ديـــار ســـليمان
(قد تصاب بالغثيان وأنت تقرأ بعض المقالات التي تستفز مشاعرك و كيانك للدخول في حالة من الأسى..
لا لأن هذه المقالات تختلف مع تفكيرك أو مبادئك ـ فقط ـ بل لأن كتابها يستهترون بكل القيم الإنسانية حين يوغلون في الإساءة الى أنفسهم قبل أن يسيئوا الى الآخرين عبر خربشات..)
المقدمة أعلاه هي بداية المقـالٍ ـ المتاهة للمحامي إبراهيم حسين بعنوان (دفاعآ عن الحق..
دفاعآ عن أهل غزة) أوردتها كما هي مع إضافة أداة التحديد ـ فقط ـ بين فاصلين من قبلي كون هذه المقدمة تنطبق حرفيآ على ما جاء من بعدها من كلام يقصد به ـ بعض ـ الكورد السوريين، وهو حقآ ـ أي كلامه ـ أصدق تعبير عن عبارة خربشات الواردة في المقال ولكنها هنا لمحامٍ يعاني من البطالة بعد صدور المرسوم الرئاسي رقم 49 الذي منع إنشاء أية حقوق عينية على العقارات الواقعة في المناطق المسماة مناطق حدودية والتي تشمل من ضمن ما تشمله جميع أراضي محافظة الحسكة حتى الغير حدودية منها
(قد تصاب بالغثيان وأنت تقرأ بعض المقالات التي تستفز مشاعرك و كيانك للدخول في حالة من الأسى..
لا لأن هذه المقالات تختلف مع تفكيرك أو مبادئك ـ فقط ـ بل لأن كتابها يستهترون بكل القيم الإنسانية حين يوغلون في الإساءة الى أنفسهم قبل أن يسيئوا الى الآخرين عبر خربشات..)
المقدمة أعلاه هي بداية المقـالٍ ـ المتاهة للمحامي إبراهيم حسين بعنوان (دفاعآ عن الحق..
دفاعآ عن أهل غزة) أوردتها كما هي مع إضافة أداة التحديد ـ فقط ـ بين فاصلين من قبلي كون هذه المقدمة تنطبق حرفيآ على ما جاء من بعدها من كلام يقصد به ـ بعض ـ الكورد السوريين، وهو حقآ ـ أي كلامه ـ أصدق تعبير عن عبارة خربشات الواردة في المقال ولكنها هنا لمحامٍ يعاني من البطالة بعد صدور المرسوم الرئاسي رقم 49 الذي منع إنشاء أية حقوق عينية على العقارات الواقعة في المناطق المسماة مناطق حدودية والتي تشمل من ضمن ما تشمله جميع أراضي محافظة الحسكة حتى الغير حدودية منها
فوجد الأستاذ بعد أن توقفت المحاكم عن قبول الدعاوى العقارية وخاصة دعاوى تثبيت عقود البيع التي كان يعتاش هو من ضمن من يعتاشون بسببها، وجدها مناسبة يملأ بها فراغه بأن يوثق على ورقة مسودة أحد يوميات قناة الجزيرة المجاهدة بما فيها من صياح وعياط حكام ممانعين عاجزين و شعارات يرددها طلاب وموظفين مكرهين على التظاهر، ثم دفع بها الى مواقع النت بدلآ من أن يبحث عن وسيلة يخفف بها من أضرار المرسوم المذكور عليه وعلى مواطني الجزيرة الذين يتعرضون لقصف عنصري متواصل يهدف الى تجويعهم وإركاعهم وقهرهم و إقتلاعهم من أراضيهم رغم إنهم لم يستفزوا دمشق أو يقصفوها حتى بوردة.
لقد نسي الأستاذ في مرافعته أنه محام وليس قاضيـآ، لذلك أصدر أحكامآ قطعية غير قابلة للطعن بأي طريق من طرق الطعن رغم أن أحكامه تلك غير مستندة الى أي دليـل أو وسيلة إثبـات، ولم يبقى له إلا أن يقوم بتنفيذ العقوبة المترتبة على التوصيف الجرمي لتلك الأفعال، فقد جاء حرفيآ في متن المقال أحكام من قبيل: أن محمد دحلان عميل صهيوني أعدم أكثر من ستمائة فلسطيني من مناصري حماس في يوم واحد!؟ وكل الأخوة العرب الذين لا يوافقون نهج حماس خونة!؟ في حين أن من يكثر من إطلاق الصوريخ الكلامية ويزودها بشحنات الأحذية هو الوطني، وعباس و جماعة فتح انقلبوا على حماس التي تدافع عن عقيدة ومبدأ وغيرها من الأقوال المتناقضة المردودة على صاحبها الى أن يصل الى بيت القصيد بقوله أن المقالات التي دبجها البعض ضد حماس كانت صادرة فقط عن مثقفين من الأكراد السوريين، ويسجل إعتراضه على ما يسميه لغة التشفي من جهة وتسفيه من يسميهم أصحاب المبادئ من جهة أخرى.
في لهجة تذكر بالبوطي الذي كان أول من تبرأ من (بني قومه) وأعلن بأنه يدوس على أصوله القومية بسبب عدم مقاومة (بني قومي) لتحرير العراق يتحدث كاتب المقال عن (بني قومه) فيما يسميه (غيهم و إبتعادهم عن روح المسؤولية)، متناسيآ أن الإختلاف من حق البشر وأن في الأراضي الفلسطينية ومن الأخوة العرب من لا يوافق حماس على نهجها كما أن من يؤيدها لا يقدم لها سوى الكلام، فعلى الأقل يسعى الأولون الذين حكم عليهم الأستاذ بالخيانة الى إيقاف العدوان والتخفيف من آثاره بتقديم المساعدات المادية والطبية للمتضررين منه وفتح الجسور الجوية لذلك في حين لا تؤثر المشاهد المأساوية في الآخرين الذين يطالبون بالمزيد بإعتباره ثمن الصمود، إضافة الى أن مقارنة بسيطة بين إدارتي حماس في غزة و إدارة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية تكشف لكل ذي بصيرة أيهما أساء الى المواطنين في كلا المنطقتين.
أما ذكره لإعتذار (هنية) عن الإساءة للبشمرغة فيما أسماه (بالسياق المسئ) فكان يقتضي منه أن يذكر أيضآ ما هو هذا السياق والذي كان ربط لفظة البشمرغة بالعصابات مع أننا لم نسمع بالإعتذار الذي أشار إليه، ومع أن قيام حماس بإقامة عزاء لولدي رئيس النظام العراقي النافق و قيام من أسماه الكاتب بالشهيد عبدالعزيز الرنتيسي بإقامة العزاء للدكتاتور ذاته وهو الذي كان العدو الأول للأمة الكوردية هي مسائل تخص حماس ولكن كان يقتضي التذكير بها لمعرفة من الذي يبتعد هنا عن روح المسؤولية، ثم كيف توصل الكاتب الى معرفة أن ضحايا الهجوم على غزة هم من العوائل الحمساوية فقط، هل من المعقول أن القذائف تفرق بين الضحايا وتنتقي الحمساويين فقط مع وجود هذه الكثافة السكانية والتداخل الكبير بين المواطنين، وهل يفقه الأطفال المساكين شيئآ عن حماس أو غيرها حتى نقول بأن الضحايا من بينهم هو من ينتمي الى حماس فقط.
كان على المحامي قبل أن تأخذه الحماسة و يحرض على من أسماهم بالبعض من المثقفين الكورد السوريين أن يتذكر أن السلطة لا تدقق كثيرآ في المفردات، فالبعض بالنسبة لها يعني الكل، ثم أنها ـ أي السلطة ـ ليست بحاجة الى مثل هذا التحريض، فهي لم توفر جهدآ في النيـل من الشعب الكوردي في سوريا بسبب أو بدونه، و ما سلسلة المشاريع العنصرية التي تواظب على تطبيقها و آخرها المرسوم التشريعي رقم 49 الذي كان هو نفسه أحد المتضررين منه بشكلٍ ما إلا دليلآ على النهج الذي تسير عليه دون توقف، كان عليه قبل أن يخلط الأمور ببعضها البعض أن يبقى ـ و هو المهتم بشؤون الرياضة ـ في الملعب ليحقق في مسألة محاربة نادي الجهاد عله يلتقط بعض الخيوط التي توصله الى الجهة والأسباب التي دعت الى تدمير هذا النادي وكسر قلوب جماهيره (مع ان المسألة واضحة) وذلك بدلآ من الإنتقال للجامع وإصدار فتاوى التكفير بحق من أسماهم بعض المثقفين الكورد السوريين الذين يقتدون بمن أسماهم بالخونة العرب.
كان على الأستاذ ابراهيم حسين أن يكون محاميآ لنفسه أولآ و (لبني قومه) ثانيآ و من ثم للضحايا الأبرياء في غزة والذين لا يعتبر إنتقاد حماس تشفيآ بهم كونه ـ أي التشفي ـ مخالفآ هنا للطبيعة الإنسانية، والذين تقع مسؤولية سقوطهم على من لم يسعى تجديد التهدئة وقام بإطلاق صواريخ الرحمة عليها ليجلب كل هذا الموت والدمار.
لقد نسي الأستاذ في مرافعته أنه محام وليس قاضيـآ، لذلك أصدر أحكامآ قطعية غير قابلة للطعن بأي طريق من طرق الطعن رغم أن أحكامه تلك غير مستندة الى أي دليـل أو وسيلة إثبـات، ولم يبقى له إلا أن يقوم بتنفيذ العقوبة المترتبة على التوصيف الجرمي لتلك الأفعال، فقد جاء حرفيآ في متن المقال أحكام من قبيل: أن محمد دحلان عميل صهيوني أعدم أكثر من ستمائة فلسطيني من مناصري حماس في يوم واحد!؟ وكل الأخوة العرب الذين لا يوافقون نهج حماس خونة!؟ في حين أن من يكثر من إطلاق الصوريخ الكلامية ويزودها بشحنات الأحذية هو الوطني، وعباس و جماعة فتح انقلبوا على حماس التي تدافع عن عقيدة ومبدأ وغيرها من الأقوال المتناقضة المردودة على صاحبها الى أن يصل الى بيت القصيد بقوله أن المقالات التي دبجها البعض ضد حماس كانت صادرة فقط عن مثقفين من الأكراد السوريين، ويسجل إعتراضه على ما يسميه لغة التشفي من جهة وتسفيه من يسميهم أصحاب المبادئ من جهة أخرى.
في لهجة تذكر بالبوطي الذي كان أول من تبرأ من (بني قومه) وأعلن بأنه يدوس على أصوله القومية بسبب عدم مقاومة (بني قومي) لتحرير العراق يتحدث كاتب المقال عن (بني قومه) فيما يسميه (غيهم و إبتعادهم عن روح المسؤولية)، متناسيآ أن الإختلاف من حق البشر وأن في الأراضي الفلسطينية ومن الأخوة العرب من لا يوافق حماس على نهجها كما أن من يؤيدها لا يقدم لها سوى الكلام، فعلى الأقل يسعى الأولون الذين حكم عليهم الأستاذ بالخيانة الى إيقاف العدوان والتخفيف من آثاره بتقديم المساعدات المادية والطبية للمتضررين منه وفتح الجسور الجوية لذلك في حين لا تؤثر المشاهد المأساوية في الآخرين الذين يطالبون بالمزيد بإعتباره ثمن الصمود، إضافة الى أن مقارنة بسيطة بين إدارتي حماس في غزة و إدارة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية تكشف لكل ذي بصيرة أيهما أساء الى المواطنين في كلا المنطقتين.
أما ذكره لإعتذار (هنية) عن الإساءة للبشمرغة فيما أسماه (بالسياق المسئ) فكان يقتضي منه أن يذكر أيضآ ما هو هذا السياق والذي كان ربط لفظة البشمرغة بالعصابات مع أننا لم نسمع بالإعتذار الذي أشار إليه، ومع أن قيام حماس بإقامة عزاء لولدي رئيس النظام العراقي النافق و قيام من أسماه الكاتب بالشهيد عبدالعزيز الرنتيسي بإقامة العزاء للدكتاتور ذاته وهو الذي كان العدو الأول للأمة الكوردية هي مسائل تخص حماس ولكن كان يقتضي التذكير بها لمعرفة من الذي يبتعد هنا عن روح المسؤولية، ثم كيف توصل الكاتب الى معرفة أن ضحايا الهجوم على غزة هم من العوائل الحمساوية فقط، هل من المعقول أن القذائف تفرق بين الضحايا وتنتقي الحمساويين فقط مع وجود هذه الكثافة السكانية والتداخل الكبير بين المواطنين، وهل يفقه الأطفال المساكين شيئآ عن حماس أو غيرها حتى نقول بأن الضحايا من بينهم هو من ينتمي الى حماس فقط.
كان على المحامي قبل أن تأخذه الحماسة و يحرض على من أسماهم بالبعض من المثقفين الكورد السوريين أن يتذكر أن السلطة لا تدقق كثيرآ في المفردات، فالبعض بالنسبة لها يعني الكل، ثم أنها ـ أي السلطة ـ ليست بحاجة الى مثل هذا التحريض، فهي لم توفر جهدآ في النيـل من الشعب الكوردي في سوريا بسبب أو بدونه، و ما سلسلة المشاريع العنصرية التي تواظب على تطبيقها و آخرها المرسوم التشريعي رقم 49 الذي كان هو نفسه أحد المتضررين منه بشكلٍ ما إلا دليلآ على النهج الذي تسير عليه دون توقف، كان عليه قبل أن يخلط الأمور ببعضها البعض أن يبقى ـ و هو المهتم بشؤون الرياضة ـ في الملعب ليحقق في مسألة محاربة نادي الجهاد عله يلتقط بعض الخيوط التي توصله الى الجهة والأسباب التي دعت الى تدمير هذا النادي وكسر قلوب جماهيره (مع ان المسألة واضحة) وذلك بدلآ من الإنتقال للجامع وإصدار فتاوى التكفير بحق من أسماهم بعض المثقفين الكورد السوريين الذين يقتدون بمن أسماهم بالخونة العرب.
كان على الأستاذ ابراهيم حسين أن يكون محاميآ لنفسه أولآ و (لبني قومه) ثانيآ و من ثم للضحايا الأبرياء في غزة والذين لا يعتبر إنتقاد حماس تشفيآ بهم كونه ـ أي التشفي ـ مخالفآ هنا للطبيعة الإنسانية، والذين تقع مسؤولية سقوطهم على من لم يسعى تجديد التهدئة وقام بإطلاق صواريخ الرحمة عليها ليجلب كل هذا الموت والدمار.
09.01.2009
diarselemen@hotmail.de