و لنا في هذا الأمر , ملاحظتين , نعتقد بشرعيتهما: الأول هو أنه كان من الأولى على تلك الغرف , إستضافة أحد الشخصيات القيادية في يكيتي , التي أوصت أو إقترحت طرح , الحكم الذاتي لكردستان سوريا , على المؤتمر , و دافعت عنه , و سعت من أجل إعتماده و إقراره , بدلاً من إستضافة من عارضه , و وقف موقفاً مناهضاً منه , و حذر من مغبة إقراره , و خطورته على الحزب و مستقبله .
و لعل العديد منا, سيجدون أنفسهم متفقين معي في وجهة النظر هذه , خاصة في ظل معرفة القائمين على تلك الغرف, بالملابسات و الأجواء , التي إنعقد فيها المؤتمر السادس للحزب , و الصراعات التي حدثت في داخله , و خلف كواليسه , و في الأيام التي تلت المؤتمر , و لا سيما في إجتماع الثلاثاء الذي أسفر عن إتفاق بين الكتلتين المتصارعتين , على إبقاء الحكم الذاتي لكردستان سوريا , مقابل إلغاء قرار تسمية الحزب بالكردستاني.
اما الأمر الثاني , فهو متعلق بهؤلاء من قيادة يكيتي , الذين يقبلون على أنفسهم , الخوض في أمور , من قرارات و توصيات نوقشت في مؤتمرهم السادس , من جهة الدفاع عنها , رغم أنهم إتخذوا موقف المعارضة منها , وصلت الى حد تعريض وحدة حزبهم للخطر , لولا تنازل رفاق لهم في القيادة عن بعض تلك القرارات , حفاظاً على وحدة الحزب أو تأجيل إنقسامه أطول مدة ممكنة , الى حين تغير موازين القوى في الحزب الى جانبهم.
و نحن عندما نتحدث عن هذا الأمر بهذا الوضوح و الشفافية , فإننا لا نقصد منه , حرمان أحد من حقه في الإعتراض و التحفظ , على قرار أو موقف ما , و إنما نقول , أن قدر من المصداقية و المبدئية , مطلوب من هؤلاء, عندما يتطلب الأمر منهم الدفاع عن قضية ما , هم وقفوا موقف المعارض منها , كما هو الحال مع الحكم الذاتي , الذي كان موقف إسماعيل حمه و فؤاد عليكو منه , واضحاً كوضوح الشمس في وضح النهار.
فالدفاع عن قضية ما , لا نؤمن بها , تدخلنا في تناقضات مع أنفسنا , بحيث نفقد الإنسجام الفكري و السياسي , ناهيك عن تعريض مصداقيتنا للمحك , و هو ما لا نتمناه لأحد.
فعندما تحدث إسماعيل حمه عن الحكم الذاتي , و دافع عنه , رغم معارضته له , سرعان ما إكتشفنا التناقض الواضح بين دفاعه عن الحكم الذاتي لكردستان سوريا , بدلاً من الإدارة الذاتية التي إعتمدها المؤتمر الرابع , و عدم قبول تسمية الكردستاني للحزب , مع العلم أن شعار الحكم الذاتي هو , أولا و أخيرا , طرح جغرافي , و ليس قومي محض, بإعتبار أن المنطقة الكردية هي منطقة متعددة القوميات و الأديان , و تسمية الحزب بالكردستاني ينسجم مع شعار الحكم الذاتي و لا يناقضه.
و للعلم نحن لسنا في موقع الدفاع عن الحكم الذاتي , و لا تسمية الحزب بالكردستاني, و لكننا نتحدث عن واجب الشخصية القيادية في التعبير عن آراءها و مواقفها , و ضرورة تجنب التناقض و عدم الإنسجام في شرحها و تسويقها.
فما كنت لأتحفظ على أي موقف معارض أو مخالف غير متقف مع محاولات تسمية الحزب بالكردستاني من جانب حمه أو عليكو , لأني أعرف موقفهما , حق المعرفة من هذا القضية , و على علم بالضغوط التي مارساهما على أعضاء المؤتمر وباقي رفاقهم في القيادة من أجل عدم نشر بيان المؤتمر تحت إسم حزب يكيتي الكردستاني , طالما أن موقفهما كان موقفاً ثابتاً , طوال الفترة الأخيرة الماضية , ينم عن قراءة سياسية مختلفة عن موقف رفاقهم.
لذلك نتوقع من أخوتنا في الغرف الإنترنتية , أن يعيروا ملاحظاتنا الإهتمام اللائق , و يضعوها في حسبانهم , عند مناقشة قضية ما , متعلق بالأحزاب الكردية , حتى لا يختلط الحابل بالنابل كما يقال , مع فائق الإحترام .