بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا

في بداية شهر أيار عقدت اللجنة المركزية للحزب جلستها العادية وتناولت قضايا عديدة سياسية وتنظيمية واجتماعية ورأت ما يلي:

1 – ما زالت المحاولات قوية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ، باتجاه عزل كل من سوريا وإيران عن المجتمع الدولي، فالعراق يشهد انحساراً للنفوذ الإيراني ، عبر تحجيم دور التيار الصدري، وسوريا يلوح لها بأنها كانت تحاول بناء قدرات نووية تعرضت للقصف الإسرائيلي، والآن تطرح إسرائيل مسألة إعادة الجولان كسبيل لعزل النظام السوري عن إيران والكف عن دعم حزب الله وحماس، وهناك احتمالات لتفجر الأوضاع باتجاه التصعيد رغم أن هذا العام سيشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية.
2 – الوضع الداخلي مستمر في التدهور لا سيما و أن البلاد مقبلة على ما يشبه المجاعة، بسبب الجفاف وموت المزروعات، خاصة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية التي هي المصدر الرئيسي للحبوب والقطن، كما أن الثروة الحيوانية مهددة بالانقراض، بينما الحكومة غير جادة في معالجة الأوضاع السيئة (الفقر – البطالة – الغلاء ….)، فبدلاً من تأمين المواد التموينية الضرورية للمناطق المنكوبة وتأمين مستلزمات الزراعة وتربية الحيوانات، عمدت إلى رفع سعر لتر المازوت من 7 ل .

س إلى 25 ل .س، وجرة الغاز من 150 ل.س إلى 250 ل.س، اعتباراً من 3 / 5 / 2008، مما أدى إلى الشلل في الحياة اليومية للمواطنين، بسبب عجزهم عن تأمين مستلزمات حياتهم واستحالة تحمل هذا الغلاء الفاحش والجنوني، وقد أضطر المزارعون إلى إيقاف تشغيل مضخات الآبار الزراعية، وهذا سيؤدي إلى تدمير المساحات المتبقية من المزروعات الشتوية والصيفية، بالإضافة إلى أن رفع الأسعار هذا أدى عمليا إلى رفع أسعار أكثر من 500 مادة      (نقل – مواد غذائية – ملابس …)، مما يهدد باحتمالات خروج الجماهير الجائعة والمحرومة إلى الشارع، وإن إقدام الحكومة على زيادة الرواتب بنسبة 25 % لا يتناسب مع رفع المازوت بنسبة 375 % .

3 – بشأن الأعمال النضالية المشتركة مع أطراف الحركة السياسية الكردية ، كانت هناك بعض الإيجابيات من خلال التصدي المشترك لمجزرة نوروز 2008 في قامشلو، وفضح سياسة القتل والتآمر على شعبنا الكردي، وقد أحيت الحركة الكردية أربعينية الشهداء في 30 نيسان في الحي الغربي في قامشلو ، إلا أن التجمع كان محدودا وقليل الفاعلية ودون المستوى المطلوب في تطوير وتصعيد العمل النضالي الميداني، من أجل محاكمة شفافة  للذين خططوا ونفذوا جرائم القتل وإطلاق الرصاص الحي المحرم دولياً.

حيث يرى حزبنا بأن النظام هو المسؤول مركزياً عن تلك المجزرة.
وبشأن لجنة التنسيق الكردي رأت اللجنة المركزية ضرورة تفعيل دورها، ووضع أسس وضوابط نظامية لعملها.

وفي المحصلة جددت القيادة تصميمها على الالتزام بواجبها في الدفاع الصلب عن القضية الكردية وعن القضايا المطلبية للمواطنين مهما كانت التبعات.
4 – أما بخصوص بعض المقالات التي نشرت في الآونة الأخيرة في بعض مواقع الانترنت، وطالت عدداً من قياديي حزبنا وأساءت إليهم من خلال مجموعة من الأكاذيب والوقائع المشوهة والمفبركة والمختلقة، فأن اللجنة المركزية تؤكد بأن هذه المقالات تعتبر جزءاً من الحملة الأمنية المنظمة التي تستهدف حزبنا الصامد، بعد أن فشلت كل محاولات الأجهزة الأمنية في النيل من الحزب من خلال القمع والاعتقالات الهادفة إلى وقف مسيرته النضالية.

وتؤكد أيضاً أن مثل هذه الأكاذيب والوقائع المختلقة العارية عن الصحة والمدفوعة من جهات مغرضة، لن تثني حزبنا عن إصراره على متابعة وتصعيد نضاله مهما كانت التضحيات، كما أنها لن تؤثر على وحدته التنظيمية الصلبة.

فمسيرة يكيتي التاريخية المميزة التي بدأت خطا تصعيدياً منذ عام 2002، لم تتوقف وسوف تستمر وتتطور حتى تحقيق أهداف شعبنا وإيجاد حل ديمقراطي عادل لقضيته القومية .
5 – وقفت اللجنة المركزية مطولا حول الوضع التنظيمي وأبدت ارتياحها من استمرار توسع التنظيم كما ونوعا، ووجهت الرفاق في الهيئات الحزبية إلى بذل المزيد من الجهود لتغطية كافة المناطق وخاصة في الريف (حيث لوحظ وجود تقصير في النشاط هناك) لرفد التنظيم بأعداد جديدة ليصبح أكثر قدرة على إنجاز مهامه وخدمة قضية شعبنا .
6 – حول وضع منظمات حزبنا في أوروبا، أكدت اللجنة المركزية على التزامها بقرارات المؤتمر الخامس من حيث استقلالية تلك المنظمات من الناحية التنظيمية.
6 أيار 2008
 اللجنة المركزية

لحزب يكيتي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الكردية السورية جُهوداً متقدمةً لتوحيد الصفوف من خلال عقد “كونفراس ” كردي جامع يضم مختلف القوى السياسية والمنظمات المدنية والفعاليات المجتمعية، بالتوازي مع الاتفاق المبرم في العاشر من آذار بين قائد قوات سوريا الديمقراطية وحكومة أحمد الشرع الانتقالية، تفاجأ المواطنون في مناطق “الإدارة الذاتية” بقرارٍ غيرِ مدروس ، يقضي برفع…

عزالدين ملا بعد ما يقارب عقد ونصف من الحرب والتشظي والخذلان، وبعد أن استُنزفت الجغرافيا وتفتتت الروح، سقط بشار الأسد كأنّه خريفٌ تأخر كثيراً عن موعده، تاركاً وراءه بلاداً تبدو كأنها خرجت للتو من كابوس طويل، تحمل آثار القصف على جدرانها، وآثار الصمت على وجوه ناسها. لم يكن هذا الرحيل مجرّد انتقال في السلطة، بل لحظة نادرة في…

إبراهيم اليوسف ليس من اليسير فهم أولئك الذين اتخذوا من الولاء لأية سلطة قائمة مبدأً أسمى، يتبدل مع تبدل الرياح. لا تحكمهم قناعة فكرية، ولا تربطهم علاقة وجدانية بمنظومة قيم، بل يتكئون على سلطة ما، يستمدون منها شعورهم بالتفوق الزائف، ويتوسلون بها لإذلال المختلف، وتحصيل ما يتوهمونه امتيازاً أو مكانة. في لحظة ما، يبدون لك من أكثر الناس…

د. محمود عباس   في زمنٍ تشتد فيه الحاجة إلى الكلمة الحرة، والفكر المُلهم، نواجه ما يشبه الفقد الثقافي العميق، حين يغيب أحد الذين حملوا في يومٍ ما عبء الجمال والشعر، ومشقة النقد النزيه، إنها لحظة صامتة وموجعة، لا لأن أحدًا رحل بالجسد، بل لأن صوتًا كان يمكن له أن يثري حياتنا الفكرية انسحب إلى متاهات لا تشبهه. نخسر أحيانًا…