شيرزاد عادل اليزيدي
فور انتشار نبأ رشق الرئيس الأميركي جورج بوش بحذاء خلال مؤتمره الصحافي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حادثة مؤسفة تعبر عن مدى ابتعاد ذلك “الصحافي” في قناة “البغدادية”عن ابسط آداب مهنة الصحافة وأخلاقياتها التي هي ابعد ما تكون عن هكذا تصرف غوغائي سوقي يشكل إساءة للعراق وصحافته تحديدا قبل أن يشكل إساءة لبوش فحتى لو أن صاحبنا “الصحافي” المغمور الذي يبدو أن البحث عن الشهرة بآي ثمن يقف دافعا خلف فعلته الشنيعة على خلاف مع إدارة الرئيس بوش ومعارض للوجود الأميركي في بلاد الرافدين
فان هذه المعارضة لا تترجم بهذا الشكل غير اللائق وغير المتحضر بل كان يمكنه مثلا تعبيرا عن توجهاته المناوئة للسياسة الأميركية طرح أسئلة محرجة بل واستفزازية لبوش إن كان فعلا يحترم نفسه ومهنته وواجبه الصحافيين ذلك أن الصحافي ليس مقاتلا ولا مجاهدا أو مقاوما حتى يعتبر نفسه في مهمة جهادية قتالية وسط مؤتمر صحافي ويرمي رئيس دولة خلاله بحذاءه بطريقة متخلفة تنم عن مدى عمق المأزق الحضاري والقيمي الذي بات يطبق علينا في هذا الجزء من العالم.
ففور ذيوع الخبر سارعت وللأسف فضائيات تحريضية معروفة بتوجهها القوموي الشعبوي لتلقفه والاحتفاء به جاعلة إياه على رأس نشراتها الإخبارية حتى أن البسمة المستترة كانت بادية على محيا مذيعي إحدى المحطات الرائدة في اللعب على وتر تثوير الأمة المستهدفة دوما وابدأ بمؤامرات الغرب ودسائسه الاستعمارية في إخلال واضح بأبسط قواعد الموضوعية والرصانة واللباقة والذوق التي يفترض توافرها ومراعاتها في كل وسيلة إعلام تحترم نفسها وجمهورها إذ ليس كل المشاهدين إن في العراق أو خارجه ممن يتقبلون ويستسيغون هكذا تصرف همجي وبحق رئيس دولة ضيف على العراق فأين هي اقله آداب الضيافة وحسن الاستقبال دع عنك كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والصحافية بيد أن الطامة الكبرى كانت مع قناة “الرأي” السورية ( المتخصصة إلى جانب نظيرتها السورية الأخرى قناة “دنيا” في الحملات التحريضية الغوغائية ضد جل الدول العربية المعتدلة المختلفة مع سياسات دمشق ) التي سرعان ما فتحت الخطوط الهاتفية أمام مشاهديها الجاهزين والمعروفين طبعا بارتفاع منسوب حماستهم القوموية العالية ليعبروا عن غبطتهم وفرحتهم بهذا الانجاز التاريخي الجبار الذي رفع رأس الأمة العربية واثبت أنها لا زالت بخير وأنها لازالت تزخر بالرجال الأحرار من أمثال منتظر الزيدي الذي لا شك ستحوله الأوساط الإعلامية العروبية – الاسلاموية إياها إلى أيقونة جديدة تضاف إلى سلسلة الأيقونات الرثة مثل صدام والزرقاوي وبن لادن ففي تقرير لقناة “الجزيرة” مثلا تعليقا على الحادثة يقول المعلق بكامل وعيه : “إن حذاء الزيدي يمثل ضمير كل أحذية الأمة” .
فضمير الحذاء قد حل والحال هذه محل ضمير الأمة والشعب الذي لطالما ادعت هذه المحطات الفضائية تمثله وتمثيله وقس على ذلك فداحة التهافت في تبرير وتبجيل فعلة مراسل قناة “البغدادية”.
ففور ذيوع الخبر سارعت وللأسف فضائيات تحريضية معروفة بتوجهها القوموي الشعبوي لتلقفه والاحتفاء به جاعلة إياه على رأس نشراتها الإخبارية حتى أن البسمة المستترة كانت بادية على محيا مذيعي إحدى المحطات الرائدة في اللعب على وتر تثوير الأمة المستهدفة دوما وابدأ بمؤامرات الغرب ودسائسه الاستعمارية في إخلال واضح بأبسط قواعد الموضوعية والرصانة واللباقة والذوق التي يفترض توافرها ومراعاتها في كل وسيلة إعلام تحترم نفسها وجمهورها إذ ليس كل المشاهدين إن في العراق أو خارجه ممن يتقبلون ويستسيغون هكذا تصرف همجي وبحق رئيس دولة ضيف على العراق فأين هي اقله آداب الضيافة وحسن الاستقبال دع عنك كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والصحافية بيد أن الطامة الكبرى كانت مع قناة “الرأي” السورية ( المتخصصة إلى جانب نظيرتها السورية الأخرى قناة “دنيا” في الحملات التحريضية الغوغائية ضد جل الدول العربية المعتدلة المختلفة مع سياسات دمشق ) التي سرعان ما فتحت الخطوط الهاتفية أمام مشاهديها الجاهزين والمعروفين طبعا بارتفاع منسوب حماستهم القوموية العالية ليعبروا عن غبطتهم وفرحتهم بهذا الانجاز التاريخي الجبار الذي رفع رأس الأمة العربية واثبت أنها لا زالت بخير وأنها لازالت تزخر بالرجال الأحرار من أمثال منتظر الزيدي الذي لا شك ستحوله الأوساط الإعلامية العروبية – الاسلاموية إياها إلى أيقونة جديدة تضاف إلى سلسلة الأيقونات الرثة مثل صدام والزرقاوي وبن لادن ففي تقرير لقناة “الجزيرة” مثلا تعليقا على الحادثة يقول المعلق بكامل وعيه : “إن حذاء الزيدي يمثل ضمير كل أحذية الأمة” .
فضمير الحذاء قد حل والحال هذه محل ضمير الأمة والشعب الذي لطالما ادعت هذه المحطات الفضائية تمثله وتمثيله وقس على ذلك فداحة التهافت في تبرير وتبجيل فعلة مراسل قناة “البغدادية”.
ولعل هذا التعاطي اللامهني الكارثي المعيب من قبل بعض الفضائيات العربية المذكورة أعلاه مع الواقعة و مباركتها هذه الفعلة النكراء إن دل على شيء فإنما يدل على مدى تمدد رقعة الانحطاط والانحدار من حولنا على كافة الصعد لاسيما الأخلاقية السلوكية منها وإلا فكيف يمكن تفسير هذا الابتهاج بالحادثة بل واعتبار مرتكبها بطلا قوميا لكن مهلا فليتخيل هؤلاء المبتهجون للحظة ما كان سيحل بهذا الموتور الدخيل على مهنة الصحافة لو انه رمى بحذاءه على أحد الرؤساء الضيوف على صدام حسين إبان حكمه “الميمون” .
إنها الحرية إذا إذ يسيء استغلالها من ترعرعوا في كنف الاستبداد وتشربوا مفاهيمه وطبائعه حتى النخاع .
* خاص “العربية نت”