيل تحققي الأهداف التي آمن بها, ولا يراودنا الشك أن تلك الأهداف السامية المتمثلة في العدالة والمساواة , من أكبر اهتماماته … وبرحيله المبكر فقدنا مناضلا كبيرا, في خدمة قضيته العادلة , ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن ندعو جميع فصائل الحركة الكردية والوطنيين الشرفاء للتحاور والتآلف والتعاون لإيجاد مرجعية كردية, وتوحيد للخطاب السياسي, عبر المؤتمر الوطني المنشود لخدمة شعبنا وبلدنا سوريا..”
كما ألقى الرفيق أبو هوزان عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الكردي في سوريا كلمة الحزب جاء فيها:
“…إن رفاق وأصدقاء الرفيق ” أبو سالار ” لا يزالون يعانون من هول الصدمة, بفقد مناضل في أوج عطائه, بل كان مأمولا منه عطاء أكبر, ودور مميز بين رفاقه وأقرانه عامة, ومنطقته وأهله وذويه بشكل خاص…
لم يكن التزامه بقضية شعبه همه الوحيد, بل تلازم الهم الوطني والهم القومي, في فكر ورؤى أبي سالار, ترتكز على قاعدة التفاعل العميق بين مجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية السورية, الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, ومسألة الحريات في المقدمة … عن طريق بناء ديمقراطي تعددي تنتفي في ظله كافة أشكال القهر والظلم..
للفقيد طيب الثرى وأهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان .
”
ومما جاء في كلمة الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا :” كان الراحل طيب الذكر من عائلة وطنية تحمل في جعبتها فكرا نيرا و حبا كبيرا لشعبها وكافة شعوب المعمورة فقد سعى طوال حياته المليئة بالمصاعب إلى إعادة التوازن إلى السياسات السورية المتبعة ونبذ الاتجاه العنصري تلك التي حرمته من رفاق دربه في الحركة الكوردية.
إن كل الضغوط و الممارسات اللاقانونية لم تستطع أن تغير من قناعاته الراسخة بعدالة بني قومه “.
وفي كلمة منظمة رأس العين للبارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا كان :” هل تعبت من السير في هذه الصحراء اللامتناهية ؟ هل طال سواد الليل في عينيك… فآثرت المغيب ؟
نعرفك شامخا كالسنديان وأصيلا كالزيتون صابرا كالصبار, لا تصدق العيون ما ترى..
كيف يرحل النسر المحلق في القمم الشماء , نعلم جيدا كم أعطيت و منحت بأمانة و إخلاص و كنت رمزا للإنسان الحضاري مؤمنا بالتواصل و التلاحم و الإخاء و التراحم…”
وتضمنت كلمة منظمة أبو راسين وتل تمر وريفها كل معاني التقدير، والأسى العميق تجاه المصاب الجلل والتي كان منها:
” ..إن مصاب فقدك عظيم غير أن المآثر الجلية التي تحليت بها والقيم النبيلة التي ناضلت من أجلها والنضالات الشريفة التي خضتها تذكرنا و تؤكد لنا حين نستحضرها , و أنك أعطيت بما قدمته وبما رمزت له معنى فعليا وإيجابيا للوجود … لا يسعنا في النهاية إلا أن نعزي أنفسنا وحزبنا وأهل الفقيد وأصدقاءه بأنه باق في ضمائرنا ووجداننا ..”
كما عبر المكتب السياسي للبارتي عن أساه وبالغ حزنه لفقد أبرز مناضليه في كلمة ألقاها رفيقه عضو المكتب السياسي للبارتي (أبو آزاد) حيث جاء فيها : ..
“نرحب بكم جميعا و نشكركم على مساهمتكم في إحياء هذا الحفل التأبيني قبل أربعين يوما شاءت يد المنون أن تختطف من بين صفوف حزبنا و شعبنا المناضل العظيم أحمد (أبو سالار) بشكل مفاجئ و مبكر بسكتة قلبية , و هو لا يزال في أوج عطائه , فقد كان يدافع بصدق و إخلاص عن حقوق شعبه و كان يتألم كثيرا للممارسات الشوفينية التي تطبق بحق جماهير شعبنا , لذلك كان يناضل في سبيل تحقيق المساواة بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات , و كان يدعو إلى لقاء كوردي عربي و إجراء حوار ديمقراطي بين الأحزاب الكوردية و القيادة السياسية لتوفير مستلزمات الوحدة الوطنية و المواطنة الحرة “.
و قد وردتنا باسم الهيئة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا برقية مشاركة وجدانية تعبر عن أسفها و حزنها العميق لرحيل الفقيد الغالي .
كما تليت كلمة باسم كوما خاني الثقافية الكوردية ترثي الشخصية الوطنية المناضلة .
وقد جاء في برقية العزاء لحزب الوفاق الوطني الديمقراطي الكردي السوري: ..”كلنا نعرف الأخ أبو سالار فليس خافيا على أحد مثل هذه الشخصية ..لقد كان المرحوم معروفا بنضاله في سبيل قضيته الكوردية محبا لشعبه ذي صيت اجتماعي مما أكسبه احترام الجماهير و حبهم فقد كان محل تقدير بين الجميع , ناضل طيلة حياته في خدمة الكوردايتي , فقد كان رمزا اجتماعيا ووطنيا , في هذا اليوم و في ذكرى مرور أربعين يوم على رحيل الأخ أبو سالار باسمي و باسم جميع رفاق الوفاق الديمقراطي الكوردي السوري نتقدم بأحر التعازي القلبية و نتضامن مع أهله ورفاق حزبه متمنين له الرحمة ولأهله الصبر و السلوان ”.
وقد ألقى مسؤول فرقة نارين للتراث والفلكلور الكوردي كلمة أثنى فيها على سجايا المرحوم الكثيرة، كما ألقت إحدى ورود فرقة نارين قصيدة رائعة، بالإضافة إلى قصيدة للشاعر بافي هفال، وقصائد أخرى عديدة.
وجاءت كلمة آل الفقيد مليئة بالحزن والأسى والحزن والاعتبار ومما ورد فيها : ” باسم أفراد عائلة الفقيد العزيز, عميد أسرتنا المغفور له أحمد إبراهيم العلي أبو سالار نحييكم جميعا , و نرحب بكم أحزابا سياسية , و أفراد مستقلين , و نشكركم جزيل الشكر على تجشمكم عناء السفر , بغية الحضور والمشاركة في تأبين الراحل الغالي بعد مرور أربعين يوما على وقوع الفاجعة الأليمة ليلة 13/14 من شهر شباط المنصرم كما نحيي من خلالكم شيم الوفاء والتقدير التي أحاطت بها جماهير شعبنا الأبي و لأبناء مجتمعنا الكريم روح الفقيد العزيز سواء يوم الوداع الأخيرة عندما يورى الثرى ,أو أيام مجالس العزاء في حضوركم هذا , ذلك من خلال ملامح الأسى والحزن العميق التي كانت وما تزال ترتسم في وجوه الجميع وعلى محياهم ألما على فراقه, فهي مجتمعة توحي لنا بكل معاني المحبة والاحترام , كما أنها تحمل لنا في طياتها أسمى آيات التعزية والمواساة لأنها تشاطرنا في حمل الكثير من الغم والحزن, ولا شك ستكون عاملا مهما في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتمتين أواصر المحبة والوئام فيما بيننا..”
وقد انتهى حفل التأبين وسط تأكيد وإصرار الجميع على مواصلة النضال حتى نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي مستفيدين ومعتبرين بالحدث في استلهام قيم النضال من سير المناضلين وتضحياتهم الكبيرة، مكملين ما انتهى إليه دربهم النضالي، وصولا إلى الأهداف والطموحات الكبيرة التي يناضل من أجلها شعبنا الكوردي بعزيمة لا تعرف الونى ولا السأم، حتى تحقيق النصر.
المصدر: البارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا