ديـــار ســـليمان
أصبـح كـلام بعـض (الشـرفاء الظرفـاء) الذين يعيـش أكـثرهم في وطـنٍ هو من بابه الى محرابه ليس أكـثر من مجـرد تــلة من القمامـة الفاسـدة المتعفنـة ، أصبـح كلامهم عن الفسـاد الكـوردي المزعـوم مـثيرآ للشـبهة و الشـفقة في آن معـآ، فيقينـآ أن المسـألة تتجـاوز مجـرد تحـول هـؤلاء الثــور (جـيين) السابقـين بعد عطالـة مؤقتـة أصابتهم عقـب قيامهـم بأنجــاز المهـام الكـبرى في تحـرير و توحيـد كوردسـتان الى مُصلـحين بالجملـة و المفـرق في الوقت الراهــن يمارسـون أشـغال العـدادات الآليـة التي تجهـد لمــلأ الصفحـات بارقـام قياسـية مسـلية من قـصص الخيـال الحلمــي عـن رصـيد فـلان و عـلان و كأنهم قد وجــدوا بذلك خرابـة يمارســوا عليهـا هوايتهم في النعيـق و جنـازة يشبعـون فيها لطمـآ و (زعيــق) بعـد الصـدأ الذي أصـاب ألسـنتهم عقـب تلك المرحلة الإنتقاليـة الفاصلـة و إسـتراحة المحـارب المذكـورة بين التحـرير و ممارسـة التسلية الأمميـة المدفـوعة الأجـر و الثـواب بهمـوم و مشاكل الآخـرين.
يمـد أحدهـم رأسـه من برميلـه الوطنـي الذي تطفـو على مـداره المياه الآسـنة و قـد أثــرت محتـوياته على مسـتوى نظـره فـيرى كوردسـتان بوديـانها و جبالهـا ومـدنها و كركوكهـا و كـردها و نوروزهـا و (أي رقيبهـا) وعلمهـا و بشـمرغتها و برلمانهـا و شـهدائها و سـروكها و بكـل ما فيهـا من جميـل و عـزيز..
و كل آمالنـا و أحـلامنا فيها و يختصـرهـا في موظفٍ فاســد لم يـرى له مـثيلآ من قبل حيث كان أو يكـون و لـم يلحـظ له أثرآ قبـل إسـقاط الإدارة الصـدامية في بدايـة تسعينيات القـرن الماضي بل يعـتبره الأبن الشـرعي لمـا يســميه الحالة (القوميـة البدائيـة) في شـمال العـراق، إذ لم يـزل المـكان شـمالآ للعـراق رغم أنه أصبـح يحمـل إسـمآ له بـذاته شـماله و جنـوبه و شـرقه و غربـه.
إذآ هذا الحقـد الكـبير على كوردسـتان ليس مجـرد عاطفـة عابـرة بل مخـطط مـدروس يعـرف القائمـين عليه مراميـه جيـدآ، و لأنهم كذلك فهـم يستخـدمون سـكان البراميل هـؤلاء كبيـادق و عناصـر إلهـاء و تمويــه على المعركـة الحقيقية، هـؤلاء الـذين يرون أنفسهم الأقـدر و الأجـدر بحمـل لواء هذا (الشـرف الرفيع) لذلك يظهـرون و هم يحملـون لـواء الحفـاظ على البيئـة نظيفـة من الفسـاد لكن في مناطق معينـة و إنتقائيـة كمحميـات طبيعية، و إلا لمـاذا لا يبـدأ هؤلاء الشـرفاء بتنظيـف ما حولهم و هم يتنفسـون هـواءآ مركبـآ من الفسـاد، ويعيشـون في وطـن يرضعهم فسادآ و يفطمهم على فسـاد، كيف لا يـرون مثــلآ مسلسـل الجــوع (المكسيكي الطويـل) الذي يضـرب أطنابـه في ديـارنا و يتواصـل بث حلقاتـه في قامشلـو و محيطهـا فيستمـر في خطـف الأحبـة و الأعـزاء على مـدار اليـوم الذين يختفـون في مجاهيل مغامرة قسـرية قاسـية مجهولـة العـواقب، الى حـد يمكن القـول معـه ان المسـألة في قسم منها عبـارة عن مـوت للقيـم و الأخـلاق و الضمائـر حيث تصـل المسـؤولية بالمتجاهل الى حـافات الإشـتراك في تنفيـذ هذه الكـارثة.
إذآ فقـــه الإستسـلام الذي يشـكل البـوم دليـله السياحي باعتبـاره من سـكان الخـرائب، و الخفاش رمـزه باعتباره منسحبٌ دائمآ أمـام النـور يجـد لنفسـه اليـوم انصـارآ يجهـدون في نشـره تحـت جنـح الظــلام، إذ يقـوم هذا الفقـه على محاولة الدخـول من الأبـواب الخلفيـة باستخدام الطابـور الخامس بعد الفشل في إقتحام البوابات الرئيسية، و الغريب ان هذا الطابور هو اكـثر شـراسة و حماسـة من أسياده في ايجاد خرائب جديدة حتى لو كانت النتيجة تدمير دورهم نفسها على رؤوسهم، و لذلك يـجد هؤلاء في خـروج الكـورد عن محلية دولهـم خروجـآ على نواميس الكـون في حين انهم كانوا قد أشبعونا قعقعـة و جعجعـة اهــدروا عليها كثيرآ من جيـوب الآخرين.
هؤلاء الذين يشـكلون طـلائع فـرق التفتيش عن الفسـاد تذكرنـا قرقعتهم هذه بوقع سـنابك هولاكو في حملتـه الثانية التي ينـــذروننا بها ينطبق عليهم قول الشاعر عفيف فاقدالرجـاء:
رقبتي اعتادت على المـداس حتى أني فقـدت كل إحسـاســـي
عطـب و خـراب أنذركـم بـــه والانبطاح أشربه من كل كاسي
08.06.2008
diarseleman@hotmail.de
و كل آمالنـا و أحـلامنا فيها و يختصـرهـا في موظفٍ فاســد لم يـرى له مـثيلآ من قبل حيث كان أو يكـون و لـم يلحـظ له أثرآ قبـل إسـقاط الإدارة الصـدامية في بدايـة تسعينيات القـرن الماضي بل يعـتبره الأبن الشـرعي لمـا يســميه الحالة (القوميـة البدائيـة) في شـمال العـراق، إذ لم يـزل المـكان شـمالآ للعـراق رغم أنه أصبـح يحمـل إسـمآ له بـذاته شـماله و جنـوبه و شـرقه و غربـه.
إذآ هذا الحقـد الكـبير على كوردسـتان ليس مجـرد عاطفـة عابـرة بل مخـطط مـدروس يعـرف القائمـين عليه مراميـه جيـدآ، و لأنهم كذلك فهـم يستخـدمون سـكان البراميل هـؤلاء كبيـادق و عناصـر إلهـاء و تمويــه على المعركـة الحقيقية، هـؤلاء الـذين يرون أنفسهم الأقـدر و الأجـدر بحمـل لواء هذا (الشـرف الرفيع) لذلك يظهـرون و هم يحملـون لـواء الحفـاظ على البيئـة نظيفـة من الفسـاد لكن في مناطق معينـة و إنتقائيـة كمحميـات طبيعية، و إلا لمـاذا لا يبـدأ هؤلاء الشـرفاء بتنظيـف ما حولهم و هم يتنفسـون هـواءآ مركبـآ من الفسـاد، ويعيشـون في وطـن يرضعهم فسادآ و يفطمهم على فسـاد، كيف لا يـرون مثــلآ مسلسـل الجــوع (المكسيكي الطويـل) الذي يضـرب أطنابـه في ديـارنا و يتواصـل بث حلقاتـه في قامشلـو و محيطهـا فيستمـر في خطـف الأحبـة و الأعـزاء على مـدار اليـوم الذين يختفـون في مجاهيل مغامرة قسـرية قاسـية مجهولـة العـواقب، الى حـد يمكن القـول معـه ان المسـألة في قسم منها عبـارة عن مـوت للقيـم و الأخـلاق و الضمائـر حيث تصـل المسـؤولية بالمتجاهل الى حـافات الإشـتراك في تنفيـذ هذه الكـارثة.
إذآ فقـــه الإستسـلام الذي يشـكل البـوم دليـله السياحي باعتبـاره من سـكان الخـرائب، و الخفاش رمـزه باعتباره منسحبٌ دائمآ أمـام النـور يجـد لنفسـه اليـوم انصـارآ يجهـدون في نشـره تحـت جنـح الظــلام، إذ يقـوم هذا الفقـه على محاولة الدخـول من الأبـواب الخلفيـة باستخدام الطابـور الخامس بعد الفشل في إقتحام البوابات الرئيسية، و الغريب ان هذا الطابور هو اكـثر شـراسة و حماسـة من أسياده في ايجاد خرائب جديدة حتى لو كانت النتيجة تدمير دورهم نفسها على رؤوسهم، و لذلك يـجد هؤلاء في خـروج الكـورد عن محلية دولهـم خروجـآ على نواميس الكـون في حين انهم كانوا قد أشبعونا قعقعـة و جعجعـة اهــدروا عليها كثيرآ من جيـوب الآخرين.
هؤلاء الذين يشـكلون طـلائع فـرق التفتيش عن الفسـاد تذكرنـا قرقعتهم هذه بوقع سـنابك هولاكو في حملتـه الثانية التي ينـــذروننا بها ينطبق عليهم قول الشاعر عفيف فاقدالرجـاء:
رقبتي اعتادت على المـداس حتى أني فقـدت كل إحسـاســـي
عطـب و خـراب أنذركـم بـــه والانبطاح أشربه من كل كاسي
08.06.2008
diarseleman@hotmail.de