بقلم: جهاد صالح
Xebat_s@hotmail.com
Xebat_s@hotmail.com
قالت العرب قديما العلم في الصغر كالنقش على الحجر, ولدى الروس الذين يقفون على أطلال الاشتراكية حكمة شعبية وهي أن العمل الذي تزرعه تحصده عادة والعادة التي تزرعها تحصدها طبعا والطبع الذي تزرعه تحصده مصيرا.
وكل شيء يبتدئ من الطفولة , فالتربية ونهجها أو نمطها هي التي تمنح للمجتمع والدولة رجل المستقبل والذي سيمد الوطن بالخير أو بالشر حسب نوعية مربيه أخيار أم أشرار .
سأتحدث عن الطفل السوري عموما بجميع ألوانه ( العربي – الكردي – الكلداني الأشوري – الشركسي – الارمني –الخ) هل التربية التي يتلقونها تربية سليمة وصحيحة ..
لست مربيا ولم ادرس علم النفس التربوي أو متخصصا في تربية الأطفال , لكن سأسرد الوقائع كما أراها وليحكم القارئ والمربي والآباء والأمهات .
في سوريا وبعد أن جاء البعث ودخلنا في دوامة الحزن وآلام الوطن وجوع الشعب وضياع الحريات وكتم الأفواه ونزوح الناس إلى الصمت والاكتساء بريش النعام ودفن الرأس في رمال الضياع وضجيج الخوف مع استثناء القلة ممن مارسوا ابسط الحقوق في حرية التعبير والوقوف في وجه آلة الشر, والنهاية سجن وقضبان وصراخ لايلقى سوى الصدى ….
يأتي الطفل ذلك المخلوق الرائع البريء إلى الدنيا باكيا ومن ثم يمتلئ بالفرح , غير مدرك ما يلقاه والداه من فرح يخفي الم وخوف من المستقبل فالوضع الاقتصادي السيئ جدا والفساد السرطاني المنتشر سريعا ونهب النخبة خيرات الوطن بينما معظم الشعب السوري في جوع وتقشف وطفولة تحرم من كل مستلزمات الطفولة الحديثة من حياة هادئة وعيش صحي ولعب ومدارس منهجية لا سجن للوالدين ولا قمع لطفل يحمل وردا في اليوم العالمي للطفولة ولا منع للطفل في أن يتحدث بلغته الأم في المدرسة أو الروضة أو ؟؟؟
في دولة البعث يولد الطفل ومصيره مجهول أطفال يعيشون المنفى في عواصم العالم بحثا عن حياة أفضل مع الوالدين ..
يسمعون أنهم من سوريا لكن , يحلمون أن يلعبوا ذات يوم في حدائق الوطن الجميلة ؟
طفل كردي يضحك للشمس ويغني للريح ويذهب للمدرسة ويجبر على التعلم باللغة العربية والكتابة بها..
يسلخ من هويته الكردية ومن التعلم بلغة أجداده التي منحته له رب السماوات والأرض ؟ ؟؟
وطفلة كردية أخرى لا تحمل هوية أو جواز سفر وتتعلم لكن تترك المدرسة باكرا لتعمل وهي في عمر الورد في حقول القطن لأنها لاترى بدا من الدراسة ما دام حكام الوطن سيمنعونها من التوظف والعمل لخدمة الوطن سوريا لأنها مجرمة وقد أجرمت لأنها خلقت كردية ؟
وطفلة تبحث عن وطن يأويها , عن ارض تتحمل دفء قدميها الطريتين ..تبحث عن سماء وشمس وهي المكتومة القيد , العديمة الجنسية , تعشق الوطن ولكن تخبئ ذلك الحب والعشق لأنها منفية عن الوطن رغم أن أجدادها كانوا هنا منذاكثر من ألف عام مضى .
طفولة سورية تموت وتحيا تحت سماء الوطن , آباء مسجونون لمبادئ شريفة وأمهات يصنعن من دموعهم لفراق الأزواج أزاهير ووردا لكي تبتسم الطفولة المحرومة من حنان وحب الوطن , طفولة تسجن في مؤسسات البعث حيث منظمة طلائع البعث تحقن في جسد الطفولة وعقلها أفكار تمجد البعث ويحولون البراءة إلى ساحات معارك للعروبة والنصر , للبعث يا طلائع للنصر يا طلائع , في 25حزيران 2003 حمل أطفال الكرد باقات من الورد أمام مبنى اليونيسيف في دمشق لكي يعلنوا للعالم اجمع أن في الأرض طفل كردي بحاجة لرعاية والعاب ولغة يتكلم بها وجنسية تحميه من المجهول وارض يدفن فيها ذات يوم , وفجأة يبدأ البوليس السوري برفع الهراوات في وجه الطفولة البريئة وينهالوا بالضرب عليهم ويسجن الآباء لمدة تراوحت مابين السنتين والثلاث سنوات .
هكذا احتفل النظام السوري يومها بيوم الطفولة العالمي والضمير الدولي اكتفى حينها بالتنديد والتأسف وبقيت الطفولة مضطهدة وما زالت .
في سورية تتعرض الطفولة للاعتقال والسجن والاستجواب والترهيب لأسباب سياسية أو لأنهم أبناء معارضين لسياسة النظام الذي يفتخر بتوقعيه وانضمامه لمعاهدات تخص الطفل وتحميه في حين أن الطفولة في وطننا تغتصب في كل ثانية ولحظة والتمييز تطاله في كل شيء كما تطال الكبار .
في أمريكا ذات يوم كان يمنع الأطفال الزنوج من الدخول إلى مدارس البيض ولكن تغير كل شيء بفضل نضال الزنوج ووعي الإنسان الأمريكي للحرية وحق الإنسان وفي كل عموم أوربا الآن تصان الطفولة وتنال الاهتمام البالغ من الدولة والمجتمع والشعب .
إن الإنسان هو ابن بلده قبل كل شيء , مواطن , يتلقف بحرارة كل مصالح هذا الوطن فالوطن هو الأم والأب والمستقبل.
الطفولة في وطننا سوريا بحاجة إلى عناية خاصة وإعادة التربية وفق مناهج الحياة الصحيحة والسليمة ونبعد الطفل البريء عن كل مستنقعات السياسة الضحلة , لا أن نجعله أداة وغاية للهيمنة على المجتمع والدولة بانتهاك براءة الأطفال وحياتهم .
الإنسان يبدأ من الطفولة , ففي هذه الفترة بالذات نبذر الخير .
إلا انه بعد سنوات فقط يتضح أن بذور الخير هذه كانت صالحة وقوية أم أن طفيليات الشر قد قتلتها .
ومهمة كل منا أن يساعد هذه البذور على أن تنبت الخير لا الشر فمن يزرع الشر سيحصد شرا ومن يزرع الخير سيحصد خيرا والوطن جدير بالخير والحب والجيل الصحيح في رأيي
25 حزيران 2006
———
* كاتب كردي سوري
يأتي الطفل ذلك المخلوق الرائع البريء إلى الدنيا باكيا ومن ثم يمتلئ بالفرح , غير مدرك ما يلقاه والداه من فرح يخفي الم وخوف من المستقبل فالوضع الاقتصادي السيئ جدا والفساد السرطاني المنتشر سريعا ونهب النخبة خيرات الوطن بينما معظم الشعب السوري في جوع وتقشف وطفولة تحرم من كل مستلزمات الطفولة الحديثة من حياة هادئة وعيش صحي ولعب ومدارس منهجية لا سجن للوالدين ولا قمع لطفل يحمل وردا في اليوم العالمي للطفولة ولا منع للطفل في أن يتحدث بلغته الأم في المدرسة أو الروضة أو ؟؟؟
في دولة البعث يولد الطفل ومصيره مجهول أطفال يعيشون المنفى في عواصم العالم بحثا عن حياة أفضل مع الوالدين ..
يسمعون أنهم من سوريا لكن , يحلمون أن يلعبوا ذات يوم في حدائق الوطن الجميلة ؟
طفل كردي يضحك للشمس ويغني للريح ويذهب للمدرسة ويجبر على التعلم باللغة العربية والكتابة بها..
يسلخ من هويته الكردية ومن التعلم بلغة أجداده التي منحته له رب السماوات والأرض ؟ ؟؟
وطفلة كردية أخرى لا تحمل هوية أو جواز سفر وتتعلم لكن تترك المدرسة باكرا لتعمل وهي في عمر الورد في حقول القطن لأنها لاترى بدا من الدراسة ما دام حكام الوطن سيمنعونها من التوظف والعمل لخدمة الوطن سوريا لأنها مجرمة وقد أجرمت لأنها خلقت كردية ؟
وطفلة تبحث عن وطن يأويها , عن ارض تتحمل دفء قدميها الطريتين ..تبحث عن سماء وشمس وهي المكتومة القيد , العديمة الجنسية , تعشق الوطن ولكن تخبئ ذلك الحب والعشق لأنها منفية عن الوطن رغم أن أجدادها كانوا هنا منذاكثر من ألف عام مضى .
طفولة سورية تموت وتحيا تحت سماء الوطن , آباء مسجونون لمبادئ شريفة وأمهات يصنعن من دموعهم لفراق الأزواج أزاهير ووردا لكي تبتسم الطفولة المحرومة من حنان وحب الوطن , طفولة تسجن في مؤسسات البعث حيث منظمة طلائع البعث تحقن في جسد الطفولة وعقلها أفكار تمجد البعث ويحولون البراءة إلى ساحات معارك للعروبة والنصر , للبعث يا طلائع للنصر يا طلائع , في 25حزيران 2003 حمل أطفال الكرد باقات من الورد أمام مبنى اليونيسيف في دمشق لكي يعلنوا للعالم اجمع أن في الأرض طفل كردي بحاجة لرعاية والعاب ولغة يتكلم بها وجنسية تحميه من المجهول وارض يدفن فيها ذات يوم , وفجأة يبدأ البوليس السوري برفع الهراوات في وجه الطفولة البريئة وينهالوا بالضرب عليهم ويسجن الآباء لمدة تراوحت مابين السنتين والثلاث سنوات .
هكذا احتفل النظام السوري يومها بيوم الطفولة العالمي والضمير الدولي اكتفى حينها بالتنديد والتأسف وبقيت الطفولة مضطهدة وما زالت .
في سورية تتعرض الطفولة للاعتقال والسجن والاستجواب والترهيب لأسباب سياسية أو لأنهم أبناء معارضين لسياسة النظام الذي يفتخر بتوقعيه وانضمامه لمعاهدات تخص الطفل وتحميه في حين أن الطفولة في وطننا تغتصب في كل ثانية ولحظة والتمييز تطاله في كل شيء كما تطال الكبار .
في أمريكا ذات يوم كان يمنع الأطفال الزنوج من الدخول إلى مدارس البيض ولكن تغير كل شيء بفضل نضال الزنوج ووعي الإنسان الأمريكي للحرية وحق الإنسان وفي كل عموم أوربا الآن تصان الطفولة وتنال الاهتمام البالغ من الدولة والمجتمع والشعب .
إن الإنسان هو ابن بلده قبل كل شيء , مواطن , يتلقف بحرارة كل مصالح هذا الوطن فالوطن هو الأم والأب والمستقبل.
الطفولة في وطننا سوريا بحاجة إلى عناية خاصة وإعادة التربية وفق مناهج الحياة الصحيحة والسليمة ونبعد الطفل البريء عن كل مستنقعات السياسة الضحلة , لا أن نجعله أداة وغاية للهيمنة على المجتمع والدولة بانتهاك براءة الأطفال وحياتهم .
الإنسان يبدأ من الطفولة , ففي هذه الفترة بالذات نبذر الخير .
إلا انه بعد سنوات فقط يتضح أن بذور الخير هذه كانت صالحة وقوية أم أن طفيليات الشر قد قتلتها .
ومهمة كل منا أن يساعد هذه البذور على أن تنبت الخير لا الشر فمن يزرع الشر سيحصد شرا ومن يزرع الخير سيحصد خيرا والوطن جدير بالخير والحب والجيل الصحيح في رأيي
25 حزيران 2006
———
* كاتب كردي سوري