(كلنا شركاء) في حوار مع فؤاد عليكو البرلماني الأسبق و سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا

  حاوره  المحامي حسن برو

1-  حزب يكيتي الكردي كيف نشأ وما هو موقع الحزب من مجمل فصائل الحركة الوطنية الكردية ؟

كانت الانطلاقة الثانية للحزب في آذار /2000/ من خلال المؤتمر الثالث حيث بدأ الحزب هذه الانطلاقة بشبكة من الكوادر المتقدمة والقيادات التي تركت حزب الوحدة في الأعوام /95-96-97 / على إثر الخلاف السياسي الذي نشأ داخل الحزب حول المشروع النضالي والهوية السياسية للحزب آنذاك ، فتلك القيادات التي تركت الحزب ومنهم أنا بالإضافة إلى الرفاق عبد الباقي يوسف ، حسن صالح ، إسماعيل حمي ، محمد أومري … وغيرهم لا نريد ذكر أسمائهم للضرورات الأمنية

كنا نرى بأن حزبنا حزب الوحدة الذي نشأ من وحدة الأحزاب الثلاثة (حزب الديمقراطي الكردي، الاتحاد الشعبي – حزب الشغيلة الكردي) ينبغي أن يجسد حقيقة الأهداف التي تأسست عليها الوحدة وهذه الأهداف تمثلت في نقطتين: الأولى: أن عملية الوحدة تشكل ردا ً حقيقيا ً على واقع الانقسام والضعف في الحركة الكردية والثانية: أن تكون هذه الوحدة منطلقا ً لإعادة صياغة المشروع السياسي والنضالي للحركة الكردية وبما يعيد الحركة إلى الموقع الذي ينبغي أن تكون فيه وأن تشكل نموذجا ً نضاليا ً يمثل الطموح الكردي في سوريا، كما هو دون تزييف أو تشويه ورافعة حقيقية للسقف النضالي الكردي، لكن و بعد أن أكملنا عملية الوحدة وحاولنا السير بها إلى حيث كنا قد رسمناه معا ً وبعد أن مارس الحزب سلسلة من الأعمال الجماهيرية الميدانية في الأعوام / 92-93-94/ودخول الحزب مرحلة المواجهة الحقيقية والمباشرة مع النظام ومقاومة قمعه واستبداده وواجه الرفاق بقوة سجون النظام ومحاكمه الاستثنائية , كان هناك رفاق آخرين وخاصة من قيادة (الموحد) يريدون العودة بالحزب وسياسته إلى المربع الأول، مربع الركود الذي اتصفت به الحركة الكردية منذ عقود وتحت شعارات كنا قد تجاوزناها في عملية الوحدة مثل (لسنا وحدنا في الساحة… علينا الذهاب إلى التحالف… ليس من الحق أن ندفع وحدنا ضريبة النضال…الخ) أي كان هناك تراجع واضح عن السياسة المتفق عليها في عملية الوحدة ولقد ظهر ذلك جليا من خلال المؤتمر الثاني للحزب /1995 / وما بعده ودخل الحزب مرحلة الانهيار السياسي الذي انعكس مباشرة على الانهيار التنظيمي ، ولقد انتظرنا حوالي خمس سنوات ندرس بعمق فشل تجربة الوحدة من جميع جوانبها حتى استطعنا الإجابة على الكثير من الأسئلة التي كانت السبب الأساسي لفشل هذه التجربة ومن هناك كانت الانطلاقة الثانية للحزب وهو مسلح بفكر سياسي متنور ديناميكي وحالة تنظيمية متطورة نسبيا ً مقارنة مع الأحزاب الكردية الأخرى … وإرادة غير قابلة للتردد أمام أي عمل نضالي يهم شعبنا.


وحول موقعنا داخل الحركة الكردية اليوم : نقول بجرأة وتواضع بأننا نشكل اليوم العمود الفقري لهذه الحركة ويحظى حزبنا بأوسع تأييد جماهيري واستطعنا وفي فترة قصيرة أن نعيد الحزب إلى موقعه الطبيعي الذي أنشئ من اجله سواء ً على الصعيد السياسي أو التنظيمي ، كما أننا نملك علاقات جيدة مع معظم الأحزاب الكردية ونحاول أن نجد الخيوط مع كل الأطراف بما يساعد على رفع السقف السياسي والنضالي للحركة الكردية .

2- من المعروف أن حزبكم قام بنشاطات عدة ،يقول منتقديكم بأن الكثير من نشاطاتكم كان لدعاية حزبية ليس إلا فما رأيك ؟ ويرى آخرون من مكونات مجتمع الجزيرة(عرب وأشوريين وسريان) بأن الأكراد يحاولون الاستئثار بالمنطقة وبخاصة عن النشاطات التي حصلت في المناطق الكردية (الجزيرة).

قلنا ردا ً على السؤال السابق بأن عملية الوحدة فشلت لأننا اختلفنا مع الرفاق الآخرين داخل الحزب حول البرنامج السياسي والنضالي المتفق عليه بين الأحزاب الثلاثة في أيار /1992 / ولمسنا بوضوح هذا التراجع بعد /1995/ والدليل إننا وبعد أن تركنا حزب الوحدة عاد الرفاق بالحزب إلى حيث توقعاتنا, بل أكثر من ذلك فها نحن نجد رفاق الأمس هم الأكثر قربا ً من التيار الذي سميناه بالمساوم داخل الحركة الكردية , ومتحالفا ً معه لأبعد الحدود ومقتنعا ً بسياسته والترويج له .

أما منتقدينا بشأن نشاطاتنا ليقولوا ما يشاؤون لأنهم في الحقيقة يحاولون تبرير عجزهم وفتور إرادتهم النضالية ليس إلا وتحت يافطات شتى ، أما نحن فلم نقم بأي عمل خارج قناعاتنا ومنسجم مع رؤيتنا السياسية , لا بل نفتخر بأننا نحن من أسسنا لمرحلة نضالية جديدة في تاريخ الحركة الكردية لا بل في تاريخ سوريا البعث وأرسينا اللبنة الأولى في الحراك الجماهيري السوري والذي بدأنا بعد الانطلاقة الثانية بسنة ونصف فقط ( مظاهرة 2002 أمام البرلمان ) لدرجة أن شخصية مرموقة مثل الدكتور هيثم مناع قال حينها ( يبدو أن رياح الديمقراطية تهب من القامشلي إلى دمشق ) ولم تمض سنة واحدة حتى كانت الحركة الكردية والعربية تحذو حذو حزبنا في هذا الاتجاه ، تجمع /2003/ أمام مبنى رئيس مجلس الوزراء رغم أن الأطراف الكردية هاجمونا بقسوة في حينها .


أما ما يخص بممارساتنا للدعاية الحزبية اعتقد بأن من حق أي حزب أن يمارس الدعاية لمشروعه السياسي والنضالي ولا يوجد في الكون حزبا ً سياسيا ً لا يمارس الدعاية لحزبه ولوجهة نظره ، لكن يبدو أن البعض يحاول إثارة هذه النقطة كنقيصة للحد من نشاط يكيتي بين الجماهير إخفاء ً لعورتهم بقماش متهرئ ولا يطلقها إلا الأغبياء في ألف – باء السياسة .


أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال حول مكونات مجتمع الجزيرة من عرب وآشوريين وسريان والذين يزعمون حسب قولكم بأن الأكراد يحاولون الاستئثار بالمنطقة من خلال ما نقوم به من نشاطات أو من خلال تحليلنا للواقع التاريخي والجغرافي للمنطقة ، فإذا كانت ثمة مزاعم من هذا النوع فأنها دون شك مردود عليهم لأننا كنا دائما ً تواقين أن يقف الآخرون إلى جانبنا في نضالنا القومي والديمقراطي, وكنا دائما ً مؤمنين بأنهم أبناء هذه المناطق مع الكرد وينبغي احترامها واحترام هويتها ومعتقداتها لأننا لسنا من معتنقي مبدأ إلغاء الهويات, ولا زلنا نحارب سياسة النظام في إلغاء الهويات القومية ، ونحن على قناعة تامة بأنه إذا كانت ثمة مزاعم من هذا النوع فأنها دون شك تخدم أجندة النظام إن لم نقل من صنعه خاصة إذا علما أن النظام يجتهد في هذه الفترة وبقوة على القول أنها سريانية وغالبا ً بالقول أنها عربية الهوية والتاريخ والجغرافية.

3- دعنا نقف على مسألة الانشقاقات في الحركة الكردية –ومن خلال تجربتكم ما هو السبب الرئيسي وراء الانشقاقات التي حصلت في الحركة الكردية بشكل عام –وبشكل خاص في حزبكم –ولمرتين مرة عن حزب الاتحاد الشعبي و الأخرى عن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) ؟

باختصار شديد هناك ثلاث عوامل أساسية تقف خلف ظاهرة الانقسامات داخل الحركة الكردية :
العامل الأول : النظام وأجهزته الأمنية الذي يعمل بكل قوته ليل نهار على بعثرة القوى والأحزاب الكردية والعربية معا ً بما فيه رفاقه من الأحزاب المشاركة معه في السلطة ( الجبهة الوطنية التقدمية ) حتى لا يجد نفسه في مواجهة حركة سياسية معارضة قوية سواء ً كانت هذه الحركة كردية أم عربية صديقة أم معارضة .


والعامل الثاني : تتعلق بالبنية التنظيمية لهذه الأحزاب وغياب الديمقراطية في الحياة الحزبية الداخلية , فظاهرة تأبد شخصيات معينة في مركز صياغة القرار الحزبي وتشبثهم في مركز الرجل الأول يعني أن هذا الشخص لم يعد تهمه قضيته ولا حزبه بقدر أهمية مركزه بالنسبة له كشخص وبالتالي لديه الاستعداد الكامل للتضحية بكل شيء مقابل البقاء في مركزه هذا ما بدا واضحا ً من خلال شخصيتين تاريخيتين تبوءا الموقع الأول ( صلاح بدر الدين وحميد درويش ) فالحزب اليساري الكردي وفيما بعد الاتحاد الشعبي في السبعينات والثمانينات والتسعينات حصل الانشقاق فيه بسبب صلاح لا أكثر وكذلك التقدمي ، لذلك فأن استفراد شخص بقرار الحزب يعني إلغاء لدور الجماعة وبالتالي تماهي الجماعة في الفرد والتي أدى في المحصلة إلى غياب المؤسسات الحزبية وهذه ظاهرة خطيرة وهي من سمات المنظمات التوتاليتارية العسكرية ولا تنسجم مع طبيعة الأحزاب السلمية ، لذلك حرصنا منذ أن أسسنا حزب الوحدة الديمقراطي الكردي أن نؤسس لظاهرة التداول الديمقراطي لهذا المركز لكننا فشلنا في ذلك وفشلت معها عملية الوحدة تنظيميا ً وسياسيا ً كما ذكرت في جواب السؤال الأول .


العامل الثالث : سياسي بامتياز فالحياة السياسية في تفاعل مستمر مع المجتمع ومن المحيط الإقليمي والدولي وأي حزب سياسي لا يملك القدرة على التفاعل إيجابيا ً مع محيطه يصاب بالترهل والخمول وبالتالي يؤدي والواقع هذه إلى حدوث تملل سياسي حقيقي في البيئة التنظيمية للحزب ينعكس سلبا ً على تماسك جسم الحزب ويؤدي في النتيجة إلى حصول تباعد بين الأطر الحزبية من القاعدة حتى القيادة وتبدو اللوحة السياسية للحركة الكردية واضحة للمتابع ، فالتباينات السياسية بين بعض أطرافها غير خافية على أحد سواء ً من حيث تناول المصطلحات السياسية أو من خلال الأداء السياسي لها .(يكيتي ) ( الوحدة ) نموذجا ً .


كما أن هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام من خلال طرحك لهذا السؤال يبدو أن لديك تصور مسبق واتهام مسبق لنا بأننا نحن من قمنا بالانشقاق عن الاتحاد الشعبي وحزب الوحدة وهذا ما لا يليق بصحافي يفترض به الحياد والبحث عن الحقيقة ومن جميع الأطراف ( ملاحظة لأن الحزبين الوحدة الديمقراطي والاتحاد الشعبي ) بقيا في حين ظهر اسم حزب يكيتي منذ عام )2000.

4- بعد كل انشقاق كنت ترفعون شعار وحدة الحركة الكردية ألا ترى معي بأن هناك تناقض واضح مابين الشعار والواقع وبخاصة أنكم لم تلبوا دعوة حزب اليساري للوحدة الاندماجية والتي تمخض عنها حزب أزادي الكردي بعد الوحدة التي جمعت الحزبين (اليساري الكردي والاتحاد الشعبي)؟.



نحن نرفع شعار وحدة الحركة الكردية ونحن مؤمنون بهذا الشعار ، لكن لم نكن عاطفيين في التعامل مع هذا الشعار لأننا نعتقد أن نجاح أية تجربة وحدوية حقيقية ينبغي أن نوفر لها الأسس العلمية والعملية لتكون قابلة للديمومة ، خاصة ونحن نملك تجربة ثرية مع حزب ( الموحد ) وقد استخلصنا الكثير من العبر, لذلك لن نرفض الدعوات الوحدوية لكننا لن نتعامل معها بعاطفية وارتجالية ولدينا مشروع بهذا الخصوص نؤكد فيه على أولوية الوحدات السياسية ( الاتحاد ) قبل الوحدات التنظيمية , وتأكد لنا من خلال أكثر من تجربة داخل الحركة الكردية فشل التجارب الوحدوية الاندماجية المتسرعة.

هذا من جانب ومن جانب آخر نرى اليوم أن المهم والجوهري بالنسبة للحركة الكردية أن تتوافق في الطرح السياسي لحل القضية الكردية وفي آلية العمل النضالي الديمقراطي للحركة الكردية وبعدها يمكننا إنجاز العمل الوحدوي بهدوء ودون ضجة وعلى مراحل ، خاصة إذا علمنا أن ثمة شروخات عميقة في الموقف السياسي والموقف من طبيعة القضية الكردية والأساليب النضالية المتبعة ، فبعضهم لا يرى في القضية الكردية إلا قضية المواطنة وينسج تحالفاته على هذا الأساس, وبعضهم يطرحون القضية كما هي أي قضية أرض وشعب ونحن منهم أما بالنسبة لدعوة اليساري والاتحاد الشعبي للوحدة قبل إنجاز الوحدة بينها فقد طرحنا لهم موقفنا الآنف الذكر بكل صراحة بأننا مع الوحدة لكن ينبغي إنجازها على مراحل بدءا ً بالاتحاد السياسي وأوضحنا محاذير الوحدات الاندماجية قبل إنضاج أسسها الموضوعية لكنهم لم يوافقوا على طرحنا والتجربة أثبتت صحة توجهاتنا في هذا الصدد حيث واجه الرفاق في حزب آزادي صعوبات كثيرة كنا نتوقعها مسبقا ً ..

5- حزبكم شارك في انتخابات مجلس الشعب والإدارة المحلية في ظل المقاطعة الواسعة للحركة الوطنية والكردية ،فما الذي دفعكم لهذه المشاركة علماً بأن نتائجها كانت معروفة سلفاً (حسب غالبية المراقبين )وفي ظل سيطرة الحزب على كل مفاصل الحكم؟

اعتقد أن من يفهم السياقات العامة لسياستنا ومنذ انطلاقة حزبنا يمكن أن يستوعب بسهولة لماذا خضنا تجربة الانتخابات الأخيرة لأننا كنا دائما ً منسجمون مع أنفسنا , أما غيرنا فهو من يعيش التناقض مع نفسه ومع مواقفه ، لأننا لم نؤمن يوما ً بأن التحول الديمقراطي يمكن أن يحدث دون حراك جماهيري ,ويفرض على النظام الأجندة التنازلية ويوهم من يعتقد أن النظام يمكن أن يقدم الديمقراطية لهؤلاء على طبق من ذهب أو تحت ضغط البيانات الأنترنتية أو غيرها لأن التغيير المطلوب بحاجة إلى حراك إيجابي يؤثر في الواقع فلا يمكن للا فعل واللا حراك أي العمل السلبي أن يغير واقعا ً وهذه مسلمة لا يختلف عليها اثنان هذا أولا ً ، أما ثانيا ً أليس غريبا ً أن تكشف بعض الأحزاب الكردية والمعارضة السورية وبعد سبعة وثلاثين عاما ً من عمر النظام أن النظام لا ديمقراطي وأن ثمة قانون للطوارئ في البلاد وأن ثمة حزب قائد للدولة والمجتمع يستأثر بكل شيء وأن الإحصاء الاستثنائي قائم وأن قانون الانتخابات غير عادل ووو..الخ.


وكأن الدورات الانتخابية السابقة والتي شاركت فيها الحركة الكردية دائما ً كانت واحة الديمقراطية ,  ولذلك يفترض بهذه الأحزاب إما أن تدين سياساتها في المرحلة الماضية لأنها كانت تخوض هذه الانتخابات لتلميع صورة النظام كما اتهمنا من قبلها بسبب مشاركتنا في الانتخابات وإما أن تدين المقاطعة التي أقدمت عليها في انتخابات هذا العام ( مجلس الشعب والإدارة المحلية ) ولا زالت مستمرة في المشاركة في الانتخابات في المستويات الأخرى ( النقابات ).


وإذا كانت تملك الجرأة وتدين نفسها على المراحل السابقة فنقول لهم إن من يسير بهذا المنحى يعني أنه يقاطع المؤسسات وبالتالي لا يرى أية إمكانية من التغيير الديمقراطي السلمي التدريجي , لأن التغيير الديمقراطي السلمي التدريجي يعني المساهمة في تغيير الآليات الدستورية للنظام وتغيير بنية مؤسساته حتى تكون قابلة لأن تنسجم مع اللعبة الديمقراطية ، وبالتالي ينبغي أن تقاطع مؤسسات النظام بكل مستوياته والذي يعني في المحصلة ضرورة العمل على إسقاط النظام طالما أصبح العمل من خلاله ومن خلال المؤسسات القائمة غير ممكنا ً وهو الأمر الذي يتناقض جملة وتفصيلا ً مع مواقف الأحزاب الكردية التي لم تقترب حتى مجرد الاقتراب من التفكير به ، بل لا زالت جميعها ترفع شعار التغيير الديمقراطي السلمي التدريجي بما فيه كتلة إعلان دمشق .

ثم أضيف أمرا ً آخر إن من يأخذ قرار المقاطعة ينبغي أن يعمل وكأنه في معركة انتخابية وان يمارس دعاية جدية ومنظمة لإقناع الناس بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع وهنا أتساءل كم تجمعا ً جماهيريا ً نظمه هؤلاء المقاطعون في الساحات العامة حتى تكون المقاطعة فعلية وعملية وجريئة وأثبتوا للجماهير والنظام معا ً بأنهم موجودون بقوة في الشارع السوري سواء ً مشاركين أم مقاطعين .


ولكن الذي حصل أن هذه الأحزاب وبعد أن أصدروا بيانهم اليتيم بالمقاطعة انزووا في بيوتهم ليتركوا مصير الشارع بعد ذلك لحزب البعث وأجهزة النظام توجهه حيثما تشاء , ومن هنا اعتبرنا المقاطعة خدمة مجانية للنظام وليس موقفا ً عليه , واعتبرنا كذلك هذا النوع البائس من المقاطعة محاولة للهروب من الواقع وتجنب إزعاج النظام وترك الساحة له دون منافس وضعف كبير في التفكير السياسي لهذه الأحزاب في بنيتهم التنظيمية .


لذلك كان إصرارنا على المشاركة في انتخابات الإدارة المحلية لئلا نترك للنظام هكذا فرصة رغم أننا لم نكن مقتنعين بالانسحاب من انتخابات مجلس الشعب لكن ظروفا ً خاصة تتعلق بإمكان ظهور أكثر من قائمة كردية دعتنا للانسحاب تجنبا ً لانقسام الشارع الكردي أكثر مما هو منقسم .


أما ثالثا ً وهو الأهم برأيي : فأن مشاركتنا في هذه الانتخابات كان له هدف آخر أهم بكثير من النتائج الحسابية لهذه الانتخابات  وهذه الهدف هو أن نصحح صورة الحالة السياسية الكردية التاريخية ، حيث أظهرت الأحزاب الكردية في العقود المنصرمة ومن خلال مشاركتا في الانتخابات بأنها موالية للنظام وأنها غير منافسة لقوائمه لأنها كانت تخوض الانتخابات بقوائم مكملة لقوائم النظام , وهذا ما كان يعطي انطباعا ً دائما ً بأن الأكراد هم تحت عباءة النظام وأن لا مشكلة حقيقية معه بدليل إنهم يخوضون الانتخابات ضمن القوائم المكملة لقوائم النظام , أي ضمن الهامش الذي تتركه السلطة للمستقلين بمحض إرادته وكان هذا الدافع هو الحاسم بالنسبة لنا لخوض المعركة الانتخابية ، وقد خضناه لأول مرة في تاريخ الحركة الكردية بقوائم منافسة تماما ً لقوائم النظام وجبهته وحاولنا إسقاط قوائمه في أكثر من دائرة انتخابية ونجحنا في ذلك ( عامودا – قامشلي ) وهذه كانت رسالة واضحة لمن أراد أن يفهمها سواء ً النظام أو الموالين أو الذين يدورون في فلكه .

6-قام حزبكم مع الاتحاد الديمقراطي وتيار المستقبل بالاحتفال بهذه المناسبة فما كان الهدف من هذا الاحتفال ؟ علماً أنكم لم تحققوا الكثير فيها؟

نعم احتفلنا بالفوز لأننا حققنا الكثير في هذه الانتخابات فقد نجحنا والى حد كبير في منع التزوير الواسع وقد حدثت اشتباكات بالأيدي بين وكلاءنا وبين المشرفين على الصناديق , واستطعنا أن نحد من قدرة السلطة على التلاعب بصناديق الاقتراع وقد فرضنا على النظام الالتزام بالحد الأدنى من النزاهة تحسبا من تطور الموقف نحو التصعيد أكثر, وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا كبيرا وحصدنا غالبية الأصوات بحسب الأرقام التي وصلتنا من صناديق الاقتراع بعد عمليات الفرز وأثبتنا لحزب البعث وأحزاب الجبهة المتحالفة معه قدرتنا على الفوز متى توفرت قدر من الحرية في الانتخابات , وقد اعترف العديد منهم صراحة بذلك بالإضافة لذلك فقد حصدنا أرقاما كبيرة رغم أجواء الإحباط المسيطر على الشارع الكردي من الانتخابات ورغم الدعاية السلبية للأحزاب الكردية ضدنا وعلى سبيل المثال حصلنا في دائرة منطقة القامشلي على أكثر من 27000 ألف صوت وهذا برأيي رقم لا يستهان به في ظل الأجواء السلبية الآنفة الذكر أليس هذا الموقف وهذه المعركة القوية تستحق احتفالا متواضعا كالذي قمنا به نحن وحلفاءنا في المعركة الانتخابية.

7- المرجعية الكردية –بعد أن توصلت إلى صياغة مشروع الرؤية المشتركة للأطر الثلاثة ( تحالف الديمقراطي – الجبهة الديمقراطية – لجنة التنسيق) أصبحتم تختلفون على التفاصيل مثل نشر هذه الرؤية أو عدم نشرها –ونشرها في المؤتمر الوطني (أي اختلفتم في التفاصيل ) ؟فما السبب برأيك؟

في الآونة الأخيرة قرأنا مقالات وشاهدنا مقابلات تلفزيونية من قبل بعض أطراف التحالف ( التقدمي ) يحملنا مسؤولية عرقلة الحوار بشان المرجعية الكردية وللأسف فان أصحاب هذه المواقف يتقصدون تضليل شعبنا وقد التزمنا الصمت حيال هذه المواقف حتى الآن حرصا ً منا على عدم توتير أجواء الحوار التي لا زالت مستمرة ، ولكن أن يتم لي الحقائق بهذه الصورة البشعة فهذا ما لا يمكن قبوله مطلقا ً ، خاصة ً إذا علمنا بأن الأصوات الصادرة هي التي تقف حجرة عثرة أمام أي تقارب كردي جدي ، ونقصد به جناح التقدمي الموجود في التحالف يسايره في ذلك بعض أطراف التحالف , فالتقدمي اعترض على الرؤية المشتركة منذ البداية بخلاف جميع الأحزاب المؤتلفة في الجبهة والتحالف ولجنة التنسيق ، وهم لا يريدون لهذه الرؤية المشتركة أن تخرج إلى العلن ليطلع عليها الرأي العام الكردي ، فثمة وثائق ومحاضر جلسات بيننا وموجودة لدى جميع الأطراف ونحن التزمنا بما اتفقنا عليه ، لكن البعض يريد أن يتنصل من هذه الاتفاقات بطرح مسائل جانبية قد تكون تعجيزية في المرحلة الراهنة أو في غير محلها , خاصة ً إذا علمنا أننا قد اتفقنا خطيا ً وبعد نقاشات مكثفة على أن يتم نشر هذه الرؤية بالتزامن مع إقرار عقد المؤتمر الوطني وتشكيل اللجنة التحضيرية , وفي آخر اجتماع لنا كنا نحضر لتشكيل لجنة تحضيرية ونشر الرؤية فاجأنا ممثل التحالف بالقول بأننا لن نشكل اللجنة التحضيرية إلا بعد أن يتم الإجابة على بعض من أسئلتنا , أي أن نتفق على الآليات التنظيمية لعقد المؤتمر وقلنا لهم صراحة ً نحن وأطراف الجبهة إن ما اتفقنا عليه سابقا ً لا يتوافق مع ما تطلبونه اليوم وأن هذا تراجع واضح عما اتفقنا عليه وليس لدينا الاستعداد على مناقشة مسائل تعتبر من صلب صلاحيات اللجنة التحضيرية التنظيمية , أما اللجنة السياسية فقد أنجزت مهامها بالكامل ومن حقها أن تنشر ما اتفقت عليه بين الجماهير ، وهنا توقف الحوار دون تحديد موعد آخر بناء ً على طلب التحالف ، ولا زلنا نؤكد بأن خلط الأوراق من قبل التحالف وخلط المسائل التنظيمية بالسياسية يعتبر عملا ً مقصودا ًومخالفا ً لما اتفقنا عليه ويهدف بالدرجة الأساس إلى فشل الحوار نزولا ً عند رغبة التقدمي لأنه ببساطة غير مقتنع أصلا ً بالرؤية المشتركة منذ البداية والأخوة في أطراف الجبهة يعرفون هذه الحقائق بالتفصيل الممل .


ومن الجدير بالذكر أن هناك طرحا ً متقدما ً من قبل الرفاق ( البارتي – الجبهة ) يقضي بتشكيل مرجعية سياسية من قيادات أحزاب الأطر الثلاث للعمل معا ً وفق الرؤية السياسية المتفقة عليها من قبل هذه الأطر , ونحن في لجنة التنسيق أيدنا هذا الطرح بقوة ونعتبرها الخطوة الأكثر عملية في تأطير الحركة الكردية الآن ، ثم نعمل بهدوء من أجل تشكيل مرجعية وطنية من خلال المؤتمر الوطني ، لأن الظرف السياسي يحتاج إلى السرعة في توحيد الموقف السياسي .

8-حزبكم يؤمن مثل الفصائل الأخرى بالتغيير الديمقراطي السلمي ،ولكنكم لم تنظموا إلى إعلان دمشق والتي تضم غالبية القوى العربية والكردية والإسلامية والماركسية وحتى الآشورية ،وأيضاً لم تنظموا إلى جبهة الخلاص الوطني أيضاً ؟ ألا يعني هذا أن حزبكم معزول عن القوى الكردية والوطنية في الإطار العام ؟

من قرارات المؤتمر الرابع 2003 والخامس 2006 لحزبنا بخصوص التعاون مع أطراف المعارضة هو أن يكون هناك مقياسا ً محدداً للتعامل مع قوى المعارضة السورية والنظام معا ً ألا وهو موقفها من القضية الكردية لأن وجودنا السياسي مرتبط بوجود القضية الكردية ، ونحن موجودون من اجل إيجاد حل منصف لها وبالتالي نحن منفتحون على الجميع ولنا حوارات مع العديد منهم وموقفنا يتحدد من أي طرف بناء ً على قربه أو بعده من القضية الكردية , وللأسف نقول لم تقدم المعارضة حتى الآن وبكل أطيافها على موقف واضح وجريء من القضية الكردية بصرف النظر عن تلاعب هذا أو ذاك ببعض الألفاظ توحي بأنه يقدم أفضل من غيره ، إذا لا مشروع واضح لدى أي طرف لحل القضية الكردية في سوريا وكل ما يتحدثون عنه لا يخرج من إطار المواطنة وحقوق مدنية لا أكثر ، وطالما بقي موقف المعارضة يتراوح مكانها بهذه الصورة فأننا لا نجد فيه إلا استخدامنا كحصان طروادة لتحقيق مآربهم على حساب شعبنا دون أن يقدم له ما يستحقه أي النظر إلى القضية الكردية كقضية أرض وشعب وخصوصية قومية وشريك أساسي في الوطن تاريخا ً وجغرافية ً وسياسة وحقوق .


أما عن سؤالكم بأننا وبسبب عدم تحالفنا مع أي طرف من أطراف المعارضة والتي هي وحتى الآن ظواهر صوتية لا أكثر مع تقديرنا واحترامنا الشديد لرموزها ، بأننا معزولين عن القوى الكردية والعربية في الإطار العام فهذا الخطأ بعينه لأننا ووفق هذا الفهم ينبغي أن نفرط بثوابت قضيتنا حتى لا نبقى معزولين وهذا ما لا يحدث ولن يحدث ولن نشعر بالحرج قطعا ً بسبب عدم وجودنا في إعلان دمشق ، وإذا كنا نريد اليوم الانضمام إلى إعلان دمشق فأنهم سيرحبون بنا بشكل فوق تصورك , وقد أجرينا نحن في لجنة التنسيق حوارا ً جديدا ً مع قوى إعلان دمشق وبعثنا لهم برسالة خطية بهذا الخصوص كما تلقينا جوابا ً منهم ولا زال الحوار مستمرا ً حول جوهر ما أشرنا إليه ، ونرى أيضا ً بأن الأحزاب الكردية التي انضوت تحت لواء إعلان دمشق استعجلت كثيراً وبحسابات خاطئة لأنها تعاملت مع ما يسمى بقوى إعلان دمشق وكأنها تتعامل مع السلطة على قاعدة انتزاع ما يمكن انتزاعه وتناست أن مشروع إعلان دمشق مشروع مستقبلي ينبغي أن تكون الصورة واضحة بمفرداتها لحل القضية الكردية لا لبس فيها .

9- فما البديل برأيك إذا كنتم لا تجدون لكم مكاناً في (إعلان دمشق ) وجبهة الخلاص؟

ليس هناك حتى الآن بديل يمكن أن يعول عليه في إحداث تغيير حقيقي في سوريا من الداخل , لأنه لا يجد في نفسه أداة للتغيير بل أن الكل يراهنون على التغيير القادم من وراء المحيطات إذ ليس هناك عمل جدي وملموس للتغيير من الداخل من خلال الضغط الجماهيري وهذه حقيقة لا تحجبها الشعارات البراقة والكبيرة التي تفتقر إلى العمل إذ لا مصداقية لأي شعار إن لم يترافق مع عمل إيجابي يسعى لترجمته إلى واقع وهذا معيار لمقياس جدية أي طرف يسعى إلى التغيير .

10 : ما رأيك بجبهة الخلاص بعد أن عقدت مؤتمرها الثاني في برلين ؟ وهل قدمت رؤية مناسبة لحل القضية الكردية؟

لدى جوابي على سؤالكم السابق أوضحت رأينا بجبهة الخلاص ومؤتمرها الأخير الذي انعقد في برلين مؤخرا ً لم يقدم أية رؤية لحل القضية الكردية ، بل لمسنا تراجعا ً واضحا ً في استخدام مفرداته السابقة وهذا ما أثبت صحة تقييمنا لها في المرحلة السابقة .

11- رفعتم في مؤتمركم شعار كردستان سوريا فما الذي تغيير في هذه المرحلة لترفع مثل هذا الشعار؟
 
كردستان سوريا حقيقة جغرافية – تاريخية تؤكده وتقرره كل الأحزاب الكردية مستخدما ً أسلوب المواربة ، فالجميع يؤكدون أن كردستان قسمت بين أربع دول في المنطقة هي تركيا – عراق – إيران – سوريا ، أي أنهم يقولون صراحة ً أن قسما ً من كردستان تقع ضمن الخارطة الجغرافية السورية الحديثة ويطلقون التسميات الصريحة على الأجزاء الثلاثة الأخرى ويخفون التسمية على الجزء الرابع أليس هذا ما يثير الشفقة والبؤس السياسي ، ونحن لم نأت بشيء جديد بل تكمن مشكلتنا في قول الحقيقة كما هي ، وإذا كنا قد أخطأنا في السابق فهل من المنطق أن نستمر عليه بدواعي سياسية وهل يجوز حجب الحقيقة التاريخية لدواعي سياسية أو إخضاعها للمساومات وملابسات المشروع السياسي الآني على حساب الهوية التاريخية للمناطق الكردية ولا يزال الكثيرون يفهمون السياسة ويمارسونها على هذه القاعدة الخاطئة .


أما بخصوص بعض أطراف المعارضة التي تنظر إلى هذا المصطلح وكأنه دعوة للانفصال فهذا شأنهم وليفسروا ما شاؤوا من التفسيرات لأن مشروعنا السياسي واضح لا لبس فيه ولا ننساق وراء هذه الجعجعة الفارغة التي يطلقونها , وهم يمارسون علينا إرهابا ً سياسيا ً لا أكثر ولا أقل بغية دفعنا إلى التخلي عن ثوابتنا القومية والسياسية لأنهم لا يرون في القضية الكردية أبعد من قضية حقوق مواطنة متساوية في أرض عربية ، فيما نرى نحن بأننا شركاء كامل الشراكة في البشر والجغرافية والتاريخ ، وأن سوريا الحالية وطن الكرد والعرب وعلى هذه القاعدة يجب أن يتبنى الحقوق وألا يبقى كل ما يقال كلاما ً معسولا ً لا أكثر

12-ما الحل المناسب الذي تجدونه لحل القضية الكردية في سورية ؟

أن الحل المناسب للقضية الكردية في سوريا يجب أن يستند مبدئيا ً على الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا كقومية رئيسية ثانية في البلاد ، وأن يعتمد الدستور السوري المستقبلي نظام اللامركزية السياسية والتي تعتبر الحل الأمثل للتعدد القومي والديني والطائفي وبناء عليه فأن حل القضية الكردية يتم بإعادة بالتقسيمات الإدارية الحالية الراهنة بما يجعل المناطق الكردية الثلاث ( الجزيرة – كوباني – عفرين ) منطقة إدارية واحدة بحيث تمكن الشعب الكردي من إدارة شؤونه التشريعية والإدارية والقضائية بنفسه .

13- كانت لكم لقاءات مع بعض الجهات من السلطة فإلى ماذا توصلتم من خلا ل تلك اللقاءات ؟

نحن منفتحون على الجميع سلطة ومعارضة وإذا كانت ثمة جدية في الحوار للوصول إلى تفاهم حول القضية الكردية في سوريا فلن نتردد في التجاوب ، لكن ومن خلال ما قامت به السلطة من اتصالات مباشرة أو بشكل غير مباشر فلم يتجاوز أفق الحل سوى موضوع المجردين من الجنسية  وأنت تعرف وتتفق بأن الإحصاء إجراء استثنائي لا أكثر وأن الحقوق القومية الكردية لا يمكن ربطها أو حصرها في موضوع الإحصاء أو به , ويبدو أن النظام غير قادر على تجاوز مفهومه الشوفيني التقليدي من القضية الكردية وإذا ما حصل تغير في هذه العقلية فنحن على استعداد لحوار جدي وفق أسس وآليات موضوعية وتبحث في جذور وجوهر القضية لا أطرافها .

14- هناك رأي (يقول بأن حزبكم يهرب إلى الأمام للتخلص من مشاكله الداخلية والتنظيمية) وبخاصة في المؤتمر الرابع وخلاف على تغيير اسم الحزب من كردي إلى كردستاني والمؤتمر الخامس عن طرح شعار الفيدرالية للشعب الكردي في سورية ؟

لدينا في حياتنا التنظيمية الكثير من الآراء والاختلافات في وجهات النظر وهناك مجال واسع في أن يعبر كل رفيق عن آراءه بكل حرية والنظام الداخلي يساعدنا في ذلك سواء ً كانت هذه الآراء شفهية أو كتابية ، كما أن هناك نشرة للرأي الآخر تتداول بين الرفاق وتناقش جميع القضايا التي تعتبر مثار نقاش منها مقولة الكردي والكردستاني والتصور المستقبلي لحل القضية الكردية في سوريا , وقد نوقش قسمٌ كبير من هذه المواضيع في المؤتمر الأخير ( الإدارة الذاتية – الحكم الذاتي – فيدرالية كردية – فيدرالية مشتركة ) والمؤتمر أعطى رأيه وكلنا ملتزمون بما تقرره المؤتمرات الحزبية والمحطات التنظيمية التي لها صلاحيات تخولها بإجراء تعديلات على سياسة الحزب أو على النظام الداخلي مثل الاجتماع الموسع وهكذا ……
لذلك نحن لا نخشى من تعدد الآراء داخل الحزب بل هو سر نجاحنا وقوتنا ونحن نشجع على التفكير الحر المستقل عن الولاءات الشخصية واحترام الرأي الآخر وعلى مبدأ الوحدة في التنوع ، لذلك لا نجد غريبا ً أن تسمع مثل هذه الأفكار من أناس اعتادوا على نمطية معينة من التفكير وهو أن القيادة كل شيء وتقرر كل شيء والعضو الحزبي العادي متلقي للخبر والفكرة لا أكثر, وكثيرا ً ما تختزل القيادة بشخص السكرتير أو الأمين العام وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا ً .

15- وعد السيد الرئيس بشار الأسد بحل مشكلة الأجانب في محافظة الحسكة في خطاب القسم الثاني أمام مجلس الشعب ،وسن قانون للأحزاب وإجراء الإصلاحات ، ألا يعني ذلك بأن كثير من الأمور بدأ السير بها برأيك ؟

وعد السيد الرئيس بالكثير من الإصلاحات منها ما ذكرت كقانون الأحزاب وحل مشكلة الإحصاء للكرد المجردين منها منذ عام 1962 ، لكن حتى الآن لم ينجز شيء ولا يبدو في الأفق القريب بأن هناك أمورا ً ستنجز ، نحن بحاجة إلى أعمال وممارسات على الأرض لا في الخطب لذلك لا نستطيع أن نعقد الآمال على كلام قيل هنا وهناك ، فالنظام يسير وفق الآلية القديمة في الممارسة ونحن بحاجة إلى تغيير في الفكر والممارسة وانفتاح حقيقي على الشعب وهذا ما لم يحدث حتى الآن .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…