إذا كان الإجماع في الحركة الكوردية في سوريا حول محور عمل جامع , يؤسس لحالة لمّ الشمل , و توحيد الخطاب ..
فما معنى أن يترنح و يراوح مكانه تحت هذه الذريعة أو تلك ؟! , وما معنى ألا يجد سبيله إلى منتج محقق ينسحب على التطبيق , ويدخل مجال التنفيذ ؟!
أسئلة لا تزال ملحة تنتظر جوابا في غاية الأهمية , و في غاية الوضوح ..
بحيث لا يحتاج الأمر إلى تعقيدات التداول من جديد !! ليظل هذا الشأن معلقا برسم الإرادة الحقيقية , و الانطلاق الفعلي لترجمة المبادرة التي دعا إليها المجلس العام للتحالف , و الذي لم يتناقض مع أهمية المطلب الداعي لمؤتمر وطني من مختلف الأطراف المذكورة بإجماع لم يتحقق في أفضل الحالات , وأكثرها إلحاحا , في محيط الحاجة الماسة لتأطير عمل سياسي ناجع و شامل ..
يرتقي فيه المبادرون إلى وضع آلية , ينبغي أن ننصرف إليها جميعا , من خلال ضبط و تحقيق أفق عمل وطني جاد , يربأ بالحركة أن تظل مراوحة في مكانها , تجتر ضعفها وترهلها وتراجعها , مترنحة تحت عبء هذا الفعل الكامن والضاغط , لتصطدم على أرض الواقع بهذه النية المبيتة أو تلك , وفق رؤية دانية و قاصرة , تحول دون إنجاح أي عمل مخطط و مبادر , و متمتع بإرادة الانطلاق إلى تحقيق المرجعية المطلوبة ؟؟ !! , وهو حس نفتقده , ومسؤولية جديرة بالارتقاء إليها طالما كان هناك إجماع على المحور , وهدف جمع الكلمة , وتوحيد ولملمة إمكانات الحركة والجماهير الفاعلة والقريبة من كبريات همومنا !! .
هل يمكن للإجماع على المؤتمر الوطني أن يأخذ دوره , بعيدا عن التمحور حول الأطر , و الالتفاف حولها , و الانطلاق من تلك الرؤى المذكورة و المحددة ؟! أم أن الأمر أكثر جدية من التأرجح و الترنح و التراوح في المكان , حتى يفقد العمل المثمر جديته , و حيويته ؟ّ! هل ينتظر هؤلاء أن تضيع الفرصة التي ينبغي المبادرة إلى الحرص عليها و ترجمتها , ويبرد الحديد بعد أن أنفق جهد كبير على حماوته , وقابليته للمطاوعة والتليين ؟! ليظل الأمر متعلقا بأهمية العامل الزمني , و مدى عمق إرادتنا في تحقيق الخطوات الجادة نحوه , بانتظار الحسم و المسؤولية التاريخية !! و الخروج من مأزق التردد و التعويق , و وضع العراقيل أمام الحركة الكردية في سوريا , وهي تتلمس دربها وسط التحديات الكبيرة , لتأخذ دورها , و تحدد هدفها و تشارك الطاقات الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية للشعب و قواه الوطنية , لتترجم إلى المشاركة السياسية الفاعلة و تؤطر العمل و ترقى به و تعمقه ؟ !! .
أم أن في الأمر ترنحا وتراوحا وعراقيل حقيقية , يتحمل وزرها المعرقلون والضاربون في تيه له بداية لاتعرف لها نهاية , والحكم الأخير للأمناء على قضية شعب مظلوم ينتظر حلا يسمو فوق كل تصور ذاتي ؟؟! .