روني علي
قد يكون غريباً بعض الشيء، الهزة التي عصفت مؤخراً بالتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا، وهذه الغرابة ليست لأنها جاءت بهذه الحدية والندية، أو أنها حاولت أن تنقلنا مجدداً إلى أجواء الحرب الباردة، عبر تلك التصريحات والبيانات البينية التي رافقتها، والتي كنا نخجل من مجرد قراءتها، لما كانت تحملها من خدش، أو نزول إلى مستويات لا تليق بتواقيع جهات تدعي بحملها لقيم نضالية، وعلى أنها تمثل خيارات سياسية، بعد أن أوشكنا على تشكيل قناعة شبه قاطعة، عبر ما كانت تعمل عليها الحركة الحزبية في ظاهر الأمور، بأننا لفظنا تلك المرحلة ووأدناها
ولكن وبالترافق مع ما حصل ويحصل، سواء من جانب الأطر المتحالفة، أو تلك التي تتخذ لها مواقع شبيهة بها، يبدو أننا سنكون مضطرين لأن نعيد النظر في قراءة الواقع، وعلى أنه لا يمكن لنا أن نتجاوز الحقائق الموضوعية، عبر الانحياز إلى تلك الشعارات التي تختزل مسارات التطور في مفاهيم الحرق للمراحل، كون الحامل المعرفي الذي نستند إليه في الواقع الكردي، وخاصة في جانب التعامل السياسي الحزبي، لم يؤهلنا بعد، كي نتجاوز عقد الانكسار، ونقفز من على حقيقتنا وماهيتنا ورصيدنا الفكري والمعرفي، خاصةً ونحن نلمس بأن حركتنا الحزبية لا تمتلك ضبط إيقاعاتها والخروج عن المألوف لها حينما تصطدم بالمحك، فما حملتها تلك البيانات من درنات، ليست سوى الصورة الحقيقية للواقع الذي يسيطر على سياسة الحزب الكردي، وهي بالتالي انعكاس مجسد للذهنية التي تدار من خلالها السياسة الحزبية، وإن كان الواقع العام، وما يتم تداوله من بعض المصطلحات، التي هي على شاكلة الرأي والرأي الآخر، أو ما طرأ على الخطاب السياسي من مفاهيم التعايش وديمقراطية التعامل، قد ألبست بعض القشور، وبعض الصيغ والنماذج على مفردات التخاطب، لكنها في حقيقة الأمر، وإذا ما تناولنا المسائل وفق أبعادها، وكانت إسقاطاتنا لكل ما يجري بمنأى عن الولاءات، أو الانحياز لعصبوية الحاضنة الحزبية، لوجدنا فيما حصل ويحصل، هي الحالة الطبيعية ضمن أنساق لا تمتلك مقومات الخروج عن مربعاتها، وهي على هذه التركيبة والتشكيلة، وأن كنا نشتغل على ذاك الأمل الذي يدفعنا لأن نكسر حاجز الصمت والخروج من الأسر صوب مستقبل يرتكز على محددات الفكر والمعرفة، ويكون الحكم في القضايا الخلافية هو المنطق أولاً وأخيراً ..
ومن هنا نقول؛ ليست الغرابة فيما حصل، وإنما تكمن في حصوله ضمن أجواء وضعتنا فيها الحركة الحزبية على أنها تصارع وتتصارع من أجل الوصول إلى صيغ تقاربية تكون أكثر تعبيراً عن ذي قبل، وأكثر مواكبة وانسجاماً مع تطورات الحالة السياسية، بل وأكثر علاجاً لواقع الحال الذي تعيشه هذه الحركة ..
من هنا، وبموازاة ما حصل، أعتقد أنه من حقنا أن نطرح التساؤل التالي : ترى من يقود دفة الموقف الحزبي الكردي ..؟.
ومن يخطط لمستقبله، ومن يرسم له آلياته ..؟.
بمعنى آخر من يدفع بالحزب الكردي كي يتخذ قراره حول ضرورة البحث عن أطر تجميعية، ومن يجبره إلى دخوله معترك المناكفات التي فيها هدم للفكرة ذاتها ..؟.
قد نخجل من ذواتنا ومن الآخر حين نحاول أن نتلمس القضايا الإشكالية التي تطغى على ما نسميه بالنضال السياسي الكردي، وذلك ليس خوفاً من إظهار الحقيقة كما هي عليها، بقدر أن هذه الحقيقة تشرخنا وتطعننا في الصميم، حينما نقف وجهاً لوجه أمام ما قد تفرضه علينا هذه التساؤلات من حيرة وإرباكات؛ أهذا الذي نجسده في ممارساتنا هو الذي كنا نسميه بالقيم النضالية، أهذا الذي نشتغل عليه هو الذي يمتلك مقومات الانتقال بالقضية الكردية إلى حيث استحقاقاتها، أهذه السجالات والمستوى المتدني من قواعد التخاطب في السلوك والأخلاق هي التي تعبر عن القدسية التي ندعيها، وبأننا نحمل لواءها ورسالتها، ونشكو الآخرين على عدم لحاقهم بنا ومشاركتنا في حمل أعبائها..؟.
أعتقد جازماً بأن الغالبية الغالبة من المشتغلين في الحقول الحزبية والسياسية والثقافية، وإذا ما انسلخت عن آفة الولاءات والتبعية، باتت على دراية كافية بمفاهيم الصراع وآليات التصارع، وأن كل ما يجري داخل البيت الحزبي الكردي لا علاقة له لا من قريب أو من بعيد، بقضايا الخلاف والاختلاف حول الموقف والرؤية، خاصةً لو أخذنا بعين الاعتبار ما يجري داخل الجسم الحزبي حين افتعال الأزمات، والسلوك الذي يتبلور حين إدارتها، والذي يصل في بعض الأحايين إلى مستويات لا تليق حتى بمن نسميهم – ترفعاً – بأولاد الشوارع، وهذه الغالبية الغالبة التي لا مصلحة لها فيما يجري، عليها أن تدرك بأن دورها محصور في استخدامات هي على النقيض من رسالتها، كونها تستخدم كوقود لإشعال فتيل الأزمات، ويتم جرها إلى مواقع هي ليست بمواقعها، ولا أبالغ لو تماديت قليلاً وقلت؛ بأن هذه الغالبية – وقد أكون من ضمنها – تستخدم كمطية للبعض من المتربعين على صدر القرار الحزبي من أجل تصفية حسابات شخصية لا أكثر، وقد ننخدع أحياناً حين يجبرنا الآخر لأن نصفق لما حصل ويحصل في التحالف ونطلق العنان للكلمات ونذهب في تحليلاتنا بأن ما يجري يأخذ دورته من البنية الخاطئة في تشكيلة التحالف ذاته، دون أن نطرح اللوحة الحزبية الكردية – ككل – على بساط البحث ونقوم بعمليات التقصي للحقائق – إذا ما أردنا ذلك – لنكتشف بعدها، بأن ما جرى ويجري هو تعبير عن الأزمة التي تلف الحركة الحزبية ككل دون استثناء ..
وذلك لأن الأرضية مشتركة والذهنية متشاركة وأقطاب التصارع والأزمات هم أنفسهم، وإن تلونوا في شكل إدارتهم للأزمة، أو انتقلوا من موقع إلى آخر، لكن في النهاية الكل أسير ذاك المربع المحدد الأبعاد والزوايا سلفاً ..
ومن هنا نقول؛ ليست الغرابة فيما حصل، وإنما تكمن في حصوله ضمن أجواء وضعتنا فيها الحركة الحزبية على أنها تصارع وتتصارع من أجل الوصول إلى صيغ تقاربية تكون أكثر تعبيراً عن ذي قبل، وأكثر مواكبة وانسجاماً مع تطورات الحالة السياسية، بل وأكثر علاجاً لواقع الحال الذي تعيشه هذه الحركة ..
من هنا، وبموازاة ما حصل، أعتقد أنه من حقنا أن نطرح التساؤل التالي : ترى من يقود دفة الموقف الحزبي الكردي ..؟.
ومن يخطط لمستقبله، ومن يرسم له آلياته ..؟.
بمعنى آخر من يدفع بالحزب الكردي كي يتخذ قراره حول ضرورة البحث عن أطر تجميعية، ومن يجبره إلى دخوله معترك المناكفات التي فيها هدم للفكرة ذاتها ..؟.
قد نخجل من ذواتنا ومن الآخر حين نحاول أن نتلمس القضايا الإشكالية التي تطغى على ما نسميه بالنضال السياسي الكردي، وذلك ليس خوفاً من إظهار الحقيقة كما هي عليها، بقدر أن هذه الحقيقة تشرخنا وتطعننا في الصميم، حينما نقف وجهاً لوجه أمام ما قد تفرضه علينا هذه التساؤلات من حيرة وإرباكات؛ أهذا الذي نجسده في ممارساتنا هو الذي كنا نسميه بالقيم النضالية، أهذا الذي نشتغل عليه هو الذي يمتلك مقومات الانتقال بالقضية الكردية إلى حيث استحقاقاتها، أهذه السجالات والمستوى المتدني من قواعد التخاطب في السلوك والأخلاق هي التي تعبر عن القدسية التي ندعيها، وبأننا نحمل لواءها ورسالتها، ونشكو الآخرين على عدم لحاقهم بنا ومشاركتنا في حمل أعبائها..؟.
أعتقد جازماً بأن الغالبية الغالبة من المشتغلين في الحقول الحزبية والسياسية والثقافية، وإذا ما انسلخت عن آفة الولاءات والتبعية، باتت على دراية كافية بمفاهيم الصراع وآليات التصارع، وأن كل ما يجري داخل البيت الحزبي الكردي لا علاقة له لا من قريب أو من بعيد، بقضايا الخلاف والاختلاف حول الموقف والرؤية، خاصةً لو أخذنا بعين الاعتبار ما يجري داخل الجسم الحزبي حين افتعال الأزمات، والسلوك الذي يتبلور حين إدارتها، والذي يصل في بعض الأحايين إلى مستويات لا تليق حتى بمن نسميهم – ترفعاً – بأولاد الشوارع، وهذه الغالبية الغالبة التي لا مصلحة لها فيما يجري، عليها أن تدرك بأن دورها محصور في استخدامات هي على النقيض من رسالتها، كونها تستخدم كوقود لإشعال فتيل الأزمات، ويتم جرها إلى مواقع هي ليست بمواقعها، ولا أبالغ لو تماديت قليلاً وقلت؛ بأن هذه الغالبية – وقد أكون من ضمنها – تستخدم كمطية للبعض من المتربعين على صدر القرار الحزبي من أجل تصفية حسابات شخصية لا أكثر، وقد ننخدع أحياناً حين يجبرنا الآخر لأن نصفق لما حصل ويحصل في التحالف ونطلق العنان للكلمات ونذهب في تحليلاتنا بأن ما يجري يأخذ دورته من البنية الخاطئة في تشكيلة التحالف ذاته، دون أن نطرح اللوحة الحزبية الكردية – ككل – على بساط البحث ونقوم بعمليات التقصي للحقائق – إذا ما أردنا ذلك – لنكتشف بعدها، بأن ما جرى ويجري هو تعبير عن الأزمة التي تلف الحركة الحزبية ككل دون استثناء ..
وذلك لأن الأرضية مشتركة والذهنية متشاركة وأقطاب التصارع والأزمات هم أنفسهم، وإن تلونوا في شكل إدارتهم للأزمة، أو انتقلوا من موقع إلى آخر، لكن في النهاية الكل أسير ذاك المربع المحدد الأبعاد والزوايا سلفاً ..
وحتى لا نطيل ونخرج عن المألوف، لا بد لنا من القول بأن هذه الحركة ليست ملك أصحابها المدعين، وإن كانت الترجمة للوقائع تؤكد ذلك، ومن هنا وحتى نحترم ذواتنا علينا أن نكف عن الاستخفاف بالآخر المتلقي ..
وللحديث بقية .
وللحديث بقية .