(فعلى سبيل المثال تم توقيف أحد المتظاهرين على ما أذكر بعد التجمع الذي حصل أمام قصر العدل في دمشق بمناسبة الإحصاء الذي جرد بموجبه أكثر من 150 مواطن كردي من الجنسية و حين سأله أحد رجال الأمن لماذا أنت هنا وماهي مطاليبك ؟ فرد الشاب دون تردد أريد كردستان) و أن اعتماد مثل هذا المبدأ يكشف مع مرور الأيام أنه بدأ من الصفر إلى الأعلى ثم إلى الأسفل أما إذا كانت بدايته من الأعلى يعني بدأ بقوة فإنه يحتاج إلى المحافظة على قاعدته الشعبية بدراسته المتكررة لوضع الجماهير التي تناصره وتخرج معه إلى الشارع والتي قد تتعب مع مرور الوقت فتخفت أو حتى تنتهي، وهو ماحصل من خلال بعض المظاهرات التي بدأت كبيرة في حجمها في أذار عام 2004 إلى 2006، وبدأت تنحسر وتتكاسل وانتهت في نهاية عام 2008 حيث بات عدد (الحاضرين في التجمعات لا يتجاوز العشرات على أحسن تقدير) وتعود الأسباب إلى :
1- غياب التنسيق بين أطراف الحركة الكردية وعدم اتفاقها على مناسبات محددة يجمع عليها الكل الكردي .
2- استغلال التجمعات لغرض الدعاية الحزبية أكثر مما يخدم الهدف أو (المناسبة التي تم التنظيم لأجلها).
3- انحسار هذه التجمعات والتظاهرات في أطر معينة من الحركة الكردية.
4- استخدام القوة والضغط من قبل السلطة على التجمعات من خلال الاعتقالات ومواجهتها بالعنف (تجمع الأطفال أمام مقر اليونسيف في حزيران 2006 – التجمع الذي حصل في دوار الهلالية في القامشلي في 2/11/2008)
5- عدم التحضير الجيد لها في مجالي الإعلام (المرئي والمسموع والمكتوب) وتأييد الرأي العام السوري.
6- انحسار التظاهرات الأخيرة في مناطق الكردية فقط وبخاصة في القامشلي اتخذت طابعاً كردياً بعيداً عن طابعها الوطني التي من المفروض أن تكون جزاءً من النضال الوطني الديمقراطي العام.
7- عدم التحضير لبدائل أخرى في حال المنع أو فشل التجمع أو التظاهرة.
8- استهلاك المكررين حضوراً في هذه التجمعات.
وهو مايجعل الاستسلام الذي وقعت فيه الحركة الكردية في الوقت الراهن (بداية 2009 – بداية 2010) نتيجة لضعف طريقة التعاطي مع (الخيارات السلمية) حيث شكل عدم التنظيم في المرحلة السابقة الفارق بين بذل الجهد وكسب المعركة من جهة, ونهاية الجهد وخسارة المعركة من جهة أخرى ، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه خسارة الرأي العام الداخلي الذي صاحبه خسارة في الرأي العام الخارجي وهو الرهان الذي تسعى عادة قوى المعارضة في أي بلد من العالم اللجوء إليه والاعتماد عليه للتغييرفي سياسة السلطة تجاه قضاياها في الداخل …..
يجب أن تأخذ الحركة الكردية في المستقبل نضالها السلمي في الحسبان عدة نقاط: وضع الهدف لأي تجمع أو تظاهرة –وإرفاقها ببيان واضح تخص تلك المناسبة – تأمين قنوات اتصال آمنة بين قيادات التجمع وإعلاميين – وقبل ذلك الاتصال مع الحلفاء والمؤيدين لذلك الهدف فمن (لايؤيد تسمية كردستان سورية يمكن أن يؤيد إعادة الجنسية للمواطنين الكرد المجردين من الجنسية أو حقوق المواطنة).
أم النقطة الأخيرة التي يمكن أن نؤكد عليها بان الخيار التي تنتهجه الحركة في هذا المضمار هو خيار الصحيح منذ نشأتها وإلى الآن ولكنها بحاجة إلى تقييم متكرر ودائم، وليس بعد نهاية كل (تجمع او اعتصام أو تظاهرة) وإنما بعد صدور أي بيان أو تصريح ومدى فاعليته في الاتجاهات الثلاثة (الكردي – والسوري- والعالمي) ….
وما تحتاج إليه الحركة ليس صدور البيان بلغة واحدة (العربية أو الكردية) وإنما للغات العالمية الأخرى.
كلنا شركاء
26/ 01/ 2010