روني علي
ثمة ما هو كامن في اللاشعور، يدفعنا نحو الخوض في قضايا، باتت بحكم نمطيتها وسكونيتها، مصدر الملل، إن لم نقل نوعاً من ضياع الوقت، ودخول في مواجهات مع طواحين الهواء، وذلك ليس من باب الترفع عليها، بقدر أن الاقتراب منها، هو دخول في قضايا أكثر إشكالية، نكتشف أننا لم نمتلك بعد مفاتيح التعامل معها، مهما حاولنا أن نكيف ذواتنا مع تحويراتها وعمليات المد والجزر فيها، حتى لو أردنا من أجلها أن نتمدد على سرير بروكوست، لأنها ببساطة لها مقاساتها التي إذا ما أتينا عليها من باب المنطق، كنا وإياها في حالة تناحر وتصادم، وإذا ما تناولناها من باب السذاجة والعفوية، كانت لها شكلها التي لا تنسجم مع البناء العفوي لأية حالة تكون خاضعة لمبدأ العفوية ..
وعليه نقف من حيث شئنا أم أبينا، حائرين ومكتوفي الأيدي تجاهها، لأننا لا نود الهلاك لها، كما لا نحمل بشأنها، ولو مجرد مقدمات، نجعلها في حالة تكيف مع الوسط والمحيط، بمعنى آخر، إن هذه القضايا التي نقف على تخومها، والتي تراكمت على مر عقود من الزمن، وترافقت مع الأداء السياسي للحزب الكردي، لها في المنطق والتعامل طبيعتها الخاصة بها، وتستمد ديمومتها من إرهاصات المشاريع التي تستهدف القضية الكردية من جهة، ومنطق أولي أمرها والدائرين في فلكها، أو بالأحرى المخططين لها، من جهة أخرى ..
ولعل الدافع الأساسي الذي يقف وراء تلمسنا لهذه الإشكالية، يكمن بالدرجة الأساس في الإحساس بمسؤولية ليست لنا شأن بها، لا من قريب أو من بعيد، وإن كنا نشكل جزءً منها، أو قد يحملنا البعض – وهو محق – البعض من إفرازاتها، لكن وبما أن الحزب الكردي هو ملكية خاصة، وأن من يرسم ويقرر، هي تلك الآفة المتأصلة في البناء الحزبي، والذي يتجسد في النزعة والهاجس والرغبات الشخصية، أي أن منطق تناول الأمور يخضع لمسارات العبثية أولاً وأخيراً، فلا مجال معها للحديث عن المنطق والفكر والثقافة كي تأخذ بقسطها من تلك الحالة التي نتجنى عليها، حينما نسميها رغماً عنها بالحراك السياسي / الثقافي الكردي، وإن كنا ندرك بأن مجرد تناول المسائل بهذا الشكل، ورفع الغطاء عن بواطن الأمور، قد تكون لها وقعها اللامستحب، خاصةً وأن رسالتنا تحمل دلالات الاشتغال على الأمل، ومد جسور التفاعل والتواصل بين الحركة الحزبية والجماهير الكردية، إلا أننا نرى أن اللوحة القائمة وفق تشكيلتها وسياقاتها، تجعلنا في مواقع الخيانة مع ذواتنا وقناعاتنا، إذا ما شجعنا على السير في المنوال ذاته، حتى لو أدى بنا ذلك إلى الظهور بمظهر المتناقض مع ذاته، حسب ما قد يذهب البعض إليه، وقد يكون محقاً في تصوراته ..
فمع احترامنا لمشاعر الكثيرين من المنخرطين في الأطر الحزبية، والذين يعتبرون هذه التشكيلات بمثابة أدوات أكثر فاعلية، وقد يكونوا محقين في تصوراتهم، بحسب درجات الحساسية التي ينطلقون منها، تجاه الحزب والموقف والقرار، وامتلاكهم لرؤى قد نختلف عليها، أو أننا لم نصل بعد إلى اكتشافها، لا بد لنا أن نطرح قضايا إشكالية هي برسم الذين يعتبرون هذه التشكيلات حواضن نضالية – وقد أكون من ضمنهم –، ترى كيف يجسد الحزب الكردي قراراته على أرض الواقع، وهل ينطلق في ذلك من ما يتم إقراره في المحطات الشرعية أم من منطلقات أخرى، وإذا كان الجواب محصوراً في الشق الأول، فلماذا يقرر الحزب شيئاً ويمارس نقيضه …؟.
ولعل ما يجري بخصوص إشكالية الإجماع والمجموع والإطار الشامل، وإفرازات كل منهما، خير دليل على ما نذهب إليه، خاصةً لو أدركنا أن الكل الحزبي الكردي يتصارع ومنذ مدة على تمسكه بهذه المصطلحات، وأن كل بلاغ أو بيان يصدر عقب أي اجتماع، سواء أكان يخص الحزب ذاته أو ثنائية المصدر أو أكثر منها حجماً، يؤكد وبقوة على ذات المنحى.؟.
ثم لماذا يترنح الحزب الكردي ويتخبط بشأن القضايا التي هي تدعي بمصيريتها وأولويتها، وأنها تشكل وفق الكم الهائل مما هو منشور في مناشيرها وأدبياتها، الركائز الأساسية في بناء مقومات الفعل السياسي / النضالي.؟.
وإن كنا ندرك تمام الإدراك، بأن ما تقدم عليها الحركة، هي في مجملها تخضع لمفهوم المربع المحدد من حيث الأبعاد والزوايا، وأن الخروج من الأسر لا يمكن له أن يتم بالترافق مع ما هو سائد ومسيطر ضمن الآليات التي تتعامل على ضوئها هذه الحركة مع محيطها واستحقاقات القضايا التي تدعي بأنها تناضل من أجلها، ثم لماذا يحاول الحزب الكردي من افتعال المشاكل والخلافات والحساسيات البينية، سواء داخل الأطر التجميعية، أو في الجسم الحزبي حينما ترتقي الأمور وتأخذ القضايا طريقها في التفاعل نحو سكة تلاقي الشارع مع ما كانت تدعيه الحركة منذ عقود من الزمن.؟.
وهنا نتساءل؛ هل يكمن احترام عقلية المتلقي ومشاعر الإنسان الكردي في هذه السلوكيات، وهل لنا أن ندفع بالقضية الكردية ضمن المعادلات السياسية السائدة في المنطقة إلى أن تأخذ مكانتها ونحن على ما نحن عليه، أضف إلى ذلك كيف لنا أن نطالب المثقف الكردي ليشد من أزر الحركة ولم تبق فيها ما يدل على الحركة والحراك، أم أن كل هذا مفروض بحكم مترتبات المربع الآنف الذكر..؟.
قد يفهم كل منا السياسة من زاوية معينة، لكني منحاز إلى فهمها في الحالة الكردية بمدى انسجامها ومواكبتها للقيم والأخلاق، لأنني ببساطة، أرى أن التعامل مع السياسة في واقعنا الكردي، هي رسالة للبناء، وعليه فلا بد أن نتساءل، وكل من جانبه، ماذا نبني، وما هي أدواتنا في البناء، وعلى أي منطق وذهنية نحاول التأسيس لمفهوم البناء، وهل أن اللعبة الدائرة ضمن الأنساق الحزبية والتي تفعل فعلها في النخر والترهل، هي ذاتها من مقومات البناء، أم أننا لا نستطيع سوى الانحياز إلى مثل هذه السلوكيات بحكم افتقادنا إلى خياراتنا وعدم امتلاكنا للرصيد الذي يؤهلنا كي نتمكن من البناء عليه، وبالتالي نكون مجبرين ومنقادين إلى اختيار أقرب الطرق التي تؤكد فقط على وجودنا، بغض النظر عن المضمون والهدف، وكون هذه الطرق هي التي تنسجم مع مراكز القرار الحزبي، لأنها تنأى بها عن الدخول في قضايا هي بغنى عنها، وخاصةً تلك المتعلقة بالفكر والمنطق والثقافة، كون الشغل الشاغل لنا، وحتى نتمكن من إدارة المحميات الحزبية، هي مسائل القيل والقال، وقضايا الطعن والتشكيك والتخوين، إلى جانب الاشتغال على مسائل الشللية، كونها لا تحتاج سوى إلى ما هو فطري في تكوين الإنسان، وعليه فإن ما ننتظره من آفاق وآمال، وما نطمح إليه من خيارات نضالية ستكون رهن الانزواء والسكون ..
ولعل الدافع الأساسي الذي يقف وراء تلمسنا لهذه الإشكالية، يكمن بالدرجة الأساس في الإحساس بمسؤولية ليست لنا شأن بها، لا من قريب أو من بعيد، وإن كنا نشكل جزءً منها، أو قد يحملنا البعض – وهو محق – البعض من إفرازاتها، لكن وبما أن الحزب الكردي هو ملكية خاصة، وأن من يرسم ويقرر، هي تلك الآفة المتأصلة في البناء الحزبي، والذي يتجسد في النزعة والهاجس والرغبات الشخصية، أي أن منطق تناول الأمور يخضع لمسارات العبثية أولاً وأخيراً، فلا مجال معها للحديث عن المنطق والفكر والثقافة كي تأخذ بقسطها من تلك الحالة التي نتجنى عليها، حينما نسميها رغماً عنها بالحراك السياسي / الثقافي الكردي، وإن كنا ندرك بأن مجرد تناول المسائل بهذا الشكل، ورفع الغطاء عن بواطن الأمور، قد تكون لها وقعها اللامستحب، خاصةً وأن رسالتنا تحمل دلالات الاشتغال على الأمل، ومد جسور التفاعل والتواصل بين الحركة الحزبية والجماهير الكردية، إلا أننا نرى أن اللوحة القائمة وفق تشكيلتها وسياقاتها، تجعلنا في مواقع الخيانة مع ذواتنا وقناعاتنا، إذا ما شجعنا على السير في المنوال ذاته، حتى لو أدى بنا ذلك إلى الظهور بمظهر المتناقض مع ذاته، حسب ما قد يذهب البعض إليه، وقد يكون محقاً في تصوراته ..
فمع احترامنا لمشاعر الكثيرين من المنخرطين في الأطر الحزبية، والذين يعتبرون هذه التشكيلات بمثابة أدوات أكثر فاعلية، وقد يكونوا محقين في تصوراتهم، بحسب درجات الحساسية التي ينطلقون منها، تجاه الحزب والموقف والقرار، وامتلاكهم لرؤى قد نختلف عليها، أو أننا لم نصل بعد إلى اكتشافها، لا بد لنا أن نطرح قضايا إشكالية هي برسم الذين يعتبرون هذه التشكيلات حواضن نضالية – وقد أكون من ضمنهم –، ترى كيف يجسد الحزب الكردي قراراته على أرض الواقع، وهل ينطلق في ذلك من ما يتم إقراره في المحطات الشرعية أم من منطلقات أخرى، وإذا كان الجواب محصوراً في الشق الأول، فلماذا يقرر الحزب شيئاً ويمارس نقيضه …؟.
ولعل ما يجري بخصوص إشكالية الإجماع والمجموع والإطار الشامل، وإفرازات كل منهما، خير دليل على ما نذهب إليه، خاصةً لو أدركنا أن الكل الحزبي الكردي يتصارع ومنذ مدة على تمسكه بهذه المصطلحات، وأن كل بلاغ أو بيان يصدر عقب أي اجتماع، سواء أكان يخص الحزب ذاته أو ثنائية المصدر أو أكثر منها حجماً، يؤكد وبقوة على ذات المنحى.؟.
ثم لماذا يترنح الحزب الكردي ويتخبط بشأن القضايا التي هي تدعي بمصيريتها وأولويتها، وأنها تشكل وفق الكم الهائل مما هو منشور في مناشيرها وأدبياتها، الركائز الأساسية في بناء مقومات الفعل السياسي / النضالي.؟.
وإن كنا ندرك تمام الإدراك، بأن ما تقدم عليها الحركة، هي في مجملها تخضع لمفهوم المربع المحدد من حيث الأبعاد والزوايا، وأن الخروج من الأسر لا يمكن له أن يتم بالترافق مع ما هو سائد ومسيطر ضمن الآليات التي تتعامل على ضوئها هذه الحركة مع محيطها واستحقاقات القضايا التي تدعي بأنها تناضل من أجلها، ثم لماذا يحاول الحزب الكردي من افتعال المشاكل والخلافات والحساسيات البينية، سواء داخل الأطر التجميعية، أو في الجسم الحزبي حينما ترتقي الأمور وتأخذ القضايا طريقها في التفاعل نحو سكة تلاقي الشارع مع ما كانت تدعيه الحركة منذ عقود من الزمن.؟.
وهنا نتساءل؛ هل يكمن احترام عقلية المتلقي ومشاعر الإنسان الكردي في هذه السلوكيات، وهل لنا أن ندفع بالقضية الكردية ضمن المعادلات السياسية السائدة في المنطقة إلى أن تأخذ مكانتها ونحن على ما نحن عليه، أضف إلى ذلك كيف لنا أن نطالب المثقف الكردي ليشد من أزر الحركة ولم تبق فيها ما يدل على الحركة والحراك، أم أن كل هذا مفروض بحكم مترتبات المربع الآنف الذكر..؟.
قد يفهم كل منا السياسة من زاوية معينة، لكني منحاز إلى فهمها في الحالة الكردية بمدى انسجامها ومواكبتها للقيم والأخلاق، لأنني ببساطة، أرى أن التعامل مع السياسة في واقعنا الكردي، هي رسالة للبناء، وعليه فلا بد أن نتساءل، وكل من جانبه، ماذا نبني، وما هي أدواتنا في البناء، وعلى أي منطق وذهنية نحاول التأسيس لمفهوم البناء، وهل أن اللعبة الدائرة ضمن الأنساق الحزبية والتي تفعل فعلها في النخر والترهل، هي ذاتها من مقومات البناء، أم أننا لا نستطيع سوى الانحياز إلى مثل هذه السلوكيات بحكم افتقادنا إلى خياراتنا وعدم امتلاكنا للرصيد الذي يؤهلنا كي نتمكن من البناء عليه، وبالتالي نكون مجبرين ومنقادين إلى اختيار أقرب الطرق التي تؤكد فقط على وجودنا، بغض النظر عن المضمون والهدف، وكون هذه الطرق هي التي تنسجم مع مراكز القرار الحزبي، لأنها تنأى بها عن الدخول في قضايا هي بغنى عنها، وخاصةً تلك المتعلقة بالفكر والمنطق والثقافة، كون الشغل الشاغل لنا، وحتى نتمكن من إدارة المحميات الحزبية، هي مسائل القيل والقال، وقضايا الطعن والتشكيك والتخوين، إلى جانب الاشتغال على مسائل الشللية، كونها لا تحتاج سوى إلى ما هو فطري في تكوين الإنسان، وعليه فإن ما ننتظره من آفاق وآمال، وما نطمح إليه من خيارات نضالية ستكون رهن الانزواء والسكون ..
وانطلاقاً من قناعتي بأن الحركة الحزبية الكردية هي نتيجة عمل تراكمي، وبالتالي هي ملك لكل من يحاول أن يساهم في دفع القضية الكردية نحو استحقاقاتها، حاولت مجدداً فتح هذا الملف، أملاً في أن نساهم سوية في عملية البحث عن البوصلة، بغية الكشف عن حقيقة الرسالة التي نود أن نحدد ملامحها وعناوينها ..