أسباب أزمة الأحزاب الكردية في سوريا*

محمد قاسم

الحلقة الأولى
مقدمة لا بد منها:
   كما هو واضح في التمهيد للبحث، فإن هذا البحث يعود إلى مطلع النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن الماضي (العشرين)، وقد أوضحت فيه ظروف كتابته، وظروف نشره في موقع عامودة في ـا 8/2/2005.

عندما عدت إلى أرشيف عامودة وراجعت البحث، وجدته لا يزال يحتفظ بالكثير من الأفكار التي يستحسن أن يطلع عليها القراء بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الحزب الكردي الأول..

مع العلم أن بعض الأفكار فيها –ربما وجدت حلولا – ونحن نقدر للأحزاب تلك الخطوات المفيدة، ونتمنى المزيد منها.

إننا نتمنى أن يكون لهذا البحث دورا ما –كبيرا أو صغيرا- في المساهمة في إغناء ثقافي تنويري، هو الهدف الأساسي من كتابته -وإن كانت كتابته قد جاءت بناء على طلب..

كما أسلفنا..!
   ولقد أبقيت البحث كما هو ، مع تصحيح بعض الأخطاء المطبعية، أو توضيح بعض الأفكار غير الواضحة، لاختصار..

أو سوء تعبير..-خاصة أنه البحث الأول من نوعه بالنسبة إلي.

وربما أضفت بعض الأفكار أو التوضيحات التي وجدتها ضرورية كالهوامش
   لا ندّعي أننا مصيبون في جميع أفكارنا وتحليلاتنا، ولكننا نزعم أننا بذلنا ما في استطاعتنا من جهد لنكون في موضع الصواب.

(إذا اجتهد القاضي وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر واحد) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
   نأمل من الحزبيين أن يتأكدوا من أن دوافعنا نبيلة، فإن وجدوا في البحث ما قد يرونه خطأ أو تجاوزا..

نتمنى عليهم إرشادنا إليه مشكورين.
   كما أن تناول مشكلة حزبية كردية لا يعني تجاوزا لمعنى الوطنية إذا كان مفهوم الوطن هو أنه للجميع، وبغض النظر عن العرق والدين والمذهب –و هو معترف به في شرعة الأمم المتحدة وجميع المواثيق الدولية-.

فنحن نحاول إلقاء الضوء على قضية شعب يعاني من إشكالات يفترض أن تعالج بالطرق السياسية المعروفة،لينتفي كل ما يؤدي إلى فرقة وتعصب واستبداد …وهو مطلب يقول به الجميع سلطة ومعارضة ومختلف شرائح المجتمع..
   بل هو المنظومة الفكرية القيمية التي يسعى كل مجتمع سليم إلى توفيرها في حياة أبنائه.
   وإذا وجد ما يعتبر اختلافا في الرأي أو الرؤية السياسية فالسبيل الوحيد الصحيح لذلك هو حوار في جو حر وديمقراطي للوصول إلى النتائج المفيدة،وهذه تجربة الغرب-أوروبا وأمريكا وكندا..- بين أيدينا، إضافة إلى عدد من الدول الديمقراطية في كل أنحاء العالم (الهند أكبر دولة ديمقراطية في الشرق –كما توصف- ماليزيا التي تنحى رئيس وزرائها (مهاتير محمد) طواعية كخطوة تأسيسية لنظام ديمقراطي..

(سوار الذهب) وتسليمه الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا في السودان، ومشروع الديمقراطية الوليد في موريتانيا..

الخ.
   من حسن الحظ أن الاطلاع على التجارب البشرية في العالم أصبح طوع البنان بفضل التطور التقني الهائل (الفضائيات ..الاتصالات بأنواعها المختلفة ومنها الكمبيوتر عبر خدماته المختلفة والعجيبة، والموبايل..

والمواصلات المختلفة السريعة والمريحة ..) وما على المرء سوى بعض اهتمام مبرمج(منظم) لتكوين ثقافة ووعي يؤهل لتفاعل فعال، شريطة وجود شخصية مؤهلة لهذا التفاعل (أي ضرورة الاهتمام ببناء الشخصية كأساس للتفاعل الخلاق مع الأحوال المختلفة والتطورات المستمرة- وهو ما تعاني منه الشعوب المتخلفة وللأسف.
   
   البحث : أسباب أزمة الحركة الكردية في سوريا
   تمهيد:
   في أحد أيام شتاء العام /1997/ تلقيت مكالمة من أحد الأصدقاء؛ يدعوني فيها إلى أمسية ثقافية كردية؛ يرعاها أحد الأحزاب الكردية السورية, وكان جمع من المهتمين بالشأن الثقافي الكردي يتواجد هناك.

ودار النقاش فيها حول قضايا سياسية من منظور ثقافي, فتمخض عن فكرة-باقتراح من السكرتير المشرف- مؤداها: (تأسيس لجنة ثقافية  من المستقلين” تتولى رعاية المسائل الثقافية، وتدعو الأطراف الحزبية إلى حضورها لتبادل الآراء حولها.ولم ينس أن يجهد لاستبقاء الدعوة إلى أحزاب التحالف فقط، على الرغم من إصراري على ضرورة مشاركة كل الأحزاب باعتباره نشاطا ثقافيا لا سياسيا حزبيا، ولكن الحضور سكت عن الاعتراض على رغبته، مما اضطرنا إلى القبول بها على مضض.

وهكذا كان..(ويبدو أنه اقترح ذلك للتحرر من مأزق إدارة مثقفين بدأوا يحاورون بروحية مستقلة إلى حد ما، وربما متجاوزة –أحيانا – لما كان يطيق تقبله من الأفكار والرؤى والوسائل النقدية أيضا).

هكذا هي الذهنية الحزبية في شرقنا ، وتشترك الأحزاب والسلطات في هذا النهج المتخلف عن العصر –بلا شك- وهي المسؤولة –واقعيا – عن كل ما يعانيه الشعوب من تخلف على صعيد..!
   وبعد بعض زمن..

دعيت إلى كتابة بحث تحت عنوان: ( أسباب أزمة الحركة السياسية الكردية في سوريا) خلال شهر من تاريخ توجيه الدعوة.

فكانت النتيجة,كتابة البحث التالي
   ب- توضيحات:
   1- اعتمدت- بالدرجة الأولى أسلوب التحليل النفسي في هذا البحث باعتباره الأكثر أهمية – برأيي- في التأثير على الأزمة واستمرارها (دور التكوين النفسي للشخصية الكردية في وجود الأزمة).
   2- وكمحاولة للتحرر من المؤثرات المختلفة, فضلت الاعتماد على مخزون الذاكرة عن تجاربي مع الحركة، ومعرفتي بها, إضافة إلى خلاصة التفاعل مع الواقع الحي (المعاش) فيها (لم أرجع إلى وثائق مكتوبة إلا قليلا).
   3- لم أشأ تحديد الأسماء والأحداث, انسجاما مع الأسلوب, وتجنباً للإطالة, والوقوع في إشكالية (الاختلاف حول الحدث التاريخي).
   4- فضلت التعامل مع الصيغ العامة – فالكرد مثلاً، كلمة عامة (تعني الكرد في كل مكان) وتتخصص في السياق (الكرد في سوريا، الكرد في العراق…الخ).
   5- الحركة –كمفهوم- أينما وردت، يقصد بها الحركة الحزبية الكردية (السياسية) وتتخصص أيضاً في السياق(الحركة الحزبية في سوريا…)…
   
   البحث
   توطئة:
   بخلاف ما جرت عليه العادة, فقد ارتأيت أن أبدأ الحديث عن الكرد منطلقا من الواقع الراهن لهم، ودون سرد تقليدي (كلاسيكي) لتاريخ الكرد السياسي ومراحله.

فأحاول :
1-    وصف هذا الواقع باختصار.

2-      تحليل معطياته بقصد الوصول إلى استكشاف طبيعة الأزمة السياسية في أداء الأحزاب.

3-      التدرج نحو الماضي لاستقراء الأسباب: (أسباب أزمة الحركة الكردية في سوريا).

وهي،أي الأزمة، – كما أرى- تندرج تحت عنوانين رئيسين:
   1- الأسباب (أو العوامل) الموضوعية.
   2- الأسباب (أو العوامل) الذاتية.


   وهذه الأسباب جميعا، تتبادل التأثير على بعضها البعض.
   من هنا نبدأ:
   أولاً:
   : وصف الحالة (الوضع) الراهنة للكرد:
   
   1- الكرد شعب (أمة)( 1) كبير العدد (35-40) مليون نسمة أو ربما أكثر.., يعيش على أرضه التاريخية .

.

والمقسمة, بموجب اتفاقية سايكس بيكو -1916م- بين عدة حاكميات (دول) لم تعترف هذه الحاكميات – حتى الآن-: – لا بحق هذا الشعب القومي.

ولا الوطني ولا الإنساني حتى..! – ولا بواقع تاريخية سكنه على أرضه، وتقسيم هذا الأرض، وما يتعلق بذلك من استحقاقات مختلفة ..!!.(ما عدا العراق الذي لا تزال الاتجاهات فيه غير متبلورة نحو الشكل المستقر للموقف من حقوق الكرد في العراق).


   (هذه الحاكميات هي (تركيا-فارس-العراق-سوريا…) وإن اختلفت النسبة والظروف فيما بينها).
   2- الكرد شعب (أمة) يعاني من الحرمان من أبسط حقوقه ضمن هذه الحاكميات، كانسان له حقه القومي ومستلزماته،وله حقه الوطني ومستلزماته..
   3-الكرد شعب (امة) يتعرض لعمليات التذويب (الصهر) باتفاق جميع (الأنظمة الحاكمة) وكذلك يتعرض للتشريد..

والإبادة..

وتكريس التخلف..

بدرجات متفاوتة من الشدة في الممارسة، وبحسب الظروف والأحوال في كل واحدة من هذه الأنظمة الحاكمة.
   4- تسري الأحكام العرفية (حالة الطوارئ) غالبا في كل المناطق (الأقاليم) التي يسكنها الكرد، ويعيش فيها،أو معظمها،-أو ما يشبه حالة الطوارئ كقوانين استثنائية.

فمثلا في سوريا عندما يصدر قرار ما، ينتهي بعبارة (ما عدا الجزيرة) إذا كان هذا القرار يمكن أن يفيد منه الشعب الكردي فيها-.

وهذا الأمر يحرمهم من حماية القانون – الضعيف أصلاً من حيث الممارسة في هذه الحاكميات- وتطلق هذه الأنظمة، يد الأجهزة الاستخبارية – ومهما تنوعت مسمياتها- في مناطق سكنى الكرد, للإساءة إليهم، واستلاب شخصية الإنسان الكردي الطبيعية ، وبالوسائل التي لا يقرها،لا قانون محلي -ما لم يكن استثنائيا..- ولا قانون دولي..

ولا شريعة دينية..

ولا أحكام أخلاقية..
   5- كنتيجة للتقسيم, ولعوامل مختلفة – انعكست جميعا في سلوك الكرد- ارتبكت العلاقة بين أطراف الحركة السياسية (الحزبية)(2) في كل منطقة (إقليم كردي)(3) ولم تتحدد – بعد- طبيعة التعامل فيما بينها ضمن إطار نضالي يجعل جهودها متكاملة, ومن ثم مؤثرة، كما أن الارتباك طال العلاقة بين الأطراف (الأحزاب) داخل الحركة السياسية (الحزبية) – كعامل سلبي- في كل منطقة (إقليم) أيضاً، إلا أن المرجح هو أن الارتباك الداخلي (المحلي)(4)، هو الأمر الأساسي في كل ما عداه(5).

.
   6- تتجلى(تظهر) منعكسات ما سبق، في حالة من التخلف العام: علمياً (ثقافياً) واجتماعياً واقتصادياً..الخ.

تجلياتها الأظهر، تبدو في الحالة السياسية (الحزبية): حيث العدد الكبير المتكاثر للأحزاب – المتصارعة- مساهمة بذلك في تفتيت وبعثرة (الإطار العام المشترك) أو ما يمكن تسميته (بالمرجعية القومية الكردية)أو أية تسمية أخرى-المجلس العام الوطني الكردي -أو المجلس العام القومي الكردي- أو المجلس العام السياسي الكردي..

أو غير ذلك..).
   ومساهمة كذلك في غموض تحديد الأهداف الرئيسية- واقعياً- وخاصة من ناحية غياب (رؤية متوازنة بين الأهداف – كـمبدأ- وبين إمكانات التعبير النضالي عن هذه الأهداف (نظرياً وعملياً)).

بمعنى: سوء صياغة الأفكار وتنسيقها من ناحية ،وسوء التطبيق العملي لها من ناحية أخرى.

(توصيف عام للحركة السياسية الكردية).

والحركة السياسية (الحزبية) في سوريا لا تشذ عن هذا التوصيف, مع الاعتبار دوما لخصوصيات الظروف (الواقع) والإمكانات في كل حالة.
   ففي سوريا مثلا،حركة سياسية كردية (أحزاب) تعكس كثيراً من خصائص التخلف العام للكرد, في المستوى الذاتي و في المستوى الموضوعي لها.


   ومن خصائص التخلف فيها:
   أ‌- العدد الكبير للأحزاب: قياساً إلى: 1- عدد السكان الكرد (حوالي الثلاثة ملايين نسمة).

2-وحدة طبيعة المطلب (الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية..) وسوء ترجمته ميدانيا.
   ب‌- الأطروحات النظرية :(شعارات, مطالب…الخ) تتقارب – إن لم تكن متطابقة- لدى الجميع.

لكنها شديدة الاختلاف في التفسير -بالدرجة الأولى- وبالتجلي العملي فيها (أي في الممارسة) في الدرجة الثانية.(6) [أو ربما كان الموقف من الممارسة (التطبيق العملي للمبادئ) يعكس بظلاله على صيغ التفسير].
   أو أن عدم تحديد الموقف بوضوح من النظام يسبب بروز حالة إشكالية على صعيد تحديد البرامج والمناهج الحزبية الكردية،ومن ثم إيجاد حالة اختلافيه باستمرار حول المبادئ والمواقف والسلوكيات..!)
   جـ‌- العدد الكبير للقياديين- بسبب العدد الكبير للأحزاب -.

هؤلاء القياديون الذين وُجِدوا كنتيجة لحالات انقسام (انشقاق) متتالية في الحزب الأول (البارتي) الذي تأسس في 14 حزيران 1957 (7).

وكانت الأسباب والدوافع فيها- دوما- صراعاً على المكانة والنفوذ أساساً… مما بدد الطاقة السياسية الكردية في مختلف تجلياتها: الفكرية (التنظيرية) والعملية.

ولا يعني ذلك إغفال تأثيرات العوامل الموضوعية… مع ملاحظة أن هذه الأحزاب جميعا هي ناتج حالات انشقاق عن حزب واحد(الحزب الديمقراطي الكردستاني(البارتي ).(8).

 ثانياً:
   : تحليل وتشخيص:
   
   ولاستمرار بقاء القيادي الأول – أساساً- ومن يرتبط به في الحزب, فان العمل السياسي (الحزبي) يظل مرتهناً بظروف هذه الشخصية، وسويتها(مستوى وعيه ومصداقيته…) هذه السوية التي غالباً ما – إن لم نقل دائماً- اختارت أسلوبا يضمن بقاءه في موقعه..

ويضمن استمراره فيه أيضا (9), واتبع كل السبل- المشروعة وغير المشروعة- للمساهمة في البقاء في موقعه والاستمرارية فيه.

فتحولت صيغة العلاقة الحزبية – كتربية حزبية- إلى حالة نفسية (عاطفية..

مصلحيه..

“بمعنى ما”) تظهر هذه الحالة معتمدة – عادة- في العلاقات العشائرية..

أو العلاقات التي تربط المريدين بشيوخهم..

وذلك بدلاً عن صيغة علاقات،يفترض أن تبنى على أساس من الوعي المشترك والمتبادل..

وعلى أساس النقد الهادف..

بشعور عال بالمسؤولية والاستعداد للتضحية، وغير ذلك،من الأمور التي يفترضها العمل السياسي (النضالي!)….

وبالتالي إمكانية التداول في المهمات والمسؤوليات ضمن معنى الديمقراطية التي ينادي بها كل السياسيين (الحزبيون) في أدبياتهم وفي أحاديثهم ومناقشاتهم وحواراتهم..!.
   (وهنا مكمن الخطورة وهو عدم التطابق بين ما يقال (شعارات..أفكار مختلفة..وبين ما يراد تطبيقه(ممارسته) في الواقع-
نوع من ازدواجية الشخصية السياسية.وإن هذا النهج لا يتوافق مع فكرة ان” السياسة هي فن الممكن” فهذه الفكرة تعني تقدير الظروف والإمكانيات والتدرج في المطالبات على قاعدة “خذ وطالب” أما أن تكون الشخصية مزدوجة فمعناه: الجمع بين نقيضين أو الفصل بين قرينين لخشية في نفسه،أو عدم استعداد للتضحية..).
   وعلى الرغم من محاولة البعض فلسفة بقاء (القيادي الحزبي الأول) بدواعي؛ يحاولون تبريرها، فإنها ليست سوى ضحك على الذقون،وليست سوى ممارسة فجة لزرع تبعية ممجوجة على الأغلب لهذا القيادي أو ذاك (وإنني أفضل تسمية الإداري بدلا من القيادي في هذه الحالات،لأن القيادة حالة متميزة من حيث الخصوبة الفكرية،وسرعة البداهة وروح الإبداع و الرجولة القادرة على اتخذ القرارات الحاسمة…إضافة إلى خصائص أخرى لا بد من توفرها-أشرنا إلى بعضها في سياق البحث- حتى يحسن قيادة السفينة إلى بر الأمان –كما يقال-.


   وإذا كان الشعب-أي شعب- عاجزا عن إنتاج بعض من يمكنهم استلام المركز، وقيادة المجتمع..

فلا بارك الله فيه..فهو شعب-في هذه الحالة- غير جدير بالتحرر إذاً، وعقيم أيضا.


   ثم ماذا سيكون مصير الأمة بعد وفاة هؤلاء إذاً… ؟!.
   هل عمر الشعوب وحياتها يجب أن يرهن لعمر قيادي –مهما كان-؟!
   تحضرني حكاية الصحابي القائد خالد ابن الوليد الذي عزله الخليفة عمر ابن الخطاب وهو في أوج انتصاره،فاستجاب طائعا كما أن القائد الجديد (الصحابي أبو عبيدة الجراح) كان قد كتم خبر تكليفه بالقيادة حتى انجلت المعركة..(هل يعيش قياديوا أحزابنا هذه الروحية المخلصة والجريئة؟.

أحدهما يرجئ الخبر مراعاة لوضع الحرب الحرجة، والآخر يتنازل بسهولة لمرؤوسه طائعا في لحظة انتشاء بالنصر ..؟!
   كما أن طول البقاء في المركز بالنسبة للحالة الكردية لم ينتج سوى تخلف..

وتشتت..

إلى أكثر من عشرة أحزاب..! وهذا وحده دليل على الخطأ في طول بقاء قيادات حولت أحزابها إلى ما يشبه جماعات(عشائر) متطاحنة،وربّت أعضاء أحزابها على التبعية المقيتة، وشوهت تربيتهم اجتماعيا، ويكاد هؤلاء أن يكونوا مرتبكين في العلاقات الاجتماعية أيضا، نتيجة تربية على الموقف الخاص من الغير..!.فالعضو الحزبي-غالبا-إما أن يرى فيك،تابعا يجب أن تخضع له؛ أو يجب عليك أنت أن تحسن إخضاعه لتبعيتك اجتماعيا أو حزبيا..!
فضلا عن اختراقات عطلت الفعالية الحزبية أو شلّته..
   لا يوجد في ذهنيته-غالبا- معنى التكافؤ والتكامل…!
……………………………………………………..

*وجدت في ظل الأحداث التي تحاول ان تشغل الشارع-أو الجمهور الكردي- بما لا يعود عليه بالفائدة سياسيا..لأنها ليست سبلا نضالية جديدة ومنتجة..وإنها لعبة قديمة جديدة في سياسة  المتنفذين –او المتلاعبين حتى – ضمن الأحزاب الكردية في سوريا ..نتيجة عجزهم عن انجاز مفيد لجمهور الشعب الكردي..فينساقون-كما زعماء العرب والشعوب المتخلفة- الى ألاعيب موهمة بشيء..وهي ليست سوى الهاء الشعب بلا شيء.فوجدت ان التذكير بأسباب أزمة الأحزاب الكردية قد يجعل الاهتمام بما هو أساسي بدلا مما هو هامشي وثانوي..الاهتمام بمصلحة الشعب وطبيعة التفكير السياسي بدلا من الانشغال بزعامة هذا او ذاك-وأي زعامة..؟؟؟!!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…