قراءة مختصرة في أدبيات الأحزاب الكردية (الحلقة الثانية)

محمد قاسم

نبدأ البحث بعنوان :
(عوامل الاتفاق والاختلاف فيها وبعض المقترحات)
من المعلوم لدى المتتبعين للحالة السياسية الكردية في سوريا
، أن عدد الأحزاب الكردية اليوم يتجاوز (12) اثني عشر حزبا؛ انسلخت جميعا عن رحم حزب واحد اسمه:(الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا “البارتي”).
((يذكر السيد محمد ملا احمد في كتابه صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكردي في سوريا-القسم الأول، ص 34 العنوان التالي:1-كيف تأسس البارتي الديمقراطي الكردستاني في سوريا, ويشير في ص39 إلى ((البند الذي يعتبر “تحرير وتوحيد كردستان” جزءا من أهدافهم الرئيسية، وبالتالي فإن مقولة أن اسم الحزب كان “الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا” كانت صحيحة.

وهو ما ينفيه السيد عبد الحميد درويش في مناسبات مختلفة، والأرجح أن نفي السيد درويش هو موقف سياسي لا تاريخي).
وقد تأسس هذا الحزب في الرابع عشر من حزيران  عام/ 1957/ على يد مجموعة من المتنورين حينذاك(2) مع ملاحظة أن المؤسسين الأول للحزب كانوا –بحسب محمد ملا أحمد-هم: ((وبرأيي، المؤسسون حسب القدم (إن صح هذا التعبير) هم: عثمان صبري، حميد سليمان حاج درويش، حمزة نويران، الشيخ محمد عيسى ملا محمود، رشيد حمو، محمد علي خوجة، خليل محمد وشوكت حنان.)) ولكن لا يتفق معه السيد حميد درويش في عدد من القضايا منها هذه, انظر كتابه: أضواء على الحركة الكردية في سوريا, وإنني وجدت فيه مذكرات وانطباعات أكثر منها دراسة علمية لحقبة من تاريخ الحركة الكردية في سوريا، وربما لم يخل منهج السيد محمد ملا احمد من تأثيرات سياسية في أسلوب عرض معلوماته.
وقد استمر هذا الحزب في عمله النضالي، حزبا واحدا حتى عام /1965/ ليعلن أول انشقاق على نفسه (انقسام) بسبب ما كان يعاني منه من (الإشكالات الرؤيوية الفكرية) يمكن القول عنها (بنيوية) لا من الناحية النظرية فكريا؛ بقدر ما كانت ناتج حالة معاشة اجتماعيا وتربويا (عمليا) ونفسيا, وذلك بسبب غياب: 
1- المقومات الذاتية الناضجة (وعي سياسي في مستوى الظروف، عوامل اجتماعية ناضجة، خبرة تنظيمية وعملية في مستوى المرحلة…الخ).


2- العوامل الخارجية (الموضوعية) المناسبة, (كالظروف الدولية المناسبة والموافقة على استحقاق الكرد السياسي، نمط العلاقات المتفاعلة بين الكرد وبين العوامل الخارجية هذه…الخ).


 ونتيجة لذلك فكانت الحالة السياسية الكردية تدار من (قيادة حزبية غير متجانسة) في مستوى: 
  أ- التكوين النفسي لها (طبيعة تكوين الشخصية ومستوى نضجها وتوازن القوى فيها).

ب– التكوين الثقافي لها (مستوى التعلم أو المستوى المعرفي للشخص الكردي بشكل عام “مستوى النضج والوعي”).


ج-التكوين الطبقي لها (تركيبة المجتمع الطبقية من الناحية الاقتصادية…الخ.

فضلا عن (غياب رؤية سياسية واضحة الأهداف والوسائل).
ولا نعني بذلك انسياقا مع النظرية الماركسية في تصنيف الطبقات -على الرغم من أهمية معالم هامة فيها– وإنما نعني بها الحالة الواقعية التي كان الكرد يعيشونها حينئذ.كما لا نعني بها أن ظروفا موضوعية من الناحية الفكرية كانت سببا بقدر ما كانت ظروف ذاتية مطعمة بظروف موضوعية ناتجة من التأثيرات التربوية بالدرجة الأهم، ومناخ اجتماعي معاش واقعيا (عمليا).
هذه النخبة التي أدارت القيادة الحزبية-حينذاك- كانت متباينة –كما أسلفنا– في تكوين الشخصية تربويا ومنها :
– نسل الأغا (الإقطاعي ) (عبد الحميد درويش مثلا..).


– شيخ الطريقة (المتدين الصوفي ) (الشيخ محمد عيسى مثلا).


-ابن الطبقة الوسطى-إذا جاز التعبير- (تجار-موظفين، خالد مشايخ مثلا..).


– ابن الطبقة الكادحة (الفلاح، العامل،  وخاصة الملا الذي كان يمثل حياة وسطى بين طبقة الفلاحين والعمال وبين الطبقات الغنية نوعا (درويش ملا سليمان-عبدالله ملا علي مثلا…الخ.


 لم يكن متاحا لأبناء الطبقة الكادحة أن يكونوا في المستوى القيادي الأعلى ضمن الحزب بسهولة، ولكنهم كانوا يشكلون القاعدة الجماهيرية.

ولبعضهم مستوى من الوعي العملي استمده من التجربة الحياتية اليومية  بقابلية ذكائية خاصة.


كان يجمع بين هؤلاء جميعا، فقط، شعورهم بالانتماء إلى قومية مظلومة، وبأنهم مدعوون إلى نضال في سبيل أبنائها، كما كانت تنقصهم (الخبرة السياسية بآفاقها الثقافية “الاستشرافية”) اللازمة لقراءة صحيحة للواقع والتاريخ، وبالتالي: (استشراف مقتدر للمستقبل.
ولعلهم كانوا معذورين في ذلك، لأن الظروف التي كونت بيئة حياتهم هي التي ساهمت في تكوين و بلورة “الصيغة العملية” التي أداروا بها سياستهم الحزبية.ونحن لا نلومهم وإنما نحاول تشخيص واقع..كما نقدر.!
هذه “الصيغة العملة”  أوجدت –بدورها- بيئة عمل حزبي قوامها :
-مكونات نفسية لم تصقلها الخبرة السياسية، لجهة بناء الشخصية المستقلة فكريا،بشكل خاص.
– الثقة  بالمعطيات التي تستقي منها: رؤاها النظرية، ونهج سلوكها العملي والحياتي –أحيانا-..
 فكان “الأداء في العمل الحزبي النضالي” متأثراً بهذه الظروف والعوامل جميعها.

ويمكن إجمال ذلك في التالي :
• اللوحة الاجتماعية  للحياة الكردية ..

(بعض تحليل وتشخيص).
يمكن أن نقسم المجتمع الكردي- بشيء من التجاوز- في فترة تأسيس الحزب الكردي الأول إلى:
1- إقطاعي (يمثله المختار، وقد يكون المختار اسما لحالة إقطاعية في مستوى ما).


2- شيخ الطريقة ( ويرتبط به المريد والذي يسمى الصوفي).
3– فلاح يتعامل مع الزراعة..وقد يكون فلاحا وعاملا في الوقت نفسه..ينطبق عليه وصف (الكادح).
يؤدي مختلف الأعمال –بما فيها العمل الزراعي”مريبا”).
 4– ملا (إمام جامع (تلميذه فقه).
5– سيد (شريحة اجتماعية تزعم الانتماء إلى نسل الرسول (صلعم).


6– مهن مختلفة أخرى.
ويمكننا أن نصف واقع كل طبقة أو شريحة أو فئة..الخ.

واستنادا إلى مصطلحات من فقه الفكر الماركسي في ميدان السياسة.
 وبشيء من التجاوز؛  يمكننا أن نصف هذا الواقع كالتالي:
1- الإقطاعي : ربما كانت هذه التسمية غير دقيقة في واقع المجتمع الكردي، باعتبارها مصطلحا ماركسي في الأساس، أنتجه واقع أوربي في مرحلة تاريخية معينة.
 ولكن التسمية تصلح للدلالة على الشخص المتنفذ؛ والذي يملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ويرأس عشيرته، وهو الغالب في المجتمع الكردي (وظيفة قيادية اجتماعية ترتكز إلى حالة اقتصادية واجتماعية) ويتجاوز في ملكيته، حدود قريته إلى أكثر من قرية، يرتبط به – عادة – مختار يدير القرية (أو القرى) التابعة له ( يمثل الإقطاعي) ولا يقل شدة عنه في معاملته مع الفلاحين.
2- شيخ الطريقة : والذي يمثل (الاتجاه التصوفي) في الإسلام، وله نفوذ روحي واسع وان لم يملك -بالضرورة– مساحات واسعة من الأرض الزراعية، ما دام نفوذه الروحي يوفر له كل ما تحتاجه (التكية) من تمويل مختلف ألوانه.
 وربما تمتع  شيخ الطريقة بمستوى معرفي ديني يؤهله لتنوير اجتماعي وسياسي –شيخ عبيد الله النهري-شيخ محمود الحفيد…، وربما كان فقط لقبا توارثه عن آبائه، ولا يمثل سوى إرث على الطريقة العشائرية (ابن الآغا آغا، وابن الشيخ شيخ ..وهكذا).

وهذا ما كان حاصلا  في معظم الحالات الموجودة في كرد سوريا..إذا استثنينا الحالة اليتيمة (الشيخ محمد عيسى محمود..سابقا، وفي مرحلة متأخرة جدا:الشيخ الشهيد الدكتور محمد معشوق الخزنوي..!
وإن هذا التوريث بأسلوب آلي-مشيخة كانت أو مرتبة اجتماعية كالآغا..أو غير ذلك..يعبر عن حالة تخلف في الوعي الاجتماعي، ويبقي المجتمع في حالة تخلف مزمنة.
والمشكلة ان هذه الحالة المتخلفة ينسجها المجتمع بنفسه عبر أدواته(آلياته) الاجتماعية السكونية هذه في مسيرة الحياة، ويكرس هذه الحالة باستمرار (مجتمع محكوم بعلاقات سكونية تقطع الطريق أمام التطور الذي توفره حيوية العلاقات وانفتاحها، والمرتكزة إلى حالة معرفية متجددة،وملائمة لمستوى التطور ومتطلباته أيضا.وتنعكس هذه العلاقة سلبا على مجمل مظاهر الحياة الاجتماعية..الكردية..مما يعيق تفتح وعي عملي يساهم في تجاوز الحالات المربكة لمسيرته وتحركه عموما..
3- الفلاح : هو الذي يعمل في الزراعة، وكان لوجوده أشكال مختلفة منها :
أ‌- فلاح يحرث أرضاً للإقطاعي (أو المختار) وقد سميت الحالة فيما بعد، في القانون بـ (وضع اليد) أي يدفع الفلاح نسبة معينة للإقطاعي المالك للأرض، لقاء استثماره لأرضه، ويحدد المالك -غالبا – هذه النسبة، وكانت تتمحور حول 10% من المحصول.

وقد يتجاوز ذلك.

إضافة إلى “السخرة” وهي أداء الفلاح أعمالا باستمرار للمالك الإقطاعي أو المختار …دون اجر..!فضلا عن ظروف اضطهاد مختلفة..
 باختصار كان الفلاح في وضع يقربه من حالة العبودية للإقطاعي.
 (الإقطاعي يملك مساحات كبيرة من الأرض تجعل منه متنفذا وليس بالضرورة أن يكون آغا، أما الآغا فهو سليل آبائه الأغوات والذي يدير عشيرته اجتماعيا.وقد لا يكون إقطاعيا يملك الأراضي الواسعة أحيانا، وقد يجمع الآغا بين كونه آغا توارث المكانة من أسلافه ، وإقطاعيا في الوقت نفسه،يملك أراض واسعة نسبيا يعمل فلاحون فيها وفق ما ذكر سبابقا).


ب- فلاح يعمل لدى فلاح أخر يدير مساحة كبيرة نسبيا-سواء كان ملكا أو وضع يد_ ويسمى عمله عند الآخرين (المرابعة، أو بالكردي “مريبا”).

في هذه الحالة يحصل الفلاح (العامل) على نسبة الربع أو الثلث من المحصول لقاء عمله لدى فلاح (مالك أو مستقل في استثماره لأرضه) مستقر نسبيا.

وهذا الفلاح (العامل) لا يملك أرضا، أو أن الأرض التي يستثمرها –مهما كان شكلها- مساحتها جد قليلة، ولا تلبي احتياجات الأسرة الضرورية، أو قد تكون فرصة لتحسين مستوى معيشة أسرته.


وفي كل الأحوال، فإن حياة الفلاح –ومهما كان شكل عمله–  لم يكن فيها استقرار.

بل كان دوماً تحت رحمة الأغا أو الإقطاعي، أن شاء أبقاه، أو شاء طرده –وقد تتدخل عوامل اجتماعية في تثبيت وضع بعضهم، كما لو كانت عشيرته ذات نفوذ لدى الأغا مثلاً، أو كان الأغا نفسه يتمتع بخصائص أخلاقية مميزة –وهي حالات قليلة على كل حال.
3- العامل : ليست تسمية دقيقة أيضاً (بحسب المعيار الماركسي في تحديد المصطلحات) لعدم وجود معمل أو مصنع يعمل فيه، وإنما هو شخص لا يملك أرضاً، ولم تتح له فرصة العمل مرابعة – لسبب ما – فكان مضطراً إلى القيام بأعمال مختلفة (زراعة أو بناء أو حفر أو تكسير حجر..الخ).

وكان عدد العمال يتزايد باستمرار، بسبب زيادة النسل المضطردة، وعدم كفاية الأرض المستثمرة لاحتياجاته.

وهذا كان يدفع الطبقة العاملة إلى التوجه نحو مصادر الرزق –في المدن خاصة- .
ساهم في ذلك انتشار الآلات الزراعية، مما أدى إلى الاستغناء عن الفلاحين من قبل الإقطاعيين أو الأغوات، بل ومحاولة التضييق عليهم بقصد ترك الأراضي، مما اوجد عداوة فعلية بين الطبقتين الإقطاعية والفلاحية؛ انعكست على الحياة الاجتماعية الكردية وحفزت الفلاحين والعمال إلى الانتماء إلى الحزب الكردي الذي بدا وكأنه يشكل مصدر قوة لهم بشكل ما-معنويا خاصة- على الرغم من أن قيادة الحزب كانت أقرب إلى المناخ الإقطاعي (الآغواتي).

ربما تميزت بحالة معرفية استطاعت ا، تكون أكثر تحررا من الحالة السائدة والسكونية.
 كما كان لوجود حزب ماركسي(الحزب الشيوعي) الأثر في استقطاب هؤلاء الذين ما لبثوا أن تركوا الحزب الشيوعي لصالح الحزب الكردي القومي –حلمهم الذهبي..! وبعد إخفاقات في الحزب الشيوعي تجاه آمال وثقافة هذه الجماهير الكردية..!
 – 4ملاّ : عالم دين (إمام جامع) وكان ينتمي إلى طبقة الفلاحين غالباً، ولكن حصوله على إجازة علمية في دراسات شرعية، من أحد العلماء المشهورين يجعله مؤهلاً للقيام بالوظائف الدينية اللازمة _إمام في الجامع، مدرس للقرآن وعلوم الشرع (ويسمى تلاميذه فقهاء (جمع فقيه) أو “فقّه” كما يلفظها الكرد) ويغسل الميت ويكفنه ويصلي عليه، يعقد النكاح بين الأزواج، يقضي في الخلافات بموجب أحكام شرعية قرأها من كتب خاصة تسمى باللغة الكردية kitêbê rêzê””  و ترجمته إلى العربية”كتب الصف”أو الكتب المتسلسلة..أو الكتب المتدرجة ..الخ.
 وكان الملا يتمتع – لقاء ذلك – بمكانة اجتماعية ذات تأثير في حياة المجتمع الكردي – شريطة حصوله على رضاء كل من: الإقطاعي (الأغا أو المختار) وشيخ المنطقة (شيخ الطريقة).
 أما إذا حاول التمرد –وكان هذا يحصل أحياناً- بسبب تمتعه بوعي استمده من دراسته للعلوم الشرعية، وصلته المباشرة بالقاعدة الفلاحية التي تعطيه قوة مادية ومعنوية؛ فإن مصيره في -أحسن الأحوال- هو الهروب، وغالبا ما يكون هذا الهرب باتجاه المدينة، حيث يمارس عملاً حرا.

يجعله مع التجار الآخرين، يكوّنون طبقة (أو شريحة) يمكن أن تسمى بـ (البرجوازية التجارية)(5) وقد لعبت دوراً قيادياً في المجتمع، على مستوى المدينة والقرية معاً.

وكونت طبقة متكافئة -بدرجة ما- مع الطبقة الإقطاعية، وغالباً ما توحدت المصالح بين الطبقتين بشكل عام.

وكانت شريحة الملاّ، ذات دور- بطريقة ما- في رفد الحزب بكوادر حركية تتمتع ببعض وعي مستمد من ثقافته الدينية (الشرعية)  -إذا جاز التعبير-.
في انشقاق(انقسام) عام 1965 شكلت شريحة الملا معظم كوادر الاتجاه اليساري في المنطقة..مثل ملا محمد أمين ديواني-ملا شريف-ملا حاجي.الخ.
وقد قاد بعض الملالي ؛الوعي الثقافي والسياسي أيضا مثل:جكرخوين-ملا احمد نامي-ملا احمد شوزي..وغيرهم.

ويذكر اسم الشيخ إبراهيم تل شعيري ايجابيا في نشر العلم وتربية طلبة العلوم الشرعية التي كانت الوحيدة حينئذ.

ومنهم  أصحاب الأسماء  الأخيرة مثلا.،والذين شكلوا قاعدة هامة في نشر الوعي القومي الكردي، ونشر الأدب والثقافة الكردية أيضا..ومن تلاميذهم-الجيل الثاني-  مثلا:سيداي تيريز وسيداي كلش…وغيرهما.
5- سيد : يزعم الانتساب إلى نسل الرسول (ص) لجهة ابنته فاطمة رضي الله عنها أساسا (وأيضاً لجهة أعمامه) وهو شخص قد يكون: فلاحاً أو عاملاً أو ملاّ أو حتى شيخاً -في بعض الأحوال- وهو في أحواله جميعاً: يتمتع بامتيازات اجتماعية (مستمدة من اعتبارات دينية).هذه الامتيازات الاجتماعية كانت تيسر له حياته، في مستوى المعيشة، أو توفر له فرص القيادة الاجتماعية  بدرجة ما، وكانت الصفة الدينية غالبة لديه، ولكن الفترة الأخيرة شهدت توجهاً للانضواء تحت أسم ((العشيرة)).

وقد قللت هذه الخطوة من التقدير الديني الذي كان يتمتع به، لأنه أصبح يمارس الحياة الاجتماعية بأسلوب العشيرة تماما، بل وقد يتجاوز الطبيعة العشائرية –في حالتها الطبيعية- بسبب شعوره بقوة معنوية يستمدها من شعوره بالانتماء إلى الرسول( صلعم) ويدفعه شعوره هذا –أحيانا- إلى تجاوزات في مستوى الحياة الاجتماعية، أو في مستوى الشعور القومي الكردي، بتردده بين الانتماء العربي والانتماء الكردي.- لدى البعض على الأقل-.بل وتستثمر السلطة هذا التردد لديه وفي الحالات الشبيهة أيضا –بعض أبناء العشيرة المحلمية، بعض أفراد من عشيرة طي الكوجرية..الخ.

فبعض ذوي النفوس الضعيفة من بعض الحالات الاجتماعية، تتكئ إلى العلاقات مع السلطات من موقع غير مبدئي..

وتلعب دورا متنازلا وسلبيا في حياة مجتمعهم الكردي…!
6- حالات مهنية مختلفة تشمل: الطبيب – المحامي – المهندس – المعلم- والموظف بشكل عام، وهؤلاء كانوا على الأغلب، من أولاد طبقات: الإقطاع – التجار – الشيوخ ..الخ.
ونادراً ما، كان ابن الفلاح يحصل على مهنة كهذه، وإذا حصل عليها -بشكل أو بآخر- فسرعان ما كان ينسلخ عن طبقته، باحتضان الطبقات الأخرى له بشكل ما.

ومن هذه الأشكال، الزواج من ابنة إقطاعي أو مختار..

الخ.
وهؤلاء – أي أصحاب الحالات المهنية- كانوا قلة قليلة -على كل حال- كما كانت الحالة الثقافية منحصرة- غالبا- ضمن الشرائح أو الطبقات  المذكورة (إقطاعي –مختار-شيخ-ملا…).

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…