الدكتور عبد الحكيم بشار ضيف على كوجكا Roj Ava

إعداد توفيق عبد المجيد

استضافت كوجكا Roj Ava مساء يوم 13/5/2006 الدكتور عبد الحكيم بشار الذي استعرض في الندوة واقع الشعب الكردي في سوريا ، مؤكداً أن القضية الكردية في سوريا هي قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية ، وإن جميع الحقوق الأخرى ( سياسية ، ثقافية ، اجتماعية ) تبنى عليها ، وإنها تشكل الركيزة والأساس لنضال حزبنا الذي يهدف في جميع نشاطاته وفعالياته واتفاقياته إلى تحقيق هذا الهدف .

ثم تحدث الدكتور عبد الحكيم بشار عن أحداث الثاني عشر من آذار وتداعياتها الوطنية بشقيها السلطة والمعارضة ، وتداعياتها القومية والدولية ، مؤكداً أن أحداث آذار شكلت نقطة مفصلية ، وكانت انعطافة تاريخية نوعية في نضال شعبنا الكردي ، كما شكلت الركيزة التي يجب الاستناد عليها في المستقبل ، بغية تطوير عمل وآليات نضال الحركة الكردية بما يتوافق مع التطور الذي أوجدته أحداث الثاني عشر من آذار على القضية الكردية في سوريا .
وبخصوص الحركة الكردية ، أكد الدكتور عبد الحكيم بشار أنها تعاني من ضعف وتشتت كبيرين ، كما أن الإطارين ( الجبهة والتحالف ) والفصائل خارجهما أمر واقع وهذا الواقع لا يشكل ظاهرة صحية وسليمة ، وبالتالي فإن أداء الحركة بهذا الشكل من التشتت ، دون المستوى المطلوب بكثير ، خاصة أن القضية الكردية وبفضل دماء شهداء آذار ، قد خطت خطوات كبيرة إلى الأمام .
وفي هذه المداخلة التي سردت ملخصها فقط ، حيث كانت طويلة وواضحة وشفافة  استمع الدكتور إلى أسئلة ومداخلات العديد من أبناء شعبنا الكردي ، وجالياتنا في الخارج ، وأجاب عليها إجابات موضوعية ، وإليكم نص الأسئلة ، والأجوبة باختصار :
س1- إن أحداث الثاني عشر من آذار يسميها البعض انتفاضة ، والبعض الآخر هبّة ، وآخرون يسمونها فتنة أو مؤامرة ، وغيرهم  يسميها أحداث الثاني عشر من آذار .

فما هو موقفكم من ذلك ؟
ج1- أعتقد أن التسمية رغم أهميتها ، لكن الأهمية الكبرى تبقى لجوهر الموضوع ونستطيع القول : إن الثاني عشر من آذار بالنسبة لنا يعني الشهادة والتضحية ونكران الذات ، يعني وحدة الشعب الكردي في دفاعه عن حقوقه والاستماتة من أجلها ، يعني انعطافة ونقلة نوعية تاريخية للقضية الكردية في سوريا ، يعني بداية عهد جديد للقضية الكردية في سوريا ، يعني دخول القضية الكردية وبقوة إلى أجندة المعارضة السورية ، وكذلك السلطة حيث حصل الشعب الكردي على إقرار من رئيس الجمهورية بوجود شعب كردي في سوريا ، يعني بداية الاهتمام الدولي خاصة من قبل منظمات حقوق الإنسان والشخصيات الإعلامية والثقافية والبرلمانيين الأوربيين بالقضية الكردية ، إن الثاني عشر من آذار يشكل العنوان العريض الأساسي للنضال الكردي في المرحلة القادمة والرافعة الأساسية لها ، هذا هو الثاني عشر من آذار مهما كانت التسميات .
س2- هل تعتقدون أن الشكل الكلاسيكي من النضال الذي يحاول البعض سلوكه يفي بمتطلبات المرحلة ؟ أم نحن بحاجة إلى أشكال جديدة من النضال ؟
ج2- أعتقد أن الشكل الكلاسيكي الذي تذكره هو الشكل الذي ينحصر في إصدار جريدة مركزية شهرية وبيانات ونشاطات وقضايا جماهيرية وبعض المناسبات ، لاشك أن هذا الشكل من النضال لم يعد يفي بمتطلبات المرحلة ، بل يجب تطوير نشاطات وفعاليات الحركة الوطنية الكردية بحيث يشمل جميع الفعاليات ذات الطابع الديمقراطي السلمي ، وتكثيف هذه الفعاليات وتوسيعها وتعميقها ، وكذلك تطوير الإعلام الكردي والذي يعتبر متواضعاً جداً قياساً للمرحلة والزمن الذي نعيشه ، والعمل على تطوير آليات العمل الديمقراطي بكافة الاتجاهات وكافة المستويات وجميع أشكالها ، وامتلاك روح المبادرة التي تفتقدها الحركة وعدم انتظار المناسبات العامة والخاصة ، أي ربط النضال بالمناسبات ، بل جعلها وتحويلها إلى فعاليات مستمرة وفاعلة في المجتمع السوري والكردي وليست منفعلة.
س3- تحدثتم عن أن حزبكم ينطلق في نضاله من قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية ، وحزبكم من الموقعين على إعلان دمشق والذي يفتقر إلى هذا المفهوم  أليس في هذا تناقض في هذا الطرح والمفهوم ؟
ج3- لا أعتقد أن هناك تناقضاً ، فنحن  كحزب نسعى إلى الإقرار الدستوري بحق الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية ويشكل القومية الثانية في البلاد وأن يحصل هذا الشعب على حقوقه ضمن هذا الإطار ، وفي إطار وحدة البلاد ، ولكن الاتفاقات مع المعارضة السورية هي نتيجة توافقات وتفاهمات مرحلية ولا تشكل أبداً الخطوة النهائية أو السقف النهائي لمطالبنا ، فكما تعلم أن لكل مرحلة خصوصيتها وشروطها وظروفها الخاصة التي نستطيع التحرك ضمنها ، ومعظم فصائل المعارضة السورية كانت مواقفها سلبية جداً من القضية الكردية في سوريا بسبب السياسة الشمولية التي مارستها السلطة وكانت المصدر شبه الوحيد للمعلومات لمعظم السوريين ، لذلك تشكلت لدى المعارضة وخلال عقود من سلطة البعث ثقافة مفادها أن الأكراد في سوريا يشكلون خطراً وأنهم عنصريون ويسعون إلى تقسيم سوريا ، لذلك نحن ومن خلال تعاملنا مع المعارضة السورية نجحنا في إزالة هذه الصورة المشوهة عن واقع الشعب الكردي في سوريا والتأكيد على حقيقة أن الشعب الكردي يريد أن يشارك شقيقه الشعب العربي في رسم السياسات العامة للبلاد ، وكذلك التمتع بخصوصيته القومية ، ولكن الوصول إلى تفاهم تام حول مجمل القضايا الوطنية يحتاج إلى المزيد من الوقت والمزيد من الحوارات والمزيد من التفاهم وتطوير الحوار وتوسيعه وتعميقه وصولاً إلى قبول المعارضة بكل مطاليب الحركة والإقرار بوجود شعب كردي يعيش على أرضه التاريخية ، وأعتقد أن إعلان دمشق يعتبر خطوة ومقدمة لتعزيز هذا التفاهم المشترك وتعزيز الحوار وتوسيعه وتعميقه ، ولكنها ليست خطوة نهائية ولا تشكل نهاية وسقف مطالبنا كشعب يعيش على أرضه التاريخية .
س4- إن الحركة الكردية في سوريا تطالب السلطة بالإصلاحات وتحقيق الديمقراطية رغم أن الحركة لم تجري أية إصلاحات داخلها ولا تلتزم بالديمقراطية كمبدأ عام .

فكيف تفسر هذا التناقض بين الدعوة إلى الديمقراطية والإصلاح وعدم الالتزام بها ، كما نضيف إلى السؤال سؤالاً آخر وهو أننا قد درسنا لك عدة مقالات تنتقد الحركة وتطالبها بالإصلاح والديمقراطية .

هل هي وجهة نظركم الشخصية ؟ أم أنها قرار الحزب وتوجهاته ؟
ج4- أنا متفق معكم أن من لا يطبق الديمقراطية والإصلاحات لا يحق له أن يطالب غيره بتطبيقها مهما كان هذا الغير ، كما أنه يفتقد المصداقية بدعواته هذه عندما يطالب بشيء ولا يفعله أو لا يسعى إلى فعله وتطبيقه هو ، وأعتقد أن الحركة الكردية بشكل عام تفتقر للديمقراطية سوى الشكلية منها وليس في نيتها تطبيق إصلاحات جوهرية وحقيقية في المنظور القريب كما يدل على ذلك سلوكها أما عن الموضوعات التي أطرحها عن الإصلاحات فهي وجهة نظر شخصية ولكنها تلاقي قبولاً عاماً لدى الرفاق في الحزب ، وقد نشرت في موقع الحزب الانترنيتي ، وهذه علامة إيجابية وتدل على توفر وتحقق نوع من الديمقراطية لدى حزبنا ، وأعتقد أن لدى الحزب إرادة قوية لتحقيق الإصلاحات والديمقراطية وإن لم يكن بمعناها الواسع وإنما سنحاول وضع الأسس اللازمة الصحيحة لذلك في مؤتمرنا القادم .
س5- كنتم من المشاركين في مؤتمر باريس وأعتقد أنكم أدركتم مدى حاجة الحركة إلى توضيح المسائل السياسية والثقافية والاجتماعية لكي تطرحها بشكل واضح ولكي يعرف من يساندنا على أي أساس يساندنا .
ج5- حقيقة إن توضيح هذه المسائل بات من الضروريات التي لا تقبل التأجيل خاصة بعد أحداث آذار وبداية الاهتمام الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والشخصيات السياسية والبرلمانية الثقافية بالقضية الكردية في سوريا ، وأعتقد أننا كحزب قد خطونا خطوات واسعة بهذا الاتجاه ، فمؤتمرنا الأخير قد عقد قبيل الأحداث وبقيت الشعارات كما هي ولكن أستطيع توضيح ما يلي : في مداخلة لسكرتير الحزب السيد محمد نذير مصطفى في منتدى جمال الأتاسي أوضح السيد السكرتير القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية التي سنسعى لتحقيقها ( يمكن العودة إلى النص الكامل للمداخلة وهي موجودة في موقع الحزب ) كما أنني طرحت في مؤتمر باريس قضية الإدارة المحلية الذاتية للمناطق الكردية كحل سياسي للقضية الكردية في سوريا ، وكذلك جعل اللغة الكردية اللغة الأولى في المناطق الكردية والثانية في سوريا ويمكن العودة إلى النص الكامل للكلمة ، هاتان الكلمتان رغم أنها خرجتا عن قرارات المؤتمر الأخير إلا أنهما لاقتا قبولاً من قبل الرفاق في القيادة والهيئات والكوادر الحزبية الأمر الذي يؤكد أننا سننجح في مؤتمرنا القادم في جعل الكلمتين مسودة مشروع سياسي للحزب وفيهما ستتوضح المسائل السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
س6- من الملاحظ أن هناك اهتمام استثنائي ومتميز بالشهيد الشيخ معشوق الخزنوي رغم أنه رجل دين ، وقد اهتم بالقضية الكردية قبيل وفاته بعدة أشهر فقط .

لماذا هذا التمييز عن غيره من الشهداء السبعة والعشرين الذين استشهدوا أمام أعين الجميع ، أما موت الشيخ معشوق فلا يزال غامضاً ، ثم إن أولاده يتصرفون وكأنهم أوصياء على الحركة ، لماذا هذا التمييز ؟ ثم ألا تخشون من قيام تيار إسلامي كردي عن طريق أولاده بعد أن يركبوا ظهر موجة الحركة الكردية لفترة من الزمن ؟ وقد طرح هذا السؤال مجموعة كبيرة من المتداخلين .
ج6- نعم إن الشيخ محمد معشوق الخزنوي – رحمه الله – ينتمي إلى عائلة دينية صرفة ، وقد تبلور الفكر القومي لديه منذ فترة غير طويلة ، وقد ازداد هذا الفكر وضوحاً بعد أحداث آذار 2004 ومهما كان سبب وملابسات وظروف وفاته فإن الدولة وحدها تتحمل المسؤولية ، فإما أن تكشف الجناة على مرأى من الناس وتنفذ العقوبة بهم في مدينة القامشلي لكي يقتنع الناس بأنهم فعلاً هم الجناة الحقيقيون ، وإما أن الدولة هي المسببة لوفاته ، على أية حال ( الدولة هي التي تتحمل المسؤولية القانونية الأمنية تجاهه ، ولكن بالنسبة لنا لا نميز بين دماء الشهداء السبعة والعشرين ودم الشيخ محمد معشوق الخزنوي ، فكلهم أبناء شعبنا وقدموا أغلى ما لديهم وهو الروح في سبيل قضيتهم ، وإن أي تمييز بينهم هو انتقاص من قيمة الشهادة ومن قيمة التضحية ، كما أن أي مسعى للتفريق بينهم هو مسعى لإحداث شرخ في المجتمع الكردي وتصدع في وحدته الوطنية ، هو مسعى لضرب الوحدة الشعبية الجماهيرية الراسخة والمتميزة لدى الشعب الكردي ، أي تمييز بينهم سيدفع بذوي باقي الشهداء وأقاربهم إلى الندم عما قدموه من تضحيات  وسيحصل لجم وكبح لدى الجماهير الكردية في التضحية والشهادة في المستقبل طالما هناك تمييز بين الدماء وبين الشهداء ، لذلك نحن كحزب ننظر إلى الجميع بنفس المنظار ، إنهم شموع أنارت لنا درب الحرية وبدمائهم الزكية أوصلوا القضية الكردية في سوريا إلى منعطف هام ، وستتذكرهم الأجيال القادمة لقرون من الزمن .
أما بالنسبة لإمكانية إقامة حزب إسلامي كردي ، فإنني أعتقد أن هذا المشروع إن كان موجوداً لن يلاقي نجاحاً في المجتمع الكردي ، فالشعب الكردي رغم احترامه لديانته والتزامه بعقائده ، إلا أن المجتمع الكردي بشكل عام يطمح إلى إقامة مجتمع مدني ديمقراطي مؤسساتي ، كما أن الشعب الكردي قد عانى كثيراً من الأنظمة الإسلامية ، فالأنظمة الإسلامية ليس فقط لم تدافع عن حقوقه كشعب مسلم بل إنها غضت الطرف عن عشرات المجازر التي ارتكبت بحقه حتى قال أحد المفكرين ( إن الأكراد يتامى المسلمين ) وقد أصدق القول ، كما أن التجربة المريرة للشعب الكردي في كردستان إيران ووعود الثورة الإسلامية للشهيد قاسملو قبل انتصارها ، والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي ، والفتاوى التي أهدرت الدم الكردي كل ذلك أفقده الثقة بأي حزب إسلامي ، وليس لدى الشعب الكردي الاستعداد لخوض تجربة مريرة وقاسية مرة أخرى ، لذلك أعتقد أن مشروع إقامة حزب إسلامي كردي في سوريا سيكون فاشلاً حتماً .
س7- لقد وصل إلى محافظة الحسكة عدد غير معروف من الفلسطينيين ، ما هو وضعهم ؟ وما هو موقف الحركة منهم ؟
ج7- عدد الفلسطينيين الذين وصلوا إلى المحافظة هو ( 244 ) شخصاً وهم موجودون في منطقة الهول ، وهي منطقة تأوي اللاجئين وتخضع لإشراف       ( الأمم المتحدة ) وأعتقد أن بقاءهم في هذا المخيم سيكون مؤقتاً ، بعدها سيتم وضع الحل المرحلي الثاني لهم ، لا نعتقد بإمكانية توطينهم في محافظة الحسكة ، وفي حال حصول ذلك وتوطينهم في المحافظة بالتأكيد سيكون لنا موقف واضح وصريح ، وهو رفض هذا التوطين ، وسيسعى حزبنا مع باقي الأطراف الكردية والوطنية إلى منع هذا التوطين .
س8- هل الانقسامات الكردية ذات طابع سياسي أم شخصي ؟
ج8- لاشك أن تصنيف كل الانشقاقات على أساس سياسي هو خطأ جسيم لأن الساحة الكردية لا تتحمل ولا يوجد فيها هذا الكم الهائل من الاختلاف والخلاف السياسي ، أعتقد أن وجود ثلاث تنظيمات كافية في مجتمعنا :
أ‌-  تيار ذو توجه كلاسيكي محافظ قديم ( يميني ) له سياسات محافظة يعتقد أنه يمتلك الأسلوب الأجدى والأنفع لإقناع السلطة بعدالة ومشروعية قضيتنا وهو الأسلم لشعبنا ، وله مبرراته وأنصاره من بين أبناء هذا الشعب .
ب- تيار ذو توجهات يسارية يعتقد أن خير سبيل للحصول  على حقوقنا القومية هو إزعاج السلطة بدون تحفظ وباستمرار وله أيضاً مبرراته وأنصاره.
ج- تيار وسط ( معتدل ) يجمع التيارين السابقين ويسعى إلى تطوير النضال الديمقراطي بأشكاله ويوازن بين المحافظ واليساري وله أيضاً مبرراته وأنصاره ، ويمكن جمع الحركة في ثلاث تيارات ، وبالتالي ثلاثة فصائل لتشكل الأساس الواقعي لتوجهات وآراء وأفكار المجتمع الكردي بغض النظر عن تميز هذا التيار عن ذاك أو غلبة هذا التيار على ذاك ، فالتيارات الثلاث موجودة في المجتمع الكردي ويبقى لكل تيار حق المنافسة الشريفة والسعي إلى نشر أفكاره وآرائه وطريقة نضاله بين الجماهير .
س9- هل الرؤية المشتركة حول حل القضية الكردية في سوريا والتي طرحتها الجبهة والتحالف نهائية ؟
ج9- لا ليست نهائية بل هي مسودة مشروع مطروحة للنقاش رغم إقرارها من قبل قيادة الإطارين بل سنسعى إلى مناقشتها مع الأخوة في يكيتي وآزادي عبر اجتماع عام أو اجتماع يضم الحزبين المذكورين مع ممثلين عن الجبهة والتحالف لإقرار الصيغة النهائية .
س10- لماذا لم يتم الاتفاق حول مشروع كردي من قبل جميع أطراف الحركة قبل التوقيع على إعلان دمشق ؟
ج10- أعتقد أنه كان من الأفضل لو توجهت الفصائل الكردية إلى إعلان دمشق أو المعارضة بموقف كردي موحد وعبرعدد من الممثلين عن جميع الفصائل وليس ممثل عن كل فصيل ، وبالتأكيد كان هذا الموقف الموحد سيستحوذ على وزن سياسي أكبر ، ولكن هذه هي إحدى مسببات التشرذم والانشقاق بل حتى إن الأطراف المؤتلفة لم تنجح حتى الآن في إرسال مندوبين عنها ، بل إن مندوبي جميع الفصائل المنضوية تحت لوائي الجبهة والتحالف يشاركون في الحوارات وهذا جانب آخر من سيئات التشرذم والتي تحتاج بعض الوقت لزرع الثقة والتخلص من النزعة الشخصية الضيقة والتي باتت مسيطرة على كل تحركات الحركة وتشكل سبباً أساسياً لضعفها .
س11- عقدت عدة كونفرانسات في باريس وواشنطن وقريباً في بروكسل وغيرها ولم تحضر هذه الاجتماعات والكونفرانسات شخصيات أوربية رسمية فما الفائدة من ذلك ، ولماذا لا يتم عقد مثل هذه الكونفرانسات في كردستان العراق أو في سوريا ؟
ج11-  إن لهذه الكونفرانسات أهمية قصوى خاصة على الصعيدين الإعلامي والسياسي ، فعقد كونفرانس في مبنى البرلمان الفرنسي له مدلولاته السياسية ، كما أن حضور شخصيات برلمانية فرنسية ووصول رسائل تأييد من الحزب الاشتراكي الفرنسي ورئيس وزراء فرنسا الأسبق كلها مدلولات ، ولكن يجب أن يفهم أن أوربا لن تغامر بمصالحها من أجل الأكراد ، لذلك قد تتعاطف مع القضية الكردية بشكل غير مباشر وعبر الإعلاميين والبرلمانيين والشخصيات الثقافية حتى يتم بلورة واقع الشعب الكردي ، على أية حال نحن من واجبنا نسعى إلى إيصال معاناة شعبنا وعدالة قضيتنا إلى الرأي العام الأوربي والديمقراطي ومنظمات حقوق الإنسان ، وهذه الكونفرانسات تشكل الأساس لذلك ، أما عن عقد كونفرانسات في كردستان العراق فلا مانع لدينا بل نرحب بذلك ، أما في سوريا فإن السلطة لن تسمح بذلك .
س12- ما رأيكم في مسعى البعض إلى إعلان مجلس وطني كردستاني في بروكسل ؟ وهل ستحضرونه ؟
ج12- إن قضية حضور مؤتمر بروكسل لا تزال قيد النقاش ، وفي حال حضورنا سيكون حضورنا مشروطاً بعدة نقاط وهي :
1-  إن المجلس المزمع إعلانه يجب أن يكون ممثلاً عن الجالية الكردية السورية في الخارج فقط وليس عن الشعب الكردي .
2-    أن تكون غالبية المجلس من الملتزمين بالحركة أو ممن ترشحهم الحركة .
3-    أن يكون رئيس المجلس من الملتزمين أو من ترشحه الحركة .
فالشعب الكردي في سوريا يعيش على أرضه وكذلك حركته وقيادته ولا مبرر إطلاقاً من إقامة مجلس وطني في الخارج على غرار حكومة جواد الملا ، وهذه الحالات تحصل عندما تكون الغالبية العظمى من القيادات السياسية في الخارج والوضع ليس كذلك .
في الختام أشكركم جزيل الشكر

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…