لو عرف الجهلة حقيقة غبائهم…؟!.

هوشنك أوسي

إنْ كان الذي خالفك في الرأي، جاهلاً، فهذه مصيبة.

وإن كان جاهلاً وحاقداً، فهذه مصيبة أكبر.

وإن كان جاهلاًَ وحاقداً وغبيَّاً، فهذه هذه هي كُبرى المصائب التي تبلتي المرء!.

إنْ أتيتهم سائراً أمامهم، انهالوا عليكَ عضَّاً وكيداً وطعناً!.

وإن جعلتهم يسيرون أمامكَ، انهالوا عليكَ رفساً!؟.

فتحتار، من أين تأتيتهم، وتنصب لهم المرايا، كي يدركوا حقيقة مأساتهم، والجهل والغيّ المستفحل فيهم، والحقد المستبدِّ بهم!.

يعانون من ضنك اللغة وفقرها المدقع، ومن وعيٍّ قاحل، وبصيرة قفراء، إذ بلغ بهم الظنُّ والخلط بأنَّ الثقافة، مَعينها الأوحد، إجازة جامعيَّة يحملونها، وقد لا يحملونها!.

وهم أعجزُ بأن يعرفوا بأن جورج أوريل لم يكمل تعليمه، واكتفى بالمرحلة الثانويَّة، وكذا غرامشي.

ولا يدرون أن عبَّاس محمود العقَّاد اكتفى بالابتدائية…، وغيرهم العشرات!.

هكذا إذن، قادة الأحزاب الكرديَّة السوريَّة، أكاديميون، ومن ذوو الاختصاص والثقافة العاليَّة، حسب رأي المستعار، المتواري خلف اسم مستعارٍ، عارٍ!.

فأين هي نتاجات قادتك النجباء، يا عالك الهواء، وماضغ الخواء، ومفسَّرَ الماء بالماء!؟.

ولماذا لا نجد لهم ذلك الحضور الفاعل والنشط في الصحافة العربيَّة، شأنهم شأن الكثير من الكتَّاب والمثقفين العاديين، غير الأكادميين ومن عديمي الاختصاص!؟.

آتني بعناوين الكتب الفكريَّة الموسوعيَّة، التي أبدعها قادة هذه الأحزاب المقدامة، الذين لا غبار على أكادميتيهم وثقافتهم “العالية”!؟.
قبل سنة خلت، جمعني مكان في الحسكة، واعتقد، كان احتفاء بالصحافة السورية، بالصديق الدكتور، الأستاذ آزاد علي.

وفي تلك الندوة، ذكرت بأن من الأهميَّة بمكان أن يتَّجه المثقف الكردي للصحافة العربيَّة، والتعريف بالقضيَّة الكرديَّة عموماً وفي سورية خصوصاً في الصحافة العربيَّة للرأي العام العربي.

وألاَّ يكتفي بالكتابة للكردي بالعربيَّة في المنابر الكرديَّة!.

فينبغي التركيز على هذه النقط الجد حساسة.

فوافقني الدكتور آزاد على رأيي، وأثنى على كتاباتي للحياة والمستقبل.

وللذين فشلوا ليست فقط في كتابة مقال، بحرفيَّة ومهنيَّة، وبل فشلوا في البقاء خلف أسماء مستعارة، أقول لهم: اذهبوا وتعلَّموا كتابة مقال (متل العالم والناس)، من ثمَّ تعالوا وحدثونا عن الثقافة والأكاديميَّة والتخصص، وعالم الأفكار، وعالم الأشخاص، وعالم الأحداث…!!.

يالفيض الغباء والكيد الذي يعتمل نفوسكم في قيامكم وجلوسكم، إذ تعجزون عن المجاراة والنديَّة في الوعي واللغة، وتفتقدون شجاعة الردّ بالحجَّة والقرينة، بعيداً من الكلام الخشبي الذي تنتجه أحزابكم منذ خمسين سنة خلت، فتبدأون بالرجم واللطم والكيد والحقد!؟.
يتساءل المستعار الفاشل في الاستعارة وفنون التواري، الذي عوَّدنا على شطِّ ومطِّ ومدِّ حروف اسمه المستعار، وكلامه المعطوب باستخدام (ـــ)، يتساءل هذا عن الاتراك الذين اعترضوا على الاجتياح التركي لكردستان العراق، عدى عن بلند أرسوي، ساخراً من موقف هذه “الفنانة”، كونها كانت ذكراً، فحوَّلت نفسها نثى، والتي قالت: “لو كان لي ابن، لما أرسلته للخدمة الالزامية، كي لا يقتل في الحرب”، في موقف رافض للحرب.

هذا الموقف النبيل، لا يستحق منَّا الانتقاص والاستهتار، كما ذهب بعض الحمقى!، من الذين لم يسمعوا برد الفعل الشاجب والرافض الذي أبدته التيارات الديمقراطيَّة واليساريَّة التركيَّة، والكثير من المثقفين والكتاب الصحفيين، كحزب “الحرية والتعاون التركي/ ODP”، الذي يرأسيه المفكر اليساري التركي، والنائب في البرلمان التركي، أفق أوراس، وحزب “الاشتراكي الديمقراطي SDP” وجمعية حقوق الإنسان IHD، والبروفيسور دوغول أرغيل، والعشرات من أساتذة الجامعات، والمفكر أحمد آلتان صاحب جريدة “طرف”… إلى جانب العشرات من منظمات المجتمع المدني والمئات من الشخصيَّات الديمقراطيَّة واليساريَّة في تركيا، التي رفضت اجتياح كردستان العراق، وتدعو لحل القضيَّة الكرديَّة بالطرق السلميَّة.

ووقعت هذه الجمعيات والمؤسسات والأحزاب والشخصيَّات على بيان ضم ألف توقيع إلى جانب طوني بلير ويوشكار فيشر وبيرنار كوشنير والعديد من الشخصيَّات الدوليَّة، ونشر هذا البيان في الصحافة البريطانيَّة والأمريكية، منها “نيويورك تايمز”، حيث يدعو تركيا لحل القضيَّة الكرديَّة سلميَّاً!.

فعلى ذلك البليد المستعار، والجاهل المغوار، الذي تحدَّث عن عدم سماعه باسم تركي واحد، اعترض على الاجتياح عدى أرسوي، عليه ألاَّ يبخس الناس حقَّها، وألاَّ يتحدَّث في أمور يجهلها، مخافة أن يصيب نفسه بحجارتهِ التي يرميها على غيره، دون وازع من ضمير أو رداع من أخلاق!.

فالذي أجاز لاجتياح كردستان العراق هو أردوغان، الذي صار مثار مدائح ومدائخ قادة كردستان العراق والبعض من قادة الأحزاب الكرديَّة السوريَّة.

إذا صار أردوغان وديمقراطتيه محل مدح وإطناب وإعجاب، في حين، صار العمال الكردستاني، محل شجب وإرهاب، فيالعجب العجاب!؟.

والناظر لحال هذا البائس؛ تأخذ به الشفقة بهذا المتآكل من الداخل، من فرط الغباء والأحقاد التي تنهشه.

ويا ليته يجيد الدفاع عن خراب حاله وحال أحزابه، بهذا الكم الهائل من الجهل والغباء الطاغي!.
شخص آخر، تنطَّع بكامل غبائه وحدقه للدفاع عن أحزابه وقدتها الأشواس، وأغلب الظنِّ بأنه اتخذ هو ايضاً من اسم مستعار منصَّة لإطلاق فصيح جهله، وقبيح قوله، صوب كاتب هذه السطور، قائلاً: ” لقد اعتدت ان اتصفح عناوين لمقالات بات يكتبها هذه الايام السيد (هوشنك أوسي) بغزارة دون ان تجذبني مضامينها مع الاسف…”.

يا سيّد؛ ما دامت مقالاتي خاوية المضامين، ولا تجذب قريحتك الاطلاعيَّة، فلماذا اعتدت على قرائتها!؟.

من أجبرك على ذلك!؟.

القراءة فهل انتقائي.

لا يستطيع المرء إجبار نفسه على قراءة مدوَّنات، يعرف أنها خواية من الجوهر والمضمون، ولا شيء فيها، فما بالكم، أن يعتاد على قراءتها!.

فبالله عليكم، هل رأيتم جاهلاً يفصح عن جهله بهذه الجدارة!؟.
ويقول أيضاً: “ولان واقع حال السيد حميد درويش يرد ميدانيا على مثل تلك الاضاليل ويدحضها دون الحاجة الى محام للدفاع عنه ، فهو يزداد كاريزمية في الوسطين الكردي والوطني الديمقراطي (العربي والاشوري) ، السياسي منه والثقافي والاجتماعي ..

، كما ان حزبه يزداد توسعا جماهيريا وتنظيميا ، ولعل هذا ما يفسر استنفار السيد هوشنك وغيره من الكتبة للترصد لهذا الحزب وغيره من احزاب واطر الحركة الكردية في سورية التي تعيش حالة مقبولة من التعاون وتجاوز حالة المهاترات الى درجة باتت عقد مؤتمر كردي قاب قوسين لاختيار مرجعية كردية طال انتظارها ، لولا ظهور بعض الحالات السلبية بين الحين والاخر ، هنا وهناك ، والتي تحاول تسميم الاجواء بين اطراف الحركة وهي حالات مرضية بكل تاكيد تحاول اجهاض هذه المساعي النبيلة وتصب الماء بقصد او بدونه في طاحونة الذين يغيظهم ان تتوحد الحركة وان تتجاوز حالة التشرذم والمهاترات التي يتفانى السيد هوشنك اوسي وغيره في افتعالها وتاجيجها مع الاسف”
يالنباهتك وذكائك وفطنتك وفراستك…، حرسك الله من أعين حسَّادك، وأدامك الله محامياً عن السيّد حميد درويش!!؟.

إذا كان السيّد عبدالحميد درويش، راضٍ عن أداء هذا المحامي الفاشل، الذي ترافع عنه، فهذا يعني بأنه وحزبه العتيد، صار على مرمى حجر من أهدافه وتطلعاته وطموحاته!؟.

إن ما ذهب كاتب ذلك السخف من هذر ومذر، متوهِّماً بأنه ردَّ علي مقالي: “عجائب وغرائب الحركة الحزبيَّة الكرديَّة…”، شخصيَّاً، لا أجده لائقاً بحق قامة سياسية كردي سورية، بحجم السيّد عبدالحميد دوريش!.

فهل أصاب المحل والقفر الحزب التقدمي، حتى يتنطَّع ذلك المستعار العار، وبكامل هيئته الجاهلة، للدفاع عن الأستاذ درويش!… واللهِ، وبكسر الهاء، فعلاً هزُلت!.
ماذا يقصد بـ”الرد ميدانياً” عليّ، الذي عجز عن الأستاد حميد، نظراً لمشاغله!؟.

هل يعرف ما معنى الردّ الميداني!؟.

وهل يعي ذلك “الجوهيبذ”، خطورة التلفُّظ بـ”الردّ الميداني”!؟.

أمَّا أنا، وغيري من الأنام، فلن يفهم هذا الكلام، إلا تهديداً بالأذى الجسدي، إلى أن يثبت العكس!؟.
من كلِّ قلبي، آمل أن يتمتع كل قادة الاحزاب الكرديَّة بكاريزما فاعلة وقويَّة في الأوساط الكرديَّة والعربيَّة والدوليَّة، وليس فقط السيّد حميد درويش.

آمل من كل قبلي، أن تكتظ المكتبة السوريَّة والكرديَّة والكردستانيَّة، بنتاجات حميد دوريش وباقي قادة هذه الأحزاب.

لكن، من المؤسف القول: أنه لا يوجد، لا كاريزما ولا “ماريزما”، لدى قادة الأحزاب الكرديَّة السوريَّة.

ولا يوجد نتاج ثقافي ولا “مقافي”، نفتخر به!، طيلة خمسين سنة.

وأنا واثق بأنك ذلك المستعار العار، قد سمع بكلمة كاريزما، لكنه لا يعرف على وجه الدقَّة معناها ودلالتها!.
اسمعوا لهذا القول: “…احزاب واطر الحركة الكردية في سورية التي تعيش حالة مقبولة من التعاون وتجاوز حالة المهاترات الى درجة باتت عقد مؤتمر كردي قاب قوسين لاختيار مرجعية كردية طال انتظارها”.

عمَّن يتحدَّث هذا الشخص!؟ هل عن الأحزاب الكرديَّة السوريَّة؟!.

آمل أن تكون حال هذه الأحزاب، كما يتوَّهم هذا الشخص، وكما حاول أن يوهمنا!.

كان الأجدى به، الردّ على ما جاء في مقالاتي من معلومات “خاطئة أو مفبركة” قمت بنشرها!، وأن يستعين بكتب أو آراء أو أقوال زعيمه الكاريزمي الخالد الآبد، الذي يحملَّه غالبيَّة الاحزاب والشخصيَّات الكرديَّة، مسؤوليَّة جزء كبير من الخراب والعطب السياسي الكردي في سورية!.

كاتب هذه السطور، كان ولا زال ينتقد قادة كردستان العراق والفساد العرمرم الذي يعشش فيه.

لكن، لم أنشر أعراضهم، وأطعنهم في شرفهم في المجالس وعلى الملأ، كما فعل البعض.

واصطف نفر من الأكراد السوريين، أحزاباً ومثقفين وعوام، للتغطية على هذا السلوك القبيح، عملاً بالقول العربي: “أنا وأخي على ابن عمي.

وأنا وابن عمي على الغريب”.

ومن الأهمية بمكان، ذكر أن الكثير يثق بان قادة كردستان العراق تم شمتهم.

لكن، يجب أن نداري هذه الفضيحة.

ومدارة فضيحة كهذه، هي أشنع من الفضيحة ذاتها!.
يجب أن يخاف قادتنا ومثقفونا وأحزابنا من فتح الدفاتر القديمة، ومراجعة قراءة الأحداث من جديدة، ومن هذه الأحداث: جريمة اغتيال القيادي البارز في الحزب التقدمي “شيخ داوود/ أبو سالار”، وهل كانت هذه جريمة اغتيال سياسي، حسب ما أشيع وقتها.

هذه الجريمة، التي أدت لخلق عداوة بين عشيرتين كرديتين سوريتين، لا زالت آذارتها موجودة.

لمصلحة من، تمَّت تصفية “شيخ داوود”، في ذلك العرس الدامي!؟.

سؤال، لا زالت إجابته غامضة!؟.

نعم، آن للدفاتر القديمة ان تفتح، فهل من يجرأ!؟.
قصارى القول: لو عرف الجهلة حقيقة غبائهم، لما أسرفوا في الكيد والحقد، بدلاً من الاشتغال على الذات، وتنويرها بالنقد والقراءة والاطلاع والمثابرة، وقبول الآخر.

حينئذ، ربما يعلمون فحوى قول أحد الفلاسفة، ولعلَّه لأرسطو، إذ يقول: كلَّما ازددتُ قراءة، ازددتُ علماً بجهلي!.

دمشق 7/7/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…