آزادي .. مسقط الرهانات بامتياز

باهوز هوري

أوساط من قلب النظام، ومن بعض القابضين على رماد الاختلافات والانقسامات في جسم الحركة الكردية في سورية عموماً تراهن على فشل تجربة آزادي الوحدوية، وتشيع ثقافة مريضة ومتداعية حول أن آزادي انتهى كمشروع سياسي قابل للتطوير في المرحلة القادمة بحيث يستطيع مواكبة ومواجهة التحديات، وتترقب هذه الأوساط ، بل وتقوم بدعاية مغرضة منظمة بين الجماهير الكردية بأن آزادي سيخرج من مؤتمره القادم متشرذماً منقسماً ومكرساً مقولة أساسية طالما داعبت مخيلة المتابع للشأن السياسي الكردي، وحتى المواطن العادي بأن على كرد سورية تأجيل موضوع الوحدات الاندماجية والتنظيمية بين بعض الأحزاب المتقاربة سياسياً وفكرياً إلى إشعار آخر بسبب كثرة التجارب الفاشلة أمام المتابع، والتي أدخلت الشؤم واليأس و”الوهن في نفسية عموم الشعب الكردي في سورية”
 لكنَّ هؤلاء المراهنين والمداهنين ربما لم يقرؤوا الأحداث إلا من جانب رؤية نصف الكأس الفارغة، ففي كل تنظيم سياسي كائناً من كان هناك تباينات واختلافات في وجهات النظر، وليس كل اختلاف في تفسير بعض المواقف يودي حتماً إلى تناحرات ومطاحنات وسجالات عقيمة وانشقاقات ” للنظام دور كبير في حدوث العديد منها للأسف”، وقد أثبت حزبنا منذ تجربة الوحدة قبل ثلاث سنوات أنه يستطيع تجاوز الدوائر التي ترغب بفرملة نضاله وإجهاض مشروعه التحرري القومي والخلاق وبرنامجه السياسي الذي يتيح الفرصة، ويخوِّل أطيافاً كثيرة في الحركة الكردية وخارجها من الأطياف والنخب الثقافية بتبني هذا البرنامج باعتباره أنضج برنامج عمل يمكن أن تلتف حوله قطاعات شعبية وسياسية واسعة على الساحة الكردية سياسياً وثقافياً في سورية.

قبيل المؤتمر التوحيدي الأول عزف هؤلاء المرضى الفصاميون على وتر انشقاق آزادي، وهذا لم يتحقق لهم، بل أن الكثيرين جهزوا نعوات موته وانتهاء وجوده في الساحة السياسية الكردية في سورية، ولم يعرف هؤلاء أن هذه الوحدة تحققت بفعل إرادة الخيرين والغيورين على مصلحة شعبهم، ولم يدفع أي طرف مشاكله التنظيمية إلى الأمام، ورأى في الوحدة خلاصاً من مشكلة مزمنة لا يجد لها حلاً إلا بها، والنقطة الجوهرية أنه هناك طيف كبير وواسع، وربما يصارع الطرفين اللذين أعلنا الوحدة بينهما،هذا الطيف جاء منضوياً تحت لواء آزادي ومشروعه السياسي.

صمام الأمان في آزادي هو كل رفاق آزادي في أعلى هرم القيادة إلى جميع المرشحين والمؤيدين لنهجه وخطه النضالي.

نعم سينجز الآزاديون محطاتهم الهامة، وهم مرفوعو الهامة وموحَّدون يداً بيد من أجل قطف النجاحات معاً، وتجاوز المحن معاً، وسيضاعف رفاق آزادي جهودهم احتراماً لكوكبة معتقليهم ومناضليهم في أقبية النظام من القيادة والقواعد.

إن هؤلاء الأبطال الغائبين هناك والحاضرين بيننا في كل لحظة، والذين يجسدون عظمة آزادي على العطاء وقدرته على بذل المزيد من التضحيات على مذبحة حرية شعبنا الكردي في سورية.

هم بوصلة الأمان لكل الرفاق، وسيشكلون حالة ضغط أخلاقية لكل المؤتمرين الذين سيتابعون مسيرة وحمل لواء مشروع آزادي احتراماً للقوى الخيرة من شعبنا، وتقديراً لنضالات رفاقنا في معتقلات النظام.

ويقيناً… قافلة الحزب سائرة ومستمرة رغم أنف الحاقدين والمراهنين الخاسرين سلفاً.

 عن جريدة آزادي

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…