عبدالرحمن آلوجي
مما يخفف وطأة الحقد المرضي للفريق الأول المتمرغ في أوحال الأعرابية الجاهلة والملطخة بكل ألوان الحقد والخبث والدنو الأخلاقي, ممن كان وصف القرآن الكريم الذي”لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه” لائقا بهم وفاضحا لعوراتهم ومعريا لسوآتهم المنكرة والبشعة, ممن كانوا ” أشد كفرا ونفاقا” أؤلئك الذين طبع الله على قلوبهم ممن مردوا على النفاق والسلب والنهب وتمرغوا في الخيانة, وتمادوا في جهالة الدجل, ورضوا أن يكونوا مع الخوالف, ومن أوائل المرتدين.
ولكي نسلط الضوء على مفاهيم هذه الزمرة الظلامية وآرائها المسوقة بعبثية ضالة وتقوقع تاريخي فريد يقع في زمرة الكهوف المظلمة البعيدة عن أدنى درجات التحضر الإنساني, نورد أمثلة من هذه السذاجات الأمية المعادية لكل ما هو حضاري وإنساني وأخلاقي , في بعد كامل عن الحقائق العلمية والتاريخية والتراث الإنساني:
1- قحطان الشرابي : اسم ورد في موقع ” قامشلي” الالكتروني, ذكر هذا الكاتب في مقاله الذي يقدح شررا وسموما أن الكرد في سوريا وخاصة من دعاهم بالمساكين من الذين يدعون أنهم من مثقفي الكرد وقادة أحزابهم الخبثاء وفق تعبيره, دعاهم إلى” ترك أحلامهم المريضة ,وخيالهم الواهم حول وجود ما يسمى بالقومية الكردية , وأدعاءاتهم حول وجود قرى أو مدن أو اراض كردية في سوريا , ناصحا إياهم بتنجنب غضبه العروبي , حيث يكاد صبره أن ينفد, ” إذ ينصح الكرد أن يبتعدوا عن التحركات المشبوهة, وألا ينساقوا وراء حماقات أحزابهم, لأنه يخشى أن تجلب لهم المصائب وفق تعبيره لأنه كما يقول ما زال هو وزمرته الأعرابية الغاضبة : ” يكبحون جماح أعصابهم, ويعطون الحكمة دورها ” حيث يكفي الكرد أن يعيشوا بسلام وأمان , وألا يتمادوا ويشتطوا في خيالاتهم وأحلامهم المريضة حول أي حق لهم في سوريا, التي تفضلت عليهم باستضافتهم في أرضها العربية وقدمت لهم الخبز والعطاء غير المقطوع , حينما كانوا: غجرا مهاجرين من الهند ” كما يقول صنوه الأعرابي غازي عبدالغفور, حيث قدم هؤلاء الغجر من صحراء راجستان الهندية , متابعا في لهجة الواثق من نفسه : ” لقد انطبق المثل العربي على الأكراد بادعائهم ما ليس لهم:
لئن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن انت أكرمت اللئيم تمردا
وكذلك شأن هؤلاء ممن يغيرون أسماء المدن العربية من راس العين إلى سرى كانيي والقامشلي إلى قامشلو, وهم لايدركون ألا سند لهم من لغة أو حضارة, داعين إلى الاعتراف بلغة لاوجودلها , فهي لهجة خلطوا فيها العربي بالفارسي والتركي والأرمني : “آخذين من لغات شعوب دامت حضاراتها مئات الأعوام بحكم مجاورتهم لهم ” وهو ماذهب إليه معظم الفاشيين الأعراب ومن أبرزهم العرفي ومحمد طلب هلال والزكار والموصلي , مؤكدا أن الكردي إنما يفعل ذلك كله بحكم شعوره بمركب النقص: ” والانفصام الذاتي الذي عرف به, والغريب أن الكردي لا يكاد يدرك أن واحدا من أكراد سوريا” لايستخدم اللغة الكردية ,كما يتجاهل أن الدولة لو تفضلت عليهم واعترفت بلغتهم فأين يجدون المراجع والكتب الكردية التي سوف تدخل مناهج التعليم ؟؟؟ هذاإلى كون الكرد بلا لغة ولا حضارة ولافكر ولاوجود قومي أو أثني واضح كما يزعم هذا الدعي المفلس من كل دين أو خلق أو علم أو أي رادع من ضمير, سوى كونه أعرابيا فتح عينيه على الدنيا فوجد دولا وحكومات وأنظمة عربية سهر الكرد والفرس والترك والأفغان على حمايتها وتحصين ثغورها باسم الإسلام لتؤول إليه قشورا بعد أن فقدت اللب والجوهر والنقاء والعدل, وليشعر هو وأمثاله من الأعراب الأجلاف أن هذا هو مجد أبي جهل وأبي لهب.
2- زيد الخير والعرفي والزكار والموصلي وهلال, ممن رددنا عليهم في وقت اشتدت الحاجة إلى لجم سعارهم العنصري, ممن تشابهت آراؤهم وتشاكلت حول نقص الكرد وكونهم عالة على حضارات الشعوب, وكونهم مهاجرين ومقتلعين, وما ينبغي للعرب خاصة وللشعوب المجاورة أن تفعل بهم لسحقهم ومحوهم واستئصالهم من الوجود , أو تجريدهم ونفيهم أو فرض حالة من التجويع والتجهيل والحصار عليهم وعسكرة مناطقهم , ودفنهم في رمال الصحارى القاحلة.
3- وفي مقابل هاتين الزمنين الحاقدتين ومن خلفهما ثقافة الإقصاء والشطب والإنكار وأجهزتها الإعلامية والتربوية المحمومة, ومحاولات الإبادة والتهجير والتجويع والتعريب المنظم, وتغريب الشخصية الكردية وزرع حالتي العدا والاستعداء المنظمتين , من خلف ذلك كله نجد أصواتا عربية منصفة وإنسانية صديقة تتمثل في النخب والجماهير التي بدأت تدرك تدريجيا البعد الحضاري لوعي قومي ينبغي تأصيله وترجيحه على العري والسفور المنكر لضحالة قومية جاهلة, لاتزال تزرع الرعب والإرهاب والحقد في المنطقة لتشوه الوجه الناصع للفكر القومي الإنساني وتراثه العلمي ورؤيته المدنية المفترضة, مما يمكن تعزيزه والاستشهاد به, في وجه التناقض المريع والفكر القومي البدائي في النموذجين المتقدمين , لنأتي على تفنيدهما علميا , والرد على تخرصاتهما القاتلة , وزيف وخطل بؤسهما , وهشاشة وسوداوية فكر ظلامي كهفي مستبد وغارق في الجاهلية اللهبية ” نسبة إلى أبي لهب ” , وهو ما أنكرته البشرية المتقدمة حضاريا وردت على أباطيله علميا في تشابه مع النازية والفاشية .
وأبرز هؤلاء الأحرار من الكتاب والمفكرين والعلماء الأفذاذ : ” د.
محمود أمين العالم,إيهاب نافع , د.
الفقي , د.
فهمي الهويدي, د.
البرقاوي, د.منذر الفضل ,د.عبد الحسين شعبان , عبدالرحمن الراشد,د.
زهير كاظم عبود , كريم بدر , د.
طيب تيزيني, د.محمد الطائي, د.محيي الدين اللاذقاني , محمد الغانم د.رجائي فايد , د.
هاشم العقابي ود.محمود فهمي حجازي وسواهم من تشتد جبهتهم في وجه الباطل وآثامه ومجترحاته المشينة.
وغير هؤلاء من الأكاديميين والفلاسفة العرب ممن نعتز بفكرهم ونسترشد بقيمهم وآرائهم السديدة وأخلاقهم العلمية الرفيعة, ليكونوا حجة على أؤلئك الجهلة المتنكرين والناكرين لفضل الكرد ودورهم التاريخي والكفاحي المشرف عبر التاريخ ومنذ فجر وجودهم منذ آماد سحيقة لاتعرف لها بداية ” لايضاهيهم عراقة وقدما والتصاقا بالأرض سوى شعوب الصين ” كما يقول المفكر العربي الكبير “هادي العلوي ” رحمه الله.
وفي العودة بمنطق علمي جدلي إلى آراء الشرابي وزمرته , ومغالطاتهم وجهلهم لابد من تفنيدها واحدة واحدة وردها إلى أصولها الموثقة وقواعدها العلمية الدقيقة , لتكون عبرة للجاهلين وسندا للباحثين عن الحقيقة العلمية الناصعة :
1-حول ادعائه افتقار الكرد إلى مقومات الوجود القومي” أرضا ولغة وحضارة وتاريخا” نحيل هذا الفتى وأساتذته إلىأبحاث الدارسين الأكاديميين : د.
محمد فهمي حجازي وكتابه ” مدخل إلى علم اللغة ” حيث يذكر في معرض الغات الهندو أوربية الكردية كإحدى الغات الآرية القديمة المستقلة قواعد وتراكيب وسياقا مع تداخل وتقارن مع الفارسية والأوردية والغات الآرية القديمة , كما يعقد العالم والباحث الأثري الإنكليزي ” وليام إيغلتن” مقارنة طويلة بين الإنكليزيةكواحدة من الغات الآرية والكردية في بحث مستفيض يصل من خلاله إلى قدم وعراقة الكردية من اللغات الآرية الأولى , وهو ما سهل تدريسها في كبريات الجامعات والمعاهد الأوربية كالسوربون وهو ما لايعلمه الشرابي الجاهل, كما يعقد العالم الأمريكي دانا شمدث المقارنة بين الكردية والإنكليزية, ويسوق مئات المفردات المشتركة والمتقاربة مما لايسع البحث أن نوردها ونستدل على القرابة الهائلة بين الكردية والبلوشية والايرلندية والجرمانية والسلافية واللغات المنبثقة عن اللاتنية والكردية ومثيلاتهاوأروماتها الهندوأوربية , وهو ما ذهب إليه علماء اللغة والأجناس كالعالم الفرنسي ليسكو, والعلامة الألماني مار ,والروسي فاسيلي نيكيتين,يحتار الشرابي يمكن للكرد أن يوفروا مراجع لتدريس اللغة الكردية غير مدرك أن الكردية تدرس في العراق المجاور منذ عشرات السنين في جامعة بغداد والموصل ومعاهد ومدارس العراق, وأن قسما باللغة الكردية كان يذاع من إذاعة القاهرة منذ حو خمسة وأربعين عاما , وأن الجذور اللغوية للكردية تتجاوز أربعين ألف مفردة كأهم وأغنى لغات العالم , وأنها تشترك مع السومرية والهورية والآريات القديمة بآلاف المفردات ولاتزال تغتني بآلاف المصطلحات العلمية الحديثة وأنها تذاع يوميا من واشطن وكندا, وأن لها فضائياتها ومواقعها الالكترونية كإحدى اللغات العريقة والحية ولها مجامعها العلمية وقواميسها بمختلف اللغات المقابلة من عربية وفارسية وتركية وإنكليزية وفرنسية…
أما ما يتعلق بالديمغرافيا والأنتروبولوجيا وعلم الأعراق والأجناس فمما يبدو جليا أن الكاتب وزمرته البائسة يفتقرون إلى أبسط مبادئها , حيث لم يحيطوا بدراسة السكان الاصليين في منطقة الشرق الأوسط, والهجرات التاريخية المعروفة وما حصل إبان الهجرات السامية والغزوات الإسلامية من عرب الشمال مما هو من أبسط قواعد التاريخ وألزم مقرراته , حيث ذكر أساتذته من الرادة الأوائل لفكر البعث, السادة أكرم الحوراني وسليم حاطوم وساطع الحصري في مقرر جامعي , كان يدرس في جامعة دمشق , السنة الثالثة معلم الاجتماع بعنوان ” دراسات في المجتمع العربي” ص 402 مانصه : ” سكن الوطن العربي قبل العرب شعوب واقوام كالكرد والبربر ” وذلك منذما يربو على ثلاثين عاما , وهو نص دامغ في مقرر قومي يدرس في جامعة دمشق , فمن استحق أن يكون مضيفا ؟؟ وهذا النص تدعمه مئات الأوابد الأثرية في” حمو كر ونيفالي تشوري وواشكاني وليلان وأوركيش ” كرى موزان ” وتبة سارا , وخورماتو … ” ليدل علىقدم يرقى إلى أحد عشر ألف عام وهو ما وثقته المصادر التاريخية الكبرى , “كقصة الحضارة لويلديورانت” ود.
أ.
ويلسون المؤرخ الإنكليزي الذي عزا الهجرة إلى أوربا في بداية الألف الثالث للميلاد إلى ضيق مساحة أرض الحثيين في ممالكهم شمالي سوريا, ليعبروا البحر إليها, وما يؤكده المؤرخين أن الحثيين والهوريين والجوتيين والسوئيين هم من أسلاف الكرد, الذين تركوا ثروة لغوية هائلة في مفردات وسياقات وطرائق اللغات الآرية والهندأوربية, وهذا البحث أكاديمي يمكن مناقشته بالأدلة والمواثيق التي تحتاج منهجا علميا لايجيده الشرابي وزمرته الهائمة على وجهها, بوحشية وعنجهية الجنجويد ومنطقهم الاستئصالي ومدية الجزار.
2- لم يكتف الشرابي الجاهل بادعاءات تاريخية ولغوية ووثائقية يجهل كل شيء عنها , بل تمادى في التدخل في شؤون سياسية هو بعيد عنها كل البعد, حيث أساء الأدب في مخاطبة قادة الحركة الكردية الديمقراطية والسلمية والوطنية, والتي يدل تاريخها على نصاعة فكرها التحرري , حيث نعتها وقادتها حينا بالخبث وآخر بالكذب وحينا بالحماقة, محذرا إياها من التمادي وامتحان صبر هذا الأعرابي اللص والجبان من هجمة أخرى على محلات الكرد وأرزاقهم, وإلا فما معنى أنيتحكم بلجام عصبيته ؟؟ ومن الجاني والشاتم والمحرض ومن الضحية؟؟ ومن الذي ظلم واعتدى وتجاوز حدوده في الملعب البلدي؟؟ ومن أهان الرموز وأساء إلى الكرد في عقر دارهم ومن قتل ونهب وسطا وسرق ؟؟ نقول لأمثال هؤلاء الجهلة: كفاكم تهديدا ووعيدا, ونعت الآخرين حينا باللؤم وآخر بإساءة قواعد الضيافة , وتكريد المدن والأرياف العربية في تلاعب مريع وقلب سافر للحقائق, واجتراح لكل ألوان الافتراء بمنطق العنتريات البائدة والمقيتة, ونفخا في نار الفتنة,لأن العلاقات بين الشعوب أكبر من أن تنالها ألسنة ومكر الأشرار والجهلة والمرتاعين من سيرورة التاريخ ومنطق العلم والحضارة والمدنية , لأن مسيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنهج الحياة والتراث ومنطق حق الشعوب في حياة مستقرة آمنة ومزدهرة, لن تعرقله تبجحات جاهلة ورؤى عنصرية رعناء, ومنطق تحاملي بائس, لايكاد يستحق الرد إلا للاعتبار والاتعاظ والارتداع, وسوف ترتقي مسيرة الحياة بتكاتف الأحرار والأخيار…