صوت الأكراد *
إن لكل شعب قيماً حضارية عريقة في وجودها، أصيلة في جذورها، مستندة إلى مبادئ معنوية توجه تصرفات أفراده، وتحدد الأهداف الروحية والوجدانية التي يصبوا إليها ، من حيث تنظيم سلوكه وأفكاره ومشاعره .
وتتسم هذه القيم بالوضوح والعلانية والقابلية على حفظ النظام الاجتماعي – الثقافي لهذا الشعب ، في مختلف أدوار ومراحل التغيير والتبديل التي تطرأ من حوله ، والابتعاد على ديمومة جوهره وهويته القومية الأصيلة ضمن إطار مادي ملموس.
إن لكل شعب قيماً حضارية عريقة في وجودها، أصيلة في جذورها، مستندة إلى مبادئ معنوية توجه تصرفات أفراده، وتحدد الأهداف الروحية والوجدانية التي يصبوا إليها ، من حيث تنظيم سلوكه وأفكاره ومشاعره .
وتتسم هذه القيم بالوضوح والعلانية والقابلية على حفظ النظام الاجتماعي – الثقافي لهذا الشعب ، في مختلف أدوار ومراحل التغيير والتبديل التي تطرأ من حوله ، والابتعاد على ديمومة جوهره وهويته القومية الأصيلة ضمن إطار مادي ملموس.
أما بالنسبة للشعب الكردي فإن مفهوم الهوية لديه لا تحدد بإطار مادي ملموس فقط وإنما هي حالة وجدانية وإيمانية وسلوكية ناتجة عن ممارسة أدق تفاصيل الحياة اليومية وأعقدها، مما يعني أنها ليست بحاجة إلى تنظير أو وصاية نخبوية للإشارة إلى مساحة الأصالة في الهوية الكردية ضمن مكونات شخصيتها المعاصرة.
ومن هنا فإن أي متتبع لمفهوم الهوية الكردية يدرك بأن هذه الهوية، لا تشمل مادة تراثية أو لغة منطوقة أو سلوكيات وقيم أو عواطف كمفردات منفصلة عن بعضها البعض .
وإنما هي حصيلة ذلك كله مضافة إليها أخلاقيات ومبادئ روحية وثقافية ناتجة عن إبداع العقل الكردي المتفاعل مع عوامل البيئة والظروف الزمانية والمكانية المعاشة، التي تؤكد على رسوخ الشخصية الكردية ونظامها الاجتماعي – الثقافي رغم تعرضها على مر التاريخ إلى العديد من محاولات الصهر والتذويب والاضطهاد، من قبل الأنظمة التي انضوى الشعب الكردي تحت لوائها ، تلك الأنظمة الدكتاتورية التي حاولت عبثاً إلغاء وجوده وهويته الكردية الأصيلة من الأساس .
من هنا نستطيع القول أن رسم معالم الإطار المعرفي لتطبيق هذا المفهوم ، وتأكيد أصالة النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي تكون بتجاوزها مع إيديولوجياتها الفكرية وتراثها الإنساني، بقدر تجاوزها وتفتحها على نتاج ثقافات المجتمعات الأخرى.
إن الانفتاح الحضاري الذي يشهده المجتمع الكردي المعاصر، يتطلب توثيق العلاقات مع جميع المجتمعات على اختلافها ..
إلا أن هذه العلاقة يجب أن تكون تكاملية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الإرث التاريخي للمجتمع الكردي، ودوره الحضاري المتميز بالرفض لأية علاقة تستند إلى عوامل الاستلاب والاستغلال والقهر الممهد لعمليات التذويب والصهر داخل كيانات قومية أخرى .
إن أي تغيير للمجتمع الكردي دون الاستناد إلى العمق الحضاري أو الرجوع إلى الثوابت الفكرية والقومية للنظام الاجتماعي– الثقافي الكردي ضمن شروطه التاريخية، لا يمكن أن تسمى تغييراً لأن العقل الكردي يتناقض مع استيعاب أية صياغات جاهزة مفروضة عليه، ولا ينقطع عن تراثه عند استشرافه المستقبل ، وبالتالي لا يتقبل أي شكل من أشكال التبعية باعتباره يعتبر الوعاء المكون لشخصية الإنسان الكردي، الذي ينطلق من أرضية محددة قادرة على تحديد المعاني الحقيقية للتراث والقيم والمبادئ الخاصة بالشعب الكردي.
وعلى الرغم من الأصالة المتجذرة في أعماق الشخصية الكردية، إلا أنه يتطلب من الشعب الكردي أفراداً ومنظماتً وأحزاباً أو بالأحرى من مجمل حركته النضالية، أن تعمل على إيجاد مساحة خاصة بالهوية الثقافية للنظام الاجتماعي الكردي على خارطة الثقافة العالمية الجديدة الأخذة بالتطور في هذا العصر ، وخاصةً بعد أن بقي مفردات الخطاب السياسي– الثقافي – الاجتماعي الكردي لا يعاني من الانفصام بين استيعاب المتغيرات المتسارعة في العالم المعاصر لإنتاج فكر وثقافة عصرية متقدمة ، وبين الانسلاخ عن جوهر كرديته كهوية قومية أصيلة ، على اعتبار أن إحدى سمات ثقافتها هي تلاحمها مع لبها الكردي ، وفيما عدا ذلك لا يمكن إلا أن نحكم على أية ثقافة غير متوفرة فيها هذه الخاصية ، بأنها ثقافة ناقصة منبوذة عن النخبة المثقفة وعن بقية شرائح المجتمع الكردي وطبقاته المختلفة.
أما إذا انغلقت المكونات الكردية المختلفة على أنفسها ، وابتعدت عن مسايرة ركب الحضارة والتقدم ، فتكون بذلك قد حكمت على ثقافتها بأن تتحول إلى ثقافة هامشية لا تملك القدرة على الاستجابة والوقوف بحزم وثبات أمام التحديات التي تواجه نظامها الاجتماعي– الثقافي، وبالتالي تعجز عن حفظ كيان المجتمع الكردي داخل نظم الصراعات الإقليمية والدولية المحتدمة ..
والنتيجة المنطقية لهذه الحالة هي عدم تمكن النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي من تمثيل آمال وطموحات هذا الشعب التواق إلى الحرية والتحرر والتقدم.
مما تقدم يتضح أن أسباب فهم الأمة الكردية لذاتها ، هو في الأساس جزء رئيسي من هويتها الكردية ، والتي هي شكل من أشكال الحماية الذاتية التي تحافظ بأمان على كيانها القومي من الانحلال والتلاشي، وسبب من أسباب صمود الكيان الكردي رسوخ الشخصية الكردية ونظامها الاجتماعي – الثقافي – السياسي ، رغم تعرضها كما ذكرنا سابقاً لشتى عمليات الصهر والقهر والإبادة ولا تزال ، من قبل الحكومات والأنظمة التي تعاقبت على دست الحكم في الدول التي يتواجد فيها الشعب الكردي على أرضه التاريخية .
وتأسيساً على ذلك نستنتج بأن أصالة الهوية الكردية ، تشكل المكون الحيوي للفكر القومي الكردي المؤطر بالنظام الاجتماعي – الثقافي بصيغة الواقعية المعاشة ، وليس بصفته المثالية، وبالتالي فإن الفكر القومي الكردي هو خط الدفاع الأول ضد أية عملية تصهيرية يتعرض لها النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي ، وذلك ليشكل هذا الفكر في هيكلية بناءة وأسلوب أداء وظيفته على الأرضية الصلبة للهوية الكردية .
وليستوعب ظروف الواقع التاريخي للمجتمع الكردي وطموحاته وآماله المنشودة ضمن محاولة بناء كيان اجتماعي – ثقافي – سياسي حديث ، ينبع عن الهوية الكردية الأصيلة وخصوصياتها القومية التي تعتبر من الدوافع القوية نحو تعزيز الفكر القومي الكردي في كافة مجالاته الحيوية والإبداعية والحضارية.
وإنما هي حصيلة ذلك كله مضافة إليها أخلاقيات ومبادئ روحية وثقافية ناتجة عن إبداع العقل الكردي المتفاعل مع عوامل البيئة والظروف الزمانية والمكانية المعاشة، التي تؤكد على رسوخ الشخصية الكردية ونظامها الاجتماعي – الثقافي رغم تعرضها على مر التاريخ إلى العديد من محاولات الصهر والتذويب والاضطهاد، من قبل الأنظمة التي انضوى الشعب الكردي تحت لوائها ، تلك الأنظمة الدكتاتورية التي حاولت عبثاً إلغاء وجوده وهويته الكردية الأصيلة من الأساس .
من هنا نستطيع القول أن رسم معالم الإطار المعرفي لتطبيق هذا المفهوم ، وتأكيد أصالة النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي تكون بتجاوزها مع إيديولوجياتها الفكرية وتراثها الإنساني، بقدر تجاوزها وتفتحها على نتاج ثقافات المجتمعات الأخرى.
إن الانفتاح الحضاري الذي يشهده المجتمع الكردي المعاصر، يتطلب توثيق العلاقات مع جميع المجتمعات على اختلافها ..
إلا أن هذه العلاقة يجب أن تكون تكاملية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الإرث التاريخي للمجتمع الكردي، ودوره الحضاري المتميز بالرفض لأية علاقة تستند إلى عوامل الاستلاب والاستغلال والقهر الممهد لعمليات التذويب والصهر داخل كيانات قومية أخرى .
إن أي تغيير للمجتمع الكردي دون الاستناد إلى العمق الحضاري أو الرجوع إلى الثوابت الفكرية والقومية للنظام الاجتماعي– الثقافي الكردي ضمن شروطه التاريخية، لا يمكن أن تسمى تغييراً لأن العقل الكردي يتناقض مع استيعاب أية صياغات جاهزة مفروضة عليه، ولا ينقطع عن تراثه عند استشرافه المستقبل ، وبالتالي لا يتقبل أي شكل من أشكال التبعية باعتباره يعتبر الوعاء المكون لشخصية الإنسان الكردي، الذي ينطلق من أرضية محددة قادرة على تحديد المعاني الحقيقية للتراث والقيم والمبادئ الخاصة بالشعب الكردي.
وعلى الرغم من الأصالة المتجذرة في أعماق الشخصية الكردية، إلا أنه يتطلب من الشعب الكردي أفراداً ومنظماتً وأحزاباً أو بالأحرى من مجمل حركته النضالية، أن تعمل على إيجاد مساحة خاصة بالهوية الثقافية للنظام الاجتماعي الكردي على خارطة الثقافة العالمية الجديدة الأخذة بالتطور في هذا العصر ، وخاصةً بعد أن بقي مفردات الخطاب السياسي– الثقافي – الاجتماعي الكردي لا يعاني من الانفصام بين استيعاب المتغيرات المتسارعة في العالم المعاصر لإنتاج فكر وثقافة عصرية متقدمة ، وبين الانسلاخ عن جوهر كرديته كهوية قومية أصيلة ، على اعتبار أن إحدى سمات ثقافتها هي تلاحمها مع لبها الكردي ، وفيما عدا ذلك لا يمكن إلا أن نحكم على أية ثقافة غير متوفرة فيها هذه الخاصية ، بأنها ثقافة ناقصة منبوذة عن النخبة المثقفة وعن بقية شرائح المجتمع الكردي وطبقاته المختلفة.
أما إذا انغلقت المكونات الكردية المختلفة على أنفسها ، وابتعدت عن مسايرة ركب الحضارة والتقدم ، فتكون بذلك قد حكمت على ثقافتها بأن تتحول إلى ثقافة هامشية لا تملك القدرة على الاستجابة والوقوف بحزم وثبات أمام التحديات التي تواجه نظامها الاجتماعي– الثقافي، وبالتالي تعجز عن حفظ كيان المجتمع الكردي داخل نظم الصراعات الإقليمية والدولية المحتدمة ..
والنتيجة المنطقية لهذه الحالة هي عدم تمكن النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي من تمثيل آمال وطموحات هذا الشعب التواق إلى الحرية والتحرر والتقدم.
مما تقدم يتضح أن أسباب فهم الأمة الكردية لذاتها ، هو في الأساس جزء رئيسي من هويتها الكردية ، والتي هي شكل من أشكال الحماية الذاتية التي تحافظ بأمان على كيانها القومي من الانحلال والتلاشي، وسبب من أسباب صمود الكيان الكردي رسوخ الشخصية الكردية ونظامها الاجتماعي – الثقافي – السياسي ، رغم تعرضها كما ذكرنا سابقاً لشتى عمليات الصهر والقهر والإبادة ولا تزال ، من قبل الحكومات والأنظمة التي تعاقبت على دست الحكم في الدول التي يتواجد فيها الشعب الكردي على أرضه التاريخية .
وتأسيساً على ذلك نستنتج بأن أصالة الهوية الكردية ، تشكل المكون الحيوي للفكر القومي الكردي المؤطر بالنظام الاجتماعي – الثقافي بصيغة الواقعية المعاشة ، وليس بصفته المثالية، وبالتالي فإن الفكر القومي الكردي هو خط الدفاع الأول ضد أية عملية تصهيرية يتعرض لها النظام الاجتماعي – الثقافي الكردي ، وذلك ليشكل هذا الفكر في هيكلية بناءة وأسلوب أداء وظيفته على الأرضية الصلبة للهوية الكردية .
وليستوعب ظروف الواقع التاريخي للمجتمع الكردي وطموحاته وآماله المنشودة ضمن محاولة بناء كيان اجتماعي – ثقافي – سياسي حديث ، ينبع عن الهوية الكردية الأصيلة وخصوصياتها القومية التي تعتبر من الدوافع القوية نحو تعزيز الفكر القومي الكردي في كافة مجالاته الحيوية والإبداعية والحضارية.
* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) – العدد (414) نيسان 2009