م .
بافي ژيــن
إن الاختلاف في وجهات النظر, بين الفرقاء أمر مشروع ووارد, انطلاقاً من مقولة (الاختلاف في الرأي, لا يُفسِد للودّ قضية) أما غير المبرر وغير المفهوم أنْ يتحول الاختلاف إلى خلافاتٍ شخصية ونزاعات شبه يومية تنشب بين العقلاء وساسة القوم وكوادره المتقدمة, ثم تُنشَر في الصحف, والمواقع الضوئية, إنه أمر في غاية الدهشة والغرابة, ويبعث عن الألم والأسى, لدى قطاعات واسعة من شعبنا الكردي ويسيء إلى صورة الكرد وقضيته العادلة في المحافل الإقليمية والدولية
بافي ژيــن
إن الاختلاف في وجهات النظر, بين الفرقاء أمر مشروع ووارد, انطلاقاً من مقولة (الاختلاف في الرأي, لا يُفسِد للودّ قضية) أما غير المبرر وغير المفهوم أنْ يتحول الاختلاف إلى خلافاتٍ شخصية ونزاعات شبه يومية تنشب بين العقلاء وساسة القوم وكوادره المتقدمة, ثم تُنشَر في الصحف, والمواقع الضوئية, إنه أمر في غاية الدهشة والغرابة, ويبعث عن الألم والأسى, لدى قطاعات واسعة من شعبنا الكردي ويسيء إلى صورة الكرد وقضيته العادلة في المحافل الإقليمية والدولية
والأخطر في المشهد المذكور, أن تتزامن هذه المعارك السياسية المفتعلة, مع ما يتعرض له الشعب الكردي وحركته السياسية في سوريا, إلى المزيد من الممارسات الشوفينية والعنصرية على يد النظام الحاكم, إلى جانب تعرضه إلى حملات التشويه, والتسويف, والتقزيم, من قبل أقلام ضالة ومأجورة, تتناول الحراك السياسي الكردي, بأسماء نكرة ومجهولة الهوية, لا يُسجَل لها حضور فعلي في المشهدين السياسي والثقافي؛ فتختفي تحت عباءة الألقاب, خوفاً من انكشاف أمرها أمام الملأ.
من المعلوم أن معظم ما ينفث من السمومٍ, خاصة في المواقع الإلكترونية الكردية, يفتقر إلى شروط النشر والكتابة الرصينة, ويبتعد عن منهجية البحث الجاد والنقد البناء, ولا يخدم القضية, بل يصب بشكل أو بآخر في خانة الهدم والتخريب, بينما قيمة هذه الكتابات الثقافية والسياسية والفكرية, لا تساوي قيمة جيفَةٍ في الصحراء, لا تكاد تقترب منها حتى وتشعر برائحة نتنة قد تغلغلت في أوصالك ؛ فتدبر عنها مسرعاً, لا شك إن هذا العبث الطفولي يساهم في زراعة اليأس والقنوط لدى الأوساط الشعبية, ويهدف إلى إضعاف الحس القومي وأبعاد الشعب الكردي عن مهامه النضالية والقومية وعن مشروعية قضيته القومية والديمقراطية , في هذا الظرف العصيب, الذي نكون فيه أحوج من أي وقت مضى, إلى التكاتف والتلاحم بين الشعب بكافة فئاته وشرائحه, وقواه السياسية, لذا يجب أخذ الحيطة والحذر, من ألاعيب المستبدين ودسائس المغرضين .
وتجدر الإشارة إلى الجهود الخيرة للعديد من القامات السياسية والثقافية والفكرية الكردية, وخاصة المستقلة منها, والتي نفتخر بها وبنتاجها وعلى الصعد كافة, ودورها النشط والفعال في تصحيح اتجاه بوصلة الحركة السياسية الكردية, كلما دعت الحاجة إلى ذلك, إنهم سواعد بناء لا معاول هدم, إنهم سدنة بوابة الخير على الدوام, إذاً لا بدّ من الفرز الدقيق وعدم الخلط بين ما يُنشَر هنا وهناك, وترك الغث من المواضيع والكتابات التي تتناول الشأن الكردي العام, والأخذ بالثمين منها, وإنْ جاءت الأفكار مخالفاً لرؤى ومنهجية بعضٍ منا, فالفكرة النيرة بغض النظر عن مصدرها, تقاس بما تحملها من بذرة الخير والإصلاح في جوفها, وفي هذا الصدد لا بدّ من همسة عتاب وتساؤل لبعض النخب الكردية المستقلة, على اعتبارها طليعة واعية تساهم في تنمية وتعميق الوعي المعرفي في المجتمع الكردي, بل الفئة الأكثر التصاقاً بهموم الناس, والحراك المجتمعي والراهن السياسي الكردي : ما تفسير صمتكم غير المبرر إزاء ما يجري من الأزمات في البنى السياسية وعلى كافة المستويات؟ وأين موقعكم وموقفكم من تداعيات الوضع الناشئ الذي يزيد من تفاقم الأزمات, وتعميق الشرخ في جدار التفاهم والتقارب بين الكرد ويضاعف من وتيرة الصراع الكردي, الكردي المميت؟ ألم يحن الوقت لخروج بعض مثقفي الكرد من قمقهم وصمتهم المطبق , فيما يخص شعبه الكردي وحركته السياسية, وما يتعرض له من مخاطر محدقة تستهدف وجوده وأصالته؟ أم أن اليأس قد بلغ مبتغاه في نفوسهم, وغادر الأمل شرفات منازلهم !!
إن ما يتعرض له الشعب السوري بمكوناته القومية والعرقية والمذهبية, من ظلم وإجحاف وإنكار للحقوق, في كنف النظام الحاكم, سببه الأساس غياب الديمقراطية الحقيقية في البلاد, التي يتساوى في ظلها الجميع بالحقوق والواجبات, على قدر من المساواة, ويوفر العيش الرغيد لجميع مكونات الطيف القومي والوطني السوري, لذا فشعار الديمقراطية والنضال من أجل تحقيقها, يحتل مقدمة برامج أغلب القوى الوطنية الكردية والمعارضة السورية, وتكون مقترنة بأسماء العديد من المنظمات الأهلية والمدنية والسياسية؛ فإذا كانت الديمقراطية التي نطالب بها, ونسعى لتأمين مستلزمات وآليات تحقيقها, وانتزاعها من المستبد؛ هو السبيل الأنسب والطريق الأسلم, في حل الأكثر المسائل الوطنية تشابكاً وتعقيداً؛ فلما لا تسعى القيادات الكردية جاهدة, لتأمين مستلزمات وآليات العمل الديمقراطي فيما بينها, للتغلب على ما يعترضهم من مشاكل وأزمات, تعرقل المسيرة النضالية, وتكبح تعزيز التضامن والتلاحم بين الشعب الكردي وقواه السياسية, بدلاً من حالة الوهن والتشظي التي أنهكت الجميع, وأبقتهم في قوالب حزبوية ضيقة ومترهلة, أبعدتهم عن القيام بالمسؤولية التاريخية الملقاة على كاهلهم؟
قيل قديماً في معالجة الداء المزمن, بأن آخر الدواء هو الكَيّ, وإذا ما استمر حال الفصائل السياسية الكردية, على هذا الموال من الضعف والمهانة والتشرذم واللامبالاة؛ فلا غروَ من أن يفكر الشعب الكردي، بآخر الحلول وأصعبها على الإطلاق, وهو اللجوء إلى دواء الكَيّ ,على من تقع عليهم مسؤولية هذا الوضع المتردي, وتالياً التخلص من المصابين بداء العظمة والغرور, والأنا المتضخمة, ومن لا يقدم المصلحة القومية والوطنية فوق مصالحه الشخصية الضيقة, في نهاية المطاف, علينا ألا نفقد الأمل, بل نسعى جميعاً ساسة ومثقفين وقادة في تصحيح الأمور, والعمل الجاد وفق أسس ديمقراطية في إزالة العقبات التي تفصل بيننا, وتبعدنا عن مهامنا القومية والوطنية, ونبحث في المشتركات التي تجمعنا, وهي بكل تأكيد أكبر بكثير مما تفرقنا, وننطلق لبناء مرتكزات الوحدة والتضامن, من خلال إنجاز المرجعية الكردية المنشودة والتي طالت انتظارها, وبما يخدم وقضايانا القومية والوطنية, في ظل ما قد تشهدها المنطقة من متغيرات في المفاهيم والبنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدى بعض النظم والحكومات الحالية.
من المعلوم أن معظم ما ينفث من السمومٍ, خاصة في المواقع الإلكترونية الكردية, يفتقر إلى شروط النشر والكتابة الرصينة, ويبتعد عن منهجية البحث الجاد والنقد البناء, ولا يخدم القضية, بل يصب بشكل أو بآخر في خانة الهدم والتخريب, بينما قيمة هذه الكتابات الثقافية والسياسية والفكرية, لا تساوي قيمة جيفَةٍ في الصحراء, لا تكاد تقترب منها حتى وتشعر برائحة نتنة قد تغلغلت في أوصالك ؛ فتدبر عنها مسرعاً, لا شك إن هذا العبث الطفولي يساهم في زراعة اليأس والقنوط لدى الأوساط الشعبية, ويهدف إلى إضعاف الحس القومي وأبعاد الشعب الكردي عن مهامه النضالية والقومية وعن مشروعية قضيته القومية والديمقراطية , في هذا الظرف العصيب, الذي نكون فيه أحوج من أي وقت مضى, إلى التكاتف والتلاحم بين الشعب بكافة فئاته وشرائحه, وقواه السياسية, لذا يجب أخذ الحيطة والحذر, من ألاعيب المستبدين ودسائس المغرضين .
وتجدر الإشارة إلى الجهود الخيرة للعديد من القامات السياسية والثقافية والفكرية الكردية, وخاصة المستقلة منها, والتي نفتخر بها وبنتاجها وعلى الصعد كافة, ودورها النشط والفعال في تصحيح اتجاه بوصلة الحركة السياسية الكردية, كلما دعت الحاجة إلى ذلك, إنهم سواعد بناء لا معاول هدم, إنهم سدنة بوابة الخير على الدوام, إذاً لا بدّ من الفرز الدقيق وعدم الخلط بين ما يُنشَر هنا وهناك, وترك الغث من المواضيع والكتابات التي تتناول الشأن الكردي العام, والأخذ بالثمين منها, وإنْ جاءت الأفكار مخالفاً لرؤى ومنهجية بعضٍ منا, فالفكرة النيرة بغض النظر عن مصدرها, تقاس بما تحملها من بذرة الخير والإصلاح في جوفها, وفي هذا الصدد لا بدّ من همسة عتاب وتساؤل لبعض النخب الكردية المستقلة, على اعتبارها طليعة واعية تساهم في تنمية وتعميق الوعي المعرفي في المجتمع الكردي, بل الفئة الأكثر التصاقاً بهموم الناس, والحراك المجتمعي والراهن السياسي الكردي : ما تفسير صمتكم غير المبرر إزاء ما يجري من الأزمات في البنى السياسية وعلى كافة المستويات؟ وأين موقعكم وموقفكم من تداعيات الوضع الناشئ الذي يزيد من تفاقم الأزمات, وتعميق الشرخ في جدار التفاهم والتقارب بين الكرد ويضاعف من وتيرة الصراع الكردي, الكردي المميت؟ ألم يحن الوقت لخروج بعض مثقفي الكرد من قمقهم وصمتهم المطبق , فيما يخص شعبه الكردي وحركته السياسية, وما يتعرض له من مخاطر محدقة تستهدف وجوده وأصالته؟ أم أن اليأس قد بلغ مبتغاه في نفوسهم, وغادر الأمل شرفات منازلهم !!
إن ما يتعرض له الشعب السوري بمكوناته القومية والعرقية والمذهبية, من ظلم وإجحاف وإنكار للحقوق, في كنف النظام الحاكم, سببه الأساس غياب الديمقراطية الحقيقية في البلاد, التي يتساوى في ظلها الجميع بالحقوق والواجبات, على قدر من المساواة, ويوفر العيش الرغيد لجميع مكونات الطيف القومي والوطني السوري, لذا فشعار الديمقراطية والنضال من أجل تحقيقها, يحتل مقدمة برامج أغلب القوى الوطنية الكردية والمعارضة السورية, وتكون مقترنة بأسماء العديد من المنظمات الأهلية والمدنية والسياسية؛ فإذا كانت الديمقراطية التي نطالب بها, ونسعى لتأمين مستلزمات وآليات تحقيقها, وانتزاعها من المستبد؛ هو السبيل الأنسب والطريق الأسلم, في حل الأكثر المسائل الوطنية تشابكاً وتعقيداً؛ فلما لا تسعى القيادات الكردية جاهدة, لتأمين مستلزمات وآليات العمل الديمقراطي فيما بينها, للتغلب على ما يعترضهم من مشاكل وأزمات, تعرقل المسيرة النضالية, وتكبح تعزيز التضامن والتلاحم بين الشعب الكردي وقواه السياسية, بدلاً من حالة الوهن والتشظي التي أنهكت الجميع, وأبقتهم في قوالب حزبوية ضيقة ومترهلة, أبعدتهم عن القيام بالمسؤولية التاريخية الملقاة على كاهلهم؟
قيل قديماً في معالجة الداء المزمن, بأن آخر الدواء هو الكَيّ, وإذا ما استمر حال الفصائل السياسية الكردية, على هذا الموال من الضعف والمهانة والتشرذم واللامبالاة؛ فلا غروَ من أن يفكر الشعب الكردي، بآخر الحلول وأصعبها على الإطلاق, وهو اللجوء إلى دواء الكَيّ ,على من تقع عليهم مسؤولية هذا الوضع المتردي, وتالياً التخلص من المصابين بداء العظمة والغرور, والأنا المتضخمة, ومن لا يقدم المصلحة القومية والوطنية فوق مصالحه الشخصية الضيقة, في نهاية المطاف, علينا ألا نفقد الأمل, بل نسعى جميعاً ساسة ومثقفين وقادة في تصحيح الأمور, والعمل الجاد وفق أسس ديمقراطية في إزالة العقبات التي تفصل بيننا, وتبعدنا عن مهامنا القومية والوطنية, ونبحث في المشتركات التي تجمعنا, وهي بكل تأكيد أكبر بكثير مما تفرقنا, وننطلق لبناء مرتكزات الوحدة والتضامن, من خلال إنجاز المرجعية الكردية المنشودة والتي طالت انتظارها, وبما يخدم وقضايانا القومية والوطنية, في ظل ما قد تشهدها المنطقة من متغيرات في المفاهيم والبنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدى بعض النظم والحكومات الحالية.