البلاغ الختامي الصادر عن الاجتماع الموسع لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا

في أوائل شهر آب انعقد الاجتماع الموسع لحزبنا, في جو ساده الكثير من الصراحة والشفافية, وجرت النقاشات والمداولات بحرية تامة وبشكل ديمقراطي بين الرفاق.
بدأت أعمال الاجتماع بدقيقة صمت إجلالاً واحتراماً لأرواح شهداء الكرد وكردستان وشهداء الحرية, ثم قدم الرفاق كلمة تلقائية رحب من خلالها بجميع الرفاق, ووضح مطولاً حجم المؤامرة التي خطط لها أيادي قذرة لإنهاء وجود الحزب وتاريخه.

ثم مناقشة شعارات الحزب الأساسية التي وضعها الاجتماع, وهي:
1- إلغاء كافة القوانين الاستثنائية بما فيها الأحكام العرفية وقانون الطوارئ.

2- الاعتراف الدستوري بواقع وجود الشعب الكردي في سوريا وضمان حقوقه القومية المشروعة.
3- إطلاق الحريات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

لقد جاء انعقاد الاجتماع تلبية لحاجة حزبية وتنظيمية يراد بها مراجعة شاملة لعمل ونشاطات الحزب خلال المرحلة المنصرمة من نضالاته, والوقوف بوجه المتآمرين على نهج الحزب ومبادئه.

ورسم إطار شامل لعمله اللاحق سياسياً وتنظيمياً والتفاعل مع المستجدات والحالات التي تتطلب وضوحها في الرؤية واستيعاباً لظروف ولشروط المرحلة الراهنة والمستقبلية.

1- في الوضع القومي:

 درس الاجتماع وضع شعبنا الكردي الموزع بين عدة دول والمحروم من حقوقه القومية الذي يواصل كفاحه رغم اختلاف ظروفه من جزء إلى آخر.

حيث ربطت مصيرها بمصير هذه البلدان في التحرر والديمقراطية والسلام, وأكد الاجتماع مساندة النضال العادل للشعب الكردي وحركته السياسية في كافة أجزاء كردستان, وأدان السياسات الظالمة التي اتبعتها الأنظمة الغاصبة للشعب الكردي, وطالب بوضع حلول سلمية للقضية الكردية في هذه الأجزاء.

2- كردستان تركيا:

استعرض الاجتماع وضع الشعب الكردي في كردستان تركيا, وسياسة القمع والتنكيل المتبعة بحقه من قبل النظام التركي وتعرض الوطنين الكرد للسجن والملاحقة والاغتيالات.

وأدان الاجتماع السياسات العنصرية والقمعية التي يمارسها العقلية الطورانية بحق الشعب الكردي وحركته التحررية, وطالب بوقف هذه السياسات الظالمة.
وأكد الاجتماع على دعم نضال الشعب الكردي في كردستان تركيا والوقوف إلى جانبه في نيل حقوقه القومية وإيجاد حل للمسألة الكردية هناك حلاً سلمياً ديمقراطياً.

3- كردستان إيران:

 أدان الاجتماع سياسة تجاهل وجود الشعب الكردي في كردستان إيران دستورياً والتنكير لحقوقه القومية العادلة, وندد بسياسة القمع التي يمارسها النظام الإيراني بحق الحركة التحررية الكردية هناك, وقيم الاجتماع إيجابياً تحقيق بعض المكاسب القومية والقافية لأبناء الشعب الكردي في كردستان إيران.
وأكد الاجتماع وقوفه إلى جانب الشعب الكردي وحركته التحررية في كردستان إيران, وطالب بإيجاد حل سلمي لقضيته القومية العادلة.

4- كردستان العراق:

 بارك الاجتماع الشعب الكردي في كردستان العراق, حيث يعيش في أجواء من الحرية والديمقراطية والتمتع بالفيدرالية في ظل عراق ديمقراطي اتحادي فيدرالي.
وقيم الاجتماع الدور الايجابي للحزبين وللمناضلين كاك مسعود ومام جلال في حل جميع الأمور التي تتعلق بوضع كردستان العراق.

5- الوضع الداخلي في البلاد:

 توقف الاجتماع مطولاً عند الأوضاع الداخلية في البلاد, حيث تعيش منذ سنوات حالة من الركود الاقتصادي والتضخم والعجز في الميزان التجاري وتدني دخل الفرد, الأمر الذي يلقي بظلاله على حياة وعيشة المواطنين, ويترافق هذا الركود الاقتصادي استشراء ظاهرة الفساد والرشوة وغياب تكافؤ الفرص وانتشار البطالة..

ومن أجل أن تواكب بلادنا المرحلة السياسية الراهنة ومتغيراتها, والتي من سماتها إشاعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان, لابد من إعادة ترتيب البيت الداخلي من خلال إلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإشاعة الديمقراطية في كافة مجالات الحياة وضمان استقلال القضاء وتطهير أجهزة الدولة من المسيئين والفاسدين.
واستعرض الاجتماع وضع شعبنا الكردي في سوريا الذي يعاني الحرمان من حقوقه القومية, ويستمر بحقه السياسات الشوفينية, وأدان الاجتماع هذه السياسات التي تنعكس سلباً على الوحدة الوطنية, وإن المصلحة الوطنية تكمن في تآخي الشعبين العربي والكردي وباقي فئات الشعب السوري, وطالب الاجتماع السلطة بالتخلي عن سياسة التمييز وإنهاء العمل بالمشاريع الشوفينية المطبقة بحق الشعب الكردي والاعتراف الدستوري بحق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا.

وأيضاً طالب الاجتماع بتوسيع الديمقراطية وإشاعتها في كافة المجالات, وأكد أن المسألة الكردية في سوريا وحقوق شعبنا الكردي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور الوطني الديمقراطي العام للحركة الوطنية والديمقراطية والتقدمية في البلاد.
ودعا الاجتماع إلى ضرورة معالجة القضايا الوطنية ووضع حلول وطنية وديمقراطية لها بما فيها قضية شعبنا الكردي في سوريا وتحقيق العدالة والمساواة بين جميع أبناء سوريا.

6- في مجال الحركة الوطنية الكردية في سوريا:    

 تناول الاجتماع وضع الحركة الوطنية الكردية في سوريا, حيث أبدى قلقها من الحالة التي تعيشه الحركة الكردية, ودعا إلى ضرورة توحيد طاقات كافة أطراف الحركة الوطنية الكردية وتأطير نضالها بغية بناء موقف كردي, وبهذا الخصوص ثمن الاجتماع على جهود التحالف الديمقراطي والجبهة الديمقراطية في توحيد صفوف الشعب الكردي وحركته السياسية وصولاً إلى مرجعية كردية شاملة, ومن هذا المنطلق فقد قرر الاجتماع بتكليف القيادة المؤقتة بالعمل على تطوير وتوسيع دور التحالف والجبهة, وتفعيل نشاطهما وصولاً إلى خطاب سياسي كردي موحد.
وفي ختام الاجتماع تم تشكيل قيادة مؤقتة للحزب لتقوم بمهام المرحلة اللاحقة, وتقود الحزب حتى المؤتمر العاشر.

أوائل آب 2006م

القيادة المؤقتة لحزب
الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…