«نحو حل ديمقراطي لقضية المسيحيين العراقيين»

       في ظل هذا الشعار نظمت رابطة كاوا للثقافة الكردية بالتعاون مع جمعية الثقافة الكلدانية حلقة دراسية علمية ثقافية لمدة ثلاثة أيام (16 – 17 – 18 11 2008) على قاعة الجمعية بضاحية عين كاوا في أربيل عاصمة اقليم كردستان بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين والأكاديميين من مختلف القوميات والأديان والأطياف وحضور جمهور واسع وممثلي السلك الدبلوماسي ووسائل الاعلام الكردستانية والعراقية والعربية وقد سارت أعمال الحلقة حسب البرنامج التالي :
 1 – 16 – 11 :

افتتاح الحلقة بترحيب بالحضور من جانب السيد بولص شمعون رئيس جمعية الثقافة الكلدانية الذي قدم السيد صلاح بدرالدين المشرف العام على رابطة كاوا للثقافة الكردية الذي رحب بدوره بالحضور وخص بالذكر سيادة المطران ربان وممثلي مكتب التنسيق الأمريكي في كردستان وجاء في كلمته  : ” هدفنا من تنظيم هذه الحلقة هو التضامن مع أصدقائنا وشركائنا المسيحيين في محنتهم واثارة جملة من التساؤلات على المساهمين ومناقشة الأجوبة للوصول الى الحقيقة وتنوير الرأي العام وأصحاب القرار في الاقليم وننطلق في تعاملنا مع هذه القضية من عدد من الثوابت ومنها : حرصنا على العملية السياسية الديمقراطية في العراق الفدرالي التعددي الجديد وقطع الطريق على عودة الدكتاتورية حزبية كانت أم دينية أم مذهبية أم عسكرية واهتمامنا بالتجربة الديمقراطية في اقليم كردستان بتعميق ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر وكون المسيحيين قوميا أو دينيا من النسيج الأصيل في العراق عموما والسكان الأصليين في كردستان لهم ما للكرد والتركمان من حقوق كما هو مثبت في مشروع دستور الاقليم وهم يقررون مصيرهم حسب ارادتهم الحرة والميزة الرئيسية في تجربة الاقليم وسر نجاحها هو حل قضايا المكونات القومية والدينية الكردستانية بالشكل الديمقراطي ونجاح التجربة هو لمصلحة الجميع في الاقليم والعراق والشرق الأوسط ، والمكون المسيحي من كلدان وسريان وآشوريين وكذلك التركمان والأرمن يعيشون مع الكرد ليس في كردستان العراق فحسب بل في سائر أجزاء كردستان بتركيا وايران وسوريا ومصيرهم واحد ولايمكن ايجاد حل لقضاياهم الا بحل القضية الكردية في ظل أنظمة ديمقراطية على أنقاض أنظمة الاستبداد في تلك البلدان لذلك مطلوب من الكرد في كل مكان قبول هذه المكونات وجودا وحقوقا وعلى الجميع الاتحاد والتعاون .


أول المتكلمين كان راعي الكلدان في كردستان المطران ربان الذي تناول موضوعا بعنوان ” لمصلحة من تهجير المسيحيين من العراق ؟ ” قدم لمحة عن أحداث الماضي وذكريات عيشه في قريته قرب العمادية في كردستان ولقاءاته مع الزعامات الكردية وقادة البيشمركة وكيف أنه لم يشعر يوما هناك بالفكر الأصولي والشوفينية كما حاصل الآن في العراق وشرح مدى تفاني المسيحيين في سبيل العراق وكردستان ماضيا وحاضرا وقال أنا أدعو الى المساواة بين البشر وأحمل معي على الدوام شرعة حقوق الانسان وبين كيف أن الكرد وكل أهالي كردستان عانوا سابقا من الظلم والأسلحة الكيمياوية والأنفال ولم يتخلوا عن ديارهم ثم وجه انتقادا الى المسيحيين الذين هاجروا وتركوا وطنهم حتى تحولوا الى اقليات متناثرة مع تفشي الانتهازية وعدم وضوح الرؤا في بعض أوساطهم وحول أحداث الموصل أكد أن المجرمين الفاعلين هم من القاعدة والأصوليين ولاعلاقة للكرد بما جرى بل أن الكرد قدموا حتى الآن في الموصل من نفس الجهات أكثر من 1200 ضحية مقابل 120 مسيحي ودعا الى الاتحاد والتفاهم والمحبة والتسامح بين الجميع .
السيد سعدي بيرة من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني قدم موضوعا بعنوان ” قانون الأقليات في العراق ” بدأ حديثه بالقول أن هناك مكونات عراقية لم تستوعب بعد معاناة القوميات والأقليات الأخرى وشرح باسهاب ماتم بخصوص مناقشة قانون الأقليات في البرلمان العراقي والرئاسة وموقف التحالف الكردستاني وقارن بين موقف النظام المقبور ومواقف الحكومة الراهنة المتشابهة بخصوص العديد من القضايا وخاصة كردستان كما أيد ما جاء في كلمة السيد صلاح بدرالدين وخلص أن هناك اصطفاف وطني عريض من الكرد والمسيحيين والعلمانيين والديمقراطيين على مستوى العراق يعمل من أجل تحقيق التغيير الديموقراطي وسينتصر .
السيد خسروكوران نائب محافظ الموصل قدم مداخلة بعنوان ” دراسة ميدانية لما حصل بالموصل ” وجاء فيها أن محنة المسيحيين بالعراق بدأت منذ 2004 وأن تعدادهم بالمحافظة  : 130000 ويشكلون 3 – 4 % من سكان محافظة الموصل ثلثهم في القحطانية ونواحيها وربعهم في تل كيف وحولها والربع الآخر في مدينة الموصل 15 % منهم كبيوتات في بعشيقة والشيخان في الأطراف حيث لم يستهدفوا أما في الموصل فقد تعرضوا للقمع على مراحل : تفجير الكنائس وخطف رجال دين وقتل بعضهم والمرحلة الأخيرة كأكبر حملة بالقتل بهدف تهجيرهم بشكل مخطط ومدروس وليس من مصلحة الكرد سياسيا واجتماعيا ومن كل النواحي تهجير المسيحيين لأنهم شركاء وأصدقاء واخوة وحلفاء المصير وهناك خمسة منهم في قائمتنا بمجلس المحافظة وقد حصلنا على وثائق تدين زعيم القاعدة – أبو عمر البغدادي – والمخابرات السورية كما تبين في ( وثائق سنجار ) المنشورة في – الشرق الأوسط – في وقوفهم وراء معاناة المسيحيين الى جانب الأصوليين الآخرين وهم أنفسهم وراء مقتل 1600 كردي في الموصل بينهم أزيدييون وشبك وتهجير 105 ألف كردي من المدينة كما أن شعار ( دولة العراق الاسلامية ) هو أن الكرد خونة وعملاء للأمريكان والمسيحييون صليبييون والشيعة روافض يجب تصفيتهم .
 2 – 17 – 11 :
السيد محمود محمد عضو قيادة الحزب الديموقراطي الكردستاني قدم موضوعا بعنوان ” موقف الكرد من المسيحيين ماضيا وحاضرا ” وبدأ بالقول انه لايستقيم التعايش بين القوميات والأديان الا في بيئة ديمقراطية متسامحة وهنا لكردستان ميزة حول تعايش الخصوصيات منذ فجر التاريخ من حيث تعددية الأقوام والأديان والمذاهب والطرق بصورة سلمية دون وجود قوانين تنظم ذلك بل كان نابعا من عرف وتقاليد وعقل جمعي متوافق وهنا يجب ذكر ان الكرد لم يمروا بمرحلة العبودية وهذا عامل ايجابي وفي كردستان تم الحفاظ على المسيحيين ديانة وقومية بعكس ماحصل في العراق مثلا او سوريا حيث حوفظ على الديانة بعد مصادرة القومية وتحويلها الى العربية ثم قدم سردا مفصلا عن مساهمة المسيحيين في ثورة ايلول الكردستانية وانخراط نخبهم في الحركة التحررية وخلص الى القول ان دستور الاقليم ينص على حقوق المسيحيين بوضوح في الحكم الذاتي حسب ارادتهم .
السيد سعيد شامايا امين عام المنبر الديمقراطي الكلداني قدم بحثا بعنوان ” المسيحييون بين الانتمائين العراقي والكردستاني” ابدى عن تمنياته في قيام كيان بين النهرين لجميع المكونات القومية والدينية وشعور الشعب الكلداني السرياني الآشوري بكل من الانتمائين واضاف بانهم بنوا حضارة المنطقة في الازمان الغابرة وقال ان شعبنا هو مكمل للشعب الكردي ويطالب بازالة الغبن عنه في العراق ثم قارن بين الوضع المسيحي في كل من كردستان والعراق واكد على معاناة واضطهاد على ايدي الاصولية الاسلامية في العراق العربي التي حولتنا الى اقلية ودستور كردستان يعترف بحقوقنا كشعب وديانة ومكون وهذا موضع تقدير .
السيد ضياء بطرس سكرتير عام المجلس القومي الكلداني قدم بحثا بعنوان ” الحكم الذاتي كيف وأين ولماذا ؟ ” تضمن شرحا قانونيا مفصلا لطبيعة الحكم الذاتي المنشود وشرعيته الدستورية واعتباره مطلبا عادلا حصل على تأييد غالبية الشعب الكلداني السرياني الآشوري واحزابه ومؤسساته ومرجعياته الكنسية هنا وفي المهجر اضافة الى قبوله من جانب حكومة اقليم كردستان ودستور الاقليم وبعض القوى الديمقراطية العراقية واعتبر ذلك عامل توحد واستقرار وقال ان الحكم الذاتي سيكون له سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية والمكان المناسب لمركزه هو سهل نينوى يتبعه كانتونات متفرقة في اماكن التواجد المسيحي والمكونات الاخرى المتواجدة في السهل من غير المسيحيين فسيمنحون الادارة الذاتية ضمن ادارة الحكم الذاتي .
3 – 18 – 11 :
السيد سرو قادر مسؤول الاعلام المركزي في الحزب الديمقراطي الكردستاني قدم مداخلة بعنوان “حقوق المسيحيين في اقليم كردستان” بدأ بالقول أن لغة المسيحيين وثقافتهم هي الأقدم في المنطقة والأكثر حيوية وعطاء في سائر العلوم وقضيتهم قومية ودينية وثقافية واشار الى ان الثقافة الكردستانية الشاملة للمكونات الاخرى بدات تنشا من جديد في المرحلة الجديدة على قاعدة التسامح كميزة خاصة هنا والمنافسة السلمية والتفاعل بين الاديان وتعدد الثقافات لذلك على هذا المكون الاصيل ان يشعر بالامان في كردستان خاصة وان دستور الاقليم يحميه ويؤكد على حقه في تقرير المصير فاذا كان هذا هو موقف القومية الكردية الأكبر في كردستان من الآخر نرى موقف القومية العربية الاكبر في العراق بعكس ذلك تجاه المكونات الاخرى.
السيد د.

محمد بازياني
القيادي في الحركة الاسلامية الكردستانية قدم بحثا بعنوان “تعايش الأديان في كردستان” اكد بدوره على ذلك التعايش الاخوي وتعدد الاديان من اسلامية ومسيحية وايزيدية ويهودية في كردستان منذ الأزمان الغابرة وضرب امثلة على مدى تعاون رجال هذه الاديان ووقوفهم سوية امام المعتدين ومشاركة الجميع في الثورات والانتفاضات ضد الظلم والدكتاتورية وفي البناء الحضاري وخلص الى القول ان المسبب في اثارة الفتن هو الاسلام الاصولي والقاعدة.
السيد عمانوئيل خوشابا نائب أمين عام الحزب الوطني الآشوري قدم موضوعا بعنوان ” قضية المسيحيين بين الدين والقومية ” اكد فيه على تكامل الجانبين وركز على الدور الحضاري لمسيحيي الشرق عموما وكردستان على وجه الخصوص واعتبر ان مايحصل الآن من احداث تعبير عن استمرارية الصراع بين التقدم الحضاري والظلامية وما الفتاوى الجهادية ضد المسيحيين في العراق الا محاولة في ضرب الحضارة وثقافة التعددية والعيش المشترك ثم اوضح ان الحركة القومية لدى المسيحيين بدأت متأخرة لأسباب موضوعية وأن سايكس بيكو قسمت المسيحيين كما قسمت الكرد والشعوب الأخرى وخلص الى القول ان الآشوريين والكلدان والسريان شعب واحد ودين واحد ولغة واحدة واشاد بالموقف الكردستاني الديمقراطي من قضية المسيحيين.
السيد نوزاد بولص حكيم الصحافي والاعلامي قدم موضوعا بعنوان ” المسيحييون بين الانتمائين الكردستاني والعراقي ” بدأ بالقول أن مبادرة رابطة كاوا في تنظيم هذه الحلقة دليل على مدى اهتمام القيادة الكردستانية بالموضوع المسيحي واكد على عراقة الحضارة المسيحية واصالتها واوضح ان المسيحيين في كردستان وبخلاف البلدان والاماكن الاخرى لم يحافظوا على ديانتهم فحسب بل على صفتهم القومية ايضا واحزابهم وحركاتهم بسبب الحرية والتسامح الكردي في حين نرى المسيحيين في سوريا على سبيل المثال حافظوا على ديانتهم وخسروا طابعهم القومي بسبب الشوفينية والاستبداد والقمع وقال خلال الفتح الاسلامي كانت قضيتنا دينية والان قومية ذات صفة دينية ثم اسرد دور المسيحيين في الحركة التحررية الكردستانية وفي العراق العربي عبر الحزب الشيوعي العراقي منذ القدم وحتى الان وقال نحن المسيحييون جزء من القضية الكردستانية وانتماؤنا الى هذا الجانب أقوى من أي وقت مضى خاصة واننا منذ ان تسلم الكرد الادارة لم نلق أي ظلم او اضطهاد في حين من اصل 2000 عائلة مسيحية في البصرة لم يبق سوى 400 شخص وكذلك في بغداد وبصورة اكثر وحشية في الموصل كل ذلك بفعل الاصوليين الارهابيين مدعومين من بعض الاطراف العربية السنية والشيعية .
اربيل – 19 – 11 2008

رابطة كاوا للثقافة الكردية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…