البارتي 67 عاماً من النضال في تجسيد المشروع القومي الكردستاني في سوريا

عبداللطيف محمدأمين موسى
سبع وستون عاماُ من كافة أشكال التآمر وسياسات الفصل والتميز العنصري التي مارستها الأنظمة المتعاقبة على حكم سورية لم تثني وتمنع البارتي الديمقراطي الكردستاني في سورية من النضال وتحمل مسؤوليته في التعبير عن الحقوق  القومية والوطنية  للشعب الكردي في سورية.  متمثلة في تعزيز المشروع القومي الكردستاني المستوحاة  من مدرسة البارزاني الخالد في كوردستان سورية في تجسيد حقيقي عن تطلعات شعبنا في النضال والعيش بكرامة ومقاومة كافة اشكال التميز العنصري ,ومحاولات محو الهوية القومية وأضعف الانتماء الوطني التي سعت السلطات في سورية فرضها على شعبنا  من خلال أضعاف وكسر إرادته في النضال .
جاء تأسيس البارتي في سورية في ظل التحولات والمتغيرات الجيواستراتجية التي مرت بها المنطقة وسورية على وجه الخصوص والتي عايشت  كافة مراحل سورية الحديثة وفي فترة ما بعد العدوان الثلاثي على سورية ,والفترة العصيبة من الانقلابات العسكرية  ومحاولات فرض حالة الطوارئ والإحصاء الجائر والحزام العربي ليأتي تأسيس البارتي كرد فعل على تلك السياسات الشوفينية  التي استهدفت نضال شعبنا ومحو هويته ,وكما جاء تأسيس البارتي ليجسد تطلعات شعبنا في تحقيق الحرية والنضال من أجل كسب كافة الحقوق القومية والوطنية لشعبنا في سورية ,و جاء تأسيس البارتي متأثراً ومكملاً لبروز النزعة القومية التي قادها البارزاني الخالد في ثورات أيلول وكولان وانتفاضة التحرير لمواجهة الظلم والديكتاتورية ليثبت تأسيس البارتي الذي رفع شعار تحرير وتوحيد كوردستان بأنه الحزب الذي يمثل قمة تطلعات النضال الكردستاني في مشاركة النضال لأجزاء كوردستان كافة ولاسيما كوردستان العراق .جاء تأسيس البارتي الديمقراطي الكردستاني في سورية كأول كيان سياسي كوردي في كوردستان سورية ليمثل تطلعات شعبنا في الحرية والنضال, وليعبر عن الإيمان العميق بعدالة قضية شعبنا الكردي في سورية  من خلال الإيمان بالتعايش السلمي والمشاركة في بناء سورية الحديثة التي حاول البعث حرمانه منها عبر  تشويه  الحقائق وبث الأكاذيب في الترويج لنظرية بأن الشعب الكردي  يسعى دوماً لإقامة كيان وذات نزعة انفصالية في عدم تقبل المكونات السورية الاخرى, وتلك الأكاذيب التي سعى البعث إلى ترويجها من أجل احداث التفرقة بين المكونات في سورية  في محاولاته  لإخفاء خططته التي بدأت بمشروع محمد طلب الهلال والحزام العربي والاحصاء الجائر وانتزاع وحرمان شريحة واسعة من الكرد من الجنسية السورية وغيرها من المشاريع الفصل العنصرية ليأتي إيمان البارتي في التعايش السلمي مدحضاً لكل تلك النظريات التأمرية , ولياتي نضاله سلمياً في توعية الجماهير الكردية والعربية لحجم وخطر تلك المشاريع والمؤامرات العنصرية عبر مظاهرات سلمية واحياء كافة المناسبات الكردية وتمجيد الرموز الكردية ليدفع البارتي ثمن نضاله هذا النصيب الأكبر من بطش النظام البعثي في اعتقال قيادته المؤقتة سعياً منه لأنهاء النضال الكردي في سورية, وإنهاء مسيرة البارتي النضالية ورغم كل تلك الوسائل من البطش والتنكيل  بقي البارتي صامداً ومؤمنا بشعاره العظيم الذي يمثل قمة نبل رسالته القومية الأ وهو تحرير وتوحيد كوردستان ,وعلى الصعيد القومي للبارتي كان شعاره المعبر عن رسالته القومية وإيمانه بعدالة ونبل مدرسة البارزاني الخالد والرسالة العظيمة والفكر النير الذي ينتقل بين الاجيال كشعلة لتنير دروبهم في النضال . هذا الواجب القومي  تمثل في مساعدة ودعم نضال البارتي ديمقراطي الكردستاني العراق الذي حمل هو أيضاً مسؤولية النضال لتحرير كوردستان العراق  عبر قيادة ثورة ايلول وكولان وانتفاضة التحرير حيث قام البارتي  بأرسال الكوادر النشطة في مساندة الثورة واستشهاد الكثير منهم من أمثال الشهيد (على عمر)من ريحانية  وابن خالتي الشهد (محمد خليل سيبو) ابن قرية كركي سلمى, ولا يسعني هنا الا وأن انحني اجلالا  لأرواحهم الطاهرة وكل الشهداء اللذين لم تسعفني الذاكرة في ذكر أسمائهم و لتعبر دمائهم الذكية عن وحدة تراب كوردستان ,وكما عبر البارتي عن دوره النضالي القومي في تنظم البارتي في سورية المساعدة العفوية التي اراد شعبنا في كوردستان سورية تقديمه لثورة ايلول وكولان وخاصة انتفاضة التحرير من توفير المواد الاولية عبر تنظيم تلك المساعدات في مكاتبه وايصالها بكل سرية عبر كوادره الى عبورها للحدود .وعلى الصعيد الوطني ولاسيما في الازمة السورية لم يتخلى البارتي عن الجماهير المؤمنة بعظمة نضاله ونبل رسالته المستوحاة من نهج البارزاني الخالد حيث وضع البارتي نصب عينه  تحمل مسؤوليته امام الجماهير الكردستانية في سورية مهما كانت النتائج عبر دعوة الجماهير الى عدم الانجرار وراء العواطف الجياشة التي لربما ستقود المنطقة الى المصير المجهول بل دعا الى التحلي بالوعي وسعى الى تنظيم نضاله عبر تولي وتحمل مسؤولية تأسيس المجلس الوطني الكردي برعاية ودعم مباشر من المرجع الكردستاني مسعود بارزاني لتنظيم نضال كافة الاحزاب والكيانات والمنظمات الجماهيرية المؤمنة بالنضال من أجل التحرير من الظلم والديكتاتورية حيث شكل تأسيس المجلس الوطني الكردي الحلقة القوية في النضال السلمي من أجل ايصال كافة الحقوق القومية والوطنية لشعبنا الى كافة الجهات والمنظمات والدول المؤمنة والمهتمة بقضيتنا الكردية والمحاور التي تقود الأزمة في سورية والمنطقة جاء دور البارتي جلياً في ايصال مطالب شعبنا وقضتنا الى كافة المنابر الدولية وكافة عواصم القرار العالمي المهتمة بإيجاد حل للمسائلة السورية ,وكذلك عمل البارتي الى تنظيم الكوادر وأنشاء الكثير من المنظمات الطلابية الشبابية كاتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني روجافا في تقديم وتسخير الكوادر لقيادة مسيرة تلك المنظمات وتنظيم نضالها ,وكذلك كان للبارتي الدور الكبير في تقديم التسهيلات في تنظيم وتسهيل التحاق الكثير من الشباب في قوات بيشمركة روز. في المحصلة, يمكن القول بأن كافة السياسات والاساليب القمعية التي تستهدف البارتي وكوادره ومكاتبه بشكل يومي في كوردستان سورية أنما تؤكد عظمة رسالته في تمثيل المشروع القومي الكردستاني في كوردستان سورية, وسيبقى صامداً في وجه الهجمة الشرسة التي تحاول أضعافه واستهداف مسيرته النضالية متناسين بأن البارتي منذ التأسيس تجاوز مراحل وظروف أصعب من التي نمر بها الأن
في ذكرى تأسيس البارتي ألف  تحية إكبار واجلال لأرواح  شهداء كوردستان وفي مقدمتهم البارزاني الخالد.
الف تحية اعتزاز واجلال لأرواح الرعيل الأول المؤسس للبارتي.
ألف تحية حب واعتزاز لتضحيات البيشمركة الابطال في ميدان النضال.
ألف تحية اعتزاز لبطولات شعبنا وصموده في كوردستان سورية في الوقوف في وجه كافة اشكال التآمر
عاش علم كوردستان مرفرفاً شامخاً في سماء كوردستان.
الموت والخنوع للأعداء البارتي والمشروع القومي الكردستاني.
عاش نضال شعبنا على نهج البارزاني الخالد الى توحيد وتحرير كردستان.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…