مواقع الكترونية… مواقع القطعة بعشرة… في مواجهة سكرتير عريق

أمين عمر
Amin.74@hotmail.com

بالرغم من البعد عن أسواقنا الشعبية وغير الشعبية منذ سنوات ، ولفترة لا باس بها لم أرى بائعاً “يفرد بسطته” ولم اسمع بائعاً ينادي على بضاعته ، إلا إن اللوحة الحزينة المذكورة والمشهد ” البسطياتي” يتراءى أمام ناظري كل يوم، بل لأكاد أجزم بأنه يتكرر كلما افتح مواقعنا الكردية والتي لا ينقص البعض ، الكثير ، منها سوى شريط مسجل “بالواجهة” ومع فتح الموقع ينادي على المقالات والأخبار : القطعة بعشرة أو المقال بخمسة و” تلاتة ” بعشرة

لا شك أن نعمة التكنولوجيا كانت أكثر من مضاعفة للكرد ، لأنه ،حتى كلمة الكرد كانت حسرة في قلوبنا ، نسمع ولا نصدق أذاننا ، نراها ونفرك عيوننا.
القوى المقتسمة لكردستان كانت في كل الأحوال تنشر وتعلن ما تشاء بكل راحة وقوة ، سواءً بوسائل الأعلام المرئية والمسموعة من كركوز و عواظ إلى الستالايت أو بوسائل الانتشار الإجبارية الحسية والجلدية كـ “مفركة ” الزعيم كرباج وعشيرته البساط .
نعم بالرغم من الوضع المؤلم لشعبنا الكردي المطموس ثقافياً وسياسياً ، وما يعانيه من التجاهل والإقصاء والإحصاء هنالك أيضاً الجميل، وأنت ” تتفتل” في عالم النت ، فترى عشرات المواقع الكردية سواء تلك المكتوبة بالعربية أو بالكردية ، ومن الجميل جداً أن تتسابق تلك المواقع في نقل أخبار وأوجاع الشعب الكردي ونشره كسبق أنترنيتي في ذاك الفضاء الرحب ولكن هناك دائماً ما يعكر صفو الجمال ، فتقليد الجمال يشوهه والأشكال الطبيعية المكررة تصبح قبحا وماكياجاً “بايخاً”، وأنت تتصفح العديد من تلك المواقع والمواد المنشورة فيها تشعر وكأنك في مواجهة بسطة على رصيف مخالف يكاد يطارده شرطي وعلى تلك “البسطات” قلما تجد غرضا يفوق سعره “العشرة” أي رأسمال الغرض.
 حاملات الأخبار المجانية ، المكررة ، والمقالات العاجلة أو قطع الغيار المستعملة ، المعارة ، والمستعارة ، المسروقة أحياناً من الجيران والصور المقصوصة من هنا وهناك والمواضيع المهترئة التي تلمع عن قصد ، تكرر وتعيد ميزات البسطة حاملات الألعاب والبطاريات والأمشاط نفسها
ما يميز اغلبها – أي المواقع الكردية – عدم متابعة المادة جيدا والحال هذه تفوق تلك أصحاب القطعة بعشرة الى كل مواقعنا تقريبا فبالرغم من العديد من الأخطاء سواء من حيث تناقض الشكل والمضمون أو الأخطاء اللغوية والنحوية في كثير مما يـُكتب و نراه منشوراً وبخطوط عريضة سواءً كان الخطأ سهوا أو عدم المعرفة الا أننا لم نتلقى يوما جوابا من احد أحبائنا في مواقعنا ، برد المقال لمراجعته أو لم نتفاجأ يوما بتصحيحٍ ما لمقالٍ أدرك صاحبه البعض من أخطائه لاحقاً ولم يتم تلافيه من قبل الأعزاء المشرفين إلا مرة واحدة وللحقيقة صدف أن غير أحد المواقع مشكورا الضمة واوا وأضاف آخر تاءً مربوطة.

  
تلك المواقع الشاملة–سياسية ثقافية –اجتماعية علمية رياضية – دينية فقهية فلسفية–.فنية رقاصتية… التي تعنون نفسها بالشمولية.

قد أصابت دون أن تدرك بأنها مواقع شاملة وتكاد  تغطي وتشمل جميع أفراد العائلة ، لم نرى لمحرري المواقع  مقالاً أو رأياً أو وجهة نظر الموقع ، يحشرونه في زاوية أو ركن ما ، كهدف أو رسالة الموقع ، بالرغم  أنهم لا يتركون زاويةً إلا و “يطحشوا”  فيها شيئاً “صورة ممثلة “شوطه” لاعب قدم، ضحكة فنانة ، ثم  يتهربون من كل ما يتقصدون إنزاله الى مواقعهم بتذييلها ” كل الآراء قد لا تعبر عن رأي الموقع “
هناك موقع كردي – مشهور نوعاً ما – ينصب على القارئ نصباً حقيقياً “على عينك يا قارئ” يقدم نفسه مستقلاً ويعمل حقيقةً لإحدى تلك الأحزاب اللاهثة وراء “البرقعة” فيلمع أخبارها ويقدس مولاها وسكرتيرها ويضخم فشلها كانتصار.
هناك أيضاً موقع آخر ربما أضخم المواقع الكردية وأشهرها وكأنه بات يحمل مؤخراً شعار”ابشر طلبك ما ينرد” الأخوة هؤلاء يـُحمِلون على مركبهم كل من هب دون تفتيش أو فيزا حتى بات القارئ يخلط بين الكتاب والطراطير والمناضلين، لذا فلا عجب ان ترى سائس الخيل يمارس السياسة والقارئ يتوه بين المقاولة وفن المقالة
حتى أن موقعنا هذا الذي ننشر فيه هذه الأسطر يطلق عليه العديد الطقاقة أو “البعاجة” أي أن صبر الكاتب، وصاحب المادة ينفذ ويصاب بالنوم السريري و يصل لدرجة الانفجار و “يطق” وقد يفكر بإلغاء المادة وقد يتفاجئ بالنهاية إنه لم ينشر مادته.

 
بالرغم من كل علل و نواقص مواقعنا إلا أنها كانت صاحبة اصدق الصرخات على الظلم ، وكلنا يعلم أن هذه المواقع تحتاج إلى الدعم المادي والفني معاً ولكن ماذا نقول عندما نتفاجئ بأن احد المناضلين يلمح بفتح فرع مكافحة المواقع الكردية في إحدى ندواته ، اعتقدنا أنه سيتناول في ندوته إلى تقصير المواقع و في عدم تغطيتها الواقع الكردي المؤلم بشكل كبير وأنه سيساهم على الأقل بكلمة خير للارتقاء بها أو أنه سيعلن عن حملة تبرعات لصالح المواقع الكردية أو أنه سيهديهم ريع ندواته أو سيتناول موضوع المواقع المحظورة وأسبابها أو الغاية من بطء حركة الانترنيت التي لا تزيد عن سرعة سلحفاة معمرة إلا انه شن حرب على تلك المواقع وزاد من همومها وعللها هماً وعطباً وطالب أمناء مجالس الأمة المشتتة بسد النوافذ التي تأتي بالنسمات الملوثة- على حد قوله – خوفاً من هبوب العواصف وأوصاهم بالحذر الشديد وإغلاق حتى الثقوب بالألواح والمسامير عن خشبة أبيها، محاولاً إغلاق تلك الزاويا التي تأتي ببعض الأوكسجين للشعب الكردي

ألم يكن الأحرى بالمتربعين على أطلال بعض الأحزاب تشجيع تلك المواقع للمضي في إيقاد المزيد من الشموع لإضاءة الطريق الوعر للشعب الكردي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…