ولكني سوف لن أطول في الكلام وسأقترح فكرة أراها منطقية تؤدي إلى إنجاح تجربة المرجعية والتي ربما ستنشأ عما قريب، والفكرة تنحصر بخصوص كيفية انتخاب المستقلين إلى هذه المرجعية الكردية المقترحة، فالمرجعية أو المجلس السياسي الكردي المزمع إنشاؤه لا اعتراض لدي على إنشائهما وإن كنت أفضل صيغة المجلس الوطني أسوة بالمجلس الوطني الفلسطيني.
ولهذا نرى لكي تأخذ المرجعية مسارات ديموقراطية الطابع سواء من حيث الانتساب إليها أو في طريقة اتخاذ قراراتها، ولتكون مدرسة وواحة خضراء يتعلم منها الكرد الشيء الكثير من الديموقراطية وقبول الآخر المختلف.
وحسبما علمت من اجتماع التحالف الأخير أن لجنة تحضيرية ستتشكل أو تشكلت للدعوة لعقد مؤتمر وطني تنبثق عنه مرجعية كردية تقع على عاتقها معالجة مختلف القضايا المصيرية المتعلقة بالشأن الكردي وهذا شيء إيجابي ومثير إن تم إنجازه على أن يشارك فيها كل الفعاليات الكردية.
ولكن حتى لا تخرج المرجعية عن مسارها الديموقراطي فسأقترح الخطاطة الترسيمية التالية: بالإضافة إلى ما اقترحه بعض السادة الحضور من أن تكون عضوية المرجعية مناصفة بين الأحزاب والمستقلين وقراراتها بموافقة ثلثيى الأعضاء أو بـ 50 +1وهذا ما لايختلف عليه إثنان.
ولكن ما نضيفه ونقترحه يدور حول طريقة إختيار الأعضاء المستقلين إلى المرجعية، لا جدال من أن الأحزاب ستختار ويحق لها أن تختار ممثليها إلى المرجعية بطريقتها الخاصة.
بينما لايحق لها ولا للوطنيين المستقلين الموجودين بالتحالف ولا لأحد من الناس أن يقترح أسماء المستقلين إلى المرجعية اقتراحاً، لأنه وعندها ستتدخل المحسوبيات والصداقات وماشابه مما هو معروف في مثل هذه الحالات الحثيثة، وستصبح المرجعية عندها ملهاة في غير أوانها وسينفر منها الجماهير وستعود الأمور إلى المربع الأول وإلى نقطة الصفر بل أبعد من نقطة الصفر، لأن التجربة الأولى إذا فشلت فمن الصعب إنقياد الجماهير إليها مرة ثانية.
ومن الأنسب لاختيار الأعضاء المستقلين هو أن تبادر الأحزاب السياسية إلى فتح باب الترشيح الطوعي والحر أمام المستقلين لمن يجد في نفسه الكفاءة والقدرة للقيام بخدمة شعبه ووطنه ومن مختلف شرائح المجتمع ومكوناته، على أن يقوم هؤلاء في احتماع خاص وبحضور ممثلي الأحزاب، وفي حال كثر عددهم أكثر مما هو مطلوب، أن يختاروا من بينهم العدد المطلوب للمرجعية، ولنفترض أن العدد المطلوب من المستقلين هو (15) مستقلاً على سبيل المثال فيقوم هؤلاء باختيار (15) اسماً من بينهم على أن يكون لكل منهم الحق في أن يصوت لقائمة تضم (15) اسماً، وبعد انهاء التصويت سيتم اتخاذ الفائزين الـ(15) الأوائل منهم وهؤلاء سيكونون هم المنتخبون إلى المرجعية المنتخبة بكل أريحية وديموقراطية.
وستصبح المرجعية في هذه الحالة قمة الديموقراطية الكردية الظافرة وقلعتها المنيعة، لأن الشعب هو الذي اختار فيها ممثليه إلى المرجعية بنفسه وبشكل ديموقراطي سليم لا لبس فيه، وليس بناء على اقتراح من الأحزاب أو تزكية من شخص آخر، وبخلاف هذا سيكون مصير المرجعية الفشل حتى قبل أن تبدأ.
فالرجل لم يكن يعترض على الشخصيات التي حضرت المؤتمر التحالفي… بل كان سؤاله عفوياً منصباً عن كيفية اختيار الحضور من المستقلين.
ولهذا نكون قد قدمنا اقتراحنا مجرد اقتراح لاغير في تشكيل المرجعية الكردية.
وكل شيء لايدرس جيداً سيكون مصيره الإهمال والفشل، والكرد السوريون لايتحملون أكثر مما تحملوه حتى الآن من التذرر والتفرقة والتشظي السياسي.