إحياء أربعينية الراحل (أحمد برو) عضو المكتب السياسي للبارتي

في ليلة الخامس والعشرين من شهر آذار الجاري أحيا حزب البارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا أربعينية المناضل أحمد برو في قريته الوادعة في ريف الدرباسية “مشوالى”, حيث توافد جمع غفير من وفود الحركة السياسية والقوى والأحزاب الشقيقة, ومن مختلف الشرائح الوطنية على اختلاف فعالياتها , وقد بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء انتفاضة آذار, والرفيق الشهيد كمال أحمد, ورفيق دربه شيخموس يوسف, وعلى روح فقيدنا ” أبي سالار “، بعد أن قدم لها الشاعر المتألق الرفيق أبو كاسر، لتبدأ مراسيم التأبين بكلمة البارتي التي ألقاها سكرتير الحزب الأستاذ عبد الرحمن آلوجي والتي رحب فيها بجمهور الحضور قوى وأطرافا شقيقة وصديقة , وجماهير ونخبا وطنية ورفاق المرحوم وذويه , معزيا بنبرة مؤثرة وأسى عميق لفراق ركن من أركان المكتب السياسي للحزب , وأحد المناضلين البارزين لإعلاء نهجه وترسيخ ثوابته في تعميق الإحساس بالكوردايتي متمثلا في الصورة المتألقة والمتجددة لنهج البارزاني الخالد , ومن أهم ما جاء في الكلمة:
 “… لقد رحل ” أبو سالار ” على غير موعد , وهو في ذروة عطائه , وزهرة عمره , وقوة فتوته, حيث كان رفاقه في الحزب والحركة الكوردية ينتظرون منه مزيدا من العطاء , والعمل النضالي الذي أنفق فيه عقودا من الصبر والمثابرة, وصلابة المبدأ , وقوة اليقين بعدالة قضية شعب عريق, ينشد العدل والمساواة وتكافؤ الفرص, ويدعو إلى وحدة وطنية جامعة بين مختلف أطياف ومكونات المجتمع السوري, بعيدا عن منطق الإنكار والاستئثار, ورفض الآخرين , وهو ما كان يدعو له ويناضل من أجل ترسيخ أسسه ومعطياته المرحوم طيلة سنوات نضاله الحافلة , داعيا في الوقت نفسه إلى لم شمل الحركة الكردية, وتوحيد خطابها السياسي, وإبعادها عن صيغ المناحرات والمناورات والشطب والإقصاء, وإخراجها من حالة التشتت والعزلة, وهو ما دأب عليه, وناضل من أجله بصبر وثبات وإصرار, كما حقق قدرا عاليا من الاحترام والتوقير في مختلف القطاعات الاجتماعية على اختلاف الشرائح والمذاهب , فكانت علاقته وطيدة مع كافة فئات وألوان مجتمعه, وهو ما تجلى في مراسم العزاء, وما يتجلى اليوم من هذا الحضور الكثيف والمتميز, رحم الله الفقيد, وأسكنه فسيح جنانه..

وقد توالت الكلمات والقصائد والأشعار, وكان من أهمها :
كلمة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, ألقاها باسم اللجنة المركزية للحزب الأستاذ ” إسماعيل بدران والتي جاء فيها: “… لقد كان الأستاذ أحمد مناضلا صلبا وعنيدا ومخلصا لشعبه , ومضحيا في سبيل تحققي الأهداف التي آمن بها, ولا يراودنا الشك أن تلك الأهداف السامية المتمثلة في العدالة والمساواة , من أكبر اهتماماته … وبرحيله المبكر فقدنا مناضلا كبيرا, في خدمة قضيته العادلة , ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن ندعو جميع فصائل الحركة الكردية والوطنيين الشرفاء للتحاور والتآلف والتعاون لإيجاد مرجعية كردية, وتوحيد للخطاب السياسي, عبر المؤتمر الوطني المنشود لخدمة شعبنا وبلدنا سوريا..”
كما ألقى الرفيق أبو هوزان عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الكردي في سوريا كلمة الحزب جاء فيها:
“…إن رفاق وأصدقاء الرفيق ” أبو سالار ” لا يزالون يعانون من هول الصدمة, بفقد مناضل في أوج عطائه, بل كان مأمولا منه عطاء أكبر, ودور مميز بين رفاقه وأقرانه عامة, ومنطقته وأهله وذويه بشكل خاص…
لم يكن التزامه بقضية شعبه همه الوحيد, بل تلازم الهم الوطني والهم القومي, في فكر ورؤى أبي سالار, ترتكز على قاعدة التفاعل العميق بين مجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية السورية, الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, ومسألة الحريات في المقدمة … عن طريق بناء ديمقراطي تعددي تنتفي في ظله كافة أشكال القهر والظلم..

للفقيد طيب الثرى وأهله وذويه ورفاقه الصبر والسلوان .


ومما جاء في كلمة الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا :” كان الراحل طيب الذكر من عائلة وطنية تحمل في جعبتها فكرا نيرا و حبا كبيرا لشعبها وكافة شعوب المعمورة فقد سعى طوال حياته المليئة بالمصاعب إلى إعادة التوازن إلى السياسات السورية المتبعة ونبذ الاتجاه العنصري تلك التي حرمته من رفاق دربه في الحركة الكوردية.
إن كل الضغوط و الممارسات اللاقانونية لم تستطع أن تغير من قناعاته الراسخة بعدالة بني قومه “.


وفي كلمة منظمة رأس العين للبارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا كان :” هل تعبت من السير في هذه الصحراء اللامتناهية ؟ هل طال سواد الليل في عينيك… فآثرت المغيب ؟
نعرفك شامخا كالسنديان وأصيلا كالزيتون صابرا كالصبار, لا تصدق العيون ما ترى..

كيف يرحل النسر المحلق في القمم الشماء , نعلم جيدا كم أعطيت و منحت بأمانة و إخلاص و كنت رمزا للإنسان الحضاري مؤمنا بالتواصل و التلاحم و الإخاء و التراحم…”
وتضمنت كلمة منظمة أبو راسين وتل تمر وريفها كل معاني التقدير، والأسى العميق تجاه المصاب الجلل والتي كان منها:
” ..إن مصاب فقدك عظيم غير أن المآثر الجلية التي تحليت بها والقيم النبيلة التي ناضلت من أجلها والنضالات الشريفة التي خضتها تذكرنا و تؤكد لنا حين نستحضرها , و أنك أعطيت بما قدمته وبما رمزت له معنى فعليا وإيجابيا للوجود … لا يسعنا في النهاية إلا أن نعزي أنفسنا وحزبنا وأهل الفقيد وأصدقاءه بأنه باق في ضمائرنا ووجداننا ..”
كما عبر المكتب السياسي للبارتي عن أساه وبالغ حزنه لفقد أبرز مناضليه في كلمة ألقاها رفيقه عضو المكتب السياسي للبارتي (أبو آزاد) حيث جاء فيها : ..

“نرحب بكم جميعا و نشكركم على مساهمتكم في إحياء هذا الحفل التأبيني قبل أربعين يوما شاءت يد المنون أن تختطف من بين صفوف حزبنا و شعبنا المناضل العظيم أحمد (أبو سالار) بشكل مفاجئ و مبكر بسكتة قلبية , و هو لا يزال في أوج عطائه , فقد كان يدافع بصدق و إخلاص عن حقوق شعبه و كان يتألم كثيرا للممارسات الشوفينية التي تطبق بحق جماهير شعبنا , لذلك كان يناضل في سبيل تحقيق المساواة بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات , و كان يدعو إلى لقاء كوردي عربي و إجراء حوار ديمقراطي بين الأحزاب الكوردية و القيادة السياسية لتوفير مستلزمات الوحدة الوطنية و المواطنة الحرة “.


و قد وردتنا باسم الهيئة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا برقية مشاركة وجدانية تعبر عن أسفها و حزنها العميق لرحيل الفقيد الغالي .
كما تليت كلمة باسم كوما خاني الثقافية الكوردية ترثي الشخصية الوطنية المناضلة .
وقد جاء في برقية العزاء لحزب الوفاق الوطني الديمقراطي الكردي السوري: ..”كلنا نعرف الأخ أبو سالار فليس خافيا على أحد مثل هذه الشخصية ..لقد كان المرحوم معروفا بنضاله في سبيل قضيته الكوردية محبا لشعبه ذي صيت اجتماعي مما أكسبه احترام الجماهير و حبهم فقد كان محل تقدير بين الجميع , ناضل طيلة حياته في خدمة  الكوردايتي , فقد كان رمزا اجتماعيا ووطنيا , في هذا اليوم و في ذكرى مرور أربعين يوم على رحيل الأخ أبو سالار باسمي و باسم جميع رفاق الوفاق الديمقراطي الكوردي السوري نتقدم بأحر التعازي القلبية و نتضامن مع أهله ورفاق حزبه متمنين له الرحمة ولأهله الصبر و السلوان ”.
وقد ألقى مسؤول فرقة نارين للتراث والفلكلور الكوردي كلمة أثنى فيها على سجايا المرحوم الكثيرة، كما ألقت إحدى ورود فرقة نارين قصيدة رائعة، بالإضافة إلى قصيدة للشاعر بافي هفال، وقصائد أخرى عديدة.
وجاءت كلمة آل الفقيد مليئة بالحزن والأسى والحزن والاعتبار ومما ورد فيها : ” باسم أفراد عائلة الفقيد العزيز, عميد أسرتنا المغفور له أحمد إبراهيم العلي أبو سالار نحييكم جميعا , و نرحب بكم أحزابا سياسية , و أفراد مستقلين , و نشكركم جزيل الشكر على تجشمكم عناء السفر , بغية الحضور والمشاركة في تأبين الراحل الغالي بعد مرور أربعين يوما على وقوع الفاجعة الأليمة ليلة 13/14 من شهر شباط المنصرم كما نحيي من خلالكم شيم الوفاء والتقدير التي أحاطت بها جماهير شعبنا الأبي و لأبناء مجتمعنا الكريم روح الفقيد العزيز سواء يوم الوداع الأخيرة عندما يورى الثرى ,أو أيام مجالس العزاء في حضوركم هذا , ذلك من خلال ملامح الأسى والحزن العميق التي كانت وما تزال ترتسم في وجوه الجميع وعلى محياهم ألما على فراقه, فهي مجتمعة توحي لنا بكل معاني المحبة والاحترام , كما أنها تحمل لنا في طياتها أسمى آيات التعزية والمواساة لأنها تشاطرنا في حمل الكثير من الغم والحزن, ولا شك ستكون عاملا مهما في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتمتين أواصر المحبة والوئام فيما بيننا..”
وقد انتهى حفل التأبين وسط تأكيد وإصرار الجميع على مواصلة النضال حتى نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي مستفيدين ومعتبرين بالحدث في استلهام قيم النضال من سير المناضلين وتضحياتهم الكبيرة، مكملين ما انتهى إليه دربهم النضالي، وصولا إلى الأهداف والطموحات الكبيرة التي يناضل من أجلها شعبنا الكوردي بعزيمة لا تعرف الونى ولا السأم، حتى تحقيق النصر.

 المصدر: البارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا

 
 

  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…