تنويه بخصوص مقال السيد خالد عيسى (بياندور: الوسام الوطني الكردي)

الدكتور برجس الشويش

للأمانة العلمية والدقة التاريخية نرى من الجدير هنا، أن ننوه باحثنا الجليل، الأستاذ خالد عيسى، بتصحيح واقعة بيناندور؛ وذلك بذكر قادتها الحقيقيين.

لأن الخلط فيها يقلل من أهميته العلمية ويطعن في دقة سرده للوقائع التاريخية.


حيث حاجو آغا ومن بعده أنجاله، لهم نضالهم البارز من أجل القضية الكردية.

ويعلم هذا القاصي والداني.

في حين آنئذ لم يكن حاجو آغا قد غادر الكردستان الشمالية إلى الكردستان الغربية.

لقد حصلت المعركة بين عشائر الكرد والقوات الفرنسية في ذلك التاريخ المذكور بقيادة رجال من آل عباس رؤساء عشيرة دوركان.
فيما مضى فرضت هذه العشيرة ومعها حلفاؤها معاهدات سلام مع العرب القادمين من الحجاز والجنوب العراقي إلى المناطق الكردية الواقعة ضمن أراضي الكردستان الغربية.


قبلها أي قبل هذه الواقعة كانت زعامة هذه العشيرة على اتصال مع الشيخ سعيد بيران من أجل الثورة الكردية الكبرى في الشمال.

بعد أن علمت الحكومة التركية عن نشاط زعامة العشيرة في الاستعداد والتهيئة بكل عشائر آشيتان وآليان للمشاركة في الثورة الكردية بقيادة الشيخ بيران ضغطت على الحكومة الفرنسية من أجل منع الكرد في هذا الجزء من المشاركة في الثورة.


كانت النتيجة أن حاولت القوات الفرنسية المتمركزة في بياندور استدراج الزعامة إلى مقرها من أجل القضاء عليهم؛ حتى يصار إلى إخماد المحرك الأساسي من أجل المساهمة في تحرير كردستان شمالا وغربا.

وقد كانت الزعامة على اطلاع بالنوايا الفرنسية فلم تقبل الإذعان لطلباتها المتكررة.


بعد أن يئست قيادة القوات الفرنسية من عدم جدوى دعواتها لجأت إلى الخديعة.

وقد نجحت عندما أوفدت العشيرة أحد رجالاتها للقاء بالقيادة الفرنسية هناك.

ولم يمض وقت طويل على اللقاء؛ حتى تم اعتقالهم وقتل الموفد مع مرافقيه بأسلوب وحشي مناف كليا مع ما كانت تدعيه فرنسا آنذاك من مدنية وحضارة وإنسانية.


عندها أدركت زعامة العشيرة أنه لا بد من إبعاد الفرنسيين من مناطقهم ومناطق حلفائهم من العشائر القاطنة هناك آنذاك.

فاضطرت أن تغير مجرى الأمور، من الانشغال والاستعداد للمساهمة في الثورة الكردية الكبرى، إلى درء خطر الفرنسيين عنهم.


بعد اتصالات وتحضيرات استعدت العشائر الكردية هناك في خوض المعركة ضد القوات الفرنسية.

فخاضت عشائر آشيتان وآليان، بقيادة زعامة عشيرة دوركان، المعركة ببسالة وقضت على الحامية الفرنسية في بياندور.

وكان ذلك عام 1923م.
العودة مرة أخرى إلى ما ذكره باحثنا القدير، الذي نجله ونقدر بحوثه في المسالة الكردية، ومواقفه من قضيتنا الكلية.

أن حاجو آغا وعائلته قد غادروا الكردستان الشمالية إلى الكردستان الغربية عام 1926م أي بعد الواقعة بثلاث سنوات.

ونحن على يقين تام أن باحثا في مستوى الأستاذ خالد عيسى، لن يقبل أن تكون بحوثه موضع الشك والريبة، راهنا ومستقبلا، من قبل القراء والباحثين معا.

وما يمدنا باحثنا القدير، بين فينة وأخرى، من بحوث ثر، مغنيً بذلك معرفتنا بتراثنا وماضينا.

يؤكد لنا أنه لن يقبل أن يكون شاهد زور على الوقائع التاريخية.

فدرجته العلمية العالية، التي قلما تحلى بها كردي آخر، كافية من أن نكون متأكدين أن ما حصل هو مجرد سهو في سرد واقعة مشهورة، وعلى مستوى أبناء الجزيرة من جهة ومن طرف آخر على مستوى الكرد في الكردستان الغربية، بل وعلى مستوى الوطن السوري ككل.

ونحن متأكدون أن باحثنا الجليل سيجد طريقة لتصحيح السهو الحاصل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…