أحمد قاسم
اعتمادا لقراءتي الهادفة والمتأنية لمجمل الخطابات والمشاريع المطروحة لدى أحزابنا الكردية في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار كل الخطوط المتوازية والمتقاطعة فيها ، والتي لا أرى فيها أفكارا مترابطة، وهي في مجملها استنساخية تقليدية لا تنبع من استراتيجيات واضحة ومعتمدة لدى خطها النضالي المزعوم ، والتي في غالبيتها تطرح بشكل نظري لا تمت بصلة بالعمل اليومي وممارسات العمل النضالي على الساحتين القومية والوطنية على حد سواء.
اعتمادا لقراءتي الهادفة والمتأنية لمجمل الخطابات والمشاريع المطروحة لدى أحزابنا الكردية في سورية مع الأخذ بعين الاعتبار كل الخطوط المتوازية والمتقاطعة فيها ، والتي لا أرى فيها أفكارا مترابطة، وهي في مجملها استنساخية تقليدية لا تنبع من استراتيجيات واضحة ومعتمدة لدى خطها النضالي المزعوم ، والتي في غالبيتها تطرح بشكل نظري لا تمت بصلة بالعمل اليومي وممارسات العمل النضالي على الساحتين القومية والوطنية على حد سواء.
فتارة يؤمنون بالمشاركة السياسية بين الأطراف، وتارة أخرى يقفزون فوق الواقع ألظرفي والوضعي لمجمل مكنونات الشعب السوري، ومرة تراهم يلهثون وراء رموز المعارضة السورية ، وفي أحيان أخرى وخاصة عند الهيجان الجماهيري في مناسبات قومية يبتعدون كل البعد عن خصوصياتهم الموضوعية على أنهم جزء لا يتجزأ من مكونات النسيج السوري، على الأقل منها في الأمد القريب والمتوسط، وحينا يذهبون أبعد من ذلك في شعاراتهم الانشطارية والعنقودية التي تنسف كل المفاهيم السياسية المعتمدة في برامجهم المطروحة عند التشكيل، والمهملة في ممارساتهم اليومية .
مما يؤدي إلى فقدان الثقة بهم من قبل الغير ، وانعدام فهم أجنداتهم عند التقييم وكأنها مجموعة اعتباطية يحكمها المزاج والعواطف النابعة من فوضوية الفكر والرؤى من دون تحديد الأهداف وآليات العمل لتحقيقها ….
ولا شك أنه ليس بالإمكان تحقيق الأهداف من دون إيجاد آليات تتلاءم والوضع القائم والظروف المحيطة .بغض النظر عن جاهزية القوى الجماهيرية و التي بدورها هي الأخرى تندفع نحو تحقيق أي شيء كان ولو كان بشكل اعتباطي مكنونه ودوافعه الهياجان …من دون تحديد معالم الأهداف والظروف، وهي تتهاوى بين مجموعة من الأفكار المتناقضة التي تطرحها على ساحتها القومية دون الأخذ بالاعتبار إمكانية تحقيق تلك الطروحات وفق برنامج زمني مدروس تتوافق و الظروف الذاتية والموضوعية وتتلاءم مع الآليات الممكن اعتمادها خلال المسيرة النضالية و أيضا مدى الجهوزية لدى جميع الجهات لاستقبال إمكانية تحقيق أهدافها المرسومة.
فإذا أمعنا في تفاصيل البرامج والمناهج المعتمدة لدى كافة الأحزاب، نرى إنها في مجملها تفتقد استراتيجيات واضحة المعالم والرؤى، مع انعدام الآفاق لإيجاد آليات ممكنة في تخطى الظروف الصعبة التي تعيق مسيرة النضال وبالتالي تجاوز الواقع المرير، بل الأكثر من ذلك، بل أنها أيضا في مجملها مغطاة بمجموعة من الشعارات المتناقضة تتناغم وتغازل أهواء وعواطف الجماهير بعيدة عن التماسك والترابط الفكري والاستراتيجي إلى حد بعيد …وما نراه اليوم على الساحة الكردية، فهي نتيجة طبيعية لتصرفات ارتجالية وعشوائية تصطدم مع مستلزمات الحياة و المرحلة وتعقيداتها .
تستخدمها كمسكنات في الحالات الاضطرارية وعوزهم لايجاد مبررات الاستمرار وكل ذلك عند افتقادهم لاستراتيجيات مدروسة تتلاءم والتطور الحاصل مع المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية .
لذلك نرى أن في كل مرحلة من مراحل التطور المجتمعي والفكري تتأزم الحالة السياسية داخل حركتنا الكردية ، لتتنفس من جديد خلال ظهور حالة يشوبها التنافر وعدم الثقة بين المجموعات والتحالفات التنظيمية ، مما يؤدي بهم إلى خلق مبررات واهية لتصرفاتهم الغير منطقية مغلفة بمجموعة من الشعرات العاطفية لإلهاء الجماهير والتشويش على الواقع السياسي إلى أمد غير معلوم … و دون الرجوع وبشكل عمد إلى المسببات المنطقية والموضوعية لنشوء هذه الأزمة التي تكمن في مجملها في بناء الذات التنظيمي بشكل مشوه.
وبذلك تتكاثر الاجتهادات على المستويين الحزبي والجماهيري دون الغوص في عمق المشكل الحقيقي وبناء الفكر عن طريق ترويض العقل بما يتناسب المرحلة واستحقاقاتها على المستويين القومي والوطني .
حيث نرى ان كل هذه الاجتهادات تطفو على السطح وتتصادم فيما بينها من دون الوصول إلى نتائج موضوعية يعتمد عليها لوضع المسيرة على السكة الصحيحة.
حيث أن مجمل الدراسات والمناقشات البينية من جانب مجموعة من المثقفين والمهتمين والتي تطغى عليها الارتباكات الفكرية وعدم استقرارية الدمج المتوازن بين العقل والفكر، الأمر الذي أدى بالتالي إلى نتائج سلبية تضاف إلى وجودية الخلل الإبداعي في نتاجات الفكر المنطقي لدى الكثير من قادة أحزابنا مما أدى إلى خلق نوع من فوضوية الفكر وفقدان الممكن لوضع إستراتيجية خلاقة تدفع بالحركة إلى الأمام وتصون من خلالها امن وسلامة شعبنا خلال مسيرة نضاله.
إلى أن وقعنا في فخ التشرذمات الكمية التي باتت تشكل عقبة أخرى أمام الاستقرار الفكري والمنطق المجتمعي، حيث تخلف الفكر على حساب المنطق، والذي بدوره تخلف كثيرا في إدارة عملية الحوارات البينية، ومخاطبة الآخرين.
مما نتج عنه انتشار النزعة الفردية لدى الكثيرين ممن هم في قيادة الأحزاب، وحتى في الحوارات البينية في الحزب الواحد، والتي أدت إلى خصوبة التربة ذات أحادية العنصر والفقيرة لتنمو فيها بذور الأنانية على حساب النمو الجماعي والمجتمعي.
وبالنتيجة وصلنا إلى مرحلة نفتقد فيها إلى التوازن الطبيعي بين صفوف حركتنا السياسية بشكل عام، وفقدان الثقة بين الحركة والجماهير الكردية ولعلها بل هي من أبرز المشكلات التي تعيق تقدم حركتنا السياسية تكمن في الحالة الذاتية للمتشبثين بالقرار السياسي للحركة وفقا للحالة الأنانية المتعشعشة في نفوسهم و عقولهم .
والمنطق يقودنا في هذه الحالة إلى العودة نحو السكون الوقتي وتقييم الحاصل بالتجريد الذاتي عن المؤثرات الحولية، ومن ثم دراسة الواقع الموضوعي كما هو بالتجريد أيضا، ومن ثم وضع الواقع وفق الممكن مع توازنات التحقيق لخلق آليات جديدة بفكر مبدع خلاق بعيدا عن العواطف أو الهفوات الذاتية ذلك لخدمة مسيرتنا السياسية ووفقا لمتطلبات المرحلة ما أمكن ..
ومن الإلزام والضروري في مسيرة النهضة السياسية هو انتقاد الذات، والعفو عند المقدرة.
فعلى الطبقة العليا (إن صح التعبير) أي من الوسط السياسي أن يتحلوا بهذه الأخلاقيات عندها تفتح المجال أمام دراسات نقدية بناءة للتمعن في ماضي الحركة وواقعها الحاضر، لبناء إستراتيجية مستقبلية وفقا للظروف والمعطيات الداخلية والإقليمية والدولية وما عدا ذلك ستبقى حركتنا رهينة الاتهامات على المستويين الداخلي والإقليمي، و أيضا ستبقى إن بقيت على هذا الحال خارج المعادلات السياسية و التي تتبع الظروف واستحقاقاتها ….
السليمانية 12-6-2008
مما يؤدي إلى فقدان الثقة بهم من قبل الغير ، وانعدام فهم أجنداتهم عند التقييم وكأنها مجموعة اعتباطية يحكمها المزاج والعواطف النابعة من فوضوية الفكر والرؤى من دون تحديد الأهداف وآليات العمل لتحقيقها ….
ولا شك أنه ليس بالإمكان تحقيق الأهداف من دون إيجاد آليات تتلاءم والوضع القائم والظروف المحيطة .بغض النظر عن جاهزية القوى الجماهيرية و التي بدورها هي الأخرى تندفع نحو تحقيق أي شيء كان ولو كان بشكل اعتباطي مكنونه ودوافعه الهياجان …من دون تحديد معالم الأهداف والظروف، وهي تتهاوى بين مجموعة من الأفكار المتناقضة التي تطرحها على ساحتها القومية دون الأخذ بالاعتبار إمكانية تحقيق تلك الطروحات وفق برنامج زمني مدروس تتوافق و الظروف الذاتية والموضوعية وتتلاءم مع الآليات الممكن اعتمادها خلال المسيرة النضالية و أيضا مدى الجهوزية لدى جميع الجهات لاستقبال إمكانية تحقيق أهدافها المرسومة.
فإذا أمعنا في تفاصيل البرامج والمناهج المعتمدة لدى كافة الأحزاب، نرى إنها في مجملها تفتقد استراتيجيات واضحة المعالم والرؤى، مع انعدام الآفاق لإيجاد آليات ممكنة في تخطى الظروف الصعبة التي تعيق مسيرة النضال وبالتالي تجاوز الواقع المرير، بل الأكثر من ذلك، بل أنها أيضا في مجملها مغطاة بمجموعة من الشعارات المتناقضة تتناغم وتغازل أهواء وعواطف الجماهير بعيدة عن التماسك والترابط الفكري والاستراتيجي إلى حد بعيد …وما نراه اليوم على الساحة الكردية، فهي نتيجة طبيعية لتصرفات ارتجالية وعشوائية تصطدم مع مستلزمات الحياة و المرحلة وتعقيداتها .
تستخدمها كمسكنات في الحالات الاضطرارية وعوزهم لايجاد مبررات الاستمرار وكل ذلك عند افتقادهم لاستراتيجيات مدروسة تتلاءم والتطور الحاصل مع المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية .
لذلك نرى أن في كل مرحلة من مراحل التطور المجتمعي والفكري تتأزم الحالة السياسية داخل حركتنا الكردية ، لتتنفس من جديد خلال ظهور حالة يشوبها التنافر وعدم الثقة بين المجموعات والتحالفات التنظيمية ، مما يؤدي بهم إلى خلق مبررات واهية لتصرفاتهم الغير منطقية مغلفة بمجموعة من الشعرات العاطفية لإلهاء الجماهير والتشويش على الواقع السياسي إلى أمد غير معلوم … و دون الرجوع وبشكل عمد إلى المسببات المنطقية والموضوعية لنشوء هذه الأزمة التي تكمن في مجملها في بناء الذات التنظيمي بشكل مشوه.
وبذلك تتكاثر الاجتهادات على المستويين الحزبي والجماهيري دون الغوص في عمق المشكل الحقيقي وبناء الفكر عن طريق ترويض العقل بما يتناسب المرحلة واستحقاقاتها على المستويين القومي والوطني .
حيث نرى ان كل هذه الاجتهادات تطفو على السطح وتتصادم فيما بينها من دون الوصول إلى نتائج موضوعية يعتمد عليها لوضع المسيرة على السكة الصحيحة.
حيث أن مجمل الدراسات والمناقشات البينية من جانب مجموعة من المثقفين والمهتمين والتي تطغى عليها الارتباكات الفكرية وعدم استقرارية الدمج المتوازن بين العقل والفكر، الأمر الذي أدى بالتالي إلى نتائج سلبية تضاف إلى وجودية الخلل الإبداعي في نتاجات الفكر المنطقي لدى الكثير من قادة أحزابنا مما أدى إلى خلق نوع من فوضوية الفكر وفقدان الممكن لوضع إستراتيجية خلاقة تدفع بالحركة إلى الأمام وتصون من خلالها امن وسلامة شعبنا خلال مسيرة نضاله.
إلى أن وقعنا في فخ التشرذمات الكمية التي باتت تشكل عقبة أخرى أمام الاستقرار الفكري والمنطق المجتمعي، حيث تخلف الفكر على حساب المنطق، والذي بدوره تخلف كثيرا في إدارة عملية الحوارات البينية، ومخاطبة الآخرين.
مما نتج عنه انتشار النزعة الفردية لدى الكثيرين ممن هم في قيادة الأحزاب، وحتى في الحوارات البينية في الحزب الواحد، والتي أدت إلى خصوبة التربة ذات أحادية العنصر والفقيرة لتنمو فيها بذور الأنانية على حساب النمو الجماعي والمجتمعي.
وبالنتيجة وصلنا إلى مرحلة نفتقد فيها إلى التوازن الطبيعي بين صفوف حركتنا السياسية بشكل عام، وفقدان الثقة بين الحركة والجماهير الكردية ولعلها بل هي من أبرز المشكلات التي تعيق تقدم حركتنا السياسية تكمن في الحالة الذاتية للمتشبثين بالقرار السياسي للحركة وفقا للحالة الأنانية المتعشعشة في نفوسهم و عقولهم .
والمنطق يقودنا في هذه الحالة إلى العودة نحو السكون الوقتي وتقييم الحاصل بالتجريد الذاتي عن المؤثرات الحولية، ومن ثم دراسة الواقع الموضوعي كما هو بالتجريد أيضا، ومن ثم وضع الواقع وفق الممكن مع توازنات التحقيق لخلق آليات جديدة بفكر مبدع خلاق بعيدا عن العواطف أو الهفوات الذاتية ذلك لخدمة مسيرتنا السياسية ووفقا لمتطلبات المرحلة ما أمكن ..
ومن الإلزام والضروري في مسيرة النهضة السياسية هو انتقاد الذات، والعفو عند المقدرة.
فعلى الطبقة العليا (إن صح التعبير) أي من الوسط السياسي أن يتحلوا بهذه الأخلاقيات عندها تفتح المجال أمام دراسات نقدية بناءة للتمعن في ماضي الحركة وواقعها الحاضر، لبناء إستراتيجية مستقبلية وفقا للظروف والمعطيات الداخلية والإقليمية والدولية وما عدا ذلك ستبقى حركتنا رهينة الاتهامات على المستويين الداخلي والإقليمي، و أيضا ستبقى إن بقيت على هذا الحال خارج المعادلات السياسية و التي تتبع الظروف واستحقاقاتها ….
السليمانية 12-6-2008