ندوات حميد درويش لمصلحة من و ضد من ؟

بقلم صالح گدو

كنت قد قررت أن لا أرد على مهاترات حميد درويش و ترهاته , و لم أكن مهتما للدخول في صراع مع نزعة عشائرية لا تفهم سوى لغة الثأر و الانتقام عبر سياسات رخيصة, تستغل جملة من العوامل القائمة على الأرض , ساعدته قرابة خمسة عقود لضرب الكثير من المنجزات التي كان من الممكن أن تشكل أرضية لتأطير الحركة الوطنية الكردية و تعزيز دورها.

فكان لابد من الرد بعد تماديه و مواصلته حملاته الهجومية المسعورة , سواء عبر بياناته أو جلساته الخاصة و ندواته الممسوخة و المتناقضة تماما كازدواجيته السياسية.
 فقبل أيام عقد – السيد حميد – ندوة في مضافة لأحد المخاتير بالتزكية في إحدى قرى ناحية الدرباسية, و قد سبقتها ندوات عديدة في مناطق مختلفة كانت آخرها بتاريخ 19 حزيران الحالي في مضافته العامرة في القامشلي , وقد كرس حميد هذه الندوات بالنيابة عن زملائه لتكون ضد الحركة الكردية و قياداتها و مناضليها و ضد من يسميها الأحزاب المتطرفة و رافعي الأعلام و الشعارات البراقة حسب زعمه.

و من المعروف انه لم يكن هناك احد من الأحزاب الكردية السورية يرفع الأعلام و ليس هناك من يمارس التطرف في سياساته , إذا كان السيد حميد يدرك معنى التطرف.

لسنا هنا بصدد هذا الموضوع , و لكن الأهم هو أن هذه الندوات تأتي في الوقت الذي يزداد فيه الشعور لدى فصائل الحركة الكردية و جماهيرها بضرورة ترميم حالة التشرذم و التداعيات التي تعيشها حركة شعبنا و العمل على تجميعها تحت مظلة واحدة , مما يؤكد مرة أخرى بان المخططات التي تستهدف تطلعات الشعب الكردي لم تتوقف عبر أساليب و ممارسات مختلفة , و تحت حجج و ذرائع متنوعة , و من المؤسف أن السيد حميد يدعى بأنه و من خلال ندواته يكشف الحقائق للناس , و يبرر مواقفه و سياساته بل و يعترف بخطأين فادحين ارتكبهما خلال مسيرته الطويلة , أولهما : موافقته على ضم اليسار و البارتي إلى التحالف و الثاني قبوله بالعمل مع صالح كدو.

هنا لا ادري إذا كان حميد يريد أن يمرر حديثه عبر ادعاء مفبرك أم أن الشيخوخة قد انتزعت الذاكرة منه.

فالبارتي و اليساري هما من مؤسسي التحالف عام 1992 أما حميد فهو الدخيل على هذا الإطار بعد سنوات.

ثانيا : موافقته على انضمام صالح كدو , و اعتذاره من رفاقه …الخ : إنني هنا اطمئن حميد بأنه لم يرتكب خطا بخطوته الوحدوية مع صالح كدو , بل أن الأخير هو الذي ارتكب خطا فادحا بحق نفسه و رفاقه و اقر بذلك علنا,
 و أرجو أن يوفر حميد هذا الاعتذار ليقدمه للشعب الكردي الذي ارتكب بحقه أخطاء لا تحصى , انصحه أن يعتذر لرفاقه الذين ساهم معهم في و ضع اللبنات الأولى لتأسيس أول تنظيم كردي في سورية قبل نصف قرن , عليه أن يعتذر من المناضلين : أوصمان صبري , نور الدين ظاظا , محمد علي خوجة , رشيد حمو , خليل محمد , شوكت حنّان , محمد عيسى , وغيرهم  و سأكتفي بهذا القدر من الأسماء لان من واكبوا تلك المرحلة و دفع بهم إلى الظلمات يعدون بالمئات , عليه أن يعتذر من الحركة الكردية برمتها لأنه كان على الدوام أداة تشتيتها و ضرب مرتكزاتها , عليه أن يعتذر من رفاق حزبه لحرمانهم من حقهم الطبيعي في ممارسة مهامهم النضالية و ضربهم ببعضهم البعض و اختلاس الملايين من خلف ظهورهم , و عليه أن يعتذر من رموز الحركة الكردستانية الذين طالهم باتهاماته الزائفة والتي هي دائما بالنيابة عن الآخرين.

نعم يعقد حميد الندوات على طول البلاد و عرضها ليشوه صورة الحركة الكردية , لكنه يتناسى بأن عزيمته الفولاذية ووقفته الجسورة في وجه الفصائل الكردية هذه الأيام كانت غائبة تماما أثناء المحن و الأحداث الدامية , فلم يخطر بباله أن يعقد ندوة واحدة اثر سقوط عشرات الشهداء و مئات الجرحى و آلاف المعتقلين قبل أربعة أعوام , كما لم يحرك ساكنا حين استشهد ثلاثة شبان أكراد و جرح العديد عشية نوروز هذا العام.

رغم كل ذلك , يدعوا هذا الشمولي المتخشب المواقع الكردية لعدم نشر مقالات لا تروقه و الإصغاء إلى صوته فقط , أليس هذا كندواته مدعاة للسخرية فعلا ؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…