التحالف والذكرى 18 … اية جراح دوملت؟

آزاد حمه
azadheme@hotmail.com

قرأنا في افتتاحية الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) (جناح التحالف) مقالة معنونة بـ (التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا في ذكراه الـ ( 18 ) – الجراح تندمل) يستعرض (ليؤكد) فيها الكاتب او الهيئة الاعلامية التي اقرت المقالة، بمهارة بدور حزبهم المحوري في الإعلان عن تأسيس التحالف من اربعة فصائل، وتوسعه لاحقاً اثر بيان من حزبهم لينضم كل من التقدمي وعلى اثره بفترة الوحدة، ومن ثم بعضاً من المستقلين من مناطق التواجد الكوردي في سوريا (الجزيرة، حلب وريف حلب، دمشق).
نحن لا ننكر او نعترض ما كان للبارتي (أبان ما كان البارتي بالفعل بارتي) من دور هام ومحوري على الساحة السياسية الكوردية في سوريا وفي الاعلان عن التحالف بنسختيه (الاولى 1986، والثانية 1992) وما سعى التحالف إليه فيما بعد وذلك بتوسيع دائرة نشاطه السياسي والتنظيمي كوردياً ووطنياً على مستوى القوى السياسية السورية وحتى طرق باب السلطات في دائرة صنع القرار في سوريا.
اعتقد بأن المقال بصيغته الحالية قد قال (ولا تقربوا الصلاة) بدون تتمة الآية لنهايتها (وانتم سكارى).

تطرق المقال إلى التحالف كانجاز سياسي وتنظيمي وجماهيري هو من نتاج سياسة البارتي (لنمرّق هذه لهم)، ومن ثم التأكيد على دور التحالف البنّاء في تقريب وجهات نظر بين الاحزاب المنضوية فيه (مو كتير كويس، يعني ماني موافق عليها)، وبأن التحالف سعى إلى فتح آفاق سياسية جديدة في الوسط الوطني السوري (هذه ماشي الحال يمكن تمريقها)، لكن الذي لا نستطيع تمريقه او امراره للمقال وصاحبه هو القفز فوق اخفاقات التحالف الكثيرة والوصول إلى الرؤية المشتركة بين الجبهة والتحالف وتشكيل الهيئة العامة لهما (ففي العام2005  ساهم في تشكيل الهيئة العامة للتحالف والجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا , والتي انبثقت عنها الرؤية المشتركة التي أيدتها فيما بعد لجنة التنسيق أيضاً , ومن ثم الاتفاق فيما بينهم للدعوة لعقد مؤتمر كردي في سوريا). بالطبع تلك الفجوة الزمنية والنضالية التي غافلها المقال فيها من اخفاقات اكثر من الانجازات.

غافلنا المقال  في انسحاب اليساري (جناح خيرالدين) ودخول الجناح الاخر من اليساري (محمد موسى) هل هذا ايضا انجاز، ام لعبة تبادل الكراسي، فالمقال لم يتطرق لمبررات انسحاب (خير الدين)، ومبررات التحالف في الاعتراف بالطرف الاخر بانه اليساري، وذلك فقط حين انسحاب الاول (نؤكد هنا غياب مبررات الانسحاب وانتساب الآخر).
غافلنا المقال في انسحاب الكوردي السوري من التحالف (مبرراتهم، ظروف الانسحاب، جهود التحالف في حل الاشكال مع الكوردي السوري)
غافلنا المقال في اسباب ومبررات انسحاب الاتحاد الشعبي(هنا ايضا غياب مبررات الانسحاب وجهود التحالف في الحفاظ على وحدته).
غافلنا المقال في عدم ذكر بان غايات البعض للجوء إلى التحالف لم تكن غايات سياسية بل كانت غايات تنظيمية ناتجة عن وضع الاحزاب التنظيمي (صراعات داخلية، انشقاقات)، وهذا ما القى بشكوك كبيرة حول مصداقي تلك الاحزاب ومدى ايمانها بالتحجالف وبرنامجه وآفاقه المستقبلية.
غافلنا المقال، في عدم التطرق على قدرة التحالف في الحفاظ على وحدة احزاب التحالف نفسها.
غافلنا المقال بعدم ذكر تأسيس الجبهة كرد فعل على انشقاق البارتي نفسه، وكمنافس للتحالف عن سابق اصرار وتصميم..
غافلنا المقال في اهم نقطة في مسيرة التحالف، وهي عدم قدرة التحالف على بناء جسر ثقة وخلق انسجام سياسي وتنظيمي بين اطراف التحالف نفسه، واذا لم تصدقوا ذلك راجعوا مسيرة التحالف منذ اعلانه من اربعة فصائل ومن ثم انضمام الفصلين الاخرين وبناء مجلسه العام، ومن ثم مسلسل الهروب الكبير منه (على غرار مسلسل الامريكي الهروب الكبير  وهو من انتاج شبكة فوكس التلفزيونية ويعتبر من المسلسلات الامريكية الرائعة)،  ، ومن ثم انشقاق التحالف نفسه بين لجنته العليا ومجلسه العام (نحن بارعون في التسميات).
هناك نقاط اغفال كثيرة كان يجدر بالمقال وكاتبه تذكير القراء بها، وهو يكتب يذكرنا بمحاسن المرحوم (التحالف)، كان يجدر  به توَثق لنا تلك الاخفاقات، قبل الانجازات التي لم نرى منها شيء.
فعن اية جروح دملت يتحدث المقال…
كنت ساصدق بان الجراح بدأت تنمل لو قرأت نعوة التحالف (على الاقل صاحب تسمية اللجنة العليا) اثر تأسيس المجلس السياسي.
كنت ساصدق بأن الجراح بدأت تندمل لو قرأت نعوة الجبهة اثر تأسيس المجلس السياسي.
كنت ساصدق بأن الجراح بدأت تندمل لو قرأت نعوة لجنة التنسيق اثر تأسيس المجلس السياسي.

اما الان، حيث هناك التحالف والجبهة ولجنة التنسيق و المجلس السياسي المشكل حديثا، بالاضافة إلى مجلس العام للتحالف الذي يقول انه الاصل، لن اصدق بان الجراح تندمل او ستندمل، لانه لكل هؤلاء قشة ما يتعلق بها في حدث طارئ يعكر صفو المجلس السياسي الذي بدأ يحبو متعثراً هنا او هناك.
كما لنا اعتراضات على استنتاجات اخرى حاول المقال تمريرها لنا عبر التأكيد دوماً بانهم (اي البارتي) من كانوا على طول الخط من سعى إلى حماية وتطوير التحالف، لتبدو لنا وكأن الملائكة في طرف والشياطين في الطرف الاخر، اعتقد جازماً انه ليس في السياسة مكان لتلك المقولة، فلا يعقل بحزب عانى اكثر من اية احزاب اخرى من انشاقاقات وان لا يوجد فيه اشخاص لهم مصالح او مآرب قد تلتقي في بعض المحطات مع اؤلئك الشياطين  الذي نفى صاحب المقال التقاء حزبه معهم (ذلك ضمناً).
كما ان الغمز واللمز من الاخرين عبر مصطلحات لايحاء عبرها من معاناة بعض التوجهات السياسية الكوردية من ارث عشائري او عائلي، ومحاولة القائمين على ذاك الارث الاستتئثار بالحزب (هذه لا انفيها بل اني متفق معها) لكن اعتقد بان هذا يعاني منه كل الاحزاب بنسب متفاوتة وحتى الفصائل السياسية العربية واليسارية عانت وما زالت تعاني منها (يعني كلنا بالهوى سوا).
واخيراً … وبالمختصر انا انتظر نعوات لـ للتحالف بشقيه والجبهة ولجنة التنسيق والمجلس السياسي، وتأسيس المرجعية المنشودة، عندها ساقول بان الجراح اندملت وانبتت تفاؤلاً.

فهل هذا صعب المنال …؟

ودمتم

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…