عبدالباسط حمو
في السنة ألفين و ستة , السادس من آذار , مساءً شتائياً , خرج سعد من البيت و لم يعد, رحل من الحياة على اثر حادث سير فاجع في ألمانية , ترك برحيله الاسى و الحزن في نفوس الذين عرفوه , ترك ورائه ذكريات طيبة و مناقب حسنة و سيرة حميدة , ستبقى محفورة في الذاكرة و إن مرت السنين على الرحيل , لأنه تميز بالاخلاق النبيلة و الصفات الجميلة , عُرف بالهدوء و الرزانة و التواضع و كذلك حبه للاخر و احترام المقابل , التزم بقضايا شعبه و ناضل من اجل اهدافه بنكران الذات لم يبتعد عن همومه و ظل مدافعاً عن حقوقه , لم يسلك طريق اللامبالاة و الهروب بل واجه الواقع بصمود , لم يبحث عن ذاته فقط , بل ظل جريئاً في نضاله , لم تُغير فيه الظروف رغم تبدل الاحداث و اختلاف المشاهد , بقي مثابراً حتى النهاية سائراً على النهج السيا سي و الفكري و الأسلوب النضالي الذي آمن به في سبيل تحقيق الأهداف, الذي يسعى الآخر ايضاً الوصول إليه , لكن كان يدرك بان الآساليب و مستوى التضحية تختلف من طريقٍ إلى آخر.
كان الفقيد في كل آذار يساهم في إحياء نوروز في مدينة فولفسبورك وهو صاحب المبادرة , وتقديرراً لذكراه سوف يحييون رفاقه واصدقائه عيد نوروز هذه السنة في مدينته.
و في الحقيقة كان سعد يحمل في شخصه صفات جميلة , كان من القلائل الذين اجتمعت فيهم هذه الخصال , كان مضرب المثل في التواضع و الهدوء و روحه الإنسانية الطيبة , و لا بد لنا يا سعد في هذه المناسبة ان نخبرك ما حدث قبل أيام عبر آثير الغربة إلى هناك حيث يرقد جثمانك في ذلك التل في حج ناصر, المرابط في برية عامودا و المتاخم لجبال طوروسِ شمالاً , بان رياح طوروس في هذه السنة كان قارساً و جافاً , لم يحمل معه الغيوم الشتائية المعتادة , بل حمل من الشمال مؤامرة ,تقاطعت المصالح , تشابكت اللعبة الأقليمية , تكالبت الأنياب من الجهات الأربعة بهدف ضرب الحلم الكردي و قتل رغبته و خنق صموده نحو الحرية , لا بل فشل تجربته الرائدة في الشرق الأوسط الجديد القادم ؟؟ ظهرت الحقائق و الأحقاد اكثر و برزت النوايا المبيتة في ازقة واروقة الدهاليز المظلمة في دمشق , انقرة , طهران وحتى بغداد ايضاً, كلاً من جانبه امتشق سيفه و سل سكينه من اجل نهش الجسد الكردي و الإفتاء بالدم الكردي المستباح على أمل تكرار تلك المعادلة القديمة في تطويق كل الجهات سوى الملاذ نحو الجبال الصديق الأخير , هؤلاء راقبوا المشهد بتلذذ و رفعوا نخب الكوؤس الى ما ستوؤل اليها النهاية, دراما الحرب العدوانية الذي يقوم به بالنيابة عن الجميع احفاد أتاتورك, كان الجميع في ترقب وانتظار ما سيصدر من هولير امام المؤامرة الكبرى , راود كل واحد سؤال ؟ هل سيتكرر تراجيديا آخر كما في اعوام 46 ,75 , 91.
ترى هل يكون الركوع او الركون الى الأمر الواقع ماذا يكون الرد ؟ كان الرد كردستانياً , قراراً تاريخياً تصدى لكل المؤامرات و أفشلت كل الرهان , صان العهد خرج القرار من عرين المدرسة البارزانية, بأنه إذا وعد وفى, قطع العهد على النفس في تحريم الإقتتال الكردي مهما اشتدت الصعاب و بلغت التحديات, إلا أنه في النهاية إنتصرت الإرادة الكردية و الحكمة و الشجاعة البارزانية في هولير , فضلاً عن المقاومة البطولية لكريلا في سفوح جبال قنديل و وديان الزاب , إنه يوم 29 شباط سيسطر في ملحمة التاريخ الكردي, و كذلك الأمر ساهم وسارع في هذا النصر قرار الصادر من واشنطن بالإنسحاب الفوري و الرسالة أُُبلغت !!! فاجئ الجميع بشكل مباغت , عادوا بالأدراج خائبين تائهين مرتبكين ؟؟؟ ليس ببعيد تكرار المشاهد ولكن بسيناريوهات مختلفة……!
و في هذا المجال ايضاً لا يسعني إلا ان استذكر رحيل كل من الرفيق والاخ بافي كاوا و بافي لورين اللذان غادرانا في 10 شباط و 11 أيار من عام 2007, شاءت الأقدار ان يرحلوا الثلاثة بالطريقة المشابهة و هم في اوج العطاء النضالي و عنفوان الشباب و الزمن كان شباط ,آذار , أيار , والمكان بلاد الغربة , الحالة حادثة السير, اللقاء تراب الوطن كردستان , اللقاء و النهاية الابدية .
و بمناسبة احياء ذكرى رحيل هؤلاء الأخوة و الرفاق في تجديد العهد ماضون باننا سنذكركم و لن ننساكم و ستبقون في ذاكرتنا و نفوسنا , و كما نتقدم ايضاً بباقة ورد و زهور من آذار ربيع كردستان على اضرحتكم وثراكم في قبور , حج ناصر , قدوربك وسري كانيي , سائلين المولى القديران يغمدكم في فسيح جناته ويغفركم في رحمته.
و بمناسبة احياء ذكرى رحيل هؤلاء الأخوة و الرفاق في تجديد العهد ماضون باننا سنذكركم و لن ننساكم و ستبقون في ذاكرتنا و نفوسنا , و كما نتقدم ايضاً بباقة ورد و زهور من آذار ربيع كردستان على اضرحتكم وثراكم في قبور , حج ناصر , قدوربك وسري كانيي , سائلين المولى القديران يغمدكم في فسيح جناته ويغفركم في رحمته.