بيان مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سورية

تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة , وسياسية متداخلة , ندخل العام الرابع من عمر تيار المستقبل , فبسبب تخبط النظام الأمني ونهبه المبرمج لخيرات وموارد الوطن , بات أكثر من نصف سكان سورية تحت خط الفقر , مع ما يستتبع ذلك من أوبئة اجتماعية خطيرة , يتوقع أن تأخذ منحى اشد خطورة في القريب المنظور , فالجفاف ككارثة طبيعية , أضرت بالقطاع الزراعي وبمن يعمل به , خاصة أن السلطة غير معنية وهي في واد آخر , تبحث عن ديمومتها فقط , والكارثة باتت اشد بنتيجة رفع أسعار المحروقات بشكل ممنهج لينهي ما تبقى من هذا القطاع وليدفع بالعاملين به إلى قارعة الطريق , وليزيح من الاقتصاد السوري منتجات إستراتيجية .
أن النظام السوري حول المجتمع بما فيه , إلى معتقل وحاضنه للفقر والجوع والخوف , وباتت الهجرة الداخلية والخارجية عنوانا لأغلب الشباب السوري , بحثا عن لقمة الخبز من جهة , وهربا من بطش وعسف وقمع الأجهزة الأمنية من جهة أخرى , ونجد بان الأطر السورية المعارضة , أو التي يهمها لقمة الشعب , مطالبة اليوم بالتكاتف والعمل المشترك من اجل الدفاع عن حق الحياة الذي بات حكرا على دائرة السلطة ومنتفعيها وملحقاتها .
أننا نعتقد بان الأزمة الاقتصادية وحالة المجاعة التي تتوسع دائرتها باطراد في المجتمع السوري , باتت تهدد بنية المجتمع وقيمه , وهو ما يؤسس لحالة متقدمة من الجريمة المنظمة , خاصة وان السلطة فقدت كل وظائفها , ما عدا وظيفة القمع والاعتقال والقتل على الهوية , ولعل التهديدات الأخيرة التي وصلت إلى الحركة الكوردية , تعبير عن الطبيعة الفعلية للنظام الأمني , ونمط سياسته وتعامله مع المجتمع والياته المستخدمة في هدره , وهي التي ترافقت مؤخرا , بالكثير من تحركات ملحقاته , التي خرجت عن طورها , وأجبرت على إعلان انفكاكها عن المحور السياسي الذي ساهم في صيانة ووجود الإقليم الفيدرالي , وهو ما دفعها إلى التطاول على الزعامات الكوردية في الإقليم الفيدرالي , وتحاول إيجاد بؤر توتر ومهاترات جانبية للتغطية على فعلها السياسي المندمج مع توجه النظام الأمني وحلفه الإقليمي .
أننا نعتبر أي موقف هو حالة سياسية نختلف معها من موقع الاحترام والصراع السياسي , ولسنا في وارد الانجرار إلى صراع الملحقات , بل نحن نعتبر بان صراعنا الأساس يتجلى في مواجهة النظام الأمني وإنهاء احتكاره للسلطة والثروة والمجتمع , وبناء سورية حقيقية  , دولة مدنية , تكون لكل أبنائها.
وفي استجابة موضوعية لما تتطلبه مقتضيات المصلحة القومية الكوردية , في واقع سوري عام عنوانه زيادة وتيرة الاستبداد والقمع وهدر الكرامة الإنسانية , وكوردي خاص , يحمل سمات التفتت والتشرذم وهدر الطاقات , على الرغم من أن المستقبل وما يتوقع أن يحدث من تطورات وتغييرات دراماتيكية مرتقبة على صعيد المنطقة ككل , يستوجب إعادة تكوين وتجميع للإرادة الكوردية في اطر نوعية تختلف عن ما هو قائم , وتعبر عن الحاجة القومية لوحدة الموقف والفعل السياسي الكوردي بالضد من محاولات البعض الكوردي الذي يشكل عامل توتر وعقبة أمام أي حالة جمعية سياسية توحد الموقف والمطلب الكوردي وتنطلق من نبض الشارع وما يجسده من قوة مواجهة وإرادة تصميم على انتزاع الحق في الحرية والتشارك في وطن تعددي وتعاقدي , انطلاقا من ذلك نجد بان حالة الاتحاد السياسي تشكل فعلا نوعيا , ديمقراطي ووطني , يؤسس لتوحيد الجهود السياسية وانعكاساتها الميدانية , التي تشكل ردا فاعلا على السلطة وملحقاتها  .
أننا إذ نطفئ الشمعة الثالثة من عمر التيار , نجدد العزم على مواصلة بذل الجهود لبناء وعي كوردي خال من القروية والكلاسيكية , وعي قومي شبابي يعتمد العقل ويجسد إرادة المواجهة ومقاومة الظلم والقهر وإنكار الوجود , يحترم التباين السياسي ويبتعد عن ثقافة الخواء والعقم والمهاترات البدوية , ثقافة اختلاف حضاري تبنى على السياسة ومصلحة الشعب الكوردي وقضيته كأرض وشعب .

29-5-2008
مكتب العلاقات العامة

تيار المستقبل الكوردي في سورية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…