بداية نقدم الشكر لكافة المنتقدين, فمنهم الحريص على مصالح المجتمع وهمومه ووحدته الوطنية ومعايش له ولواقعه , ولهم حق الاختلاف معنا وإبداء وجهة نظرهم, ونحن نحترم رأيهم مهما كانت نقاط الاختلاف بيننا, وعلينا مناقشتهم ومحاورتهم لنصل سوية لنقاط مشتركة أكثر نضجا وعمقا واستنباط آليات عمل جديدة وحضارية لخدمة قضايا شعبنا.
الشكر كل الشكر لنقادنا الحريصين والغيورين على مجتمعنا ووحدته الوطنية أولا, وعلى وفده المطلبي كأحد أدواته لتحقيق مطالبه ثانيا.
أصدقاء المجتمع والغيورون عليه ممن أتيحت لهم فرصة نقدنا أو لم تتح , لقد تم الرد على بعض نقادنا, وأوضحنا ببيانات تم نشرها أو بشكل شفهي خلال اللقاءات الفردية والمناسبات الاجتماعية المختلفة عما حققناه, وما لم نستطع انجازه وما وصلنا له من مأزق هام وخطير يتمثل بعدم اكتراث السلطات بأكثر من ستة وأربعين ألفا وتسعة من التواقيع من المحافظة !! وهذا لا يعني البته إننا وصلنا إلى طريق مسدود وأملنا بمجتمعنا والغيورين عليه والفعاليات والمؤسسات السياسية والاجتماعية التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بدأ من عملية جمع التواقيع أو من أشكال الدعم المختلفة وصولا لمتابعة آخر ما وصلت له مهمة الوفد , ندعوها للمساهمة مرة أخرى لمساعدتنا , وايجاد وسيلة أو وسائل جديدة لمتابعة المهمة وصولا لتحقيق مطالب شعبنا العادلة , والشعوب لا تركن للظلم والاستبداد وستبقى تناضل من أجل حقوقها , والعدل يتمثل بتحقيق مطالب الشعب.
إن الوفد ليس سوبرمان المرحلة , وليس شماعة للعاجزين , ولم يحقق مهمته بالكامل إنما حقق المستطاع , فهو لا يمتلك من قوة لإلغاء أو تعديل المرسوم سوى قوة ستة وأربعون ألف توقيع ممن أتيح لهم التوقيع أو تجرءوا على التوقيع , وهذه القوة – من وجهة نظرنا – كفيلة من خلال فعالياتها الاجتماعية الضغط على مؤسسات السلطة , وبأساليب ديمقراطية وسلمية لتحقيق مطلبها.
وفي الوقت الذي يعمل فيه الوفد إلى جانب فعاليات المجتمع على تحقيق الوحدة الوطنية وقيم المواطنة وقبول الآخر والشفافية وتمكين المجتمع من وحدته , وقد تم تحقيق بعض الخطوات الجادة والفعالة والتي برزت على السطح الاجتماعي بشكل واضح وجلي , بدأنا نشهد عودة الازدواجية في الخطاب السياسي من جديد لدى البعض مما يشكل عائقا جديدا يضاف للعوائق الأخرى, فهي (تدعو للوحدة الوطنية والمواطنة في خطابها الشفهي) أما في كتاباتها تقول بأن المرسوم جاء ضد الأكراد وحدهم , ناسية أو متناسية إن المرسوم قد طال كل فئات الشعب, وان الأكراد جزء من هذا الشعب وليس الكل؟! إننا كوفد نستهجن هذا ونطالب أصحاب الخطاب المزدوج توحيد خطابهم , لأن هذا لا يخدم لا الوحدة الوطنية ولا قضية شعبنا بالمطلق, وان خدم يخدم مصالح شخصية ضيقة وآنية , محاولين إيقاف المثلث على إحدى رؤوسه , وما هذا سوى عدم تنسيق أو انسجام فيما بين آليات التعبير (كلاما وكتابة وسلوك) وفي أحسن حالاته وجود خلل في المصدر .
الحسكة – 20/9/2009
حسين عيسو ممتاز الحسن يعقوب درويش