((- نعتقد بأننا انجزنا أكثر مما كنا نتوقع , وارتكبنا العديد من الأخطاء في سياق حركة الواقع وسرعة متغيراته , ولكننا نمتلك القدرة على الاعتراف بالخطأ وتصحيح مساره.
– نحترم كل الأطر الحزبية الكوردية , ونقدر لها جهدها النضالي , لكننا نعلن بكل شفافية اختلافنا معها.
– أن تحسس بعض الأطر من العمل معنا , يعود إلى سيادة العقل الحزبي , الذي يعتبر الحزب مزرعة وملكية خاصة , لا يجوز لأحد الاقتراب منها.
– مؤتمر بروكسل , كان من الممكن أن يكون مؤتمرا جامعا , فيما لو تم التحضير له بشكل أكثر دقة , وأكثر تجرد.))بمناسبة مرور سنة على تأسيس تيار المستقبل الكردي, وخلال حضورنا للاحتفال الخاص الذي أقامه التيار بهذه المناسبة, أجرينا لقاءً قصيراً مع السيد مشعل التمو الناطق الرسمي باسم التيار, من خلال توجيه أسئلة محددة, واليكم نص اللقاء:
أجرى اللقاء: شفيق جانكير
س1- ما هو تقيِيمكم لنضال تيار المستقبل, بعد عام من انطلاقته ؟
– بعد عام من انطلاقة تيار المستقبل , كمشروع نهضوي , ثقافي وسياسي واجتماعي , مؤسس على ثقافة قبول الاختلاف وحرية التباين , تحت سقف توافقات سياسية وثقافية , نعتقد بأننا انجزنا أكثر مما كنا نتوقع , وارتكبنا العديد من الأخطاء في سياق حركة الواقع وسرعة متغيراته , ولكننا نمتلك القدرة على الاعتراف بالخطأ وتصحيح مساره , بل والانطلاق أكثر قوة ومتانة , خاصة وان التيار يتضمن العديد من القراءات السياسية مما يجعله ويؤهله لان يكون حاضنة وطنية , تستوعب كل الأفكار والرؤى السياسية ومن كل الاتجاهات , وبالتالي هذه الميزة تفتح أفاقا رحبة أمامه , وقد لمسناها في فترة العام المنصرم , وخاصة من جيل الشباب , الجيل الذي يمتلك إرادة التغيير وإرادة الفعل المقاوم , بمعنى نحن نعتبر الهدف من تأسيسنا هو خلق جيل كوردي شاب قادر على امتلاك قراره بيده , بعيدا عن الحزبيات الضيقة والسكون الحزبي , سواء في الفكر أو السلوك والممارسة وحتى في الشخوص , ونعتقد بأننا قد أوجدنا حيز جماهيري , حيوي , يتوسع أفقيا يوم بعد آخر .
س2- كيف ترون العلاقة بين تياركم وبقية الأحزاب والأطر الكردية, وهل هناك امكانية في دخول التيار الى احدى الأطر الموجودة حالياً (الجبهة و التحالف), وما هو السبيل برأيكم الى تشكيل مرجعية للحركة الكردية في سوريا ؟
– من جهة العلاقة بيننا وبين بقية أطراف الحركة الكوردية , فنحن نحترم كل الأطر الحزبية الكوردية , ونقدر لها جهدها النضالي , لكننا نعلن بكل شفافية اختلافنا معها , سواء لجهة تحديد الموقع من السلطة البعثية , وطبيعة هذه السلطة , أو لجهة وجودنا القومي , الذي نعتبر المساس به , خروجا على المصداقية القومية , والذي يتجلى وبكل علنية , الاعتراف وإفهام الأخر السوري , بأننا على أرضنا التاريخية التي هي جزء من كوردستان , وسوريتنا تأتي من تشاركنا في وطن واحد مع بقية المكونات القومية السورية , وعلى أرضية التساوي والتشارك والاعتراف المتبادل بالوجود والهوية , وهذا الخطاب السياسي , ذو الجذر الثقافي , الذي نطرحه , يختلف عن الكثير من طروحات الأطر الحزبية , التي نعتقد بان اغلبها يستخدم ازدواجية ملفتة للنظر في تعاطيه مع الوجود القومي الكوردي , أن كان ذلك لجهة التعامل مع الأخر السوري , أو لجهة التعامل مع الذات الكوردية , ونعتقد بان اختلافنا السياسي مع الأطر الكوردية يشكل حالة صحية , يمكن التأسيس عليها , في اتجاه إيجاد مرجعية وطنية , تمتلك القرار , وتنظم العلاقة وتوحد الخطاب السياسي والمطلب الكوردي , وهذه المرجعية لا نجدها في التحالف أو الجبهة القائمة , بحكم إن كل إطار تحالفي هو وليد لحظته السياسية , وإيجابيته في وقتها , لا تعطيه حق الاستمرارية في الظرف والهدف السياسي المختلف عنه في وقت التأسيس , وبالتالي نعتقد بان ما أؤسس لهدف محدد في زمن محدد , لا يمتلك القدرة والفعالية في الانسحاب على واقع مختلف ومتغيرات متسارعة , بمعنى لا يستطيع الاستجابة لمعطياتها ولا التفاعل معها , ولعل السبيل لإيجاد هذه المرجعية , هو تشكيل لجنة تحضيرية تشكل الحركة ثلثي أعضاءها , تعمل على تحضير برنامج سياسي محدد , بالتعاون مع مختصين في هذا المجال , ومن ثم تدعو إلى مؤتمر وطني يعقد في إقليم كوردستان الفيدرالي , ينبثق عنه مجلس وطني , يمتلك اقل قدر ممكن من السلبيات .
س3- برأيكم لماذا يتحسس بعض الأطراف الكردية من العمل المشترك معكم, حتى في اصدار بيان مشترك, على الرغم من تقارب وجهات النظر بينكم وبين تلك الأطراف حول العديد من المسائل ؟
– أن تحسس بعض الأطر من العمل معنا , يعود إلى سيادة العقل الحزبي , الذي يعتبر الحزب مزرعة وملكية خاصة , لا يجوز لأحد الاقتراب منها , وهذه الرؤية تصطدم مع توجهنا الثقافي والسياسي , الساعي إلى تحريك العقل الإنساني ودفعه إلى التفكير والفعل , فنحن مشروع معرفي , نعتبر أن كل من يفكر , مهما كان موقعه الحزبي , وفي أي إطار كان , نعتبره رفيقا لنا , من زاوية , التقارب والتكاتف والتفاهم الوطني , لان الشاب الذي يفكر أفقيا وبدلالة الوطن , يختلف عن الذي يفكر بدلالة الحزب , وبالتالي دلالة التفكير الوطني , تجعل منه اقرب أو جزء من مشروعنا النهضوي , وهي حالة نقيضة للفكر الحزبي والوعي القروي الناظم له , الأمر الذي يعتبره البعض من قياديي الأطر الحزبية مساسا بموقعهم أو بمكانتهم الحزبية , ونعتقد بعدم صوابية هذا , بل ونقول بأننا نعمل وجميع الأطر في مجتمع واحد , وكل منا يدفع باتجاه تكريس مشروعه , سواء الحزبي في الحالة الحزبية الكوردية , أو المعرفي الثقافي والسياسي في حالة تيار المستقبل , وبالتالي نحترم كل من لا يريد الاقتراب منا , لكننا سنقترب من الجميع , بل سنلامسهم , ونطرح اختلافنا معهم من موقع الاحترام , ونترك الحكم للشارع الكوردي وجيله الشاب , جيل المستقبل .
س4- مؤتمر بروكسل كيف تقيمونه, وما هي اسباب حدوث بعض الملابسات في موضوع مشاركتكم فيه وخاصة استمرار مشاركة ممثلكم حتى نهاية جلساته بالرغم من اعلان انسحابكم الرسمي منه ؟
– مؤتمر بروكسل , كان من الممكن أن يكون مؤتمرا جامعا , فيما لو تم التحضير له بشكل أكثر دقة , وأكثر تجرد ؟ لكن كان التحضير دون المستوى المطلوب , بل دون الحد الأدنى , وخاصة في اتجاه مشاركة ومساهمة تعبيرات المجتمع الكوردي في سوريا , وقد أردنا له أن يكون جامعا , فيما أراده البعض محطة مؤقتة , ولذلك قررنا المشاركة فيه وطرح تصورنا حول طبيعته وأهدافه ونواقص تحضيره , حتى حاولنا المشاركة بأعضاء من داخل سوريا , لكن التحضير النظري غير المقترن بتجسيد عملي حال دون مشاركتهم , وكان هدفنا إثبات أن الداخل والخارج جزءان لا ينفصلان وكل منهما يكمل الأخر ولا يستعاض عنه , وهي ميزة أراد منظمو بروكسل إظهارها نظريا , مع تجاوزها عمليا , فتجاوز الداخل لا ينتج مؤتمرا وطني , والالتفاف على الأطر والتعبيرات الموجودة , لا ينتج مجلس وطني ؟ وباختصار كان قرارنا المشاركة , لعل وعسى تصحيح مساره , وكانت مشاركة ممثل تيارنا على هذا الأساس , وانسحابنا منه , هو انسحاب سياسي أولا وأخيرا .
س5- حسب اعتقادكم لماذا فشلت الأحزاب الكردية في اصدار بيان مشترك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشيخ محمد معشوق الخزنوي ؟
– في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي , لم تفشل الأطر , لأنها لم تتفق أصلا حتى تفشل , بمعنى لم يكن هناك اتفاق مسبق , فلا اتفاق سابق من الموقف من اختطافه , أو اغتياله وقتله , أو الدعوة والمطالبة بالتحقيق في جريمة اغتياله , أو في تداعيات استشهاده , فمن الطبيعي أن لا يصدر بيان مشترك , ويكفي أن إدارة التأبين حصرت بيد عائلته , وهي دلالة عدم اتفاق , فكيف إذا يمكن أن يصدر بيان مشترك , ومن جهة أخرى , أغلبية هذه القوى لم تشارك في تأبين شهداء 12 آذار , والذكرى السنوية لانتفاضة الشباب الكورد , وحاولت تصدير فعلها إلى دمشق وتحويله إلى اعتصام , لكنها شاركت في تأبين الشيخ الشهيد , ورغم ايجابية التراجع , لكنه يحمل الكثير من الدلالات السياسية , التي لا نريد الآن التطرق إليها ؟.
س6- في بداية السنة الثانية من عمر تياركم.
ما هي الآمال والطموحات لديكم ؟
– في بداية السنة الثانية من عمر تيار المستقبل , نحيي استاذنا المناضل خليل حسين رئيس مكتب العلاقات العامة , مطالبين بالحرية له ولجميع معتقلي الرأي والضمير في سجون الاستبداد السوري , لدينا أجندة ثقافية وسياسية , نعمل على تجسيدها , ولدينا أيضا الكثير من الأخطاء نعمل على تلافيها , ولدينا قواعد ارتكاز لفعل سلمي وديمقراطي , نعمل على تقويتها , ولدينا الكثير من متطلبات اللحاق بقاطرة المتغيرات الإقليمية والدولية , ولدينا الأهم وهو كيفية الحفاظ وصيانة وجودنا القومي , من مستقبل يقترب باطراد , ونرى فيه فاتورة كبيرة سيدفعها الشعب السوري بكل أطيافه وقومياته .