حقيقية, انها خطوة جريئة موضوعية ومنصفة، أن يعلن تجمع سوري معارض لايستهان بدوره وبالقوى والأنصار المنضوية في اطار عمله المعارض في الداخل والخارج، بالاقرار على حق تقرير المصير للشعب الكوردي المضطهد في سوريا في هذا الظرف الموءاتي لطرح وتبني مثل هذه الحقوق المشروعة المتناسبة مع المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، والتي باتت القوى الدولية الديموكراتية وخصوصا في السنوات الأخيرة تدعم وتشجع سياسيا وحتى عمليا أيضا لهذه المبادئ النبيلة ولمسائل نشر الحريات والديموكراتية والاستقرار ومكافحة الارهاب في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة.
وهنا لا بد من القبول بأن ايجاد الحلول الديموكراتية والعادلة لهكذا مسائل، هو الذي يقوي ويسهل الوصول الى التلاحم والتطور الاجتماعي والاقتصادي الوطني، ويبعد احتمال الانقسام والتدخلات الخارجية.
وبهذا الخصوص، يمكن الاشارة الى الجوانب السلبية لرؤية بعض المجموعات والنخب السورية والمعارضة الأخرى التي لاتزال تنظر بمنظار ضيق وأحيانا شوفيني لحل المسألة الكوردية هناك، والتي ينطلق البعض منها بازعاجها وشوفينيتها حتى من منطلقات القومية التركية المتعصبة اتجاه الملف الكوردي في سوريا أيضا، رغم أن بعضا من هؤلاء لايزالون يختفون أنفسهم, منذ اندحار القوات العثمانية على الأيادي الأوروبية الناصعة وطردها من سوريا سابقا, تحت العباءة القومية العربية السمحة أو تحت الخيمة الاسلامية الكريمة.
فهم يزعمون دوما فقط على الهوية العربية والاسلامية للشعب السوري، وينكرون ببساطة ودون تأنيب الضمير الهويات والأديان الأصلية الأخرى للمجتمع السوري، بل والبعض منهم لايريد حتى تذكير مدلول الشعب الكوردي في دساتيرهم ومواثيق برامجهم السياسية.
غير أنه ومن حسن الشنص، هو أن الظرف الذهبي الحالي وبوجود العديد من القوى السورية المؤمنة بقضايا الحريات والعدالة الاجتماعية، أصبح أكبر بكثير من أولئك وحتى من ورثة أسيادهم الطورانيين العثمانيين ومن السلطة البعثية الدكتاتورية الشوفينية معا.
فان الظرف هو زمن احقاق الحق وازهاق الباطل، مهما تورن وتهستر هؤلاء أصحاب القلوب السوداء والذهنيات الاستبدادية.
وهذا ما تجلى واضحا على الأقل، خلال التبجح والتهديد التركي الشوفيني الأخير باجتياح أقليم كوردستان العراق تحت ذريعة الهجوم على “ب ك ك”، فكان العديد من القوى الدولية والأقليمية أن وقفت بالمرصاد أمام ذلك التبجح والتهديد الشوفيني، وذلك من خلال قيام الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الروسي ) أيضا هذه المرة، فمن حسن الشنس أن روسيا هي مهتمة دوما بممارسة الضغوط على السلطات التركية)، الأمانة العامة للأمم المتحدة، الفاتيكان وحتى جمهورية ايران أيضا، بتحذير السلطات التركية من ارتكاب الاجتياح المذكور، بل حضها على استخدام الأساليب السياسية والدبلوماسية لتلك الازمة المصطنعة أصلا تركيا, وبالتالي ليتم ارباك وفرملة ذلك التبجح والغرور لأولئك الذين هم من بقايا وورثة بعض القبائل الرحل التي هاجرت هربا من شحة وسائل العيش في براريها الأصلية وامام التوغلات المغولية هناك, والتي قدمت من أواسط براري آسيا منذ بدايات القرن العاشر الى شمال شرق ايران ومنها الى آسيا الصغرى وبلاد الشام والرافدين وغيرها، لترتكب وتقوم بتخريب وتدمير أسس حضارات شعوب هذه البلدان، ولاحقا حتى حضارت بعض الشعوب الأوروبية أيضا بغياب توفر الأسلحة النارية التقنية آنذاك.