وكنا قد اخترنا الدكتور عبد الحكيم بشار عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) كأول ضيف لهذه الزاوية, وفيما يلي الأسئلة التي وردت الى الموقع وأجوبة الدكتور عبد الحكيم بشار عليها:
س1- بعد مجمل التغييرات التي شهدته العالم, بدءً من بروستوريكا الغورباتشوفية, وتأثيراته الهائلة في الداخل السوفيتي وخارجه, والتي كانت من أهم نتائجها التغيير الكبير في المفاهيم التي كانت سائدة في عهد وجود قطبين عالميين, وأهمها مفهوم التدخل الدولي المباشر ضد الأنظمة الدكتاتورية المتمردة, التي كانت تنتهك حقوق شعبها أو الشعوب المجاورة (يوغسلافيا, العراق), مروراً بتفجيرات الحادي عشر من أيلول وما أفرزتها من حروب دولية ضد الإرهاب (أفغانستان, والعراق مرة أخرى ,….) , واستمرارا لذلك , الضغوطات التي تتم ضد بعض الدول الداعمة للإرهاب أو التي تشكل العقبة أمام السياسات المرسومة للمنطقة.
والسؤال: برأيكم بعد كل ما حدث أين يتجه الوضع الدولي بشكل عام , و في الشرق الأوسط بشكل خاص ؟
في البداية أشكر موقعكم، كما أشكر جميع القراء والمتسائلين، وسأسعى إلى الإجابة على جميع الأسئلة السياسية والفكرية ، وأعتذر عن الإجابة على الأسئلة التنظيمية التي لا أحبذ التطرق إليها وإلى الجوانب الخلافية التنظيمية على صفحات الانترنيت ، وقد أعرج على البعض منها بصورة عامة دون الخوض في التفاصيل؟
ج1- لا شك أن لكل مرحلة زمنية سمة أو سمات معينة تتصف بها وتشكل عناوين بارزة لمنحى تطورها العام السياسي والثقافي والاقتصادي ، ففي مرحلة الحرب الباردة والتي استمرت حوالي نصف قرن كانت لها سمات معينة لا داعي لذكرها ، أما الآن فإن السمات الأساسية لهذه المرحلة والتي سميت بالنظام العالمي الجديد وعناوينها البارزة هي الديمقراطية الدفاع عن حقوق الإنسان ، تنامي دور الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والمجتمعية ، تبلور حقوق الشعوب والقوميات المضطهدة أكثر من ذي قبل ، أي ظهور السياسات العالمية الداعمة لحقوق الشعوب والقوميات المغلوبة على أمرها ، تبدل مفهوم السيادة الوطنية ، التطور النوعي في وسائل الإعلام ، انتشار سياسة السوق على الصعيد الاقتصادي ، ورغم أهمية جميع هذه العناوين التي تبدو متداخلة ومتكاملة فإن ما يهمنا هو انتشار الديمقراطية والسياسات الداعمة لحقوق الشعوب والأقليات القومية والمذهبية والدينية ، وترسيخ وتطوير مبدأ قبول الآخر المختلف مهما كانت نوعية الاختلاف ، هذه هي السمات الأساسية لهذا العصر والتي قد تستمر وتتطور وتترسخ لعقود من الزمن لا نعرف نهايتها حتى تظهر مرحلة جديدة قد تكون أكثر تطوراً أو مناقضة لها.
أما الشرق الأوسط فلا بد أن يسير في نفس الاتجاه مهما كانت طبيعة الصراعات القومية أو الدينية أو الإقليمية السياسية منها والاقتصادية لأنها لا تستطيع أن تنجح في بناء نظام خاص بها مخالفة لصيرورة العالم وخاصة أنها لا تشكل الحلقة الأقوى أو الفاعلة في تحديد اتجاهات التطور في العالم ، بل تشكل حلقة منفعلة لا بد أن يشملها هذا التطور وإن اختلفت درجة التأثير وعمقه وسعته.
س2- ما هي قراءتكم المستقبلية لمجمل الأوضاع في سوريا, ومستقبل النظام, والسيناريوهات المرسومة له من قبل النظام العالمي الجديد ؟
ج2- سوريا من دول الشرق الأوسط ولا بد أن تشملها التطورات التي حصلت وتحصل في العالم بهذه الصفة أو تلك ، فالدول والحكومات التي كانت مرتبطة بالاتحاد السوفييتي السابق وبنت سياساتها وأفكارها وسلوكها العام بالاستناد إلى تلك المنظومة الشمولية لابد أن تصلها رياح التغيير العالمي الجديد ولا يمكنها أن تنجح في بناء جزيرة معزولة في خضم التيارات القوية الهائلة والتي تديرها القوى العظمى ، وبات من شبه المستحيل حسب المفاهيم السياسية السائدة والقوى التي تدعمها وتقودها أن تستمر سوريا لفترة غير محددة ضمن النظام العالمي الجديد بمفاهيم وأفكار وأساليب النظام العالمي القديم ( مرحلة الحرب الباردة ) فالنظام العالمي الجديد لابد أن يبسط نفوذه ومفاهيمه وثقافته على مجمل الكرة الأرضية وجميع دولها وإن اختلفت درجات التأثير والاستجابة لتلك المتغيرات ، ولكن هناك حدود دنيا للاستجابة لابد من توفرها في أي نظام في العالم ، وأعتقد أن سوريا كنظام شمولي ( حيث ترتكز جميع مفاصل الحياة العامة في البلاد من سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وإدارية في يد البعث بالاستناد إلى المادة الثامنة من الدستور والتي تقول : إن البعث يقود المجتمع والدولة ) وبالتالي يشكل نمطاً سياسياً متواصلاً مع النظام العالمي القديم لابد لهذه السياسة أن يشملها التغيير ، أما درجة التغيير وعمقه وشموليته والزمن الذي سيبدأ فيه فتتوقف على مجموعة عوامل داخلية وإقليمية ودولية لابد أن تتفاعل بهذه الدرجة أو تلك لتحقيق التغيير الديمقراطي السلمي المنشود
س3- باعتقادكم هل هناك إمكانية لتكرار تجربة أفغانستان والعراق في سوريا ؟
ج3- لا أعتقد أن تجربة أفغانستان والعراق قد تتكرر في سوريا ، ونحن كحركة كردية بمجملها نسعى إلى التغيير الديمقراطي السلمي المتدرج بعيداً عن العنف ، وكذلك معظم القوى الوطنية والديمقراطية الفاعلة على الساحة الوطنية ، فالتغيير الديمقراطي الذي ننشده يجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً عبر القوى الوطنية الديمقراطية في سوريا ومن خلال أجندتها ، وأعتقد أن الشعب السوري بمختلف قومياته وشرائحه وتياراته الفكرية يملك من الوعي والقدرة والفاعلية بحيث تؤهلها لتحقيق التغيير الديمقراطي السلمي المنشود ، ولكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من التفاعل الحيوي الواقعي والتفاهم المشترك حول مجمل القضايا للوصول إلى خطاب سياسي موحد يضمن لكل فئة أو شريحة أو قومية في سوريا بما فيها الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية خصوصيته ، فعلاقات المعارضة الوطنية لا تزال بحاجة إلى مزيد من التفاهم ومزيد من التعميق ومزيد من قبول الآخر المختلف ومزيد من التفاعل مع الجماهير والتي إذا نجحت المعارضة في تحقيق ذلك ( … عمل وطني يحقق لكل قومية وشريحة خصوصيتها ) ضمن إطار وحدة وسيادة البلاد فإنها سوف تخلق الأرضية اللازمة للتغيير الوطني الديمقراطي المتدرج .
س4- الضغوطات التي تتم على سوريا بشأن القضايا المتورطة فيها – خاصة قضية الحريري والتدخل في العراق- تمر أحيانا في فترات المد والجذر, ويتراءى للبعض وجود نوع من المساومة بين النظام من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول من جهة أخرى وخاصة في ظل غياب البديل المهيأ لخلافة النظام الحالي وضعف المعارضة.
ما تعليقكم على ذلك؟
ج4- إن الضغوطات على سوريا لم تبدأ منذ سقوط النظام الديكتاتوري العراقي ، ولا من استشهاد الحريري ، إنما بدأت قبل ذلك بكثير وهي تأتي في سياق بروز نظام عالمي جديد ، وسعيه إلى فرض شروطه وثقافته على كل دول العالم وسوريا من الدول التي كانت مرتبطة بمنظومة انهارت ( الاتحاد السوفييتي السابق ) إيديولوجيتها, وثقافتها, وأساليبها السياسية في التحكم الاقتصادي, والإداري ، لذلك لابد من تتعرض كل الأنظمة والحكومات التي كانت مرتبطة بالنظام السابق إلى ضغوطات تتراوح شدتها وعمقها وضراوتها من دولة لأخرى حسب ما تمليه أجندة الدول العظمى والتي تسعى إلى قيادة العالم وبسط ثقافتها وسياساتها وبالتالي مصالحها في هذه المنطقة أو تلك ، أما تراوح الضغوط بين مد أو جزر فهي أيضاً مرتبطة بحالات الاحتقان المتعددة وبؤر التوتر المتعددة الموجودة في المنطقة ( إيران ، فلسطين ، لبنان ، العراق ، سوريا ، أفغانستان ) لذلك فإن هذه الضغوط تزداد وتتراجع حسب المعطيات والتوترات الموجودة ، لكن هناك دائماً نوع من الضغط والموقف السلبي تجاه سوريا وقد أعلنت أمريكا مراراً موقفها بأنها تسعى إلى تغيير سياسات النظام السوري وليس النظام ذاته لأن ما يهم أمريكا هو نجاح سياساتها وأجندتها في المنطقة بغض النظر عن طبيعة الحكم ( والشخص الحاكم ) أما ما يهمنا فهو نجاح الديمقراطية وانتشارها وتعميمها وحماية حقوق الإنسان وحقوق الشعوب والقوميات المضطهدة .
أعتقد أن الموقف الأمريكي لا يتعلق بقضية وجود البديل المهيأ للنظام أو قوة وضعف المعارضة، إنما مرتبط بأجندتها التي تسعى إلى تطبيقها وسوف تتعاون مع أي جهة تقبل بها وتتعاون معها بغض النظر عن ماضيها ومواقفها السابقة من أمريكا.
س5- تطلق في هذه الأيام بعض التسميات على المعارضة السورية من قبيل (المعارضة الشريفة, المعارضة الوطنية, المعارضة المرتبطة بالخارج, المعارضة العميلة).
ما هو رأيكم بهذه التصنيفات وما المقصود منها؟
ج5- بسبب الصراعات الدموية المزمنة في المنطقة والتدخلات المتبادلة وكذلك سعي الدول العظمى إلى العمل من الداخل لهذه الدول ، فإنه دائماً هناك في أية دولة قد توجد معارضة مرتبطة بأجندة مصالح دول أخرى بغض النظر عن مصالح شعبها وبلدها ووطنها والأمثلة على ذلك كثيرة ، ولكن في الحالة السورية أعتقد أن الغالبية العظمى من المعارضة هي معارضة شريفة ووطنية و هي تنطلق من معاناة الشعب السوري من حكم الحزب الواحد ( النظام الشمولي ) وغياب الحريات العامة والشخصية وغياب قانون عصري للأحزاب ، وقمع الصحافة والثقافة والإعلام الحر ، وتفشي الفساد الاقتصادي والإداري وتدني مستوى المعيشة واستفراد حزب البعث بكل مفاصل الحياة العامة في سوريا إضافة إلى المعاناة المزدوجة للشعب الكردي والتي تنبع من معاناته العامة كونه جزءاً من المجتمع السوري وبالتالي يرضخ لجميع شروطه ومعاناته الخاصة كونه شعب يعيش على أرضه التاريخية ( قومية مستقلة عن القومية العربية ) ولذلك طبقت بحقه العديد من السياسات الشوفينية المعروفة ناهيك عن حرمانه من جميع حقوقه القومية … إن كل الظروف السابقة كفيلة بخلق معارضة وطنية شريفة مرتبطة بأجندة الشعب السوري ومصالحه ومختلف شرائحه ، ولكن هذا لا ينفي أنه لابد أن يكون هناك نفر قليل مرتبط بأجندة دول أخرى بغض النظر عن توافق تلك الأجندة مع المصالح الوطنية للشعب السوري أو تعارضها ، أما إثارة هذا الموضوع بشكل واسع ومكثف من قبل بعض أوساط السلطة فالهدف منه إضعاف المعارضة الوطنية والتشكيك بها واعتبار أن كل معارضة لها هو بالضرورة معارضة غير وطنية ومرتبطة بالخارج ، لذلك يجب على المعارضة الوطنية دحض هذه الادعاءات باستمرار والمضي قدماً في توثيق علاقاتها وتوحيد مواقفها حول مختلف القضايا الوطنية عبر برامج وطنية شفافة وواضحة والعمل على نشرها بين جموع الجماهير السورية والسعي إلى استقطاب الغالبية العظمى من أبناء شعبنا الذي يعاني من الاضطهاد السياسي وخنق الحريات العامة وحظر نشاط الأحزاب … الخ.
س6- إعلان دمشق – الذي تنضوي تحت لواءها العديد من فصائل والشخصيات المعارضة العربية والكردية – والذي لاقت انتقادات عنيفة من الأحزاب الكردية التي لم توقع عليه, بحجة أن الشعب الكردي في سوريا – الأرض والشعب- مغيب فيه.
ما هو ردكم على هؤلاء المنتقدين ؟
ج6- إن إعلان دمشق هو خطوة إيجابية ومتقدمة للمعارضة السورية ، وكذلك للحركة الوطنية الكردية فهو لا يلبي جميع طموحات الشعب السوري ولا طموحات العديد من الأحزاب المنضوية تحت لوائه ، وبنفس الوقت لا يلبي جميع طموحات الشعب الكردي في سوريا ولا حركته الوطنية ، وأنه تجمع تم فيه الاتفاق على الحد الأدنى لتوافقات وتقاطعات الأحزاب والتيارات المنضوية تحت لوائه ، أما بالنسبة لقضيتنا القومية والتي هي قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وما يتطلبه هذا الوجود من حقوق فإن إعلان دمشق حتى هذه اللحظة لم يتعامل مع الحركة الكردية والشعب الكردي من هذا المنطلق ، ولكنني أعتقد أن على الحركة أن تسعى في هذا الاتجاه مع أطراف إعلان دمشق عن طريق الحوار والتفاهم وعدم ربط هذا التعاون والتفاهم مع إقرار هذا المفهوم ( برغم أهميته الإستراتيجية ) لأنه من الخطأ أن تعمل الحركة الكردية بمفردها منعزلة عن القوى الوطنية والديمقراطية وكذلك من الخطأ اعتماد مبدأ التعامل بأي ثمن ، لذلك يجب تحقيق الموازنة الدقيقة بين طموحات الشعب الكردي وشرعية وجوده وحقه وبين التعاون والتفاهم مع المعارضة الوطنية الديمقراطية التي سوف تشكل عوناً وسنداً لنا في تحقيق طموحاتنا وكذلك أعتقد أن إعلان دمشق يعتبر خطوة إيجابية ولكنها ليست نهائية ولا تلبي المطاليب النهائية للوجود الكردي في سوريا كشعب يعيش على أرضه التاريخية ، وأعتقد أن تشكيل موقف كردي موحد ومتوازن تشارك في صياغته جميع الفصائل الكردية ويكون بمثابة ( ميثاق عمل وطني أو ميثاق شرف ) ويشكل الأرضية لأي تحرك كردي مستقبلي ولأي تعاون مع أية جهة سيكون هذا الموقف هو الأقدر على التعامل مع الواقع والمعطيات والأقوى في تثبيت حقوق الشعب الكردي في أية صيغة مستقبلية للتحولات الحاصلة في سوريا .
س7- يعتقد البعض أن معظم أطراف الحركة الكردية تقيد ذاتها بذاتها بخطوط السلطة (الحمر) وهذا ما يبقيهم أسرى وتحت رحمة سياسات وإجراءات السلطة القمعية, وبالتالي تشجع السلطة, التمادي في سياساتها تلك.
ما تعليقكم على ذلك ؟
ج7- إن معظم حركات التحرر الوطني والقومي في العالم يتواجد فيها أكثر من تيار ، والحركة الكردية في سوريا هي حركة تحرر قومي يحوي كل حزب في طياته مختلف شرائح وفئات المجتمع الكردي ، ولكن التوجهات العامة قد تختلف من حزب لآخر أو من تيار لآخر وهذه ليست حالة شاذة ، فهناك من يعتقد بأن الشعب الكردي ضعيف ولا يمتلك من عناصر القوة التي تؤهله للصراع أو حتى لإزعاج السلطة ، لذلك فإن سياسة المراهنات والتقرب من السلطة والسعي إلى إقناعها هي أفضل وسيلة للحصول على حقوقنا ، لذلك فإن هذه الفصائل قد تستنكف عن أي عمل أو نشاط سياسي أو جماهيري يشكل إزعاجاً للسلطة وبالمقابل فإن هناك من يعتقد بأنه ومن خلال تجربة عقود من الزمن والسعي لمراضاة السلطة فإننا لم نستطع الحصول على شيء ، لذلك لابد من اللجوء إلى مختلف الأنشطة التي تزعج السلطة وتخلق لديها القلق لعلها تدفعها إلى التعاون والحوار مع الحركة وبالتالي فإن سياسة المراضاة أمر غير وارد لديها ، وكذلك هناك من يعتقد أن المصلحة الكردية والظروف الذاتية والموضوعية وجملة المعطيات الوطنية هي التي تدفعنا إلى القيام بهذا النشاط أو ذاك أو تدفعنا إلى الاستنكاف عن هذا النشاط عبر موازنة يعتقد أنها دقيقة ، لذلك أحياناً تراها قد التزمت بما يعتقد أنها خطوط حمر وأحياناً أخرى بتجاوزها على أية حال يجب الانطلاق من أن جميع الفصائل الكردية هي فصائل وطنية وتسعى إلى تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا مع الاختلاف في الرؤى ومنهجية العمل والقراءة السياسية للأوضاع وبالتالي أسلوب ونمط التعامل معها والإقرار بأن لكل مرحلة من النضال أساليب تعتبر أكثر نجاعة وفائدة وجدوى وأكثر قدرة على تحقيق المكاسب هذه التي يجب دراستها بعمق والوقوف عليها وبالتالي إتباع أكثر الأساليب فائدة ونجاعة لمصلحة شعبنا وقضيتنا ، وهنا لابد أن أشير أن هذا التعدد المفرط في عدد الفصائل ( التشتت ) رغم أنني لا أتهم أحداً بالارتباط بمضطهدي شعبنا ، ولكن هذا التشتت المفرط هو يخدم بشكل مباشر مضطهدي شعبنا ويعطيهم القوة للتعامل معنا ، وبالمقابل يحملنا المزيد من الضعف للتعامل مع الأحداث والمعطيات ، وهذا التشتت هو أحد الأسباب الرئيسية لازدياد الخطوط الحمر التي قد يثيرها هذا الفصيل أو ذاك .
س8- بخصوص المرجعية الكردية وضروراتها الملحة, برأيكم ما هي أهم العقبات التي تعترض تشكيلها حتى هذه اللحظة ؟ ولماذا لم يتم حتى الآن – وكخطوة أولى في هذا المنحى- دمج إطاري التحالف والجبهة ضمن إطار واحد, خاصة بعد تطابق وجهات نظر الإطارين حول معظم المسائل المتعلقة بالقضية الكردية في سوريا, و قبول التحالف ببرنامج الجبهة, كبرنامج عمل للإطار المنشود ؟ و خاصة أن هناك أطراف في التحالف يتهمون بعض أطراف الجبهة وحزبكم بالتحديد بعرقلة هذه الخطوة.
ج8- إن المرجعية الكردية هي ضرورة ملحة وإن الخطوة الأساسية هي في الاتفاق على برنامج عمل سياسي موحد ( وميثاق شرف أو ميثاق عمل وطني ) ، وقد بادر حزبنا إلى طرح هذا المفهوم في مؤتمر باريس الذي انعقد أواخر العام الماضي ، وعند الاتفاق على هذا البرنامج يمكن الانتقال إلى الخطوة الثانية وهي تشكيل المرجعية الكردية ، أما عدم إنجازها حتى الآن فلن أدخل في التفاصيل لأن التفاصيل تعني الهجوم على بعض الأطراف التي تعرقل حتى الآن ليس فقط تشكيل المرجعية وإنما عقد اجتماع عام للحركة للتداول والحوار حول القضايا الأساسية ، أما عن دمج إطاري الجبهة والتحالف أعتقد أن الأوضاع قد تغيرت كثيراً بعد إقامة هذين الإطارين وإن دمجهما يحتاج إلى إعادة النظر في العديد من القضايا سواء الاسمية أو التمثيلية الحالية للإطارين … الخ وتتفق معنا بعض الأطراف الأساسية في هذا الموضوع ، أما اتهامنا في هذا الإطار من قبل بعض أطراف التحالف فيمكن أن نقول ما يلي:
إن أي مسعى جاد وحقيقي نحو أية وحدة اندماجية أو تأطير جديد للحركة يستوجب بالدرجة الأولى وقف الاتهامات ( برأيي الاتهامات تعني رد الاتهام من الطرف الآخر وبالتالي الدخول في مهاترات وصراعات جديدة وبالتالي دفع الأمور باتجاه الخصومة والفرقة وليس الوحدة والتأطير ) وقد نشرت مقالة حول ( الحركة الكردية وظاهرة تقليد السلطة ، شعار الوحدة نموذجاً ) شرحت فيها الشعارات الوحدوية المطروحة دون العمل الجاد لتحقيقها.
أما بصدد اتهام حزبنا بعرقلة هذه الجهود فيمكن توضيح دور حزبنا في هذا الإطار دون الرد المباشر على تلك الاتهامات:
أولاً – إن التحالف القائم والمكون من أربعة فصائل ، لعب حزبنا دوراً أساسياً في تكوينه ، بينما ثلاثة فصائل منه لم تشارك حتى في حوارات التأسيس ، بل انضمت إليه فيما بعد ، فقط الرفيق نصر الدين الذي استمر في التحالف وشارك في تأسيسه كعضو قيادي في البارتي .
ثانياً – الجبهة القائمة الحالية ، لعب حزبنا دوراً أساسياً في بنائها ويكوينها .
ثالثاً – اللجنة العليا للتنسيق بين الجبهة والتحالف كانت بمبادرة حزبنا .
رابعاً – الميثاق الوطني ( أو ميثاق الشرف ) الذي دعا إليه حزبنا في مؤتمر باريس وتمخض عن إصدار ( رؤية مشتركة للجبهة والتحالف ) حول حل المسألة الكردية في سوريا والتي لم يتم الاتفاق العام حولها من قبل باقي أطراف الحركة ، بل لم يتم حتى دراستها والاجتماع من أجلها ، ويتحمل مسؤوليتها الأساسية تلك الأطراف التي رفضت دراسة جميع المشاريع المطروحة من قبل الأطراف الأخرى ، وأصرت على أن هذه الرؤية هي الوحيدة التي يجب أن تكون مشروعاً للاجتماع العام ، وفي هذا الإطار أعتذر عن الدخول في التفاصيل إلا إذا صدر من البعض ما يضطرني إلى توضيح مواقف كل طرف بالتفصيل وعدم سرد التفاصيل هو حرص مني على عدم إثارة الصراعات داخل الحركة.
خامساً – نشرنا في العدد الأخير من جريدتنا المركزية (دنكي كرد) عدد حزيران 2006 مقالاً افتتاحياً بعنوان (المرجعية الكردية ضرورة ملحة) وهو بمثابة دعوة من حزبنا لبناء هذه المرجعية.
أعتقد أن هذه المبادرات والخطوات التي قام بها حزبنا تفند ادعاءات كل من يحاول توزيع الإشاعات التي نترفع عن الرد عليها.
س9- ما هو تقييمكم لمؤتمر بروكسل الذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردستاني, وما هو أسباب قرار مقاطعته من قبل الجبهة والتحالف ؟
ج9- إن الأزمة التي تعيشها الحركة الكردية في سورية بسبب حالة التشتت والتشرذم ووجود العديد من الأحزاب الشكلية التي تفتقر إلى أي سند جماهيري وبعد تنظيمي أو علاقات قومية أضعف إلى حد كبير الحركة الكردية وخاصة الفصائل القوية (فإذا رفضت التعاون والتعامل معها اتهمت بأنها لا تريد توحيد الفصائل الكردية ، وإذا اتفقت معها فإنها تساهم في تثبيت حالة التشتت والتشرذم والواقع الشاذ الموجود ) .
إن هذه الحقيقة قد شكلت فراغاً نسبياً، لذلك يعتقد العديد من الشخصيات الكردية أن بإمكانها تأسيس أحزاب أو جمعيات أو مؤسسات ( أي شكل تنظيمي ، سياسي ، اجتماعي ، قانوني ) تعادل حجم وقوة تلك التنظيمات الصغيرة ( أي أن استمرار وجود التنظيمات الصغيرة ….
) يحفز العديد من الشخصيات الكردية إلى إقامة تنظيمات خاصة بها ومن هنا نرى أن المجتمع الكردي يعج بالعديد من الأسماء (عدة جمعيات لحقوق الإنسان ، عدة جمعيات نسائية ، ثقافية) ومؤتمر بروكسل يأتي ضمن هذا السياق أما سبب مقاطعة حزبنا والجبهة له هو سعي القائمين عليه إلى تشكيل مجلس وطني كردستاني في الخارج ( يكون ممثلاً للشعب الكردي في الداخل ، هذا هو اعتراضنا الرئيسي) وسعي البعض الآخر إلى تسخير القضية الكردية لمسائل شخصية .
إننا في الوقت الذي نرحب فيه بأي جهد شخصي أو جماعي لخدمة القضية الكردية فإننا نعارض ونحارب بشدة أية محاولة لتسخير القضية الكردية لغايات وأهداف لا تخدم مصالح شعبنا ، ولا أعتقد أن مؤتمر بروكسل سوف ينجح في التأثير على الشعب الكردي في وطنه أو الجالية الكردية في الخارج .
س10- الوفد الكردي الذي اجتمع مع نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار للمرة الثانية خلال أسبوع , كانت خطوة جديدة من جانب السلطة.
برأيكم ما هي الدوافع التي دفعت السلطة لاتخاذ قرار فتح الحوار مع بعض الأحزاب الكردية وفي هذا الوقت بالذات ؟ ولماذا لم تشارك بقية الأطراف الكردية في ذلك الوفد ؟
ج10- سوف أنشر مقالاً خاصاً حول هذا الموضوع في وقت لاحق لأنه يحتاج إلى المزيد من التحليل والتوضيح.
س11- ما هي الأسباب الحقيقية للانشقاقات التي تحدث في جسم أحزاب الحركة الكردية وبشكل أكبر ضمن صفوف البارتي ؟
ج11- لاشك أن قضية الانشقاقات والوقوف عليها والجدال حولها تحتاج إلى حوارات مباشرة وجادة وصريحة وبوجود مثقفين محايدين يمتلكون القدرة والجرأة لفرز الخطأ من الصواب ، أما نشر هذه الآراء عبر الانترنيت والمقالات سوف تؤدي إلى المزيد من الصراعات, والانشقاقات ، لذلك أعتذر عن الخوض فيها ولكن بشكل عام يجب الانطلاق من أن المجتمع الكردي هو مجتمع متخلف ، وأن الحركة نشأت في هذه الظروف ولم يتسنى لها تطوير نفسها فوصلت إلى القيادات الحزبية شخصيات متخلفة ، والمعروف عن العقلية المتخلفة سماتها الأساسية وهي ( التخبط الذهني ، العشوائية ، الفوضى ، الارتجالية ، سوء التخطيط ) هذه العقلية هي الأساس الذهني والشخصي للانشقاقات ، إضافة لإلى عقدة النقص التي تتميز بها الشخصية ، ( العقلية المتخلفة ) هذه العقلية التي تدفع إلى الدوام إلى حب التظاهر والوجاهة وهذا ما يوفره له وجوده في القيادات الحزبية مما يدفعه للإصرار على بقائه في القيادة ولو أدى ذلك إلى انشقاقات متتالية في الحزب ، هذا يشكل جزءاً أساسياً من المشكلة وليس كلها .
س12- بعد كل هذه الانشقاقات التي حدثت في البارتي, ألا تعتقد أن هناك عقم في التفكير لدى من يتولون القيادة في هذا الحزب, لفشلهم حتى هذه اللحظة في إيجاد آلية و أسس تضع حد لهذه الانشقاقات المتوالية والتي أضعفت البارتي إلى حد كبير (تنظيميا وجماهيرياً) ؟
ج12- نفس الشيء ينطبق على حزبنا ولكن التساؤل المطروح حول هذا السؤال (إيجاد آلية وأسس تضع حداً للانشقاقات) أقول بمنتهى الوضوح لا يمكن وضع حد لذلك من قبل الحزب لوحده فإذا أرادت مجموعة من الرفاق الخروج من الحزب فإن البحث عن الذرائع والمبررات تبدو ممكنة ، لذلك فإن الأمر يتعلق بالمنشقين وليس بالباقين في أماكنهم وفي حزبهم ، يجب أن يتوجه السؤال إليهم وليس إلى الحزب هل أنهم طرحوا أفكاراً جديدة يفتقر إليها الحزب ؟ هل نجحوا في نسج علاقات وطنية وقومية أكثر تطوراً ؟ هل نجحوا في إيجاد أساليب جديدة للعمل الحزبي والنضالي يفتقر إليها حزبنا ؟ إن النقاش والسجال يدور في معظمه حول قضايا هي أصغر بكثير من اللجوء إلى الانشقاق عن الحزب ، ومع ذلك فإن أي انشقاق في أي حزب تحمل مسؤوليته جميع الأطراف الأساسية للحركة ، وهذه المسؤولية تنبع من موقفها من الطرف المنشق وتقديم الدعم له أو مقاطعته والضغط عليه باتجاه إيجاد مخرج لوضعه من حيث العودة إلى رفاقهم أو الانخراط في أي حزب آخر بشكل جماعي دون مفاوضات ( طرف لطرف ) مع الحزب الذي يعتبر الأقرب للطرف المنشق .
س13- يتهمكم الطرف الآخر للبارتي بأنكم تتجاهلون أو تضعون شروط تعجيزية أمام النداءات والمبادرات والرسائل الموجهة لكم من أجل لم شمل البارتي ؟
ج13- إننا نحتفظ بكل جداول أعمال المفاوضات وتبادل الأفكار والخيارات الإيجابية التي طرحناها وكان قرارنا فعلاً هو تحقيق الوحدة ولكن ذلك لم يحصل وأنا أعتذر عن الدخول في التفاصيل والحديث عن العراقيل والعقبات التي منعت تحقيق الوحدة ، أما كيل الاتهامات فهي بحد ذاتها (كما يقول المتسائل إذا كان ما يقوله موثقاً ، عذراً من هذا الكلام) فإنها تمنع الوحدة لأن السعي الجاد نحو الوحدة يعني وقف الاتهامات وفسح المجال أمام إمكانية حصول مبادرات أخرى بهذا الصدد ، أما كيل الاتهامات فيعني القضاء أو نسف الفرص الممكنة للوحدة.
س14- كان نقدكم للأحزاب الكردية في سوريا عبر مقالاتكم التي نشرتموها في صفحات الإنترنيت ذات أرضية و واقع ملموس في الحياة الحزبية الكردية حيث انعدام الديمقراطية و محاصرة الشريحة الدارسة و المثقفة و التشبث المناصبي لا سيما على صعيد القيادات لم تعد تنطلي سلبياتها على حاضنتها الشارع الكردي و لم تعد تنسجم و روح المرحلة و توجهاتها و والسؤال : كيف تقيمون نقدكم هذا و صداه في الشارع الكردي و أنتم في موقع القرار في حزب كردي (المكتب السياسي) ؟ هل يعني هذا أن رأيكم أيضاً محاصر داخل حزبكم ؟
ج14- إن المقالات التي نشرتها على صفحات الانترنت هي مقالات فكرية وسياسية وهي قضايا تمس قضايا جوهرية مطروحة للنقاش على الساسة الكرد والمثقفين للتصدي لها وإبداء الرأي والملاحظات حول تلك القضايا لعل الصورة تكتمل بشكل أوضح وتتحول تلك الصورة بعد العديد من النقاشات وتلاقح الأفكار إلى مسودة عمل لبرامج الحركة الكردية المستقبلية حيث طرحت قضايا الإصلاح ، الديمقراطية ، والعديد من القضايا التي أعتقد أننا بحاجة إلى النقاش حولها ، أما عن صدى هذه المقالات في الشارع الكردي فاعتقد أن التقييم مطلوب من غيري وليس مني ، أما أن رأيي محاصر في الحزب ففي البداية أقول إن رأيي يلقى القبول لدى عدد كبير من رفاقنا ولكن المهم هو أنني أخدم قضيتي وشعبي أولاً والحزب الذي أنتمي إليه ثانياً لأن هذا الحزب أداة فاعلة لخدمة قضية شعبنا .
س15- في عام 2002 انعقد المؤتمر التاسع لحزبكم و قد ظهرت قائمتان متنافستان داخل الحزب على المناصب في القيادة و الهيئات الدنيا و هي حالة صحية في الحياة الديمقراطية بكل تأكيد و لكن فوجئنا بإلغاء نتائج الانتخابات و اللجوء إلى التعيينات بقرار قيادي كنتم من المتحمسين له و كان ما كان حيث انشطار أفقي و شاقولي في الحزب وهنا لدي بضعة أسئلة:
آ- صناديق الانتخاب هي ركيزة الديمقراطية وعنوانها و قد نسفتموها كيف توفقون موقفكم ذاك و نقدكم هذا ؟
معظم الذين فازوا في الانتخابات كانوا ذووا كفاءات تميزهم عن الذين لم يحالفهم بين الحظ في الانتخابات لا سيما على صعيد المنطقيات ( في ديريك على سبيل المثال كان الفائز مهندس و المنافس له كان معه الإعدادية) و قد فضلتم الأقل تحصيلاً علمياً على المثقفين ألا يعني هذا أنكم تكيلون بمكيالين ؟
ب- لقد مضى على وجودكم في قيادة حزبكم حسب علمنا كعضو مكتب سياسي أربع دورات ( 13-14 سنة) هل تنوون عدم الترشح و فتح المجال للدماء الشابة في مؤتمركم العاشر الذي هو على الأبواب ؟
ج 15- إن هذا السؤال هو تنظيمي بحت أعتذر الدخول في تفاصيله لأنه يثير الصراع من جديد، ولكن الذي أود قوله ما يلي:
1- كيف يعرف المتسائل أنني كنت من المتحمسين إلى إلغاء الانتخابات كما يدعي واللجوء إلى التعيينات ، هنا أود القول أنني أعتبر جميع رفاقي سواء الذين بقوا في صفوف الحزب أو خرجوا منه ، وجميعهم حسب معلوماتي وطنيون ومناضلون وإن اختلفوا في التعامل الحزبي حول قضايا لم تكن جوهرية ، كما أن رأيي كان كالتالي (إن الخلاف الحاصل يتحمله بعض العناصر القيادية إن القاعدة الحزبية بغالبيتها العظمى تتحول إلى وقود في خضم هذه الخلافات والصراعات ، لذلك يجب أن تكون المحاسبة مع العناصر القيادية كائناً من يكون والذي يتسبب في إحداث الخلل والتوتر داخل الحزب ، ولكن هذا الطرح لم يلاقي قبولاً من اللجنة المركزية ، أما التفاصيل الأخرى فأعتذر الدخول فيها.
س16- يقال أنكم التجأتم إلى الكتابة و بالأسلوب النقدي المعروف و عبر صفحات الانترنيت و الفضائيات على غير عادتكم سابقاً كأسلوب في تصدير الذات ضمن حزبكم و الشارع الكردي لأنكم ترغبون في تسلم منصب الشخص الأول في الحزب … ما هي درجة الصحة لهذه الإشاعات ؟
ج16- إن المقربين مني يعرفون أنني أطرح الأفكار الجديدة والتي أعتقد أنها بناءة منذ حوالي عشر سنوات ، ويعرف ذلك بشكل خاص العديد من المثقفين الكرد وكمثال على ذلك (الصديق الشاعر فرهاد عجمو وإبراهيم اليوسف وغيرهم الذي يعرف مواقفي حيال جملة القضايا ،كذلك فأنني نشرت مقالاً منذ ست سنوات بعنوان (الحركة الكردية وضرورة إعادة البناء من جديد ) هذه المقالة التي تعبر الأساس الجوهري والفكرة المحورية لجميع مقالاتي التالية ، إلا أنني أعتقد أن أحداث آذار دفعتني أكثر من ذي قبل لإلقاء الضوء على كل الجوانب السلبية في الحركة مع العمل على ترسيخ الجوانب الإيجابية فيها وبسبب انتشار الانترنت وتعدد المواقع أصبحت المقالات في تناول يد شريحة أكبر وهذا الذي يدفع بالبعض للاعتقاد أن ما أطرحه هو وليد أشهر وليس وليد سنوات من النقاش والحوار والمناقشة والسعي إلى معالجة الجوانب السلبية في الحركة لذلك ارتأيت طرحها ليس لحزبنا بل لعموم الحركة وهي بقناعتي عبارة عن محاولات أولية لإلقاء الضوء على جملة القضايا التي يجب التصدي لها وهي مطروحة للنقاش على جميع الساسة والمثقفين الكرد وأعتقد جازماً أن الحوار المفتوح الفكري والسياسي وليس التنظيمي سيؤدي بالنتيجة إلى تلاقح وتمازج الآراء والأفكار والوصول إلى صيغ ومفاهيم ومبادئ أفضل بكثير من الذي طرحته وهذا ما أسعى إليه, أما بصدد رغبتي في تسلم منصب الشخص الأول في الحزب فأقول ما يلي :
إن الطموح لدى أي إنسان هو حق مشروع ،الطموح السياسي، الثقافي، الاجتماعي ، الاقتصادي ، المهني ، وأعتقد أن حياة الفرد تتوقف بتوقف الطموح لديه وكذلك حياة المجتمعات ، فالطموح هو أحد المحفزات الأساسية لعملية التطور بمختلف أوجهها ، ولكن يجب أن يكون هذا الطموح مشروعاً ( أن نمارسه بأساليب مشروعة ) ولكن في الوقت نفسه قد يكون هذا الطموح هداماً ومخرباً وذلك في حالتين :
1- لجوء الشخص إلى أساليب غير مشروعة لتحقيق طموحه مثل إلحاق الضرر بالحزب، واللجوء إلى التكتل وحتى الانشقاق بغية تحقيق طموحه للوصول إلى منصب معين ( اللجنة المركزية، المكتب السياسي، سكرتير الحزب.
س17- كلمة أخيرة
من هنا ومن خلال موقعكم أدعو جميع المثقفين الكرد والساسة المتنورين إلى التصدي بجرأة وشفافية لجميع القضايا التي تخص الشعب وقضيته وتخص الحركة ، وتجاوز حالة الرقابة الصارمة التي تفرضها الأدبيات الحزبية ، ولنعمل سوياً ولتتضافر جميع الجهود من أجل الوصول إلى أفضل الصيغ التي تخدم قضيتنا القومية وشعبنا الكردي وبلدنا سوريا .
وفي الختام أكرر شكري للموقع وللمشرفين عليه.