اعتبر الأزهر الشريف منذ أن بناه جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في بناءه الجامع في 24 جمادى الأولى سنة 359 هـ (970م) ، وأكتمل بناؤه وبدأت فيه الصلاة في رمضان سنة 361 هـ (972م) من اكبر المدارس الإسلامية التي جذبت من كل شعوب المسلمين طلاب نهلو من علومه وتمرسوا على كبار علماءه
ثم توالت التوسعات فيه حتى يكاد يكون مدينة قائمة بنفسها وضمت ملحقات الجامع التعليمية ما يشبه المدينة الجامعية ، وتكونت هذه المباني من أورقة يجتمع فيها الطلاب الوافدون من مناطق مصر وأقطار العالم الإسلامي وتشير أسماء الاورقة إلى بعض تلك الأقطار : رواق الأكراد ، رواق الهنود ، رواق البغداديين ، رواق اليمنية ، رواق السودانية ، رواق الجاوية ، رواق الصعايدة ، رواق الفيومية
حافظ العلماء من كل ملة على الاستمرارية والتفاعل العلمي لتخريج خيرة العلماء من أصقاع الأرض ليعودوا إلى بلدانهم يروون ما عاشوا ذكرياتهم وافتخارهم بشرف نيل العلم من ذلك الصرح العلمي التاريخي للإسلام
ثم تابع الأزهر تطوره التعليمي والعلمي من إنشاء كليات ومعاهد جديدة تواكب عملية التطوير المعرفي فأنشأت اختصاصات جديدة مما جذب أعداد أخرى إليها لتكمل مسيرتها العلمية المعهودة
إلا ان ما يحز في نفس كل مسلم كوردي هو التغير الذي طال الرواق الكوردي الذي أقدمت جهات إدارية بتغيير اسم الرواق إلى الرواق التركي وكان هذا الرواق لم يكن روضة علم للكورد نشأ بها ترعرع ألاف العلماء
إن ما دعاني إلي كتابتي هذه قراءتي لنص رسالة بعثها وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان إلى الشيخ الدكتور محمد السيد الطنطاوى شيخ الجامع الأزهر الشريف يطالب سعادته بإعادة اللوحة الأصلية للرواق وإزالة اللوحة التي كتبت عليها رواق الأتراك من عليها
واليكم نص رسالة وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان إلى شيخ الأزهر الشريف
=====================
الى / الاستاذ الفاضل الشيخ الدكتور محمد السيد الطنطاوى المحترم :
شيخ الجامع الازهر الشريف
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
ندعو لكم بطول العمر لينهل المسلمون من عملكم الغزير وتوجهاتكم السمحاء.
وبعد:
فان الجامع الازهر يشع بنور العلم منذ اكثر من الف عام واصبح قبلة المسلمين فى العالم اجمع ، بحيث كان ولا يزال العلماء المتخرجون من الازهر نجوما لامعة فى سماء العلم مما زادها والقائمين عليها شرفا وعزا ثوابا كريما من الله العيلم القدير وكانت الشعوب الاسلامية جميعا تفتخر بان رحاب الازهر تجمعهم بغض النظر عن اللون و الجنس والانتماء ، فكان الكل يرى فى الازهر وطنا له ومنبر العلم والمعرفة بحيث وكان يعود لوطنه واهله ويتحدث عن مفاخرالازهر فى سنوات العمر الباقية متاثرا بعلمائها و توجهاتهم واسلوب نظرهم للامور وطريقتهم فى استنباط الاحكام الشرعية..
وفى عام 2001 زار اقليم كوردستان العراق ( الدكتور محمود عبدالغني عاشور) وكيل الازهر الشريف انذاك واطلع عن قرب على مستوى العلم و العلماء فى كردستان وانتماء الكثير من علمائها لمدرسة الازهر الفكرية ..حيث قال عند عودته بأنه انبهر مما راى من حلقات الدرس والجوامع ومستوى التعليم فى كردستان معتبرا نفسه سفيرا للشعب الكوردى فى ارض الكنانة ….وفعلا تحدث عنا بعد عودته خيرا واوفى الرجل بما وعد…ومن مآثر الازهر الشريف وجود رواق الاكراد منذ الاكثر من قرن حيث كان الكورد يدرسون في هذا الرواق من مختلف البلدان وتخرج المئات من علمائنا في كردستان العراق منه ولايزالون يتحدثون بفخر عن رواق الاكراد وشيوخها الافاضل بدا من الاستاذ الراحل العالم الكوردي (( محمد علي عوني )) والاستاذ (( الشيخ عمر وجدي )) شيخ رواق الاكراد ولا يخفى دور العالم الكوردي الاربيلي الراحل (( محمد امين الكوردي الاربيلي النقشبندى)) ومآثره و مؤلفاته مما يزيد الروابط الدينية بين الشعبين الكوردي والمصري.
ومن المؤسف حقا اننا اطلعنا على خبر في وسائل الاعلام ( صحيفة بدرخان) الصادرة في اقليم كوردستان انه تمت ازالة لوحة التعريف لرواق الاكراد في الجامع الازهر الشريف وكتب بدلها (رواق الاتراك) مما كان له اثر مؤلم في نفوسنا.
ولا نعلم ماهي الاسباب والدوافع التي حدت بالمسؤولين في مصر العزيزة ….مصر المحروسة ان تتجه بهذا الاتجاه في هذا الزمن الذي نحتاج فيه الى مزيد من ترسيخ الروابط الدينية والعلمية بيننا….
لهذا نناشدكم باسم وزارتنا و باسم العلماء المسلمين في اقليم كوردستان ان تتفضلوا مشكورين بالمساهمة في اعادة النظر في القرار الذي لايخدم الملسمين ورسالة الازهر الشريف ونامل ان نلقى نتائج ايجابية.
مع بالغ تقديرنا ……..
محمد احمد سعيد شاكلي
وزير الأوقاف والشؤون الدينية
9.7.2006 اربيل
انتهى نص الرسالة
هل ستستجيب إدارة الأزهر الشريف إلى المطلب الحق وإعادة الرواق إلى اسمه التاريخي أم ستبقى اللوحة التركية كما بقيت لوحاتهم في كل مكان حتى على لوحات وشواهد قبورنا