عبد الرحمن آلوجي
عندما يصل الاختلال في المقاييس مراحل واضحة, وعندما تضطرب المعايير فلا تكاد تجد سبيلها إلى التماسك, تحت ضغط قرون متطاولة من التفكير البدائي ذي النزعة الاستعلائية العنصرية, وبحكم تراث معين استعين عليه بالتوجيه والتلقين والتربية الطويلة, وبذلت من أجل ترسيخه وبلورته في العقول والمشاعر والتصورات جهود وطاقات وأموال , عندها تفقد تلك المعايير والموازين قيمتها العلمية والمنهجية وصبغتها الأخلاقية في التعامل مع القضايا , وبخاصة تلك المحركة والفاعلة والمؤثرة في حياة الأمم والشعوب, وعلاقاتها وأسس التعامل معها
عندما يصل الاختلال في المقاييس مراحل واضحة, وعندما تضطرب المعايير فلا تكاد تجد سبيلها إلى التماسك, تحت ضغط قرون متطاولة من التفكير البدائي ذي النزعة الاستعلائية العنصرية, وبحكم تراث معين استعين عليه بالتوجيه والتلقين والتربية الطويلة, وبذلت من أجل ترسيخه وبلورته في العقول والمشاعر والتصورات جهود وطاقات وأموال , عندها تفقد تلك المعايير والموازين قيمتها العلمية والمنهجية وصبغتها الأخلاقية في التعامل مع القضايا , وبخاصة تلك المحركة والفاعلة والمؤثرة في حياة الأمم والشعوب, وعلاقاتها وأسس التعامل معها
حيث تساق الأحكام والقيم والقرارات والرؤى من تلك الزاوية المحصورة والضيقة والأنانية المتقوقعة, حيث يهبط الفكر ليضحى أسير الرؤية البدائية والمفهوم السطحي المحكوم بالهوى والنزوة , وروح تلك الأثرة والأنانية القومية أو المذهبية أو الاتجاه الفكري والسياسي المحدود ,فيخرج من نطاق البحث المثمر والموقف الجاد, والمنهج المتماسك, ليكون عرضة للسقوط والتهافت والتهاوي مع أبسط مواجهة نقدية موضوعية, وهو ما ركزنا عليه طويلا في أسس وقواعد النقد الموضوعي في أربع عشرة حلقة, وما ألحق به من مواضيع تطبيقية وتحليلية , تكشف بجلاء عن النظرة الواقعية والمنهجية في تناول القضايا الحياتية , وما تلتها من دراسات ووقفات على سمات الفكر لإنساني الجاد , والمعيار التربوي والأخلاقي , ويقظة الضمير والتفسير المتكامل للسلوك والتصور والفكر والممارسة ,تأسيسا لفكر إنساني جاد ومتوازن ,بعيد عن الإغراق في السطحية والازدواجية والنظرة الهابطة , وهو بالضبط ما وقع ويقع فيه المعادون لطموح الشعب الكردي وإرادته , في حياة مستقرة آمنة ومزدهرة بعيدة عن رهق العسف والجور والطغيان والتمييز البائس والمشين بحقه , مما نجده واضحا في بروز النزعة القومية العنصرية المجتثّة والمبتورة من العمق الإنساني , عند طغاة الترك و جلاوزة الجونتا التي لا تكاد ترى أو تدرك أو تحس إلا صوتها وصورتها وحقها الطبيعي الذي تراه لنفسها دون الآخرين في الهيمنة والاستئثار والسيطرة على مقدرات شعب عريق وجد على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين, و تجذّر عليها قبل أن تحط أقدام أي شعب في التاريخ على هذه الأرض – وهو ما أثبته العلماء والأثريون الذين أتينا على ذكرهم في أبحاث ودراسات أكاديمية موثقة – , هذا الصوت المدوي بالإنكار ورفض الوجود الكردي, دون امتلاك أدنى تعليل تاريخي أو علمي أو رؤية خاصة محددة , تعطيها هذا الحق , وتسلبه من الآخرين في الوقت ذاته ؟!!, والذي تجلى صارخا ومفضوحا في الآونة الأخيرة في المحاكمة الصورية للمناضلة الكردية والناشطة البارزة ليلى زانا , بإصدار الحكم عليها عشر سنين , – وهي التي أفنت في السجون زهرة شبابها-لأنها عبرت عن أوضح حقيقة تاريخية, أكد عليها الدارسون شرقا وغربا , في وجود الشعب الكردي على هذه الأرض منذ آماد سحيقة رست فيها السفينة على الجودي , وقيل بعدا للقوم الظالمين , وبعدا للحاقدين والجهلة لحقائق التاريخ والحياة والمتغطرسين, ممن يدعون الديمقراطية ويدعون للسلام , ويتوسطون في سبيله, ويلحون في الدخول إلى المجتمع الدولي , بالإصرار على طلب عضوية الاتحاد الأوربي , دون توفير أدنى مقومات الوجود لنحو خمسة وعشرين مليون كردي في الوقت الذي تعتبر نفسها – وفي تدخل سافر- مسؤولة عن عدد لا يقاس مطلقا بهذه الملايين من تركمان العراق, بمثل هذا المنطق المتناقض و الغريب يتعاملون مع الأحداث والوقائع والمثل, ويدعون الناس إلى سماحة الإسلام وعدله, والذي دعا بقوة إلى الإخاء بين الشعوب والقبائل للتعارف والتوصل , ووضع ميزانا للتفاضل مؤسسا على التقوى والخير والعمل الصالح فلا”فرق بين عربي ولا أعجمي , ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح ..” في بعد كامل عن هذه التعاليم المدعاة و في ازدواجية منكرة ومفضوحة وغير مفهومة, هذه التي تترافق تماما مع الأصوات الناعقة الأخرى بما لا تكاد تسمع إلا دعاء أنداء , كالأصوات والدعوات في الفضائيات العربية المتحاملة والمنكرة والتي انضمت إليها لاحقا أصوات عربية رسمية في العراق , في حنين جارف إلى منطق النظام البائد وفلسفته الاستئصالية , بما راح يردده البرلمانيون كصالح المطلق , وأسامة النجيفي والجبوري و القلمجي , والدعوة المعلنة والصريحة من المالكي بتشكيل وتهيئة مجالس الإسناد و الاستقواء بها لضرب مكاسب الشعب الكردي, والدعوة إلى إعادة النظر في مواد الدستور العراقي – في ظل المماطلات السمجة والممجوجة وغير المحتملة للمادة-140- والتحايل على تنفيذها, والدعوة إلى إعادة النظر في صلاحيات إقليم كردستان, والنظر في عقود النفط, في عودة بائسة ويائسة إلى النزعة العنصرية والازدواجية المقيتة والمتزامنة مع النزعات الآنفة , في وقت يشتد القصف التركي و الأيراني على حدود الإقليم بالطائرات والمدفعية وتتوالى وتتلاحق الأضرار ويشتد الرعب في قلوب أبناء المناطق الآمنة ويروع الناس في أرواحهم وممتلكاتهم وحياتهم المستقرة في ظل الأمن والاستقرار والتجربة الرائدة في إقليم, كان موئلا لأحرار العراق والمعارضة الوطنية على مدى عقود.
إن ادعاء النظام التركي ذي الواجهة المدنية العلمانية و الديمقراطية, و التذرع بقيم السماحة و العدل و اليسر و المساواة في الإسلام , و محاولة كسب الأصوات الانتخابية في كردستان تركيا, يكشف عن ازدواجية و تناقض مريع ما بين الادعاء النظري و المواقف العملية العنصرية و الإلغائية, و بخاصة في الزيارة الأخيرة التي قام بها أردوغان إلى المناطق الكردية و التي بذل وعودا سخيّة, ليقلب فجأة ظهر المجن و يتهدد و يتوعّد, ويدعو الكرد إما للانصياع لإرادته أو الرحيل , نعم الرحيل إلى أين ؟!!لا ندري هل خصص لهم أرضا وسماء ومياها أم تراه لا يعلم أن الأولى به ألا ينبش حقائق التاريخ لأنها في غير مصلحته , ولا تكاد تخدم نظرته المقلوبة والمتناقضة والمردودة عليه؟!! , ليأتي القرار الأخير منسجما تماما مع رؤيته القاصرة و من المحكمة الصورية التركية بالحكم على الناشطة الكردية ليلى زانا عشر سنين , لا لشيء إلا لأنها عبّرت عن موقف قومي أصيل , بعيد عن العنصرية و العرقية, ومنسجم مع وقائع التاريخ و الجغرافيا بإطلاقها مصطلحي ( كردستان الشمالية و الجنوبية ) , ليعد ذلك جريمة بالقياس إلى النزعة التوسعية التركية, التي لا تكاد تدرك ما للآخرين , ولا تكاد تتصوره إطلاقا,في حين ترى من حقها الطبيعي أن تتدخل هذا التدخل السافر في قبرص و كركوك و مناطق أذربيجان و تركمانستان و سواها, حيث وجد الترك , ليكون هذا الموقف القومي المتشدد حقا لهؤلاء القوميين , في حين ينبغي أن يسكت الآخرون من الشعوب التي تجمعها بهم شراكة تاريخية و كفاحية كالكرد اليوم و العرب و الأرمن و والآثوريين بالأمس , إذ لا يحق لهم أن يفكروا مثلما يفكرون , أو أن يطمحوا إلى ما يطمحون إليه من آمال و أماني , و دعوة إلى العدل و المساواة , تطبيقا لمقولة ديميرل التاريخية( لو نصب الكرد خيمة في كندا لوجدت نفسي مؤولة عن هدمها ..), حيث لايطيق مثل هذا التصور المتحدر أن يرى الشعوب و الأمم متآخية و متعاضدة لبناء تراث إنساني و صرح مدني شامخ , وهو ما يوقعهم في مطبّ الازدواجية المريعة, و الفكر المتطرف الهابط, شأنهم في ذلك شأن العنصريين في كل مكان , حيث تلتقي هذه النزعة البائسة, و يلتقي أنصارها و أعوانها في كل مكان , لنجد هذا التلاقي من خلال الوتيرة المتصاعدة لاحقا , و مع تقدم المسيرة الظافرة و الرائعة للكرد في العراق , و كونهم جزءا أساسيا من المصالحة الوطنية التي دعا إليها و ساندها و هيّأ لها السبيل قادة الكرد , فقد دعا الرئيس المناضل مسعود البارزاني, بشكل مبكر, إلى مؤتمر المصالحة في أربيل , كأول بادرة وطنية عراقية رائدة في الرابع و العشرين من آذار عام 2004 , في وقت لم يكن قد مضى على سقوط النظام أكثر من أحد عشر شهرا , ليكون الكرد في تحالفاتهم و توجهاتهم و مواقفهم الوطنية المتقدمة جزءا من الحل , إذ ليسوا جزءا من المشكلة , كما صرّح بذلك السيد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في زيارة له إلى العراق , و لقاء ميداني بالقادة الكرد, لتأتي تصريحات المالكي و مواقفه خاضعة لازدواجية خانقة, و معايير متناقضة مع تلك المواقف المشرّفة, سواء في السنين العجاف للمعارضة أم في مرحلة بناء العراق الجديد , مساقا في ذلك بنزعة لا تقل ضراوة و إثما و تنكرا عن مواقف أولئك الذين لا يريدون خيرا للكرد و تاريخهم و حياتهم , و مواقفهم الإنسانية النبيلة, و طموحهم المشروع في حياة آمنة مزدهرة و مطمئنة و متآخية, في ظل تراث إنساني رفيع , و في ظل رقابة ذاتية أخلاقية عالية, تبتعد عن المعايير المزدوجة و المقاييس المختلة .
إن ادعاء النظام التركي ذي الواجهة المدنية العلمانية و الديمقراطية, و التذرع بقيم السماحة و العدل و اليسر و المساواة في الإسلام , و محاولة كسب الأصوات الانتخابية في كردستان تركيا, يكشف عن ازدواجية و تناقض مريع ما بين الادعاء النظري و المواقف العملية العنصرية و الإلغائية, و بخاصة في الزيارة الأخيرة التي قام بها أردوغان إلى المناطق الكردية و التي بذل وعودا سخيّة, ليقلب فجأة ظهر المجن و يتهدد و يتوعّد, ويدعو الكرد إما للانصياع لإرادته أو الرحيل , نعم الرحيل إلى أين ؟!!لا ندري هل خصص لهم أرضا وسماء ومياها أم تراه لا يعلم أن الأولى به ألا ينبش حقائق التاريخ لأنها في غير مصلحته , ولا تكاد تخدم نظرته المقلوبة والمتناقضة والمردودة عليه؟!! , ليأتي القرار الأخير منسجما تماما مع رؤيته القاصرة و من المحكمة الصورية التركية بالحكم على الناشطة الكردية ليلى زانا عشر سنين , لا لشيء إلا لأنها عبّرت عن موقف قومي أصيل , بعيد عن العنصرية و العرقية, ومنسجم مع وقائع التاريخ و الجغرافيا بإطلاقها مصطلحي ( كردستان الشمالية و الجنوبية ) , ليعد ذلك جريمة بالقياس إلى النزعة التوسعية التركية, التي لا تكاد تدرك ما للآخرين , ولا تكاد تتصوره إطلاقا,في حين ترى من حقها الطبيعي أن تتدخل هذا التدخل السافر في قبرص و كركوك و مناطق أذربيجان و تركمانستان و سواها, حيث وجد الترك , ليكون هذا الموقف القومي المتشدد حقا لهؤلاء القوميين , في حين ينبغي أن يسكت الآخرون من الشعوب التي تجمعها بهم شراكة تاريخية و كفاحية كالكرد اليوم و العرب و الأرمن و والآثوريين بالأمس , إذ لا يحق لهم أن يفكروا مثلما يفكرون , أو أن يطمحوا إلى ما يطمحون إليه من آمال و أماني , و دعوة إلى العدل و المساواة , تطبيقا لمقولة ديميرل التاريخية( لو نصب الكرد خيمة في كندا لوجدت نفسي مؤولة عن هدمها ..), حيث لايطيق مثل هذا التصور المتحدر أن يرى الشعوب و الأمم متآخية و متعاضدة لبناء تراث إنساني و صرح مدني شامخ , وهو ما يوقعهم في مطبّ الازدواجية المريعة, و الفكر المتطرف الهابط, شأنهم في ذلك شأن العنصريين في كل مكان , حيث تلتقي هذه النزعة البائسة, و يلتقي أنصارها و أعوانها في كل مكان , لنجد هذا التلاقي من خلال الوتيرة المتصاعدة لاحقا , و مع تقدم المسيرة الظافرة و الرائعة للكرد في العراق , و كونهم جزءا أساسيا من المصالحة الوطنية التي دعا إليها و ساندها و هيّأ لها السبيل قادة الكرد , فقد دعا الرئيس المناضل مسعود البارزاني, بشكل مبكر, إلى مؤتمر المصالحة في أربيل , كأول بادرة وطنية عراقية رائدة في الرابع و العشرين من آذار عام 2004 , في وقت لم يكن قد مضى على سقوط النظام أكثر من أحد عشر شهرا , ليكون الكرد في تحالفاتهم و توجهاتهم و مواقفهم الوطنية المتقدمة جزءا من الحل , إذ ليسوا جزءا من المشكلة , كما صرّح بذلك السيد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في زيارة له إلى العراق , و لقاء ميداني بالقادة الكرد, لتأتي تصريحات المالكي و مواقفه خاضعة لازدواجية خانقة, و معايير متناقضة مع تلك المواقف المشرّفة, سواء في السنين العجاف للمعارضة أم في مرحلة بناء العراق الجديد , مساقا في ذلك بنزعة لا تقل ضراوة و إثما و تنكرا عن مواقف أولئك الذين لا يريدون خيرا للكرد و تاريخهم و حياتهم , و مواقفهم الإنسانية النبيلة, و طموحهم المشروع في حياة آمنة مزدهرة و مطمئنة و متآخية, في ظل تراث إنساني رفيع , و في ظل رقابة ذاتية أخلاقية عالية, تبتعد عن المعايير المزدوجة و المقاييس المختلة .
إننا ندعو شعوب المنطقة و بخاصة قادتها و مفكريها و أحرار كتّابها إلى الإنصاف فيما يأتون و يدعون , و إلى مراجعة مواقف و آراء المتشددين و الغارقين في النزعة الاستعلائية و الرؤية الضيقة, و المواقف المبتورة و المقطوعة من تاريخ المنطقة و كفاحها و حضارتها, لتكون اللحمة الإنسانية الجامعة, و الموقف الأخلاقي الرفيع , و الشراكة الروحية العميقة ملتقى تواصل و تكامل و تعاضد , بدل القطيعة و الاحتكام إلى قيم العصبية و الكراهة و الحقد و إرادة الشطب و الإلغاء, لأمة عريقة لا يمكن تجاوزها و تجاوز تاريخها و ثقافتها و حضارتها , لأنها جزء حيوي و هام من تاريخ المنطقة و العالم و حضارتها, و المهد الثاني للبشرية, و منطلقا أساسيا لرسالات السماء , و مبعثا لأول رُقم سطر في تاريخ البشرية, لتكون هذه الأرض المعطاء ملتقى الإخاء بين الأمم و الشعوب, و التواصل لبناء مستقبل زاهر يتمثل في العدل و المساواة و التكامل و بناء صرح مدنية سامقة .