كما يقول:(دافعت بشراسة عن الأحزاب الكردية دون استثناء أمام المسؤول الأمني) سواءّ استجاب ذلك الضابط لشروطك للتخلي عن حزب العمال أم رفضها دون ان يصيبك بمكروه، فمجرد سماعه لدفاعاتك عن الاحزاب الكردية ( و لا اعرف عما دافعت طالما لم تجد في رصيد هذه الاحزاب مثقال ذرة من خير) فهو يستحق (الضابط) بجدارة جائزة نوبل للسلام و يستحق الكاتب نوط الشجاعة.
أخي الكريم إذا كنت تشيطـن الحركة السياسية الكوردية في سوريا فأن الحـل و البديل ليس حزب العمال الكوردستاني التركي، انك بذلك تطلب من الشباب الانتقال من (تحت الدلف الى تحت المزراب)، سأذكر مثلآ هنا: هل تعرض أي كوردي في سوريا يومآ لتهديد من أي نوع كان من أي حزب سياسي كوردي سوري، و بالمقابل ألم يتلقى معظم الخارجين على عصـا حزب العمال على الأقل لمسـج ان (حياتك قصـيرة)، هذا عدا عن حوادث القتل و الضرب و التشويه.
أنت تقول:(لا أحد يود البحث عن سـبب عزوف الأمـير جلادت بدرخان عن السياسة و الأنخـراط في الأحزاب الكردية في سورية و إتجاهه للثقافة و الصحافة)، أنا بحـثت في ذلك ووجدت السبب في غاية البساطة، فقد تبين لي أن الأمير جلادت بدرخـان قد توفي في عام (1951) أي قبل تأسيس أول حـزب سـياسي في سوريا (1957) فكيف كان المرحـوم (سـينخرط) في الأحزاب الكردية في سوريا وهي قد بدأت بالتشكل بعد وفاته بسنين،ألا توافقني أن (الأنخراط) صعب قليلآ في هذه الحالة، كما تبين لي و لمعلوماتك أنه أسس في العام 1937 مع نخبة من المواطنين الكرد في مدينة (تربة سبي) جمعية (خويبون) استعدادآ لثورة (آكري) التي قادها احسان نوري باشا، و هذا كما ترى نضال سياسي و عسكري أكثر منه ثقافي و صحافي اليس كذلك؟
يقول الكاتب في موضع آخر : (انه لا يمكن الحصول على بيان تنديد للحزب الكردي بمجزرة سينما عامودا، و هل شجب هذا الحزب هذه المجزرة و خرج للشوارع و قتها، و لو بمظاهرة ضمت 10 أشخاص؟) و كذلك الحال بالنسبة للاحصاء الأستثنائي و الحزام العربي و محرقة سينما عامودة… أنا أتفق معه في ذلك و لكن علينا أن لا نحاكم الماضي بلغة الحاضر، ولكي نبقى في الحاضر أسـأل: هل سـجل حزب العمال الكردستاني التركي و هو صاحب الجماهيرية العريضة في سوريا أي اعتراض على هذه الجرائم و لو بعد عشرات السنين من ارتكابها طوال مدة تواجد السيد اوجلان معززآ مكرمآ في سوريا، و لكن بعد إبعاده بـدأ ذاك الحزب اثارة تلك المسائل (؟) ثم لماذا نذهب بعيدآ، إذا ترى شخصيآ أن هناك إمكانية للتظاهر فلتكن الآن و من أجل قضية شخصية تخصك و هي قضية عامة بنفس الوقت ألا و هي قضية الأحصاء الأستثنـائي، فأنت تعاني لكونك أجنبي و هناك الأخت (شـهناز خاني) مصابة بمرضان سرطان المعدة و هناك السيد حسن أبو لال يعاني من سرطان القولون منذ سنين و آخرين غيرهم بحاجة للعلاج في الخارج و لا يستطيعون لكونهم أجانب لا يملكون أوراق السفر، فأرجو أن تعلن في الصحف التي تكتب لها وجميع وسائل الاعلام عن عزمـك على تنفيذ احتجاج غدآ في أي ساحة من ساحات دمشق و أرجو أن تحدد التوقيت و ستجد ديـــار ســـليمان يسير بجانبك الى حيث تشاء و هو يحمل الطرف الآخر من اللافتة التي كتبتها و يردد خلفك الشعارات التي تريد..
هيــــا%
يقول الأستاذ الكاتب (الذي يذكر اسمه عشرات المرات في كل مقالٍ من مقالاته و يروي تفصيلات من حياته الى حد انه يكاد يذكر كم جيد وكم ممتاز نال في كل عام دراسي من الابتدائية) أنه معجب بأفكار السيد عبدالله اوجلان الى جانب مجموعة من الكتاب و هذا من حقه، و يذكر هنا أسماءً لعـدة معجـبين أذكر واحدٍ من بينهم ألا و هو (علي سيريني)، و لمن لا يعرف هذا الأخير فأليكم مجموعة من عناوين مقالاته دون ذكر السموم التي تحتويها:
ـ هل الأكراد أمة
ـ ارهاب سلطة اقليم كردستان
ـ في كردستان كالموت الانهيار سيد الموقف و الطب عليـل
ـ واقع نظام (جلعود) في كردستان و النهاية المرتقبة
ـ رسالة سرية من أرملة كردية الى اقليم الكوارث
ـ الموضوعية في صدام حسين دون معاداة او موالاة
كاتب يشكك في كون الأكراد أمة، و يصف السلطة في كردستان بأنها ارهابية، و يسخر من هذه السلطة و يتمنى زوالها و يصف اقليم كردستان بأنه اقليم الكوارث، و يتحدث عن موضوعية صدام (المسكين)، هذا الكاتب معجب بأفكار السيد أوجلان كما الأستاذ أوسي الذي يقوم بتزكيته لدينـا، فتصـور يا رعاك الله.
أما إذا تم تكريم الكاتب من قبل اتحاد مثقفي كردستان فأننا نبارك له، و لكن هذا الاتحاد يحوي في ادارته من انصار حزب العمال الكردستاني التركي ما يجعله بجدارة أحد مؤسسات ذلك الحزب و خاصة هؤلاء العاملين في مؤسساته الاعلامية، و بالمناسبة فأن الكاتب الكوردي نزار آغري، وفي مقال له نشر في موقع عامودا، قد وصف (HRKRD) بأنه عبارة عن مجموعة من “المصلحجيين، الذين يخافون من الآبوجيين” وقد بين في ذلك الوقت “انه بسبب مصالح هذا الاتحاد مع حزب عبد الله أوجلان وخوفه منه” فانه لا يتخذ أية مواقف ضد PKK – مؤتمر الشعب، و وصف آغري (HRKRD) بأنه “اتحاد السلطة لا اتحاد المعارضة”.
أما عن إنضمام المرحوم أوصمان صبري الى حزب العمال الكردستاني التركي في أواخر سنين عمره، فباعتباري لا املك المعلومات عن ذلك فاني ساتجه الى ناحية أخرى رغم استغراب البعض، فقد روى لي أحد أقرباء الكاتب الشهيد موسى عنتر و كان في زيارة له الى تركيا شكواه من المضايقات التي كان يتعرض لها على يد عناصر هذا الحزب، إذ كانوا لا يكفون عن مضايقته و مطالبته باثبات وطنيته و هو الكبير في ميدان السياسة و الصحافة و قد تعرض للسجن و التعذيب، فكانوا لا يكفون عن الطلب اليه بالانتساب الى حزب العمال، تارة يفرضون الاتاوات عليه وطورآ يطلبون اليه بالذهاب للقتال في الجبال رغم ما بلغه من العمر، فهل يكون المرحوم أوصمان صبري أحسن حالآ من الشهيد موسى عنتر.
أما عن شماعة العلاقات الكوردية مع إسرائيل و التي يريد الكاتب تخصيص مقالات لها فاني أختم بها مقالي هذا و اقول انه لا داعي للتعب، القصة المفبركة نستطيع ان نعثرعليها مباشرة و دون وساطة في أرشيف حزب البعث، و حتى لو كان الأمر صحيحـآ فهو لا يستحق سوى الأهمـال بعد أن أصبحت (السـفارة ليس في العمـارة) فقط بل في غرفة النوم.