يُراد السيطرة على الأكراد من خلال AKP

هناك تشابه بين كردستان وايرلندا ، ويمكن أن يفهمونا الايرلنديون بشكل أفضل ، لديَّ بعض الأعمال عن ايرلندا .

خلافاً عن المشاكل السابقة أعاني من ضيق التنفس في المكان الجديد ، ووضع الأَرَق ، أنا عاجز تماماً عن النوم المريح ، فالنوم يشكل مشكلة جادة لي .

المكان الجديد تم إنشاؤه بمهارة وعن قصد ، إنه مكان مرتب ، مكان جرى تشييده بتخطيط دقيق وعن وعي وبشكل خاص جداً .

وصُرِفَ عليه كثيراً ، ولا أظن أن يتم إدخال تعديلات عليه بعد الآن .

إنني أشعر وكأنني في قعر بئر عمقه خمسة عشر متراً ، ينقطع نفسي ، أعجز عن النوم ، البارحة أيضاً لم أتمكن من النوم ، أفتح النافذة من أجل تهوية الغرفة ، ولا أستطيع الجلوس في مكان التهوية فهو مكان يتألف من جدران خرسانة عالية ومساحة بطول خمسة أو سبعة أمتار فقط ، فهو أصغر من التهوية القديمة ، كما أن أعلاه ليس مفتوحاً تماماً ، وأستطيع السير هناك فقط ، ولكن الضغط مرتفع بتأثير عمقه.
 السيلان في حلقي مستمر ، ولا أستطيع الالتقاء بالرفاق الآخرين في التهوية ، فبينما لدينا الحق في الالتقاء لمدة عشر ساعات ، لا نتمكن من الالتقاء سوى لساعة واحدة في الأسبوع ، ولا يتم تطبيق تصريحات الوزارة ، فقد التقيت معهم حتى الآن لأربع مرات فقط ، وآخر مرة التقيت بالخمسة البارحة ، ولكن في لقاء أمس خفضوا مدة اللقاء إلى خمسين دقيقة ، فحتى تصريحات الوزير لا يتم تطبيقها هنا ، مثلما لا يطبقون القوانين والأنظمة الداخلية الموجودة ، فإذا كانوا لا يطبقون ذلك بشكل سليم ، فلا يبقى أي معنى للإلتقاء .

ونحن البارحة قيَّمنا الوضع مع الرفاق ، واتخذنا قراراً بعدم الخروج إلى اللقاءات الجماعية إلى حين تصحيح هذه الظروف ومنحنا جميع حقوقنا .

أي أنني لن أخرج إلى اللقاءات الجماعية بعد الآن حتى يتم تصحيح الأوضاع .

عندما نلتقي بالرفاق الآخرين يقف مسؤولان أمامنا وإثنان من خلفنا ، ولا يدَعوننا نلتقي في التهوية .

حتى قبل وقت قصير كان التحدث بالكردية ممنوعاً هنا ، ولكن تم رفع المنع بالنظام الداخلي الجديد ، ولكننا إلى الآن لم نجرب التحدث بالكردية بعد ، ولا نعرف إن كانوا سيسمحون بها أم لا ، فعندما نجرِّب سيظهر إن كانو يسمحون أم لا .

الشروط هنا صعبة جداً ، فهي أثقل كثيراً مقارنة بالأماكن السابقة للرفاق الآخرين ، بينما أنا معتاد عليها وأتحملها ولكن أتأسف على الرفاق .

وليست لديَّ فرصة التحدث إلى المسؤولين هنا فيما عدا المحامين وأسرتي ، فحتى عندما يعطون الطعام ، يضعونه ثم يأخذون الطبق ، ولا يجري أي كلام بيننا ، ولا يحدث أي شيء خارج القواعد.

ويتم تشغيل موَّلد خارج غرفتي باستمرار صوت ضجيجه مستمر دائماً ، وهذا يزعجني جداً.

كُتاب جريدة “إلـ ـ مانيفستو” أشخاص مثقفون ، وذو نوعية كما أعلم .

هناك مسألة الفردية والكونية في الفلسفة ، فهي مصطلحات .

وأنا أقيم رابطة بين الفردية والكونية ، فالفرديات مهمة ولكن أوضحُ بأن لكل فردية رابطتها مع الكونية ، كما أفكر بأن الكونية مرتبطة بالفردية ، فهذان الأمران ليسا أمران متضادان لبعضهما البعض ، بل هي أوضاع متعلقة ببعضها البعض .

فمثلاً لايرلندا فرديتها ، ولكردستان فرديتها ، ولكن لكليهما روابط تلتقي في الكونية مطلقاً .


لقد صادقوا على عقوبة عشرين يوماً من العزلة المعطاة سابقاً ، فقد تم تبليغي بالمصادقة على القرار ، ولكنني لا أعلم متى سيتم تنفيذه ، فربما يتم تنفيذه قريباً .

كذلك كنت قد طلبت إرسال مرافعتي المؤلفة من مائة وستين صفحة أي خارطة الطريق إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، وفي الرد الذي وصلني أوضحوا بأنهم لن يرسلوها إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية .


الذريعة هي أن مرافعتي هذه تتضمن التعليم والدعاية والتعليمات ، ولهذا لن يرسلوها .

هذا غير صحيح ، أنا لا أصدر التعليمات إلى أحد ، ويقال التعليم ، وفي الحقيقة كل واحدة من مرافعاتي ما هي سوى تعليم بحالها .

ولكنني لا أصدر التعليمات من هنا إلى أحد ، كما لا أرى ذلك سليماً ، ففي ظروف الأسر هذه ، وفي شروط المحكومية ، لا يمكنني القيام بذلك ، وفي هذا الوضع لا أرى ذلك أخلاقياً .

ولكنني سأستمر في الكلام وقول آرائي .

ولا يستطيع أحد عرقلة تعبيري عن أفكاري .

وسأستمر في قول آرائي ولو كانت حياتي ثمناً لهذا الأمر .

وما أقوم به هنا هو تشخيص وليس تعليمات ، إنها تحليل سوسيولوجي ، وتشخيصات سوسيولوجية .


 إن هؤلاء يستفيدون من خصوصية الأكراد الإسلامية في ممارستهم للسياسة ، وهذا يسري منذ ثلاثين سنة ، ففي السبعينيات كانوا ينفذون هذه السياسات بـ”حزب الرفاه” و الآن بـAKP ، و”نعمان كورتولوش” له نفس المفهوم ، فكل من CHP و MHP قد سقط قناعهما ضمن الأكراد وانكشفا ، ويُراد السيطرة على الأكراد من خلال AKP .

حيث يستمر AKP في مفهوم CHP و MHP القوموي ـ الأمة المتصلب للتصفية ، بأساليب معتدلة وأكثر مرونة ودقة ، وهذا أكثر خطورة بكثير ، بينما الهدف واحد في الجوهر ، وهو التصفية .

في الحقيقة هناك وفاق مستتر بين AKP و CHP و MHP منذ 2002 إلى الآن .

هناك إدعاء مزيف بالمعارضة ، وأنا لا أقول بأن المعارضة غير قوية .


إن عدم الفهم يصعُبُ عليَّ أكثر من ثقل الظروف هنا .

الايرلنديون عنيدون ، والأكراد أيضاً شعب مقاوم جداً ، ولكنهم عاجزون عن فهم الشباك التي تحاك لهم ، إنهم لا يدركونها ، وأنا لا أستطيع العلم بما سيحدث بعد شباط و آذار .

فأنا لا أقول بأن يحاربوا أو يسالموا ، كما لا أصدر التعليمات ، وعليهم أن يقرروا ما سيقومون به ، هم الذين سيقررون ما إذا كان الأكراد سيحمون كرامتهم ، أم سيتخلون عن حقوقهم .


يبدو مفهوماً أنهم سيستمرون في عمليات الاعتقال بشكل أكثف ، فمخطط التصفية قيد التفيذ .

وسيتحاملون علينا بشكل متزايد ، بل سيتحاملون من جميع الجوانب ليخنقوننا ، ومن بعدها يمكن أن تأتي العمليات العسكرية ، فهاهو شهرا شباط و آذار قادمان ، وأنا سأكون في وضع معتدل وسأنسحب من الوسط .

أما إذا جاؤوا من أجل الحل ، فأنا هنا مستعد للمساهمة في كل وقت .


تعلمون بأنه حدثت هنا بعض السلبيات التي استهدفتني ، فقد حاولوا خلق استفزاز ، فهم انقَضّوا علي هنا ، وأبديت رد فعلي عليهم ، وقلت ؛ لماذا تفعلون هذا ؟ ولكنهم لم يتراجعوا عن موقفهم ذاك ، ولو ردَّيتُ عليهم ، ربما كانوا سيقتلونني .

لماذا لم أردَّ عليهم ؟ لأن الموت ليس بشيء جميل ، وأنا هنا لن أكون سبباً في موتي ، كما لن أُنهي حياتي ، ولكن إذا هم قتلوني ، فيمكنهم قتلي .

إنني أحاول الحياة أكثر من أجل الحفاظ على المعنويات العالية لشعبي ، وحماية آمال شعبي في السلام والحرية .
الفردانية تتحكم في أوروبا كثيراً ، بالطبع أنا هنا لا أقصد الفرد ، بل أتحدث عن الفردانية ، فسبب عدم تطور الحل ، وعدم حل القضايا الاجتماعية ، هو تلطخ الجميع بالدولة القومية أكثر مما يجب .

فأنا أفكر في أن تحليل الدولة القومية لعب دوراً مهماً في أساس عدم قدرة الماركسية على النجاح .

فمفهوم الدولة القومية هي نتيجة للرأسمالية والحداثة الرأسمالية .

بينما اليسار لم يستطع فهم ذلك جيداً .

نحن اليسار والاشتراكيون كمضطهدين لم نستطع فهم ذلك كثيراً .

كما أن هذا المفهوم يكمن خلف انهيار الاشتراكية المشيدة ، فـ”لينين” في روسيا و “ماو” في الصين من ضمنهم ، وقع الجميع في نفس الخطأ ، هذا ما يجب فهمه جيداً ، علماً بأنه لولا الصين اليوم فإن أميريكا لن تستطيع البقاء ، النقابات والعديد من  المؤسسات مثل بعض مؤسسات العمال في حقيقتها تخدم الرأسمالية .

إنني لا أرى تحليل ماركس الطبقة مقابل الطبقة أمراً صحيحاً ، فأنا لا أقول الطبقة مقابل الطبقة ، وإنما المجتمع مقابل الطبقة أو مقابل الرأسمالية .

وعندما نقول المجتمع فأنا لا أقصد أي قسم منه ، بل أقصد عموم المجتمع .

فأنا أقول لولا المجتمع لما كان الفرد ، فالفرد يكسب معانيه بالمجتمع .

وأنا أرى الحل في التقاء الفرد والمجتمع ببعضهما  كونياً ، ولكن ما أتكلم عنه ليست الأممية .


أوروبا تتخذ الفردية أساساً ، هذه بمفردها ناقصة وغير كافية ، وما أقترحه أنا ليست فردية على نمط أوروبا ولا الأممية كما في الاشتراكية المشيدة ، كذلك ما أقترحه ليس السلطة ولا نظاماً فيدرالياً أو كونفيدرالياً تقليدياً .

ما اقترحه هو المفهوم الذي يحقق إلتقاء الفردية بالكونية ، ويمكننا تسمية ذلك بالكومونالية الديموقراطية ، وكمطلب لهذا المفهوم يمكن استخدام مصطلحات الأمة الديموقراطية والوطن الديموقراطي .

هذا المفهوم لا يهدف إلى السلطة والدولة ، فنحن لا نتلطخ بالسلطة والدولة ، وأنا أقول الاشتراكية بهذا المعنى .

مفهومي هذا ترسَّخ بعض الشيء في كردستان ، فرغم تعرُّض الأكراد للإضطهاد والإبادات كثيراً ، تطوَّر هذا المفهوم بعض الشيء لدى الأكراد .

ونظراً لتلطخ الجميع بالدولة القومية لا يتمكن الحل من التطور ، فلهذا السبب يمكن أن تحدث مجزرة جماعية في الجنوب ، يمكن أن يتعرَّضوا لمجزرة جماعية ، فأنا أحذر ، وأحذر كلاً من الطالباني والبارزاني من هذا الأمر .


معلوم أن “غراميتشي” بقي أيضاً عشر سنوات في السجن ، إنني أثمن أفكاره عالياً ، وفي الحقيقة ما أقوم به هنا هو الحال المستحدثة من “غراميتشي” .
في تركيا فاشية مؤسساتية ، فظروف السجن الذي أنا معتقل فيه الآن ثمرة لهذه الفاشية المؤسساتية ، وتدل على استمرارها .

هذه الفاشية المؤسساتية وصلت إلى يومنا دون تغيير منذ قرن ، فالفاشية المؤسساتية موجودة في تركيا منذ أنشطة الاتحاد والترقي في عام 1906 وإلى الآن ، وممثلوه اليوم يعبرون عن أنفسهم في MHP و CHP .

ذلك المفهوم يمثل نهجاً قوموياً ووطنياً متصلباً ، ولا نطلب هذه الوطنية المتصلبة في نهج كل من MHP و CHP ، ولا الهيمنة الإسلاموية لدى AKP .

نحن نرفض الإثنين ولا نراهما صحيحين ، فلا زال يسود تركيا قوة الهيمنة لنهج العلمانية القوموية الوطنية المتصلبة ، مع قوة الهيمنة التي تدافع عن تركيبة الإسلامية ـ التركية ، بينما أرى الطريق الثالث صحيحاً ، وهذا الطريق الثالث هو الطريق الديموقراطي الذي عبرنا عنه مراراً .

هو الكونفيدرالية الديموقراطية ، والجمهورية الديموقراطية ، والوطن الديموقراطي ، والأمة الديموقراطية .


لقد كانت الغلاديوهات الأخرى مؤثرة مثل الغلاديو الإيطالي في الإتيان بي إلى هنا ، MI-6 في انكلترا ، والغلاديو اليوناني كانا مؤثرين ، فقد كانت انكلترا ضمن هذا العمل بكثافة ، يجب العلم جيداً بهذه الأمور ، فها هما رئيسا وزراء تركيا وإيطاليا يعلنان عن أنفسهما أخوين ، حيث يراد تأسيس زواج رأسمالي من خلال هذين البلدين ، فهذه هي السياسة الرأسمالية التي تريد خلق نموذج من خلال تركيا و إيطاليا .

الغلاديو التركي وأرغنكون استمرار للإتحاديين ، فإيطاليا نجحت في تفتيت الغلاديو التابع لها عام 1990 ، ولكن لم يتم تفتيت الغلاديو التركي ـ أرغنكون بعد ، أما قضية أرغنكون الراهنة فغير معنية بكامل أرغنكون ، بل بقسم صغير منه .


أبعث بتحياتي إلى شعبنا وإلى الرفاق في السجون .
طابت أيامكم .
  13 كانـــــــــون الثاني 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…