روني علي
نسبياً، نحن المشتغلين في حقل الحركة الحزبية الكردية، نجيد الكتابة ونتجاهل القراءة، لأننا ندرك تمام الإدراك، أن في قراءتنا سنقف أمام حقيقتنا في مرآة الآخرين، وفي قراءتنا، سنكون في حيرة من أمرنا ونحن نتلقى الأسئلة تلو الأخرى، والتي لا نمتلك بشأنها الإجابات الشافية، أو لا نود الخوض في إجاباتها لعجز أصابنا بحكم ما نحن عليه، فكيف لنا أن نجيب عن سبب تشرذمنا وتشتتنا، وكيف لنا أن نحاكي الآخر وهو يجادلنا في كينونتنا الحزبية ورسالتنا السياسية، منطلقاً في ذلك من أصول السياسة وقوانين الممارسة الحزبية، بل يخضع الفعل إلى آلياته والوجود إلى مبرراته
كيف لنا أن ننطق بما نعتبره من خفايا عملنا السياسي، حينما يناقشنا الآخر متسائلاً ترى كم مرة أجمعت الحركة الحزبية الكردية في سوريا، واجتمعت على موقف موحد، وعلى أية أرضية وبأي هدف ..!.
أهل نمتلك الجرأة لنقول مرةً – ككل – حين كانت الهبة الآذارية، وهي تجتهد لأن تمرر المشاريع التي جاءت بمثابة سيف مسلط على رقاب الشارع، ومرةً الأغلبية، وهي تشجب ذاك القرار الذي دعا إلى المسيرة المنددة باغتيال الشيخ معشوق الخزنوي، ومرة الغالبية، حين كانت الطلقات تخترق الصدور ليلة النوروز من هذا العام، وهي تعلن حالة الطوارئ وتقتص من المشهد الذي حدث في القامشلي بإعلانها الحداد العام وإلغاء احتفالات الـ نوروز، أما على أية أرضية وبأي شكل، وكيف كان لنا أن ننسى أو نتناسى حينها ما كنا نعتبرها بالخلافات السياسية والفكرية فيما بينها، وكون البعض موسوماً بالمتهالك والبعض بالمعتدل والآخر بالمتطرف، فهذا ما لا أستطيع الإجابة عليه أيضاً، مثلها مثل عدم امتلاك الرغبة في الإجابة على السؤال الأكبر، ترى ما هو مبرر الوجود الحزبي الكردي منقوصاً من الرؤية والإرادة، هذا إذا التزمنا جانب التواضع ولم نذهب بعيداً كي نقف على ماهية الحزب ذاته مقارنة بما هو عليه من حجم وخط ورؤية وفاعلية، وخاصةً ذاك الذي يتخذ من بعض المناطق أو الأحياء وجوداً ومن كلها رغبة ومن القضية هوى وجموحاً ..؟!.
إذاً والحقيقة تقال، أن هذه الحركة قد اجتمعت على رأي موحد في بعض المنعطفات، وهذا ما يدعونا إلى التفكير بأن ما تدعوا إليها الحركة بخصوص الإجماع أو المجموع أو الإطار الشامل، سيكون منطلقاً من تلك القواسم التي بنت عليها مواقفها حينما اجتمعت في المناسبات الآنفة الذكر، وهنا من حقنا أن نتساءل، هل نريد الدخول في أطر من أجل اللا فعل، وإذا كان الجواب بلا، وحتماً سيكون كذلك، فلا بد أن نسأل عن البرنامج العملي لهذه المشاريع، ترى ما الذي تبتغيه الحركة من وراء التجميع، باستثناء التجميع ذاته ..؟.
لقد بات واضحاً لنا، ومنذ بضعة أعوام، وتحديداً منذ الهبة الآذارية، مروراً بالإشكالية التي لفت إعلان دمشق في الوسط الكردي، وصولاً إلى تداعيات ليلة النوروز لهذا العام، مدى العطالة التي تستأثر بواقع الحركة الحزبية، خاصةً لو امتلكنا الذاكرة، واستدعينا بعض الأحداث والوقائع إلى ساحتها، وأيضاً لو دققنا في عدد المشاريع التي طرحت، وهي تدعوا إلى ما تتم الدعوة إليها الآن، وإذا كان لنا الوقوف على كل ما ذكر، كان لزاماً علينا أن نعيد الترتيب لمفردات ذاكرتنا – إذا كنا نريدها – كونها قد تخلخلت بحجم ما أصابت الحركة من فقدان لها، وإلا ماذا كانت تهدف تلك الرؤى التي كنا نتناطح عليها، بين رؤية الحزب الفلاني التي واجهت المتاريس من قبل أطراف ما لبثت أن طرحت رؤيتها استناداً إلى تلك التي لفظتها بشيء من التشوه، ورؤية الإطار الذي يدعوا إلى التغيير والتي تلاشت فيما بعد ضمن تلك التي كانت تدعوا إلى الإصلاح وتخجل من التعبير عن واقع الوجود الكردي بشرياً وجغرافياً ..
ثم وثم وثم ..
إلخ، لنقف أخيراً وككل، أمام مواقف دون رؤى، وهي تدعوا إلى الحشر والتحشير، دون أن تكون لها إرادة التعبير عن هويتها وماهيتها، ناهيكم عن أن الكل في مراكز القرار الحزبي ومن مختلف العصبات والاتجاهات، يعبر عن قناعاته حين تكون الأسئلة ضاغطة عليه، بأنه لا يمكن الوصول إلى صيغ تقاربية في الحالة التي عليها الحركة الحزبية، وهنا لا بد لنا أن نقول؛ إذا لماذا هذا الهدر للوقت والاستخفاف بعقلية الآخر المتلقي، إذا كنا نحترم ذواتنا ..
قد يكون لدى البعض في مراكز القرار الحزبي هاجس، بأنه لا بد من فعل ضمن مخاضات مشاريع التغيير التي تجتاح المنطقة، ولا بد من الظهور بمظهر المواكب للأحداث والمستجدات، والإيحاء للآخر المنخرط في الصومعات أو المراقب للأحداث، بأن الحزب الكردي منشغل بحفر خنادق الوصول إلى الآفاق، وذلك في محاولة منها للتستر على المشكلة الأكثر تأزيما في بناء الحزب ذاته، وهو يخضع لقوانين القبيلة قبل النظم الداخلية وقرارات محطاته الشرعية، ولكن قد يغيب عن بال هؤلاء، بأنه لا يمكن الإتيان بتجربة رائدة في واقع افتقد لمقومات الصحة، وأصبح مرتعاً لحالات تمارس في الحياة الحزبية أكثر من كل ما ندعيه أو نحاول التعبير من خلاله على أننا ضمن مشروع نضالي لخدمة قضايانا الوطنية والقومية ..
قد لا يغيب عن بالنا المشهد الذي يطغى على حالة كل شرخ يصيب الجسد الحزبي، حيث نرى الدعوات المتكررة من جانب المولود قيصراً إلى الوحدة والتوحد والاتحاد، ما أن ينقطع حبله السري عن الأم، وهذه الحالة عينها نراها حين نقف على أداء الأطر التجميعية، حيث أن الاشتغال على نسف الإطار يكون جارياً على قدم وساق من قبل البعض، والدعوات إلى الإطار الشامل من قبل الفئة عينها تكون مترافقة مع ما تقدم عليها معاولها حينما تهدم، ولنا في الدعوات التي تعيد بنا إلى أيام الحرب الباردة من تشكيل إطار ثلاثي أو رباعي أو خماسي خير دليل ومثال، والذي سيكون لنا عليها وقفة ..
باعتقادي أن مجمل الوصفات التي تتم تقديمها من قبل أولياء الأمر في الأطر الحزبية سوف لن تسعف الداء المزمن بشيء، لأن الحالة المرضية، وبحكم صيرورتها على سكة الترهل والعطالة، لا يمكن لها أن تستعيد عافيتها، خاصةً إذا أدركنا أن مقومات المعالجة لا تكمن في المشاريع بقدر ما هي مرتبطة بمسألة الوجود الحزبي، والتي تكمن أولاً وأخيراً في امتلاك إرادة هدم المشيخات قبل البناء عليها، وهذا ما لا يمكن لنا الوصول إليه، وذلك لأسباب، منها ما هو مرتبط بالحالة الكردية والذهنية التي تقود النموذج الحزبي، ومنها ما هو مرتبط بمشاريع السلطة وأجنداتها ضمن الحاضنة الكردية ..
أهل نمتلك الجرأة لنقول مرةً – ككل – حين كانت الهبة الآذارية، وهي تجتهد لأن تمرر المشاريع التي جاءت بمثابة سيف مسلط على رقاب الشارع، ومرةً الأغلبية، وهي تشجب ذاك القرار الذي دعا إلى المسيرة المنددة باغتيال الشيخ معشوق الخزنوي، ومرة الغالبية، حين كانت الطلقات تخترق الصدور ليلة النوروز من هذا العام، وهي تعلن حالة الطوارئ وتقتص من المشهد الذي حدث في القامشلي بإعلانها الحداد العام وإلغاء احتفالات الـ نوروز، أما على أية أرضية وبأي شكل، وكيف كان لنا أن ننسى أو نتناسى حينها ما كنا نعتبرها بالخلافات السياسية والفكرية فيما بينها، وكون البعض موسوماً بالمتهالك والبعض بالمعتدل والآخر بالمتطرف، فهذا ما لا أستطيع الإجابة عليه أيضاً، مثلها مثل عدم امتلاك الرغبة في الإجابة على السؤال الأكبر، ترى ما هو مبرر الوجود الحزبي الكردي منقوصاً من الرؤية والإرادة، هذا إذا التزمنا جانب التواضع ولم نذهب بعيداً كي نقف على ماهية الحزب ذاته مقارنة بما هو عليه من حجم وخط ورؤية وفاعلية، وخاصةً ذاك الذي يتخذ من بعض المناطق أو الأحياء وجوداً ومن كلها رغبة ومن القضية هوى وجموحاً ..؟!.
إذاً والحقيقة تقال، أن هذه الحركة قد اجتمعت على رأي موحد في بعض المنعطفات، وهذا ما يدعونا إلى التفكير بأن ما تدعوا إليها الحركة بخصوص الإجماع أو المجموع أو الإطار الشامل، سيكون منطلقاً من تلك القواسم التي بنت عليها مواقفها حينما اجتمعت في المناسبات الآنفة الذكر، وهنا من حقنا أن نتساءل، هل نريد الدخول في أطر من أجل اللا فعل، وإذا كان الجواب بلا، وحتماً سيكون كذلك، فلا بد أن نسأل عن البرنامج العملي لهذه المشاريع، ترى ما الذي تبتغيه الحركة من وراء التجميع، باستثناء التجميع ذاته ..؟.
لقد بات واضحاً لنا، ومنذ بضعة أعوام، وتحديداً منذ الهبة الآذارية، مروراً بالإشكالية التي لفت إعلان دمشق في الوسط الكردي، وصولاً إلى تداعيات ليلة النوروز لهذا العام، مدى العطالة التي تستأثر بواقع الحركة الحزبية، خاصةً لو امتلكنا الذاكرة، واستدعينا بعض الأحداث والوقائع إلى ساحتها، وأيضاً لو دققنا في عدد المشاريع التي طرحت، وهي تدعوا إلى ما تتم الدعوة إليها الآن، وإذا كان لنا الوقوف على كل ما ذكر، كان لزاماً علينا أن نعيد الترتيب لمفردات ذاكرتنا – إذا كنا نريدها – كونها قد تخلخلت بحجم ما أصابت الحركة من فقدان لها، وإلا ماذا كانت تهدف تلك الرؤى التي كنا نتناطح عليها، بين رؤية الحزب الفلاني التي واجهت المتاريس من قبل أطراف ما لبثت أن طرحت رؤيتها استناداً إلى تلك التي لفظتها بشيء من التشوه، ورؤية الإطار الذي يدعوا إلى التغيير والتي تلاشت فيما بعد ضمن تلك التي كانت تدعوا إلى الإصلاح وتخجل من التعبير عن واقع الوجود الكردي بشرياً وجغرافياً ..
ثم وثم وثم ..
إلخ، لنقف أخيراً وككل، أمام مواقف دون رؤى، وهي تدعوا إلى الحشر والتحشير، دون أن تكون لها إرادة التعبير عن هويتها وماهيتها، ناهيكم عن أن الكل في مراكز القرار الحزبي ومن مختلف العصبات والاتجاهات، يعبر عن قناعاته حين تكون الأسئلة ضاغطة عليه، بأنه لا يمكن الوصول إلى صيغ تقاربية في الحالة التي عليها الحركة الحزبية، وهنا لا بد لنا أن نقول؛ إذا لماذا هذا الهدر للوقت والاستخفاف بعقلية الآخر المتلقي، إذا كنا نحترم ذواتنا ..
قد يكون لدى البعض في مراكز القرار الحزبي هاجس، بأنه لا بد من فعل ضمن مخاضات مشاريع التغيير التي تجتاح المنطقة، ولا بد من الظهور بمظهر المواكب للأحداث والمستجدات، والإيحاء للآخر المنخرط في الصومعات أو المراقب للأحداث، بأن الحزب الكردي منشغل بحفر خنادق الوصول إلى الآفاق، وذلك في محاولة منها للتستر على المشكلة الأكثر تأزيما في بناء الحزب ذاته، وهو يخضع لقوانين القبيلة قبل النظم الداخلية وقرارات محطاته الشرعية، ولكن قد يغيب عن بال هؤلاء، بأنه لا يمكن الإتيان بتجربة رائدة في واقع افتقد لمقومات الصحة، وأصبح مرتعاً لحالات تمارس في الحياة الحزبية أكثر من كل ما ندعيه أو نحاول التعبير من خلاله على أننا ضمن مشروع نضالي لخدمة قضايانا الوطنية والقومية ..
قد لا يغيب عن بالنا المشهد الذي يطغى على حالة كل شرخ يصيب الجسد الحزبي، حيث نرى الدعوات المتكررة من جانب المولود قيصراً إلى الوحدة والتوحد والاتحاد، ما أن ينقطع حبله السري عن الأم، وهذه الحالة عينها نراها حين نقف على أداء الأطر التجميعية، حيث أن الاشتغال على نسف الإطار يكون جارياً على قدم وساق من قبل البعض، والدعوات إلى الإطار الشامل من قبل الفئة عينها تكون مترافقة مع ما تقدم عليها معاولها حينما تهدم، ولنا في الدعوات التي تعيد بنا إلى أيام الحرب الباردة من تشكيل إطار ثلاثي أو رباعي أو خماسي خير دليل ومثال، والذي سيكون لنا عليها وقفة ..
باعتقادي أن مجمل الوصفات التي تتم تقديمها من قبل أولياء الأمر في الأطر الحزبية سوف لن تسعف الداء المزمن بشيء، لأن الحالة المرضية، وبحكم صيرورتها على سكة الترهل والعطالة، لا يمكن لها أن تستعيد عافيتها، خاصةً إذا أدركنا أن مقومات المعالجة لا تكمن في المشاريع بقدر ما هي مرتبطة بمسألة الوجود الحزبي، والتي تكمن أولاً وأخيراً في امتلاك إرادة هدم المشيخات قبل البناء عليها، وهذا ما لا يمكن لنا الوصول إليه، وذلك لأسباب، منها ما هو مرتبط بالحالة الكردية والذهنية التي تقود النموذج الحزبي، ومنها ما هو مرتبط بمشاريع السلطة وأجنداتها ضمن الحاضنة الكردية ..
إذاً، لو أردنا الوصول إلى صيغة العلاج، كان علينا أن نعيد النظر في القبائل الحزبية والأحزاب القبيلة قبل أن نخطو خطوةً واحدة تجاه ما ندعيه بالمشاريع، لأن المشاريع تحتاج مرتكزاتها وهي غير متوفرة في ذهنية أصحاب الأحزاب والحزيبات القائمة ..
وللحديث بقية .
وللحديث بقية .