m.yousef2@yahoo.com
وتصاعدت الضربات حتى وصلت إلى تحت الحزام وترنحت الأحزاب وخرجت من وقارها ووجهت سهامها المسمومة لهؤلاء الكتاب والمثقفين لإسكاتهم وكالت لهم التهم يمينا وشمالا وبلا رحمة كعادتها واعتبرتهم حفنة من الأشرار أو الخارجين عن القانون الحزبي الكردي السوري المقدس الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , و سخرت أقلامها وآلتها الدعائية الجرارة لمواجهة العاصفة ولما لم تستطع مواجهة الحق بالباطل اعترفت بأخطائها و قررت الرجوع إلى الشعب باعتباره صاحب القضية.
وحتى لا أدخل في التفاصيل حيث يكمن الشيطان فإنني سوف أترك الحكم للتاريخ على صدق النوايا ولكن أرى في المشهد ملامح تتشكل على نار هادئة في وسط الحركة السياسية الكردية السورية , ربما لمعسكرين أو فسطاسين أو تحالفين أو جبهتين أو تجمعين أو تيارين ولا يهم الاسم هنا بقدر ما تهم الرؤية السياسية لهذين المولودين لحل المشكلة الكردية في سوريا :
– التيار الأول : بقيادة الحزب التقدمي الكردي السوري وزعامة الأستاذ عبد الحميد درويش ( أطال الله عمره) وعضوية كل من الحزب اليكيتي بقيادة الأستاذ إسماعيل عمو, والحزب الديمقراطي الكردي السوري جناح الدكتور عبد الحكيم بشار , والحزب الآزادي .
أعتقد أن الرؤية السياسية للأحزاب الأربعة لحل المشكلة الكردية في سوريا سوف تدور حول حقوق المواطنة التي تشمل الحقوق الثقافية والمساواة.
– التيار الثاني : بقيادة حزب اليكيتي الكردستاني وزعامة الأستاذ فؤاد عليكو أو الأستاذ حسن صالح مع فرقاء آخرين لم تتبلور هويتهم بعد.
أعتقد أن الرؤية السياسية لحزب يكيتي الكردستاني لحل المشكلة الكردية في سوريا تبلورت في مؤتمره السادس الذي انتهى منذ أيام وأقر الحكم الذاتي ضمن إطار وحدة البلاد وعلى هذا الأساس بدل اسمه من الكردي إلى الكردستاني ليتناسب اسمه مع المطلب الذي أقره.
إننا هنا لسنا في موقف تقييم رؤية كل طرف وآلياته في تحقيق أجندته و أهدافه السياسية (المطلوب أن يقرر كل طرف بشفافية ووضوح آليات تحقيق مطالبه أمام الشعب الكردي السوري بشكل خاص وأمام الشعب السوري بشكل عام) ودرجة أهميتها ومدى أحقيتها وتطابقها مع مصلحة الشعب ومدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع فهذا من مسؤولية الشعب الكردي السوري وهو الذي سيقرر بإرادته الحرة مصيره وفق مصالحه بتأييد هذا الطرف أو ذاك, ولكن إذا سارت الأمور بشفافية ووضوح وفق هذا السيناريو فإنها ستكون خطوة غير مسبوقة بكل معنى الكلمة و مؤشر ودلالة كبرى على انتهاء عصر التيه و التشرزم و الخطاب السياسي الكردي السوري الضبابي والشعارات الطوباوية الطنانة الرنانة وبداية مرحلة تاريخية جديدة واستحقاقات جديدة :
الاستحقاق الأول: الأحزاب الكردية السورية الباقية ستكون أمام منعطف تاريخي, إما أن تحدد خيارها في التشارك مع هذا الطرف أو ذاك وإما أن تقف في وسط الطريق عارية وعرضة للهلاك.
الاستحقاق الثاني: إذا سارت الأمور على ما يرام وصرنا فعلا أمام رؤيتين فانهما سرعان ما تصيحان ملك الشعب الكردي السوري وحينها لن يكون من حق هذا الطرف أو ذاك منع أي حزب للانضمام إلى هذه الرؤية أو تلك سواء كان السبب حزبيا أو شخصيا أو غير ذلك.
الاستحقاق الثالث: أعتقد أن من واجب الحكومة السورية بحكم مسؤولياتها الرسمية والوطنية التعامل مع الواقع الجديد (إذا حصل) ورعايته.