د.محمد رشيد يقدم استقالته من حزب آزادي الكردي في سوريا

تصريح
الحوار الديموقراطي والخلاف والاختلاف والاتلاف والتكامل وتصارع الاراء هي في المحصلة التي تنتج الاجماع الحقيقي التي تعبر عن ارادة الجميع ويحقق المصلحة المتوخية .
اما التهميش والاقصاء والالغاء والرياء والمداهنة والغلو والقرارات الفوقية والتكتلات الشللية فانها بدون شك تعبر عن ارادة ذوي الافق الضيق والمتخلفين عن الركب الحضاري.
لاشك ان عملية وحدة تنظيمية بين أي فصيلين كرديين هو مهمة المهمات بوصفها غاية قومية ووطنية نبيلة تستحق الكفاح والتضحية ,  ولكن الصورة القاتمة التي خلفتها العملية الوحدوية بين الحزبين حزب الاتحاد الشعبي الكردي والحزب اليساري الكردي وتشكيل حزب آزادي والتي من نتيجتها كان تقاذف مصير اعضاء الحزبين بدون حرص وبدون مسؤولية , وتصريحات وتوجيهات ومواقف مثيرة واستفزازية ومن دون قيم , ازداد من الحلكة والسوداوية عما توخى منه والاجهاز على الهدف السامي الذي كان من المفترض الاناطة به وهو خلق حالة حزبية من نوع جديد .
كنا قد اصدرنا في وقت سابق بيانين متتالين احتجاجيين عن جراء الطريقة الفجة واللامسؤولة التي تمت بها عملية الدمج التظيمي وتريثنا الى حين عقد المؤتمر التوحيدي الذي تم قبل شهرين في تاريخه , وخلال هذه المدة أي فترة اكثر من عشرة اشهر لم تكلف هذه القيادة نفسها بالاتصال معنا سلبا ام ايجابا ولم تصدر بيانا او تصريحا او موقفا ولم تبدي رايا او لفتة , سوى رد من  احد اعضاء الامانة العامة ” ابو لورين ” في مقابلة صحفية بان وضع الرفاق الذين اصدروا البيانات قد تم احتوائه , ( أي تم احتواءئه على طريقة التهميش والاقصاء والالغاء ).
لم نرد على هذا الموقف وانتظرنا الى حين عقد المؤتمر التوحيدي , آملين بانجاح التجربة الوليدة , حيث ان المعلومات التي كانت تردنا , بان التجربة على حافة الانهيار وكل طرف (الاتحاد الشعبي والحزب اليساري) يحاول ان لايكون البادئ في عدم انجاح هذه التجربة لاسباب عديدة سياسية وتنظيمية وشخصية وخارجية ….
وقد تم احتواء ذلك قبل عقد المؤتمر بايام معدودات بتوافق غير مألوف بعيدا عن الاخلاق والقيم الحزبية , مكررا لما حدث في مؤتمر اعلان الوحدة الاندماجية , مشكلة لقيادة غير مؤهلة واناس يشغلون مواقع مسؤولة في الحزب غير كفوءة , مستبعدة لكوادر متنورة , في عملية استعراضية تحت يافطة انتخاب اللجنة السياسية  باسلوب التصويت الديموقراطي السري .
ان الوضع القائم في حزب آزادي وتشكيل قيادته السياسية ( انتخاب اعضاء اللجنة السياسية فقط في المؤتمر) وعدم تشكيل هيئاته الحزبية ( لجنة مركزية ولجان منطقية وفرعية وفرق وخلايا ) وتنصيب سكرتير الحزب بمثابة دكتاتور واعضاء اللجنة السياسية بمثابة ”  بطانة ” , والتعامل مع الرفاق بازدراء وفوقية , فان ذلك يوضح صورة هذا الحزب القاتمة والذي يبدو من دون أي ملامح  و يبحث على الريبة والتشكيك من ان حزبا بهكذا مواصفات يمكن ان يقود نضال شعبنا.
وبعيدا عما جرى من خلال متابعة سير هذه العملية (عملية الوحدة الاندماجية) وما رافقتها من تأويلات وتكهنات وتداعيات واندفاع عاطفي من البعض ورغبات صادقة من البعض الآخرين , فان هذه العملية المرتجلة لم تكن سوى انقاذ البعض من المحاسبة الحزبية (بعقد المؤتمر العاشر للحزب الاتحاد الشعبي الكردي) , وانقاذ الحزب اليساري من سلوكيات امينه العام الذي لم يعد مقبولا في حزبه ولم يعد مؤهلا للقيادة , بعدما تبوأت عناصر مثقفة ومتعلمة قيادة الحزب متفهمة لمواكبة الاحداث والتطورات التي تحدث في المنطقة على وجه الخصوص.

وبما ان المسؤول الاول في أي حزب يعكس الصورة الحقيقية للحزب ان كان على  صعيد البرنامج السياسي او ابداء المواقف والاراء او حتى الاخلاق والسلوكيات الحزبية , فان سلوكيات هذا المسؤول الاول ومنذ ان تبوأ قيادة حزب آزادي يبحث على الريبة والتشكيك , ان كان بصدد طلب اللجوء السياسي لافراد اسرته في اوربا , او بصدد زياراته المتكررة الى الخارج , او بصدد اصداره للاوامر الفوقية الى رفاقه في الداخل ,  او بصدد الاجهاز على منظمة الخارج وفيما بعد منظمة اوربا لحزب آزادي والذي لم  يكلف نفسه عناء بالاتصال معهم او السماح لاعضاء في القيادة بحل مشاكلهم التنظيمية او حتى الرد على تقاريرهم التنظيمية , سوى الاتصال مع نائبه وابنه لتسيير العمل في اوربا وتمثيل السكرتير في المحافل , او حتى بصدد النظرة الاسعلائية الذي يتعامل به مع الآخرين ,  وكان آخرها اصدار تصريح بانه تم استدعاءه الى التحقيق في احد الفروع الامنية , ولم يكلف نفسه عناء  بان يطلب من رفاقه باصدار بيان بشان استدعاء والقاء القبض على احد رفاقه في اللجنة المركزية (ابو جنكو – الذي اقتيد من فرع الامن السياسي في مدينة الحسكة الى سجن الحسكة المركزي مكبلا )* .
لست هنا بوارد مناقب هذا المسؤول الاول حيث يخلو تاريخه من أي عمل نضالي يستوجب التوقف عنده سوى التآمر على رفاقه ان كان مع المرحوم عصمت سيدا او فيما بعد مع الاستاذ يوسف ديبو او مع السيد محمد موسى , وبالتالي عدم اهليته  وكفائته القيادية ان كان على الصعيد السياسي او الفكري او الاجتماعي او النضالي او الدبلوماسي .لا ابرأ قيادة حزب آزادي من هكذا تصرفات وسلوكيات وسلطويات .
لاشك ان مصلحة شعبنا الكردي تستدعي احيانا المناورة والمهادنة والتنازلات ولكن وضعا كهذا لن نألفه في تاريخ الحركة السياسية الكردية في كردستان سورية , وبان يتم الاجهاز على حزب عريق له تاريخه النضالي منذ نشوءه في نهاية الخمسينات ومرورا بانطلاقة اليسار القومي في كونفرانس آب 1956 ومواقفه النضالية في مواجهة سياسات السلطات الحاكمة , ومقارعته للتيار اليميني المساوم لأكثر من اربعون سنة , وبان يتم نسيان نضالاته وموروثه النضالي لمآرب خاصة , محملة على شماعة وحدة الحركة السياسية الكردية , فهذا مالا نقبل به , ونسكتنكف الانخراط في صفوفه واعلن استقالتي من عضوية هذا الحزب – حزب آزادي الكردي في سورية – , شاكرا الرفاق الذين اولوني اصواتهم في انتخابي عضوا في اللجنة المركزية (في المؤتمر الذي اعلن فيه عن تاسيس حزب ازادي سنة 2005 ) ,
عاهدا رفاقي بانني  ساناضل معهم في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية , هذا الحزب الذي انخرطت فيه منذ ثلاثون سنة , وتربيت من خلاله على قيم نضالية مهتديا بالموروث النضالي الذي خلفه لنا قادتنا الاوائل , واضعا نصب عيني التضحية والكفاح ونكران الذات في سبيل تحقيق اهدافه ومغالبا للنكوص متحديا  يحدوني الامل والثقة بان مطالب شعبنا الكردي العادلة لايمكن المساس بها او التراجع عنها او القفز فوقها .
05/06/2006
د .

محمد  رشيد
مسؤول منظمة الخارج لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية
–         –  –  –  –  –  –  –  –
* لظروف خاصة ( سينشر فيما بعد ) تم اصدار تصريح من الرفيق ابو جنكو بانه لازال عضوا في اللجنة المركزية لحزب آزادي الكردي في سورية , ويصر السكرتير العتيد بان يصدر الرفيق ابو جنكو اعتذار ينشر عبر المواقع الالكترونية يندد نفسه  بنفسه على تصرفاته السابقة في اوربا ” الا يدعو هذا الى التساؤل بان سلوكيات كهذه  تستخدمه اجهزة الامن السورية في التعامل مع النشطاء والمناضلين  .

” ؟؟؟.
– ومن جهة اخرى تم اليوم صباحا استدعاء الرفيق ربحان رمضان ( ابو جنكو) الى فرع الامن السياسي في دمشق ولايعلم عنه شيئا حتى تاريخ كتابة هذه الملاحظة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…