حوار مع السيد (مصطفى بكر) عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا

حاوره: زارا مستو

1-
    الأستاذ مصطفى بكر, لماذا قررتم أن تقوموا بنشاط في قامشلو بمفردكم , وما هو سبب تعليقكم لهذا النشاط ؟ ويقول البعض إن ما طرحه يكيتي حول الحوار مع السلطة  كان مناورة بعد أن تعرضوا إلى ضغوطات جدية من قبل السلطة , ما رأيكم ؟

الجواب : من المعروف أن أيّ نشاط يقوم به الفرد أو الجماعة , وعلى أي مستوى كان , ومهما اختلفت أشكاله وأدواته وآلياته , يهدف إلى تحقيق مكسب ما أو عدة مكاسب إيجابية , اقتصادية كانت أم اجتماعية أم سياسية ….الخ
كنا نأمل بل كنا واثقين إلى درجة معقولة , من أن أغلب الأحزاب الكردية المتحاورة من أجل تأسيس المجلس السياسي الكردي المنشود ستشترك لتنفيذ اعتصام جماهيري ديمقراطي سلمي  في دمشق , في 5 10 2009 استنكاراً أو إدانة لجريمة الإحصاء الاستثنائي المقيت على غرار النشاط الجماعي الممتاز الذي قامت به في دمشق في 1 11 2008 ثمانية من تلك الأحزاب للتنديد بالمرسوم ( 49 ) وعلى غرار اشتراك ستة منها في الكونفرانس التداولي المنعقد في القاهرة أواخر كانون الثاني الماضي بدعوة من معهد اسبن لحقوق الإنسان ونبذ العنف, وكذلك على غرار دعوة تلك الأحزاب لجماهير الشعب الكردي للوقوف عشرة دقائق على أرصفة الشوارع في 28 شباط الفائت احتجاجاً على المرسوم الرئاسي الجائر ( 49 ) .
إننا في حزب ” يكيتي ” الكردي في سوريا نحبذ دائماً النضالات الميدانية الجماعية من حيث المبدأ , مهما كانت هذه النضالات  صغيرة ومتواضعة , لما لها الأثر العظيم إعلامياً, ولأنها توحد الخطاب السياسي الكردي أي أنها تحقق المرجعية الكردية المنشودة على أرض الواقع .
في الاجتماع المنعقد في أواسط أيلول الماضي لأحزابنا الكردية التسعة المتحاورة من اجل تأسيس المجلس السياسي الكردي وعلى مستوى السكرتيرين أو ما يمثلهم , قررت تلك الأحزاب القيام بنشاط جماعي في دمشق في 5 10 2009 , مع تحفظ ممثل رفاقنا في الحزب الديمقراطي الكردي السوري على هذا الاقتراح وعلى أن يتدارس كل حزب مع رفاقه الوسائل الكفيلة لحقيق هذا القرار.
في الاجتماع الاعتيادي الأخير للجنة المركزية لحزبنا , والمنعقد في أوائل هذا الشهر, توضحت لنا الصورة جيداً من خلال شروحات الرفيق فؤاد عليكو سكرتير الحزب.

اذ تبين لنا أن جل تلك الأحزاب غير مستعدة ولظروف خاصة بكل حزب , للقيام بمثل هذا النشاط لذا فهي تناور من اجل أن تكون في حل من ذلك الالتزام .
أما بصدد طرفي لجنة التنسيق الكردي الآخرين , آزادي والتيار , فقد طلب منا الأول إمهاله لعدة أيام لأخذ رأي رفاقه حول إمكانية وجدوى هذا النشاط مما جعلنا نتوقع أن ظروفه التنظيمية والسياسية لا تسمح له بالقيام بمثل هذا العمل , فقررنا عدم إحراجه , وقد تبين لنا لاحقاً بأننا على صواب في تحليلنا وقرارنا ذاك.
أما ما يخص حليفنا , تيار المستقبل الكردي , فقد رأى اغلب الرفاق أنه من غير الجائز لحزبنا أن يشترك في نشاطه جسدا يخطو معنا في الداخل خطوة بينما لمنظمته في أوربا خطوة مختلفة مع من ينتحل اسمنا في الخارج.

لذا اقتضى إبعاده عن هذا النشاط فقط – تقويما له – مع أن قليلا من الرفاق رأوا ضرورة إشراكهم معنا فصلا لمسار من في الداخل عن مسار من هم في أوربا, وإفساح المجال لكل من يرد النضال الديمقراطي السلمي معنا ضد سياسات النظام الاستبدادية تجاه شعبنا.
قررت اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها ذاك, وبعد قطع الأمل من اشتراك الآخرين في نشاطنا القيام بمفردنا بمحاولة تنفيذ اعتصام كبير في دمشق واستنفار جزء كبير من طاقاتنا التنظيمية والسياسية والإعلامية لإنجاح هذا النشاط ومهما كلف الأمر , كما تمت الموافقة على أسماء من تطوعوا لقيادة هذا التجمع .
وللحقيقة فإن جميع أعضاء القيادة كانوا على أتمّ الاستعداد النفسي لقيادة هذا العمل , غير أنه  ولأسباب تكتيكية ولوجستية قرر أغلب الرفاق لاحقا نقل مكان الاعتصام إلى قامشلو لقد كان هدفنا من القيام بعملنا الاحتجاجي هذا:
1-    تحريك السكون السياسي السائد حالياً.
2-    ممارسة الضغط على النظام لإجباره على التحاور مع الحركة الكردية لإيجاد حلول للقضية الكردية في سوريا , وخاصة إننا نرى بأن الأجواء الدولية والإقليمية مناسبة لذلك.
3-    استرجاع ثقة الجماهير الكردية بأحزابنا.
لجأت السلطة أولا إلى تهديدنا بالعواقب الوخيمة لنشاطنا , ولكنها عندما اصطدمت بتصميمنا على تنفيذ هذا الاعتصام لجأت إلى أعطائنا وعدا مباشرا , بترتيب لقاء تحاوري بيننا وبين القيادة السياسية للنظام شرط إلغاء هذا النشاط , مما حدا بنا إلى إصدار بيان بتعليق نشاطنا مؤقتا, ريثما يحقق النظام وعده هذا أو يحدث غير ذلك.
    إذاً , نحن دائما وأبدًا مع النشاطات الجماعية , مهما كانت هذه النشاطات متواضعة , لما لها من آثار معنوية وإعلامية عظيمة .
ولم نستبعد أي فصيل كردي من الاشتراك معنا في نشاطنا هذا , اللهم إلا تيار المستقبل مؤقتاً , ولأسباب ذكرناها سابقاً.

حبذا لو يشترك معنا في نشاطاتنا المقبلة فيما لم يفي النظام بوعوده, جميع الأحزاب الكردية , بما فيها الأحزاب التي لم تشترك في حوارات تشكيل المجلس السياسي , وجميع الأحزاب العربية التي ترغب في التغيير الديمقراطي السلمي في سوريا .
أما بصدد سؤالكم حول الحوار مع السلطة والمناورة والضغوط فجوابي هو :
1-    نحن في حزب “يكيتي” مع مبدأ الحوار على أي مستوى كان, كائن من كان الطرف الآخر المحاور لنا, لحل القضايا موضوع اختلاف وجهات النظر بيننا, سواء كان ذاك الطرف كرديا أم عربيا, سواء كان في السلطة أم خارجها لأن الحوار هو السبيل السليم الوحيد للوصول إلى حلول توافقية مرضية للطرفين المتحاورين وليست لنا أية شروط مسبقة على تلك الحوارات إلا في حالة واحدة وهي عندما تكون السلطة مستعدة للتحاور معنا ينبغي أن يكون محاورنا ممثلين لجهة سياسية وان يحاوروننا مباشرة وليس عبر الوسطاء , لان أي حوار عبر أي جهة أمنية أو شخصية مهمة , مهما علت عند السلطة مراتب تلك الجهات وأولئك الشخصيات لا يؤدي إلى أي نتيجة أو يجهض منذ البداية , اذ أثبتت جميع تجاربنا السابقة فشل تلك المبادرات منذ البداية مما يؤكد عدم جدية السلطة للحوار مع الحركة الكردية ما دامت هذه الحركة بهذه الحالة المأساوية من الضعف والتفكك وقص النظر الاستراتيجي, مما يحول بينها وبين فرض أو حتى طرح برامجها – إن وجدت – للحوار حول القضية الكردية, وان كنت أثني على بعض مواقفها الشجاعة التي لا ادري لماذا سرعان ما تريد ؟ مما يخلق إحباطا منقطع النظير للشارع الكردي المحتقن والمتابع عما يجري والباحث عن من يقوده .


 حوارنا المزمع مع السلطة جاء هذه المرة كما في المرات السابقة بطلب منها , ولكنه مختلف شكلا وموضوعا عن الطلبات السابقة.
في المرات السابقة كانت السلطة تدعونا إلى لقاء امني رفيع للاستماع إلى ما لدينا, لعرضه على القيادة السياسية والسعي كما كانت تدعي تلك الجهات الأمنية لترتيب لقاء تحاوري بيننا وبين القيادة السياسية.

في هذه المرة جاء الوعد من قبل ممثلي السلطة السياسية ولكن مشروطا بإلغاء الاعتصام مقابل ترتيب لقاء بيننا وبين القيادة السياسية وعلى أعلى المستويات .

مما حدا بنا إلى دعوة جميع حلفائنا من الأحزاب الكردية للاشتراك معنا في هذا الحوار المنتظر , ولما ابدوا عدم استعدادهم لهذا اللقاء لأسباب شتى, وألفنا وفدنا الذي سيتحاور, والكرة الآن في ملعب السلطة .
2-    أنا أعتبر أن القيام بأي عمل سياسي ما هو إلا ممارسة لفن الممكن , وهذا يتطلب المهارة والمناورة التي تتحدث عنها أي القيام بالمبادرات في وقتها المناسب.

صديقي العزيز : إن حزبنا يتوخى من القيام بنضالات ميدانية الضغط على السلطة – كما أسلفنا – بقبول الحوار مع الحركة الكردية ,مهما كلفنا ذلك من تضحيات جسام ولأننا نعتقد بان المناخات السياسية السائدة دوليا وإقليمية مناسبة حاليا للقيام بمثل هذه”  المناورات ” لتسجيل نقاط ايجابية لصالح القضية الكردية في سوريا, لا كما يدعي البعض ظلما أننا بهذه المبادرة ” المناورة ” نبتغي اتقاء شر السلطة المستطير.


3-    عن أي عمل نضالي تقوم به الحركة الكردية من أجل رفع الحيف عن أبناء الشعب الكردي يخلق لدى السلطة ردود أفعال عنيفة تجاه تلك الأعمال النضالية.

لسنا وحدنا من يتعرض للضغوط المتنوعة, التي لعل الأوضح منها ولكن ليس الأقوى هي الاعتقالات والأحكام الصورية الجائرة…الخ أعتقد أن الضغوط ستستمر علينا جميعا وستتسارع وتتناسب طرداً مع أي عمل نضالي تقوم به الحركة الوطنية الكردية.
 
2-    هل برأيك أن السلطة جادة هذه المرة ؟ وهل اتصلت معكم السلطات من جديد بعد ذلك الوعد ؟ وهل برأيك أنّ بنية النظام السوري تسمح  بأن تخطو خطوات إيجابية مشابهة للنظام التركي اتجاه القضية الكوردية في سوريا ؟

الجواب :-  أعتقد أن السلطة جادة في هذه المرة للتحاور التكتيكي مع الحركة مطولا جداً حول بعض الأمور البسيطة جداً جداً كقضية المجردين, ولكنني أشك للغاية في جديتها لاستعداد ما الاستراتيجي لحل جوهر القضية, ألا وهو الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كثاني قومية في البلاد.
–   يظهر أن السلطة تريد أن تتملص من وعدها لنا بالحوار وان كانت لا تزال تتصل بنا بشكل غير مباشر وعبر أضعف حلقات الوسطاء , مما يكون لدينا الشك المبين في نية السلطة.
–  ليست بنية النظام السوري العقائدية مختلفة كثيراً عن بنية حزب العدالة والتنمية الذي يقود تركيا حالياً.

ولكن الفرق الجوهري بينهما هو أن الأول لا يتعرض لضغوط جدية داخليا أو خارجيا , أو لأنه لا يستجيب لها, لأنه لا يملك مشاريع وطنية وإقليمية يضعها في خدمة مواطنيه بينما همه الوحيد هو الحفاظ على نفسه بأي ثمن كان.

بينما النظام التركي الحالي يخطو أولى خطواته الصحيحة لحل القضية الكردية عبر الحوار, تحت ضغوط متعددة أهمها :
1-  شروط الاتحاد الأوربي لقبوله عضوا فيها.
2- النضالات الكردية اليومية وأبرزها تضحيات الكيريلا والتاريخ الكردي.


3-  وجود إقليم كردستان العراق المتحرر قوميا والمستقر سياسيا والمنتعش اقتصاديا على حدودها.
4-  تطلع تركيا للعب دور اقتصادي وسياسي ولوجستي مرن في منطقة الشرق الأوسط لاستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية بشكل عصري مما يؤلها للقيام بادوار تخدم مصالح تركيا كدولة وشعب.
5- العقلية البراغماتية لمن يمسكون بزمام العمل السياسي والإعلامي.
6- فشل جميع الأعمال القمعية التي هدفت إلى محو الشعب الكردي وقضيته العادلة من الوجود.

3-
  لماذا لم تلتزموا مع مجموع الأحزاب الكردية بإصدار بيان فقط مادامت هنالك مؤشرات جديدة, وخاصة هذه الأحزاب في حوار لتأسيس مجلس سياسي كمرجعية لها , ويقال إن أحزاباً في الاجتماعات طرحت تشكيل وفد لإجراء حوار مع السلطة , لماذا لم تؤيدوا هذا الطرح ؟

الجواب :
لنبدأ بالجواب عن سؤالك من الآخر أو بالأحرى ينبغي الإجابة عن جملة تساؤلات التي يتضمنها كل سؤال من الأخير أيضا .
أ – إنها المرة الأولى التي أسمع فيها بأن بعض الأحزاب الكردية المشتركة في حوارات تشكيل المجلس السياسي الكردي اقترحت تشكيل مثل هذا الوفد في هذا الصدد يحق لي أن اطرح الأسئلة التالية :
1- ما شكل هذا الوفد وما لونه وما طعمه وما هو ثقله وما هي مطاليبه وما هي أهدافه؟ 
2-  من يضمن استقبال السلطة لهذا الوفد والاستماع إلى استجداءاته ولو في أي المستويات؟ أليس من الجائز أن ترده وترفض حتى استلام عريضة تظلمه مثلما فعلت مع الوفد الشعبي الجزراوي الذي ضم العرب والكرد والأقليات المتضررة من المرسوم ( 49 ) رغم ترؤس مواطن سرياني لهذا الوفد؟
3- ما العلاقة بين الربط بين مساري الحوار من أجل تكوين المجلس السياسي الكردي وطلب تشكيل وفد لمقابلة السلطة , ألا ترى في هذا شرطا تعجيزيا مثيرا للريبة؟
ب – البيانات يا سيدي توجه إلى الرأي العام أما لتوضيح موقف سياسيا إزاء حدث أو الإدلاء برأي ما أو الدعوة إلى عمل ما .أعتقد أن جميع البيانات التي دجتها الحركة الكردية منذ تأسيسها عام 1957 لم تحقق أي نتيجة أو تقدم أي خدمة للشعب الكردي ولا تساوي جزءا يسيرا جدا جدا جدا من نشاطات انتفاضة قامشلو, لقد مضى يا صاحبي زمن عرض حالات المساكين!!! أعتقد أن أفضل خدمة أن تقدمها قيادات الأحزاب الكردية لمنتسبيها وجماهيرها وللشعب وللشارع الكردي هي التقاء أكتاف أعضائها في ميادين النضال العملي الديمقراطي السلمي, وبذلك يتحقق بكل سهولة وبساطة توحيد الخطاب السياسي الكردي والمرجعية المنشودة, ونمتلك عندها جميع أدوات الضغط, ونحظى باحترام الشعب .

4-
   ولماذا استبعدتم تيار المستقبل الكوردي من نشاطكم الذي كان مقرراً حيث كان التيار يشاطركم في الرأي, وهل تم تطويق الخلافات بينكما بعد تلك التصريحات التي أطلقت على صفحات النت؟

الجواب : أحب أن أ وكد لك اولا أن لجنة التنسيق ليست سوى إطار أولي يجمع ثلاثة أحزاب كردية متقاربة سياسيا ليس لها لا حتى الآن أي برنامج سياسي معتمد ولا نظام داخلي يحدد لأطرافه هوامش تحرك كل منهم رغم عودتنا عند نشوب أي اختلاف في وجهات نظرنا إلى الرؤية التي أنجزناها  معا.
 إذاً فلجنة التنسيق ليست حزبا سياسيا واحدا ولا يحق لأحد إطرافه فرض مواقفه أو آرائه السياسية على الأطراف الأخرى الشيء الوحيد الذي يفضل طرفا على آخر هو دون تحركه الجماهيري ونضالاتها العملية رغم أن الذي يجمع بين أحزاب التنسيق أكثر بكثير من الذي يفرقها .

ومن هذه البديهية انطلق وأقول: إن البرود الذي حصل بيننا مؤخرا ما هو إلا سحابة صيف عابرة , خاصة وان كثيرا من رفاقنا الأعزاء في قيادة تيار المستقبل الكردي واعون جدا ويعرفون جيدا هوامش وحدود تحركاتهم التكتيكية.

5-
  يقول البعض إن مصيري لجنة التنسيق والمجلس السياسي سيكونان مهددين بالتفكك بعد خطوتكم هذه ؟ وهل لا يزال هناك أمل في الحوارات لتأسيس أي إطار في المستقبل ؟

الجواب
: الشق الأول من سؤالك يذكرني بالمثل الفرنسي القائل :
“l ai ssez le chat dor mir” أي ” دع القط نائما ” كما يذكرني بقصة أهل الكهف الذين تبهر أعينهم أشعة الشمس ويفضلون العودة إلى الكهف لأنهم تعودوا على ظلماته والأخيلة التي يرونها على جدرانه كلما مر به أحدهم .
إن سؤال البعض هذا مستوحاة على كل الحال من الثقافة الإنكارية البعثية التي يحاول فرضها علينا أعداء الأمة الكردية وهو ذو طابع تشكيكي كبير بقدرات شعبنا الهائلة .

أعتقد أن محاولاتنا لتحريك هذا السكون سيضع أطراف لجنة التنسيق الكردي أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه شعبنا فإما أن نطور ونفعّل اللجنة من خلال وضع برنامج سياسي ونظام داخلي لها ونوسع قاعدتها لتضم كل من يشاطرنا الرأي السياسي, وإما أن نفسح المجال لغيرنا ممن يجدر به قيادة هذا الشعب وسيسهم في التسريع بتأسيس المجلس السياسي كضرورة سياسية وتنظيمية, لأننا جميعا نعاني من تراجعات مختلفة.


أما الشق الثاني من سؤال ذاك البعض فهو اتهامي الطابع ينسجم مع رؤية أعداء الشعب اذ يفهم منه وكأننا بخطوتنا هذه قد ارتكبنا جريمة بنسف أسس الحوارات لتأسيس أي إطار في المستقبل.

لا يا صديقي , نحن لا نسعى إلى تشتيت الحركة الكردية , بل نسعى بكل دأب  وجهد ونشاط لتوحيد الخطاب السياسي الكردي, ولكن على ارض الواقع وفي إطار يحمل أي مسمى كان .

6-
  الكلمة الأخيرة ؟ 

كلمتي الأخيرة هي الدعوة إلى التغيير أنفسنا وتطوير وسائل عملنا وأدواتنا النضالية والتخلص من أنانياتنا والثقة بالواعين والمضحين من شبابنا ونسائنا الذين سيقودون النضالات المستقبلية للشعب الكردي بعقليات أكثر حداثة وأكثر انفتاحا , (إذ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…