خالص مسور
لقد رحل شيخ الشهداء بحق محمد معشوق الخزنوي عن دنياه الفانية، وفقد حياته في ظروف غامضة وبطريقة دراماتيكية مريرة ومثيرة..! وبغض النظرعمن ارتكب جريمة قتله أو تسبب في جريمة القتل، فإن الغموض لايزال يلف ملابسات الجريمة البشعة بحق هذا لقطب الأعظم، الذي قتل وهو في حمى وطنه وبين أهله وأحبابه.
وبرحيله خسر الكرد والشعب
السوري كله عالماً نحريراً، وقطباً مجتهداً في الأمور الدينية والدنيوية معاً، في وقت كانت فيه سورية أحوج ماتكون إلى عالم جليل مثله وإلى أفكاره التنويرية والتجديدية على الساحة الإسلامية، ولهذا كأني بالخطاب التجديدي في المجتمعات
/العالمثالثية/ لايزال مغلقاً ومتقوقعاً على نفسه لايقبل التجديد والتنوير، سواء في جانبه الديني، أوالقومي، أو الإجتماعي…الخ.
وبرحيله خسر الكرد والشعب
السوري كله عالماً نحريراً، وقطباً مجتهداً في الأمور الدينية والدنيوية معاً، في وقت كانت فيه سورية أحوج ماتكون إلى عالم جليل مثله وإلى أفكاره التنويرية والتجديدية على الساحة الإسلامية، ولهذا كأني بالخطاب التجديدي في المجتمعات
/العالمثالثية/ لايزال مغلقاً ومتقوقعاً على نفسه لايقبل التجديد والتنوير، سواء في جانبه الديني، أوالقومي، أو الإجتماعي…الخ.
فكان بإمكان الرجل أن يكون عامل استقراروتهدئة في الوطن السوري كله، لو لم تمتد إليه يد الأشباح في ليلة سوداء وفي غفلة من الزمن، لتنهي حياته بذلك الشكل المأساوي المرير، وهو التعذيب والضرب المبرح ثم القتل خنقاً حتى الموت، وهو الشيخ الشهيد الذي كان قد وضع نفسه في خدمة الدين والوطن بكل تجرد، وتفان، وإخلاص، وكان يترأس معهد الدراسات الإسلامية في مدينة القامشلي، وينادى بالتآخي بين الأديان، ومعاملة معتنقي الديانات الاخرى غير الإسلامية معاملة إنسانية لائقة وكريمة.
ألا أن الحق والحق يقال: كان الشيخ الشهيد يتنبأ بمستقبل زاهر للجماهير وخاصة الجماهير الكردية في سورية، وكان يرى أن أوضاع الكرد ستتحسن من الآن فصاعداً، حينما قال في حشد جماهيري في القامشلي وبالحرف: (أن شبابنا سوف لن يبيعوا الجزربعد اليوم)، كناية عن الحالة التي انحدر إليها أوضاع الكرد في سورية من جهة، وأملاً بمستقبل إقتصادي واعد بات ينتظرهم، في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية المقبلة، وفي ظل مايجري في سوربة من مقولات محاربة الفساد ورياح الإصلاح والتغييرالقادمين.
ولكننا نبعث من هنا عتاب رقيق على من يهمهم الأمرمن التنظيمات الكردية الموجودة على الساحة الكردية في سورية، أنه ليس الشيخ محمد معشوق وحده شهيداً في هذه البقعة من الأرض، بل هناك شهداء آخرون سقطوا سواء في 12 آذار أم في أماكن أخرى، كالشهيد سليمان، وفرهاد، وجوان على سبيل المثال لاالحصر، هذه التنظيمات تغفل ذكرهؤلاء الشهداء فلم تذكرهم مثلما تذكر الشيخ معشوق في مناسبة ودون مناسبة، وقد لمست ذلك في يوم عيد نيروزالفائت 2006م.
وكان المايكروفون في جهة معينة يجلجل باسم الشهيد محمد معشوق وحده، حيث لم أسمع اسم شهيد آخر يذكر معه على الإطلاق، بينما على مقربة من ذاك المايكروفون التابع لجهة حزبية أخرى كان يتردد اسمه مع شهداء آخرين بشكل معقول، أي بشكل أقل مما لدى الجهة الأولى، ولدى المحتفلين بعيد نيروز في أبوراسين لم يكن له ولالغيره من الشهداء اسم يذكر، وعلى حد علمي فقد قالت عنه جهة أخرى أن الشهيد معشوق لم يستشهد دفاعاً عن القضية الكردية.
وهكذا شكل هذا الخلاف الحزبي الضيق إشكالية قيمية حول الموقف من رموز الشهادة في الخطاب السياسي الكردي المعاصر، وقد تجلى ذلك في المبالغة بالإحتفاء باستشهاد شهيد بعينه وإهمال الآخرين منهم، وهذا ما يعيدنا إلى عقلية النخبة الحزبية التي وصفها المفكرالإيطالي (غرامشي) بفئة الضباط المنقطعين عن القاعدة والجماهيرالشعبية، والذين يعملون لأنفسهم قيل أحزايهم، ولأحزابهم قبل جماهيرهم، وهنا قد يتبادر إلى الذهن تساؤل وإنما بحذر..؟ هل اتخذ دم الشهيد معشوق لتحقيق مآرب حزبية ضيقة ياترى ..لاأدري..
ولكني أتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً؟.
فالتركيز على شهادة محمد معشوق الخزنزوي دون غيره من الشهداء، قد يعطي انطباعاً بأن الكرد لم يضحوا وليس لهم شهداء غير شهيد واحد لاغير! وإن كانوا قد ضحوا بغيره فأين نحن من ذكرهم وذكراهم …؟.
ذاك أيضاً تساؤل مشروع، إذ ليس – باعتقادي في موضوع الشهادة- هناك فرق بين شهيد وآخر فالكل أجاد بدمه بطريقة أو بأخرى أو – كما يقال- تعددت الأسباب والموت واحد.
ألا أن الحق والحق يقال: كان الشيخ الشهيد يتنبأ بمستقبل زاهر للجماهير وخاصة الجماهير الكردية في سورية، وكان يرى أن أوضاع الكرد ستتحسن من الآن فصاعداً، حينما قال في حشد جماهيري في القامشلي وبالحرف: (أن شبابنا سوف لن يبيعوا الجزربعد اليوم)، كناية عن الحالة التي انحدر إليها أوضاع الكرد في سورية من جهة، وأملاً بمستقبل إقتصادي واعد بات ينتظرهم، في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية المقبلة، وفي ظل مايجري في سوربة من مقولات محاربة الفساد ورياح الإصلاح والتغييرالقادمين.
ولكننا نبعث من هنا عتاب رقيق على من يهمهم الأمرمن التنظيمات الكردية الموجودة على الساحة الكردية في سورية، أنه ليس الشيخ محمد معشوق وحده شهيداً في هذه البقعة من الأرض، بل هناك شهداء آخرون سقطوا سواء في 12 آذار أم في أماكن أخرى، كالشهيد سليمان، وفرهاد، وجوان على سبيل المثال لاالحصر، هذه التنظيمات تغفل ذكرهؤلاء الشهداء فلم تذكرهم مثلما تذكر الشيخ معشوق في مناسبة ودون مناسبة، وقد لمست ذلك في يوم عيد نيروزالفائت 2006م.
وكان المايكروفون في جهة معينة يجلجل باسم الشهيد محمد معشوق وحده، حيث لم أسمع اسم شهيد آخر يذكر معه على الإطلاق، بينما على مقربة من ذاك المايكروفون التابع لجهة حزبية أخرى كان يتردد اسمه مع شهداء آخرين بشكل معقول، أي بشكل أقل مما لدى الجهة الأولى، ولدى المحتفلين بعيد نيروز في أبوراسين لم يكن له ولالغيره من الشهداء اسم يذكر، وعلى حد علمي فقد قالت عنه جهة أخرى أن الشهيد معشوق لم يستشهد دفاعاً عن القضية الكردية.
وهكذا شكل هذا الخلاف الحزبي الضيق إشكالية قيمية حول الموقف من رموز الشهادة في الخطاب السياسي الكردي المعاصر، وقد تجلى ذلك في المبالغة بالإحتفاء باستشهاد شهيد بعينه وإهمال الآخرين منهم، وهذا ما يعيدنا إلى عقلية النخبة الحزبية التي وصفها المفكرالإيطالي (غرامشي) بفئة الضباط المنقطعين عن القاعدة والجماهيرالشعبية، والذين يعملون لأنفسهم قيل أحزايهم، ولأحزابهم قبل جماهيرهم، وهنا قد يتبادر إلى الذهن تساؤل وإنما بحذر..؟ هل اتخذ دم الشهيد معشوق لتحقيق مآرب حزبية ضيقة ياترى ..لاأدري..
ولكني أتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً؟.
فالتركيز على شهادة محمد معشوق الخزنزوي دون غيره من الشهداء، قد يعطي انطباعاً بأن الكرد لم يضحوا وليس لهم شهداء غير شهيد واحد لاغير! وإن كانوا قد ضحوا بغيره فأين نحن من ذكرهم وذكراهم …؟.
ذاك أيضاً تساؤل مشروع، إذ ليس – باعتقادي في موضوع الشهادة- هناك فرق بين شهيد وآخر فالكل أجاد بدمه بطريقة أو بأخرى أو – كما يقال- تعددت الأسباب والموت واحد.
فالشهداء لهم عند الله وشعوبهم مقامات واحدة ليست بينهم درجات تفصلهم وتصنفهم، وحتى الحديث النبوي الشريف يقول(من وقف في وجه إمام ظالم فقام عليه فقتله، فمنزلته في الجنة بين حمزة وجعفر).
فهما سيدا شباب أهل الجنة ولكن معنوياً فقط، فأي شهيد يموت دفعاً للظلم يحظى عند الله بتلك المنزلة السامية بين الرجلين، إذ ليس هناك مقامات بين الشهداء دينياً فكيف نميز بينهم دنيوياً..؟.
فهما سيدا شباب أهل الجنة ولكن معنوياً فقط، فأي شهيد يموت دفعاً للظلم يحظى عند الله بتلك المنزلة السامية بين الرجلين، إذ ليس هناك مقامات بين الشهداء دينياً فكيف نميز بينهم دنيوياً..؟.
لاحظو أن كلمة/ من/ في الحديث الشريف لايدل على وجيه، أو وضيع، ووسيم، أو قبيح، فالشهداء تتكافأ أرواحهم ودماءهم وكلهم عند الله شهداء أبراروهم سواسية في المنزل والمنزلة ولافرق بين أحد منهم.
إذاً فلماذا هم ليسوا في الدنيا كذلك…؟ سؤال نلقيه على مسامع من أحب الشهداء وعرف أقدارهم وقيمتهم.
وفي الحقيقة قد نسمي أحدهم بسيد الشهداء كمحمد معشوق مثلاً، ولكن ذلك لايبررإهمال الآخرين بهذا الشكل الإنتقائي داخل فضاءات منظومة القيم الروحية، والرؤية المتحزبة للشهادة في ظل غياب الوسطية والإعتدال في أقدارالشهداء ومقاماتهم لدى مختلف التنظيمات الكردية.
وفي الختام علينا أن نكون منصفين تجاه الشهادة والشهداء، وألا نتجاهل ذكرهم وذكراهم، حتى لانغمط أحد منهم حقه وحقوقه.
إذاً فلماذا هم ليسوا في الدنيا كذلك…؟ سؤال نلقيه على مسامع من أحب الشهداء وعرف أقدارهم وقيمتهم.
وفي الحقيقة قد نسمي أحدهم بسيد الشهداء كمحمد معشوق مثلاً، ولكن ذلك لايبررإهمال الآخرين بهذا الشكل الإنتقائي داخل فضاءات منظومة القيم الروحية، والرؤية المتحزبة للشهادة في ظل غياب الوسطية والإعتدال في أقدارالشهداء ومقاماتهم لدى مختلف التنظيمات الكردية.
وفي الختام علينا أن نكون منصفين تجاه الشهادة والشهداء، وألا نتجاهل ذكرهم وذكراهم، حتى لانغمط أحد منهم حقه وحقوقه.