يا أيها الأوغاد ارفعوا الأثقال عني

منذر

قرأت في قصص الأنبياء أن النبي موسى عليه السلام قرر أن يرحل فأبى رجل إلا أن يرحل معه فشرح له النبي عليه السلام متاعب و مشقة الطريق فأبى إلا أن يرحل معه فأستعدا للرحيل و بعد مسير فترة من الزمن قررا أن يجلسا للراحة فبينما كان النبي عليه السلام غافلاً أكل الرجل رغيفاً من الزاد فسأله النبي عليه السلام عن الرغيف فنكر وأبى أن يعترف بأنه هو من أكل رغيف الخبز وبعد أن ارتاحا عادا للمسير من جديد وفي الطريق وصلا إلى وادي الأفاعي فسأل الرجل النبي عليه السلام كيف سنعبره ؟ فدعا النبي عليه السلام الله و رفع يده فإذا الأفاعي تفقد الحركة وأصبح الطريق آمناً فسأل النبي الكريم الرجل برب هذه المعجزة ألست من أكل رغيف الخبز فقال لا وأبى أن يعترف وعادا للمسير إلى أن وصلا نهراً جارياً فعاد الرجل ليسأل النبي الكريم عن كيفية عبوره فعاد النبي الكريم ودعى رب العباد ورفع يده فإذا المياه تتوقف عن الجريان وعبرا النهر بسلام

فسأله النبي عليه السلام برب هذه المعجزة ألست من أكل رغيف الخبز؟ فأجاب بـ لا وأبى أن يعترف وفي الإستراحة التالية حمل الني الكريم ثلاثة أكوام من التراب ودعى ربه أن يحولها بإذنه تعالى إلى ذهب وقال للرجل هذه ثلاثة حصص من الذهب حصة لك وحصة لي وحصة للذي أكل رغيف الخبز فنهض الرجل وقال والله أنا من أكل رغيف الخبز تصور آيها القارىء الكريم للمعجزات لم يعترف , للذهب اعترف فوراً فطلب منه النبي الكريم أن يأخذ الحصص الثلاثة على أن يترك صحبة النبي عليه السلام و الأوغاد الذين سأتحدث عنهم صورة طبق الأصل عن ذلك الرجل الحقير , يبيعون الشرف والناموس لأجل المال ففي هذه الأيام فقراء هذه المحافظة المعطاءة الخيرة يحصدون ما زرعوا خلال السنة الماضية من عرق جبينهم ذلك الجبين الذي طالما أحرقته شمس الصيف الحارقة و تلك الأيادي التي فقدت أحياناً كثيرة الحركة من شدة التعب فما أن يحصد الفلاح المسكين زرعه ويأتي ليسلمه إلى الدولة حتى يتفاجىء بل ينصدم فمركز حبوب الرميلان مركز ليس فيه سوى أوغاد يبيعون كل شيىء في سبيل المال وفيما يلي سأشرح بالتفصيل ما يجري للفلاح عندما يسوق قمحه إلى هذا المركز وكيف تسير عمليات النهب والسرقة من الفلاح المسكين المجبر على الدفع ومن الدولة التي تصم الآذان عن ما يجري من سرقة لأموالها داخل المركز فعندما تذهب لتسجل دوراً :
1- الطلب الذي لا يكلف ليرة سورية واحدة يباع ( بـ50ل س )
2- ورقة النقل التي لا تكلف 25ليرة سورية تباع على كل حمل ( بـ 100ل س )
3- إدخال الحمل من الباب تصور البواب ( 200 – 300 ل س )
4- الخبير الوغد مهما كان قمحك نظيفاً خالياً من الشوائب لن يسجله لك في الدرجة الجيدة إلا إذا أعطيته ( 1000 – 2000 ل س ) وقد تطر للدفع أضعاف ذلك.
5- أمين المستودع بل لص المستودع ( 500 – 1000 ل س )
6- المرقم الآغا الذي لا يكفيه ما يسرقه من قمح الدولة بالإتفاق مع الأولاد الصغار   (200 – 300 ل س )
7- موظف المناشىء الذي إذا لم تشحده ( 200 ل س ) لن يرفق المنشأ مع الفاتورة ليحرمك من ما يعود من نصف أجور النقل حسب قانون الزراعة .
وأخيراً بعد أن تركب سيارتك لتخرج من متاهة الأوغاد تتفاجىء بوغد حقير ينتظرك في مخرج الساحة يمد لك يده الحقيرة ( 50 – 100 ل س )
تصور آيها الإنسان كم من فقير مسكين يدفع دم قلبه وأولاده ليأتي أوغاد فاقدوا الضمائر الإنسانية لا يكفيهم ما تصرف عليهم الدولة من رواتب حتى يمصوا دماء الفلاح الفقير هكذا هي الحياة في مركز حبوب الرميلان والله على ما أقول شهيد , ربما هناك أمور كثيرة معقدة تحدث في الخفاء دون أن يعلمه أحد فما ذكرته هنا ليس إلا وجه بسيط من أوجه اللصوصية والسرقة فأرجوا من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يحاول جاهداً أن يجتث هؤلاء الأوغاد ويحقرهم أينما وجدوا على الأقل لكي يحس كل واحد منهم بأنه وغد حتى نسمة الهواء التي يتنفسها والله حرام فيا آيها الأوغاد ارفعوا الأثقال عني و يكفيني ما ثقلتني آياه الحياة .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…