اجرته د.
ميديا محمود
فهو الاعلامي والشاعر الذي اتحفنا بقصائده الجميلة, والقاص, والسياسي, والمدافع عن حقوق الانسان, والناشط في المجتمع المدني.
هو فارس الجبهة الامامية في الانتفاضة الباسلة.
نقل اخبارها بكل جرأة وشجاعة على مدار اليوم.
حيث كان منزله اثناءها بمثابة غرفة العمليات الاعلامية.
غرفته التي تتحول في ايام السلم الى صالون ثقافي او قل برلمان مصغر, تتجتمع فيه, نخب القامشلي الثقافية والسياسية والحقوقية .
ابراهيم اليوسف يحمل هموم قامشلو على ظهره والام كردها في قلبه واحلام اطفالها السليبة في عينيه.
وينثرها في بقاع الارض.
هنا كان لي وقفة حوارية مع الاستاذ ابراهيم اليوسف تناولنا فيها مستجدات الساحة الكردية والسورية.
ومواضيع شتى في الشان العام.
1- لقد عرّفتك بالشاعر والقاص والسياسي و….
لكن لو طلبت منك ان تعرف نفسك فماذا تقول انت ؟
قبل كل شئ ارغب ان اوكد لك انني رجل عالي الحلم, منذ ان فتحت عيني على العالم, رغبت ان اقدم لمن حولي كل ما هو جميل, كل ما يسرّ الاخر, و يبهجه, بدأ من الابتسامة, وانتهاء بحمل المه على كاهلي, بدلا عنه, ومشاركة الاخر في لحظة اساه, اي كان…! اشياء كثيرة , نتيجة روحي الخاصة , احببت ان اقدمها دفعة واحدة: القصيدة , اللوحة , عالم التمثيل , عالم الصحافة , الايماءة , الصراخ , ولعلي استغرقت نتيجة انسكاني , بهذا الاخر , في ما هو اسرع , من الدروب من اجل نصرة من حولي , والذود عنهم , و لم اجد بدا من الصحافة و السياسة , وهما عموما اخطر مجالين , يبعدان المرء عما هو ذاتي , في ما لو اخلص ليكون شخصا عاما , و هذه العمومية هنا تشكل وبالا على الابداع الذي كنت ارومه …!
لكن اي هؤلاء انا , يا صديقتي
– انني ايضا اسال 00000؟
2- كيف تقيم الحراك السياسي الكردي متمثلا بالاحزاب الكردية ؟
لست ممن يبخسون الاخرين حقوقهم , لست ذا نظرة عدمية ازاء حصيد كل من ناضل , و لو اخطا هنا و هنا , محكوما بالظروف الاستثنائية التي يعيشها , اجل لقد وضع بناة الحركة السياسية اللبنات الاولى , في اصعب ظروف ممكنة , هذا ما انعكس , و حتى هذه اللحظة على الخط البياني لعملهم , و هو ما يجب ان ندركه , تماما , لا ان نحكم على الاسس , بمقاييس اليوم, اؤكد ان كثيرين منا , من ابناء الجيل اللاحق نحكم على ما سبقنا من خلال احلامنا , و معاييرنا , دون ان ننتناول الحالة ضمن ظروف نشاتها
ان اي انجاز , يقوم بها اللاحق , سياسيا , انما هو نتيجة حراك السابق عليه , اما فيما يتعلق بتقويمي للوحة الراهنة , فانني ايضا مثل اولاء الذين عدسة الحلم في روحهم مفتوحة على اوسع مدى , هكذا انظر , هكذا احلم هذا ما اتوخى …
3- ما تقييمك للاعلام الكردي الالكتروني :
ثمة قفزة سريعة قام بها هذا الاعلام , تاركا بصماته على حيواتنا , بشكل يومي , و لكن شانه شان كل البدايات , حيث نجد الغث الى جانب السمين , بل لعل الغث قادر احيانا ان يطغى على السمين نفسه او يتساوق , و يتساوى معه , في نظر بعض ضيقي الافق لكن الاعلام الالكتروني , هو عموما , استطاع ان يفسح للكردي و لاول مرة خريطة خاصة , موقفا خاصا في خريطة عامة , ويكون الصوت الاكثر دويا في تاريخ الكرد , بعامة و ذلك بفضل فرسان اعلاميين جادين , يعملون بكل ما في وسعهم , لايتاثرون بالضوضاء المتعمدة التي تحاول ان تطغي على اصداء اصواتهم , كي نكون على موعد يومي مع مرايا الكترونية اقتحمت حياتنا , كي تجعلنا و جها لوجه امام هذا العالم الذي يمكن الاستفادة منه , دون حدود …
4- لقد كنت صديقا مقربا للشيخ في حياته وكنت احد اكثر الفاعلين في احياء ذكراه بعد مماته .
اود ان تبحر في الذاكرة لتستحضر لي ما علق بها من المقاطع المؤثرة في رحلة تجربتك معه ؟.
ها نعيش هذه الايام , ذكرى تلك الفسحة الاشد الما بين لحظة اختطافه و استشهاده , حيث يمر عام كامل على غياب شخصية كاريزمية , من الطراز غير المتناسخ , غير المتكرر , و هنا موطن الالم …الذي يعتصر خافقي , اني تذكرت هذا الرجل الشهم , الذي طرق ابوابنا , مباغتا لنحتار امام حنوه الدافق , و المداهم , نحكم عليه بمقاييسنا المتآكلة , خائفين على انفسنا ان يسرق الرجل مواطئ اقدامنا , في الوقت الذي كان يفكر هو , كيف يكون جسرا لنا , لنعبر نحو عالم رسمه على نحو جميل …
سالجم يراعي هنا و اترك ما ساقوله في هذا الشيخ , ليكون بين دفتي مشروع كتابي لن يظهر قريبا …
5- انت احد المدعوين لموتمر بروكسل.
ما تقييمك لفكرة المجلس الوطني الكردي المزمع عقده ؟
بصراحة دعوات كثيرة , توجه الي , لحضور مؤتمرات سياسية يبد اني محكوم بظروفي , ناهيك عن ان طبيعتي هي في شغفي بما هو ثقافي , قبل كل شئ , و ان كانت مصلحة ابناء شعبي هي فوق اي اعتبار , طبعا دون ان انكر على الاخر حقه .
دائما اتطلع الى وسائل معقولة , صائبة دقيقة بعيدة عن جموح العاطفة , و اقرب الى الواقع , هذا في حقل- السياسة – و ان كنت كشاعر اكبر حالم في التاريخ , كما يخيل الي , عموما , ان كل من يعمل من اجل مستقبل ابناء شعبي انني لاشد على يديه , وان كل من يسعى من اجل ذاته , لا اجدني معه , والان لا بد لنا من ان ندقق في قرا ءاتنا , ازاء كل ما يجري في ذواتنا , و خارج هذه الذوات…
6- كيف تقيم واقع المراة الكردية في سوريا و اسهامها في الشان العام :
ما يثلج صدري حقا ان المراة لم تعد في انتظار الرجل كي يكسر اصفادها التي تكبلها , مع ان هذه الاصفاد باتت تخسر الى درجة ان باتت تبدو و كانها رمزية , مع ان بعضا منها لم يزل اقرب الى قيود عصر الحريم .
انطلاقة المراة كرديا , باتت ملحوظة , اذ لا يتلكا المرء في ان يجدها مشغولة بكل ما يليق بها, ككائن ذي خصوصية , ولعل 12 آذار جاء كي يبين لنا كم انها قادرة على لعب دورها على اكمل وجه…
7- البعض يحب فرزك سياسيا مع الشيوعيين .
و تحديدا اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ! ماذا تقول بهذا الصدد ؟:
عموما لقد تركت الانخراط المباشر في العمل التنظيمي اذ اكتشفت بعد ربع قرن من عمري , انني و كما ادركت في اول لحظة انزلقت فيه الى عالم السياسة – انني رجل جاء الى السياسة خطأ…
لا اخفي عنك انني تعلمت في مدرسة الحزب الشيوعي السوري الكثير , مع اني دائما , كنت و كما يعلم من عمل معي , ومن لم يعمل ضمن صفوف الحزب – طبعا – اشكل رؤيتي الخاصة , التي استخلصها بعد امعان النظر في عموم اللوحة , لئلا اتحول الى ببغاء يردد قول سواه !
لقد عملت في – تيار قاسيون – راهنت مع هؤلاء , وضعنا الاسس الاولى معا لامور كثيرة , بيد ان – هجرتي – الآن العمل التنظيمي , هي لكي استطيع ان اغدو اكثر حرية , مع ان هؤلاء – الرفاق- لم يمنعوني يوما من قول ما افكر به , عموما انني اسعى حقا بعد هذه الرحلة الطويلة , كي اجرب ان اكون صدى نفسي , باكثر , محترما كل من احببتهم من رفاقي الذين لم اجد منهم الا الحب في كل مرحلة .